تتمثل سلوكيات الخوف الزائد على الأبناء في الحماية الزائدة للأبناء، ومحاولة منع أي خطر من الحصول للأبناء، ومحاولة السيطرة والتحكم في الأبناء و حياتهم وتصرفاتهم.[مرجع1]
تأثير الخوف الزائد على الأبناء
من التأثيرات السلبية التي تحصل بسبب الخوف الزائد على الأبناء:
ضعف المهارات المعرفية
الخوَف المفرط أو الاهتمام المبالغ به بالأبناء يكون تأثيره سلبيًا على المهارات المعرفية لهم، وذلك على النحو الآتي:[مرجع2]
- حرمان الأبناء من القدرة على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، أو وارتكاب الأخطاء والفشل، ومن ثم تعلم دروس قيمة.
- لن يكون الأبناء قادرين على التعامل مع المصاعب في وقت لاحق في الحياة.
- تجنب المخاطرة، وعدم القدرة على التكيف مع المواقف الجديدة.
تدني الثقة بالنفس
عندما تمارس الكثير من السيطرة على الأبناء، لن يكون الأبناء قادرين على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، والذي بدوره يؤدي لتدهور ثقتهم بأنفسهم تدريجياً، وسيكون من الصعب استعادة ثقتهم لاحقًا؛
حيث يعتقد الأطفال دون وعي أنهم غير أكفاء، و يشعرون بقلة التحفيز لتحقيق أهداف صعبة، وسوف يتجنبون الفرص ولن يتمكنوا من التغلب على التحديات.[مرجع2]
ضعف المهارات الاجتماعية
الخوف الزائد على الأبناء يجعل الأبناء يعتقدون بأن العالم خطير للغاية، وسوف يكبر الأبناء مع تطوير ضعف كبير في المهارات الاجتماعية، على سبيل المثال:[مرجع2]
- يصبح الأبناء معاديين للمجتمع وغير قادرين على التفاعل مع الآخرين.
- سيبدأ الأبناء في الشعور بعدم الأمان، أو تطوير الخوف من الهجران.
- سيكون من الصعب عليهم المحافظة على الصداقات أو العلاقات الاجتماعية.
- تتطور لديهم الحاجة إلى الاهتمام، والموافقة من الآخرين.
- الاعتماد عليك عاطفيًا لتحقيق السعادة.
الغطرسة
يمكن أن يكون التوبيخ المتكرر أو استخدام العقاب الجسدي تأثير سلبي على سلوك الأطفال؛ حيث أنك بذلك تنقل الطاقة السلبية بشكل غير مباشر لهم، كما أن وضع الكثير من القيود والافتقار إلى الاستقلالية سيؤدي إلى رد فعل الأطفال بقوة،
وتزيد احتمالية أن يسيئون تفسير نواياك، ويحاولون الحفاظ على مسافة آمنة منك، ومن الأطفال الآخرين.[مرجع2]
نَقص مهارات التأقلم
يمكن أن تؤدي الحماية المفرطة والخوف الزائد على الأبناء إلى منع نمو مهارات التأقلم عند الأبناء؛
لتعلم استراتيجيات التأقلم يجب أن يتعلم الأبناء التكيف مع المواقف الصعبة، والتعرض للمخاطر أو التجارب الصعبة، وهو شيء يمنعه الخوف الزائد عليهم.[مرجع3]
التنمر
يرتبط تربية الأطفال في قلق أو خوف زائد في ارتفاع احتمالية أن يتعرضوا للتنمر في مراحل لاحقة من حياتهم؛ لأنك تتعامل معهم على أنهم أصغر من سنهم، وتحرمهم من الألعاب الخشنة، أو أي أنشطة بها مخاطرة ولو قليلة، والتي تكون لازمة لتطوير مهارات الدفاع عن النفس وإدارة الصراعات،
وهذا الحرمان يجعل الأطفال تحديدًا ضعاف الشخصية، ولن يكونوا قادرين على مواجهة التنمر أو التصدي له.[مرجع3]
التردد
الأبنَاء من أسر مفرطة الحماية مترددون بالأغلب؛ حيث يحتاج الأبناء إلى فرص لممارسة صنع القرار، والتي سوف تحرمهم منها، وسوف يكبر الأطفال دون أن يتعلموا كيفية اتخاذ القرارات، أو الخوف من اتخاذ القرارات، وبالتالي كثرة التردد.[مرجع3]
الخوف الزائد على الأبناء والصحة النفسية للأبناء
الآثار النفسية التي يسببها الخوف الزائد على الأبناء قد تكون ضارة للغاية على الصحة النفسية للأبناء، وأبرزها:
القلق
يعتبر القلق شكل متكرر وغير فعال وجامد من التفكير السلبي والذي غالبًا ما يكون علامة أولية على اضطراب القلق العام، وعندما تستمر بالإفراط بالخوف أو القلق على أبنائك أنت بذلك تغرس بهم القلق.[مرجع3]
القلق الاجتماعي والرهاب
تنقل الحماية المفرطة للأبناء إحساسًا بأن العالم خطير، والذي بدوره يعزز سلوكيات التجنب، ويمنع الأبناء من الانخراط في المواقف الاجتماعية، مما يقلل من فرص بناء الصداقات وتعلم المهارات الاجتماعية.
كما يكون الأبناء الذين يتم تربيتهم بالخوف والقلق أكثر عرضة للإصابة بالقلق الاجتماعي أو الرهاب.[مرجع3]
الخوف من الفشل
أنت غالبًا تبذل جهدك في الخوف على الأبناء والإفراط في حمايتهم للتأكد من أن أبنائك لا يفشلون،
ولكن بهذه الطريقة أنت تمنع أبنائك من المحاول أو التجربة، أو خوض المخاطرة؛ خوفًا من الفشل، أو التعرّض للأذى، أو الرفض، ولن يكونوا قادرين على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم لتجربة شيء جديد، وقد يخجل الأبناء من الفرص الجديدة، وبدلاً من التغلب على المصاعب وحل المشكلات بأنفسهم يصبحوا معتمدين عليهم.[مرجع3]
الاكتئاب
الأبناء الذين يتم تربيتهم من خلال الخوف الزائد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في مرحلة المراهقة، أو في مراحل لاحقة من حياتهم.[مرجع3]
تدني احترام الذات
يمتلك الأبناء الذين تربوا على يد والدين مفرطي الحماية تدني في احترام الذات، وثقة أقل بالنفس، والذي يمنعهم من القدرة على حل المشكلات اليومية أو تحمل المسؤولية.[مرجع3]
النرجسية
أظهرت الدراسات أن الحماية المفرطة للوالدين مرتبطة بالنرجسية في مرحلة الشباب، ويعتقد أن ذلك بسبب المستويات القصوى من الاستجابة والمساعدة والتدخل من الآباء تعلّم الأبناء أنهم مهمون للغاية، وأنهم دائمًا يستحقون الاهتمام والرعاية من الآخرين، وأنه يمكنهم الحصول على أشياء لم يكسبوها أو لا يستحقونها.[مرجع3]
تأثير الخوف الزائد على سلوكيات الأبناء
إذا كنت شديد القلق أو الخوف على أبنائك غالبًا ما ستظهر عليهم السلوكيات التالية:[مرجع1]
- منع الطفل من تطوير المرونة أو تحمل المسؤولية، أو الاستقلالية وبناء شخصية خاصة به.
- مواجهة صعوبة أكبر في الاستمرار بالعمل أو المدرسة عند مواجهة أي مصاعب أو مشاكل غير متوقعة.
- توقف الأبناء عن خوض التجارب بسبب الخوف من ارتكاب الأخطاء.
- تعلّم سلوكيات القلق من الوالدين، والشعور بالتهديد من أي موقف يسبب القلق والتعامل معها من خلال تجنبها فقط.
لماذا الخوف الزائد على الأبناء يكون تأثيره سلبي؟
لأنك بالأغلب عندما تتعامل مع أبنائك بخوف شديد أو قلق كبير أنت تعلّمهم الأمور التالية:[مرجع4]
- أنّ العالم خطير أو شديد الخطورة.
- أنّه لا يمكن الوثوق بالآخرين، وقد يكون هذا السلوك ضد بعض الأشخاص مثل النساء، أو الرجال، أو ضد عِرق معين.
- عدَم القدرة على التنبؤ شيء يجب الخوف منه.
- الحاجة إلى محاولة التحكم في كل شيء حتى لا يتأذى.
- سهولة البقاء في المنزل وعدم التفاعل مع أي شخص آخر.
- التوقف عن المخاطرة؛ لأن الفشل سيكون أسوأ من عدم المحاولة.
ماذا تفعل إذا كان والديك مفرطي الحماية؟
إذَا كنت تعيش مع والدين مفرطي الحماية أو كثيري الخوف والقلق، عندها افعل الآتي حتى تتجنب الآثار:[مرجع4]
- توَقف عن التفكير بالماضي أو الاستياء من الأمور التي فعلها والديك في تربيتك.
- توقَف عن التساؤل حول إذا ما كان الأمر سيكون مختلفًا لو لم يكن والديك شديدي الخوف.
- حاول أن تكون أكثر إيجابية، وأن تركّز على حياتك الحالية وكيف عليك التخلص من جميع الآثار التي سببها لك خوف والديك.