ما ستجده في هذا المقال:
يعد فقدان أحد الأبناء أو الطفل الصغير من الأمور الثقيلة على نفس الوالدين، حيث أن بعض الأشخاص لا يستطيعون التعامل مع مشاعرهم في هذه الأثناء. لذلك يحتاج الوالدين إلى دعم نفسي سواء كان ذاتي أو من الأشخاص المحيطين بهم لتجاوز هذه المرحلة من الحياة، ومع ذلك قد يتطلب الأمر في بعض الأحيان الحصول على المساعدة النفسية المتخصصة.
تعرف معنا كيف يمكن أن يؤثر فقدان أحد الأبناء على الحالة النفسية وكيفية تجاوز ذلك بأفضل الطرق.
ما التأثيرات النفسية لفقدان الطفل؟
لن يكون تجاوز المشاعر السلبية الناتجة عن فقدان الوالدين لطفلهما بالأمر السهل، بل أن الكثيرين منهم يكافحون جاهدين للتغلب على أنفسهم واستعادة عافيتهم بعد فقدان الطفل. أما البقية فقد يعانون من تأثيرات نفسية مختلفة نتيجة لذلك. ومن ضمن الصراعات النفسية التي لاحظها المختصون في مثل هذه الحالات:
قد يكون تجاوز مشاعر الحزن أمر في غاية الصعوبة، حيث يجد البعض أن الحزن لا يزال يرافقهم حتى بعد مرور فترة طويلة على فقدان الطفل. مما يمنعهم من المضي قدماً في الحياة الشخصية ويؤثر بشكل سلبي وقوي على التفاصيل من حولها.
- الغضب:
في بعض الحالات تنتاب الوالدين نوبات من الغضب بين الحين والآخر، فكيف لطفل صغير أن يموت قبل والديه. الأمر الذي يجعلهم سريعي الغضب والانفعال على أبسط الأشياء من حولهم.
- الشعور بالذنب:
بناءً على كيفية وفاة الطفل، حيث يبدأ الوالدين بالشعور بالذنب، أو يقومان بإلقاء اللوم على بعضهما البعض. في حالة إن لم يتمكنان من التخلص من الحزن معاً، فلا بد من طلب الدعم النفسي المتخصص قبل أن تتحول إلى مشكلات بين الوالدين.
- الشعور بالقلق:
يعد القلق من الأمور الشائعة أو الطبيعية في مراحل الحزن المتنوعة. فقد تتعارض وفاة الطفل مع شعور الوالدين بالأمان أو الانزعاج من الحياة الأسرية.
- مشكلات صحية:
تتأثر الحالة الصحية الجسدية بشكل كبير فيما يعانيه الشخص من مشاعر ضيق وحزن شديد. فمن الملاحظ أن يشكو الأشخاص من حالات مثل متلازمة القلب المنكسر وحتى متلازمة القولون العصبي.
في بعض الأحيان، قد يتحول الحزن الشديد الذي لا يستطيع الوالدين تجاوزه إلى نوبات من الاكتئاب أو القلق الشديد.
لكن كيف يمكن للوالدين الحصول على الدعم النفسي المناسب في هذه المرحلة الصعبة، تابع القراءة لتتعلم كيف تتعامل مع الحالات المحيطة بك.
كيف تقدم دعم نفسي للوالدين عند فقدان الطفل؟
يجب على الوالدين عدم التردد في الحصول على الدعم النفسي من الآخرين. حيث أن هذا الدعم النفسي يساعدهما في التأقلم والعودة إلى الحياة اليومية بشكل أسرع. فمثلاً:
- طلب المساعدة العملية من الأصدقاء وأفراد العائلة الآخرين وقبولها في حال تم عرضها بشكل تلقائي. فقد تبدو بعض المهام بسيطة، إلا أن جميع الأمور في هذه المرحلة تشكل عبئاً حقيقياً. لذلك لا تستهين بطلب شراء البقالة أو القيام بكي الملابس أو تنظيف المنزل أو إعداد وجبات الطعام.
- تحدث إلى المدير في العمل عن الوضع الحالي. حيث يمكن أخذ إجازة أو التقليل من المسؤوليات أو العمل من المنزل أو عدم الالتزام بمواعيد محددة للدوام في الوقت الراهن.
- البحث عبر الإنترنت عن مجموعة دعم لمقابلة الآباء الآخرين الذين يعانون من الحزن على وفاة طفلهم. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن التفاعلات الاجتماعية تلعب دوراً مهمً\اً في المساعدة على التغلب على أعراض الاكتئاب لدى الآباء المفجوعين. حيث أن التحدث مع أشخاص آخرين مروا في التجربة ذاتها يساعد في التعافي بشكل أكبر.
في هذه المرحلة قد لا تكون على استعداد للتعامل مع الأشخاص السلبيين أو الذين يسببون التوتر لك. لذلك ارفض عروض المساعدة التي يقدمونها.
نصائح حول الدعم النفسي الذاتي للوالدين
لا يمكن التقليل من أهمية الحصول على المساعدة والدعم النفسي المتخصص في حال لم يتمكن الوالدين من تجاوز الأمر بشكل ذاتي. لكن من خلال الاستراتيجيات والنصائح التالية قد يصبح الأمر أكثر سهولة:
- التحدث مع الأصدقاء والأشخاص الإيجابيين.
- تعلم مهارات التأقلم المناسبة، مثل المشي أو قراءة كتاب مفضل أو أخذ حمام ماء دافئ عندما تشعر بالإرهاق. حيث أن فقدان الطفل فقد يزيد من خطر تعرضك للإصابة بمشاكل صحية والحزن الشديد. حاول إيجاد طرق لرعاية نفسك يوميًا.
- اللجوء إلى الطقوس الدينية.
- علاج المشكلات الجسدية والأعراض التي تم ملاحظتها خلال هذه الفترة.
وفي الوقت ذاته، لا بد من معرفة الأعراض التي قد تشير إلى الحاجة إلى مساعدة متخصصة لضمان عدم تفاقم الحالة. تعرف على هذه الأعراض من خلال السطور التالية.
ما الأعراض الجسدية والنفسية المرافقة لحزن فقدان الطفل؟
نتيجة للشعور بالحزن وعدم الاهتمام بالنفس، قد يصبح الشخص أكثر عرضة لبعض المشكلات الجسدية والنفسية والتي بعضها يحتاج إلى اهتمام صحي. إن استمرت الأعراض أو تفاقمت أو تكررت باستمرار حاول طلب الاستشارة المناسبة. ومن هذه الأعراض:
- ألم شديد في الصدر أو صعوبة في التنفس.
- تسارع نبضات القلب أو خفقانه.
- الشعور بالدوخة أو الدوار أو التعرض للإغماء.
- حدوث مشاكل الجهاز الهضمي مثل آلام البطن والغثيان والقيء؟
- الإصابة بالصداع بشكل متكرر أو التعرض لنوبات جديدة من الصداع النصفي أو مختلفة عن النمط المعتاد.
- الشعور بالتعب والوهن الشديدين.
- الشعور بالعزلة الاجتماعية.
- تواجه المزيد من الضغوطات الحياتية سواء كانت مرض أو صعوبات في العلاقات.
- مواجهة صعوبة في التحدث عن المشاعر الخاصة مع الآخرين.
- التفكير باستمرار بأفكار ومواضيع تتعلق بالموت والوفاة. أو امتلاك أفكار سلبية عن الحياة مثل أنه لا معنى للحياة أو الرغبة بإيذاء النفس.
- عدم القدرة على النوم بالشكل المعتاد.
- عدم القدرة على التحدث عن وفاة الطفل وتتجنب الأشخاص والأماكن التي تذكر بما حدث.
- الشعور بالانزعاج الشديد مع الآخرين.
- عدم القدرة باستمرار على العمل وأداء الأنشطة اليومية.
إن كان أحد الوالدين لديه تاريخ مسبق من الاكتئاب أو القلق، فلا بد من الانتباه جيداً للأعراض النفسية ومدى تفاقمها.
كلمة من عرب ثيرابي
على الرغم من أن الكثير من الآبار يستطيعون تجاوز الأمر بشكل ذاتي، إلا أن هناك أيضاً نسبة لا يستهان بها تحتاج إلى تعلم المزيد حول كيفية التخلص من المشاعر النفسية المتعلقة بوفاة الطفل.
إن كنت تشعر بحاجتك للحديث بشكل صريح ودون الشعور بالخجل أو القلق من إصدار الأحكام، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي على أتم الاستعداد للاستماع إليك وتوجيهك نحو ما يكون مفيد لك في هذه الحالة.