ما ستجده في هذا المقال:
هل تشعر بأن أفكارك تتشتت باستمرار؟ هل تجد صعوبة في التركيز على مهمة واحدة؟ أنت لست وحدك! في عالمنا الصاخب والمشغول، يواجه الكثيرون تحديات في الحفاظ على التركيز. ولكن لا تقلق، هناك حلول فعالة لمساعدتك على استعادة التركيز الذهني وتحسين إنتاجيتك.
ما هو التركيز الذهني؟
التركيز الذهني هو عملية عقلية تتضمن تحديد أهداف واضحة، وتخطيط خطوات لتحقيقها، من ثم القدرة على تنفيذ هذه الخطوات بشكل متسلسل مع إعطاء كل خطوة على حدة كامل الاهتمام. هذا يعني الحاجة إلى تجاهل أي عوامل خارجية قد تشتت الانتباه، والتركيز على المهمة الحالية حتى اكتمالها.
لماذا تحسين التركيز الذهني مهم؟
هناك الكثير من الفوائد المترتبة على تحسين القدرة على التركيز الذهني (Concentration)، ومن بين هذه الفوائد:
- سرعة الإنجاز: عند تخصيص كامل انتباهك لمهمة واحدة، فإن عقلك يعمل بكفاءة أعلى، مما يؤدي إلى إكمال هذه المهمة في وقت أقل وجودة أفضل مقارنةً بمحاولة القيام بمهام متعددة في نفس الوقت.
- تحسين الجودة: عندما توجه كامل انتباهك إلى مهمة واحدة، فإنك تزيد من كفاءتك وتقلل من احتمالية ارتكاب الأخطاء. بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيز العميق يشجع على التفكير الإبداعي ويفتح آفاقًا جديدة لحل المشكلات.
- خفض التوتر: إن الانخراط المستمر في التفاعلات الاجتماعية والتعرض لعوامل التشتت المختلفة يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر ويقلل من قدرتك على التركيز على مهامك. هذا بدوره يؤدي إلى تأخر في إنجاز المهام وتراكم العمل، مما يزيد من الشعور بالإرهاق والتوتر.
- تجنيد العقل الباطن: إن التركيز العميق على مهمة ما يسمح لعقلك الباطن بالعمل في الخلفية، مما يؤدي إلى تسريع عملية التعلم وتحسين الأداء. فعندما تركز على جزء محدد من المهمة، يعمل عقلك الباطن بشكل تلقائي على حل الأجزاء الأخرى، مما يزيد من كفاءتك وإنتاجيتك.
ما هي تقنيات تحسين التركيز الذهني؟
إن مشكلة التركيز ظاهرة معقدة تتجاوز مجرد صعوبة في التركيز، حيث تؤثر على الأفراد بطرق مختلفة، مما يسبب إعاقة في أداء المهام اليومية والحياة بشكل عام. إن كنت تعاني من عدم وضوح التفكير (Clarity) وفقدان القدرة على الاستيعاب، فحاول الاستفادة مما يلي:
التخلص من المشتتات
إن الانقطاعات المتكررة، كتنبيهات الهاتف أو محادثات الزملاء، تجعل من الصعب علينا الحفاظ على تركيزنا. فبعد كل انقطاع، قد نضطر إلى قضاء 20 دقيقة لاستعادة تركيزنا.
لكن التخلص من هذه المشتتات قد لا يبدو سهلاً. قد تساعدك النصائح التالية:
- الكمبيوتر والهاتف يسهلان تشتيت الانتباه، والهواتف الذكية تضر بالذاكرة والتركيز. لإيقاف ذلك، قم بإيقاف تشغيل الإشعارات.
- عندما لا تحتاج إلى استخدام هاتفك، ابتعد به عنك. ضعه في مكان لا تستطيع رؤيته بسهولة، مثل الدرج أو غرفة أخرى، حتى لا يشتت انتباهك.
- تؤثر الفوضى في محيطك على قدرتك على التركيز. كلما زادت الأشياء التي تراها حولك، زادت صعوبة التركيز على مهمة واحدة. لذلك، فإن وجود مكتب مرتب يساعدك على التفكير بوضوح.
العمل بمكان هادئ
الضوضاء هي عامل آخر يؤثر على الصفاء الذهني، خاصة الضوضاء العالية. في بيئة عمل صاخبة، قد تجد صعوبة في التركيز (Focus) والقيام بوظيفتك بشكل جيد.
لحل هذه المشكلة، يمكنك إغلاق باب مكتبك أو البحث عن مكان هادئ مثل المكتبة. وإذا لم تجد مكانًا هادئًا، يمكنك استخدام سماعات رأس لإلغاء الضوضاء لتوفير بيئة عمل هادئة لك.
الاستماع إلى الموسيقى
إذا كنت لا تستطيع التركيز في الصمت التام، يمكنك تجربة الاستماع إلى الموسيقى. لكن ليس كل نوع من الموسيقى يساعد على تحسين التركيز الذهني. الموسيقى الهادئة والإيقاعية البطيئة هي الأفضل للتركيز والقراءة وتساعد في الاسترخاء. يمكنك تجربة أنواع مختلفة من الموسيقى لمعرفة ما يناسبك.
إعداد قائمة بالمهام
بعض الناس يعتمدون على قوائم المهام لتنظيم أعمالهم، فهي تجعلهم أكثر وعي (Awareness) بما يحتاجون لإنجازه، بينما يجدها البعض الآخر مرهقة. إذا لم تجد أن قوائم المهام مفيدة لك، فلا بأس في ذلك. هناك طرق عديدة لتنظيم المهام، مثل استخدام التطبيقات أو دفتر الملاحظات. جرب الطرق المختلفة واختر ما يناسبك أكثر.
تذكر أن تعدد المهام يعني القيام بأكثر من مهمة في وقت واحد. هذا يضيع وقتك ويقلل من إنتاجيتك.
ممارسة اليقظة
التركيز على اللحظة الحالية هو جوهر اليقظة الذهنية (Mindfulness). عند ممارستها فإنك تلاحظ أفكارك ومشاعرك دون الحكم عليها. هذا يمكن أن يساعد في تقليل التوتر وتحسين الذاكرة والتركيز. حتى جلسة تأمل قصيرة يمكن أن تعزز تركيزك. هناك العديد من الطرق لممارسة اليقظة الذهنية، بما في ذلك التأمل، والمشي الواعي، واليوغا.
تدريب العقل
كما تهتم بصحة جسدك، يجب عليك أيضًا الاهتمام بصحة عقلك. يمكن أن تساعدك ممارسة تمارين الدماغ، مثل حل الألغاز والتركيز على مهام معينة، على تحسين التركيز وزيادة النشاط الذهني. وقد أظهرت الدراسات أن ممارسة هذه التمارين بانتظام يمكن أن تعود عليك بفوائد كبيرة.
ما الذي يمكن أن يسبب فقدان التركيز؟
على الرغم من أن التشتت وعدم التركيز من الأمور الطبيعية بين الحين والآخر، إلا أن الأمر قد يكون مشكلة حقيقية في بعض الحالات. حيث قد يرتبط بما يلي:
- حدوث تغيرات مرتبطة بالعمر في الدماغ.
- حدوث تغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل وانقطاع الطمث.
- بعض الحالات الصحية النفسية، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، والقلق ، أو حتى الاكتئاب.
- بعض الحالات الطبية، مثل قصور الغدة الدرقية، أو الخرف، أو التصلب المتعدد.
- تناول الكحول.
- بعض الأنماط الحياتية، مثل التوتر، وسوء التغذية، وقلة النوم.
إن كنت تشعر بأعراض الاكتئاب، فمن الجيد إجراء اختبار الاكتئاب قبل الحصول على الاستشارة النفسية المناسبة.
يمكن لبعض الأدوية أن تغير طريقة عمل المواد الكيميائية في المخ. وقد تؤثر على ذاكرتك وتركيزك، مثل الادوية المضادة للاكتئاب.
متى يجب طلب المساعدة؟
إن كان عدم التركيز يؤثر بشكل سلبي على الحياة اليومية ويمنع الشخص من ممارسة نشاطاته الاعتيادية، فقد يكون الوقت قد حان لطلب المساعدة المتخصصة. كما أن ملاحظة الأعراض التالية قد يكون محفزاً لاستشارة الطبيب:
- امتلاك مشاعر مستمرة من الحزن أو اليأس أو الشعور بالذنب.
- ملاحظة تغيرات في عادات النوم، مثل عدم القدرة على النوم أو النوم كثيرًا.
- الشعور بالقلق أو التوتر الذي يستمر لأشهر أو يؤثر على حياتك اليومية.
- الشعور بالتعب بدون سبب.
- جفاف الجلد، والإصابة بالإمساك، حدوث انتفاخ في الوجه، و/أو خشونة الصوت.
- البدء في فقدان الوزن دون قصد وعدم تحمل الحرارة.
كلمة من عرب ثيرابي
في ختام رحلتك نحو تحسين التركيز الذهني، تذكر أن الدعم النفسي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. في عرب ثيرابي، نقدم لك العلاج النفسي عبر الإنترنت مع معالجين مؤهلين، لمساعدتك في تحقيق أهدافك. لا تتردد في التواصل معنا اليوم وابدأ خطواتك نحو حياة أكثر تركيزًا وهدوءًا. استثمر في صحتك النفسية، فالأفضل في انتظارك!