ما ستجده في هذا المقال:
أظهرت الدراسات أن فترة المراهقة هي واحدة من أصعب الفترات في حياة الإنسان. خلال هذه الفترة، يمر المراهقون بتغيرات جسدية ونفسية كبيرة، مما يؤدي إلى صعوبات في التواصل مع الأهل. فإن كنت تتساءل عن كيفية التعامل مع ابني المراهق الذي لا يكره التحدث معي، فدينا استراتيجيات فعّالة لتعزيز التواصل من جديد.
كيف أبدأ الحديث مع ابني المراهق والتعامل معه؟
ميل المراهقون في هذه المرحلة العمرية إلى الانسحاب والتوجه نحو أقرانهم ومعلميهم. هذا الانسحاب يزداد إذا لم يشعروا بالراحة في التحدث مع والديهم أو إذا اعتقدوا أن والديهم غير متاحين لهم، مما يزيد من شعور الوالدين بصعوبة التواصل مع أبنائهم في هذه المرحلة العمرية.
لكن من خلال اتباع النصائح والاستراتيجيات التالية يمكنك مساعدة ابنك على الانفتاح أكثر للتواصل (Communication) معك وجعل المحادثة أكثر سهولة. ومن هذه النصائح:
إدراك اختلاف تحديات المراهقة باختلاف الزمن
بسبب التطور التكنولوجي السريع، وارتفاع توقعات المجتمع، وتزايد المنافسة، تزداد مستويات التوتر والقلق لدى المراهق. فوسائل التواصل الاجتماعي، والضغوط الأكاديمية، وتكاليف التعليم المرتفعة، والتهديدات الأمنية، كلها أمور تزيد من الضغوط النفسية لديه. لذا، من المهم أن نكون صريحين مع أبنائنا ونعترف بأننا لا نفهم دائمًا ما يمرون به، تمامًا كما قد لا نفهم نحن ما يمر به آباؤنا.
جعل الأمور واضحة
للحصول على أفضل النتائج في محادثاتك مع مراهقك، خصص وقتًا محددًا للتحدث معه وجهًا لوجه. ولكن، إذا كنت تواجه صعوبة في بدء المحادثة، فجرب بدءها أثناء القيام بنشاط مشترك، مثل المشي أو القيادة. هذا يمكن أن يخلق جوًا أكثر استرخاءً ويحفز الحوار.
المشاركة في الأنشطة معاً
حاول أن تتكيف مع جدول ابنك المزدحم. قد يكون من الصعب إيجاد وقت مناسب لقضاء وقت معه، لكن حتى القليل من الوقت الجيد يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
إبداء الثقة
من الطبيعي أن ترغب في حماية طفلك من الأخطار، ولكن تذكر أن إغلاق باب الحوار قد يدفعه إلى البحث عن إجابات في أماكن أخرى. بدلاً من ذلك، حاول أن تكون متفتحًا على أسئلته، حتى لو كانت حساسة. هذا يجعله يشعر بالثقة فيك وبأنك تهتم بآرائه ومشاعره. تذكر، التواصل المفتوح هو مفتاح بناء علاقة قوية مع ابنك المراهق.
الدخول في حوار
بدلاً من طرح أسئلة عامة مثل “كيف كان يومك؟”، يمكننا استخدام أسئلة مفتوحة تشجع أبنائنا على التفكير والتحدث بشكل أعمق. هذا يساعدنا على فهم حياتهم بشكل أفضل وبناء علاقة أقوى معهم.
ممارسة الاستماع النشط
الحوار مع المراهق ليس محاضرة، بل تبادل للأفكار أو المشاعر. عندما يتحدث ابنك، حاول أن تضع نفسك مكانه وفهم (Understanding) وجهة نظره. هذا لا يعني أنك توافق على كل ما يقوله، ولكن يعني أنك تحترمه كشخص له أفكاره الخاصة.
تعلم تنظيم العواطف
عندما يتصرف المراهقون بشكل سيء، من الطبيعي أن نشعر بالغضب والإحباط. ولكن من المهم أن نحافظ على هدوئنا ونحاول فهم ما يمرون به. عندما نرد بعنف أو نرفع صوتنا، فإننا نزيد الأمور سوءًا. بدلاً من ذلك، دعونا نحاول التواصل معهم بهدوء وحزم.
إذا كانت المحادثة تصبح حادة، لا تخف من قول ذلك بصراحة. اشرح لابنك أنك بحاجة إلى وقفة قصيرة لتجميع أفكارك.
ما هي أساليب التواصل والتعامل الفعالة مع ابني المراهق؟
تؤثر الضغوط الاجتماعية على طريقة تعبير المراهقين عن مشاعرهم. فالكثير من الأولاد يشعرون بأن عليهم أن يكونوا قويين وأن يخفوا مشاعرهم. هذا الأمر قد يجعل من الصعب عليك التواصل مع ابنك حول ما يشعر به. وبالتالي يشعر الآباء بالصعوبة في التواصل مع أبنائهم لمراهقين. ولكن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعدك على بناء علاقة قوية مع ابنك، ومن بينها:
- كن مختصراً وواضحاً عند التحدث مع ابنك المراهق. قدم له النقاط الرئيسية التي تريد مناقشتها واحدة تلو الأخرى، وامنحه الفرصة للرد على كل نقطة.
- التواصل البصري المفرط قد يخلق نوعًا من الضغط على المراهق. قد يكون التحدث معه في بيئة أكثر استرخاء، مثل السيارة، أكثر فعالية في فتح قنوات التواصل.
- قد يجد ابنك المراهق من الأسهل التحدث أثناء القيام بأنشطة مشتركة. فأنشطة مثل الطهي أو اللعب يمكن أن تخلق جوًا أكثر استرخاءً وتساعد في فتح حوار.
- حافظ على هدوئك قدر الإمكان عند التعامل مع ابنك المراهق. فغضبك أو إحباطك قد يجعله أكثر انطواءً ويبتعد عنك.
اعطِ ابنك المراهق الوقت الكافي للتفكير في ما قلته. لا تتوقع أن يتغير سلوكه فوراً. يحتاج المراهقون إلى وقت لمعالجة المعلومات وتغيير سلوكهم.
كيفية التعامل مع مشاعر ابني المراهق السلبية
تهدئة الابن المراهق مختلفة عن تهدئة الطفل، فبدلاً من محاولة “إصلاح” مشاكله، حاول فقط أن تستمع وأن تفهم ما يشعر به. مع التركيز على:
- لا تخفف من شأن مخاوف ابنك بشأن المشروع العلمي. بدلاً من ذلك، اعترف بمشاعره أو أخبره أنك تفهم شعوره بالقلق. يمكنك الاقتراح عليه أن يجري اختبار القلق أيضاً.
- لا تحاول إصلاح مشاعر ابنك فوراً. دعِه يشعر بالحزن، وكن هناك للاستماع إليه وتقديم الدعم (Support) العاطفي الذي يحتاجه.
- لا تتعجل في حل مشكلة ابنك بعد فشله. دعِه يعيش هذه التجربة، ويستوعبها، ثم ساعدِه في اتخاذ القرار المناسب.
- صحة المراهق النفسية مهمة مثل صحته الجسدية. إذا لاحظت أي تغيرات في سلوك ابنك تدل على قلق، فلا تتردد في طلب المساعدة المهنية.
كيف يمكن وضع حدود واضحة لابني المراهق والتعامل في حال العقاب؟
تربية المراهق تتطلب وضع قواعد واضحة وعواقب محددة. عند مواجهة أي مشكلة، اتبع نهجًا مباشرًا وواضحًا مع ابنك. لذلك فكر بما يلي:
- يجب التعاون مع المراهق على وضع قواعد منزلية واضحة. هذه القواعد يجب أن تكون عادلة وعملية، وتساهم في الحفاظ على جو من الود والاحترام في الأسرة.
- لضمان فهم الجميع للقواعد والحدود، يمكن للأسر وضع اتفاقية مكتوبة تحدد السلوكيات المتوقعة من جميع أفرادها.
- يجب أن يتفق الآباء والأبناء على العواقب التي ستواجههم في حالة خرق القواعد. هذه العواقب يجب أن تكون عادلة ومناسبة لسلوكهم.
- تعويض الضرر هو وسيلة فعالة لتعليم المراهق المسؤولية. يمكن أن يشمل هذا التعويض المالي أو القيام بأعمال إضافية لإصلاح ما أفسده.
العقاب الشديد ليس هو الحل الأمثل للتعامل مع سلوك المراهق. قد يؤدي إلى الشعور بالمرارة والغضب، وبالتالي تقويض العلاقة الأسرية.
كيف أتعامل مع تغيرات سلوكيات ابني المراهق؟
المراهقة مرحلة انتقالية صعبة، وقد يعكس هذا السلوك تحديات نفسية يمر بها ابنك. فقد يبدو غضب ابنك المراهق وكأنه تحدٍ مستمر، ولكن فهم الأسباب الكامنة وراءه يمكن أن يغير الطريقة التي تتعامل بها معه.
تذكر أن الغضب غالبًا ما يكون رد فعل على مشاعر أخرى، مثل الإحباط أو القلق. بدلاً من التركيز على السلوك نفسه، حاول:
- استكشاف ما يختبئ تحته.
- مساعدته على تعلم مهارات جديدة لإدارة غضبه، مثل التنفس العميق أو التأمل.
- بناء علاقة أقوى معه مبنية على الثقة والاحترام المتبادل.
كلمة من عرب ثيرابي
في ختام مقالتنا، تذكّر أن التواصل الفعّال مع ابنك المراهق هو مفتاح لفهمه ودعمه. إذا كنت بحاجة لمزيد من الإرشاد (Guidance)، فإن عرب ثيرابي هنا لمساعدتك. نقدم لك خدمات علاج نفسي متميزة عبر الإنترنت، مع معالجين مؤهلين. انطلق الآن وابدأ رحلتك نحو تحسين علاقتك مع ابنك. صحتك النفسية تستحق الأفضل!