ما ستجده في هذا المقال:
تؤثر المواقف المزعجة أو الصادمة على الأشخاص بطرق مختلفة اعتماداً على السمات والخصائص الشخصية للأفراد. فما يؤثر على شخص قد لا يكون ذو أهمية للآخرين، من هنا يظهر سبب الاختلاف في طرق علاج الصدمات العاطفية.
تعرف معنا على طرق العلاج هذا وما يمكن أن يساعد في التخفيف من الأعراض المزعجة ويعيد الشخص إلى حياته الطبيعية من جديد.
كيف يتم علاج الصدمة العاطفية؟
هناك تقنيات كثيرة يمكن من خلالها علاج الصدمة العاطفية، فما على المعالج النفسي إلا اختيار أنسبها للمريض، بحيث تتفق مع نوع الصدمة ومدى حالة الشخص، ومن هذه التقنيات:
العلاج المعرفي السلوكي CBT
على الرغم من أن العلاج المعرفي السلوكي يعتبر من أكثر العلاجات الفعّالة، إلا أنه يحتاج إلى التزام المريض بجلسات علاجية أسبوعية قد تستمر إلى 16 جلسة. بالإضافة إلى ضرورة إجراء بعض الأنشطة أو المهارات للتأكد من تطبيق ما يتم تعلمه خلال الجلسات العلاجية، وبالتالي تحقيق الفائدة من العلاج. حيث يعمل العلاج من خلال:
- التركيز على الأفكار السلبية المرتبطة بالصدمة والعمل على تغييرها.
- تغيير الأنماط السلوكية المتبعة التابعة لها.
التعرض المطول PT
خلال جلسات العلاج المعرفي السلوكي قد يتم استخدام تكنيك آخر مثل التعرض المطوّل. حيث يتم تعريض المريض للمشاعر أو الذكريات المزعجة المتعلقة بالصدمة بشكل متدرج، مما يساعده في التقليل من استخدام سلوكيات التجنب، بالإضافة إلى طمأنته بأن الذكريات لن تكون خطيرة. وقد تشتمل أنواع التعرض على:
- التخيلي Imaginal exposures: وفيه يتم سرد أحداث الموقف الصادم.
- الحي Imaginal exposures: ويقوم على تعريض المريض للمواقف أو الأشخاص التي يسعى بشكل دائم لتجنبها.
- الداخلي Interoceptive exposures: وهو اختبار الأعراض الحسية المرافقة للصدمة النفسية داخلياً.
غالباً ما يطور الشخص طريقة تفكير غير واقعية أو مختلفة بعد التعرض لحادث صادم، لذلك تفيد المعالجة المعرفية (CPT) في تقييم الشخص لأفكاره، وتطوير طريقة جديدة للتفكير بالصدمة العاطفية.
العلاج المعرفي السلوكي المركز على الصدمة TF-CBT
غالباً ما يتم اللجوء إلى هذا النوع من علاج الصدمات العاطفية في حال كان المريض طفلاً صغيراً أو مراهق. فبناءً على الدراسات فإن هذا النوع من العلاج يساعد في التقليل من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى بعض الأطفال بشكل فعّال. حيث يشارك في الجلسة العلاجية كل من المعالج والطفل وشخص بالغ من أقارب. ويتم العلاج من خلال:
- تعليم الطفل كيفية التقليل من القلق المتعلق بالصدمة.
- معالجة بعض المشكلات المتعلقة بالصدمة، مثل الإصابة بالاكتئاب أو سلوكيات التجنب.
- تعليم الوالدين بعض المهارات التي تساعد الطفل.
- تعليم الطفل مهارات تهدئة الذات المتنوعة، مثل التنفس العميق.
- التقليل من الأنماط الفكرية السلبية، مثل لوم الذات أو الخجل.
- استخدام أساليب جديدة في التعبير عن المشاعر أو العواطف.
إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين EMDR
من خلال الإجابة على بعض الأسئلة خلال توجيه العين باتجاه صورة متعلقة بالحدث الصادم، يمكن للمريض التخلص من الاحتجاز داخل الذكريات المؤلمة، مما يقلل من ارتباطه العاطفي بالصدمة، ويمتاز هذا العلاج بأنه:
- لا يركز على الحوارات المفصلة المتعلقة بالصدمة
- يساعد في الشفاء بسرعة كبيرة، حيث لا يحتاج إلى جلسات علاجية كثيرة.
- لا يركز على تغيير أفكار الشخص أو سلوكياته أو مشاعره المتعلقة بالصدمة.
- يربط ذكريات الموقف الصادم بأحداث جديدة.
علاج الصدمات العاطفية بأساليب نفسية أخرى
كما قلنا، هناك الكثير من الأساليب والتقنيات التي يمكن للمعالج الاختيار من ضمنها ما يناسب المريض. فمثلاً قد تكون إحدى الطرق التالية هي الأفضل لحالته:
- تقنية التكامل العمري Lifespan integration:
يركز هذا النوع من علاج الصدمات العاطفية على جميع التفاصيل الحياتية للشخص، مع الانتباه إلى الفجوات الحاصلة في ذكريات الموقف الصادم، وعرض المشاعر المكبوتة بطرق متنوعة أو من منظور مختلف.
- العلاج النفسي الديناميكي التجريبي المتسارع AEDP:
يساعد هذا العلاج، من خلال ثقة المريض وإيمانه بنفسه. بالإضافة إلى ذلك فهو بحاجة إلى الثقة بالمعالج النفسي خلال الجلسات العلاجية.
- العلاج المستعجل ART:
من خلال عدد قليل من الجلسات العلاجية، يساعد هذا العلاج في إعادة ترتيب وتخزين الذكريات المتعلقة بالموقف المؤلم بشكل واقعي وأقل تأثيراً على المريض.
- التنويم المغناطيسي Hypnotherapy:
خلال العلاج التنويم المغناطيسي يتم إدخال المريض في حالة بين الوعي والاستيقاظ والاسترخاء وقلة التشتت في آن واحد. عندها يتمكن المعالج من تفريغ الكم الهائل من العاطفة المرتبطة بالموقف المؤلم دون أن يشعر المريض بذلك. وفي الوقت ذاته يتمكن من تعزيز أفكار أكثر إيجابية عن الأمر.
- العلاج الانتقائي الموجز:
يقوم هذا العلاج على دمج كل من عناصر العلاج السلوكي المعرفي وعناصر العلاج الديناميكي. حيث تعتمد على تغيير المشاعر السلبية مثل الخجل أو الشعور بالذنب، ووجود علاقة قوية ما بين المريض والمعالج النفسي.
- التعرض السردي NET:
من خلال سرد المريض لقصته بالتفاصيل كما يراها هو، فإن ذلك يساعده في معرفة مكان الألم أو المواقف الصادمة التي تعرض لها. وبالتالي الحصول على فهم أعمق للمشاعر والقدرة على تغيير الأفكار الناتجة عنه والسلوكيات التابعة لها.
من خلال اعتراف الشخص بالمواقف القاسية التي مر بها، يستطيع تعلم كيفية تحمل الضيق الذي يشعر به، وكيف يمكنه أن يكون أكثر تعاطفاً مع نفسه.
استراتيجيات ذاتية تساعد في علاج الصدمات العاطفية
من خلال قيام الشخص ببعض الاستراتيجيات الذاتية يمكنه المساعدة في علاج ذاته من الصدمات العاطفية التي يعاني منها أو يساهم في تعزيز فاعلية العلاج النفسي الذي يتلقاه. ومنها:
- ممارسة التمارين الرياضية البسيطة، والتي يمكن من خلالها تفريغ الكثير من الطاقة الكامنة داخل الشخص.
- زيادة اليقظة الذاتية عند التعرض للمحفزات، من خلال القيام بتمرين خاص مثل ذكر 5 أشياء يراها الشخص في البيئة المحيطة، ثم 4 أشياء يسمعها، ثم 3 أشياء يمكن شمها، ثم شيئين يمكن لمسهما وفي النهاية شيء واحد يستطيع أن يتذوقه.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء المتنوعة وخاصة التنفس العميق.
- تتبع الأعراض الجسدية وكيفية تفاعل الجسم مع المواقف.
- كتابة اليوميات بانتظام.
كلمة من عرب ثيرابي
يعتبر علاج الصدمة العاطفية من الأمور المهمة للغاية لضمان عدم تفاقم الحالة أو تحولها لاضطراب ما بعد الصدمة، حيث يرى المختصون النفسيون في عرب ثيرابي أن العلاج يعمل على:
- التقليل من المخاوف المتولدة لدى الشخص، وبالتالي الحد من سلوكيات التجنب.
- تطوير المزيد من مهارات التأقلم الصحية.
- بناء الثقة بالنفس وبالآخرين.
- القدرة على تحدي الأفكار المتراكمة حول الموقف الصادم.