ما ستجده في هذا المقال:
هل تعلم أن لحنًا بسيطًا يمكن أن يشفي جروحًا عميقة؟ أو أن نغمة معينة قد تخفف آلامًا مزمنة؟ قد يبدو الأمر وكأنه سحر، لكن العلاج بالموسيقى يقدم لنا دليلًا على قوة الإيقاع واللحن في شفاء الجسم والعقل. دعنا نستكشف سويًا هذا العالم الساحر ونكتشف كيف يمكن للموسيقى أن تكون أكثر من مجرد متعة للأذن.
ما هو العلاج بالموسيقى؟
العلاج بالموسيقى (Music Therapy) هو استخدام الموسيقى والأصوات بطرق علاجية لتحقيق أهداف محددة. يعمل المعالج مع الشخص بشكل فردي لتحديد الاحتياجات والتفضيلات الموسيقية، ثم يختار الألحان والأغاني المناسبة للمساعدة على تحقيق هذه الأهداف. قد يشمل ذلك الاستماع إلى الموسيقى، أو العزف على آلة موسيقية، أو الغناء، أو حتى كتابة الأغاني.
الحالات التي تحتاج هذا النوع من العلاج
يعتبر العلاج بالموسيقى علاجاً تكميلياً يستخدم جنباً إلى جنب مع العلاجات الطبية التقليدية من أدوية وتدخلات أخرى للمساعدة على الشفاء (Healing). يمكن أن يكون مفيداً بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة أو صعوبات في التواصل. حيث يمكن للموسيقى أن تساعدهم على التعبير عن مشاعرهم وتحسين نوعية حياتهم. ومن هؤلاء الأشخاص المصابين بما يلي:
- الخَرَف.
- إصابات الدماغ الرضخية.
- السكتة الدماغية.
- الباركنسون.
- السرطان.
- اضطراب طيف التوحد.
- اضطرابات المزاج أو اضطرابات القلق.
- صعوبات التعلم.
- الألم (الحاد أو المزمن).
- اضطرابات تعاطي المخدرات.
طريقة عمل العلاج بالموسيقي
سيقوم معالج الموسيقى بإرشادك خلال جلساتك، حيث يمكنك الاستماع إلى الموسيقى أو حتى المشاركة بها. حيث يعمل من خلال:
- إنشاء الموسيقى أو الارتجال: يمكن للشخص المشاركة في تأليف الموسيقى أو كتابة كلمات الأغاني. كما يمكن ارتجال الموسيقى والأصوات التي تعكس شعور الشخص.
- دندنة الموسيقى: يمكن التعبير عن المقطع الموسيقي بالصوت.
- العزف على آلة موسيقية: لا يهم نوع الآلة الموسيقية سواء كانت جيتار أو طبول أو بيانو، المهم هو المشاركة بالموسيقى.
- التحرك على أنغام الموسيقى: من خلال الانغماس في الموسيقى، يبدأ الشخص بالنقر بأصابعه أو حتى الرقص والتمايل.
- الاستماع الموسيقى: سواء كان عزف حي أو تشغيل تسجيل موسيقي، فإن المعالج يوجه الشخص للاستماع إليه. من ثم تحفيزه لمعالجة مشاعره وعواطفه. حيث يعمل العلاج بالموسيقى على تهدئة الشخص للوصول إلى الاسترخاء (Relaxation) بالتزامن مع التنفس أو التمدد.
- مناقشة كلمات الأغاني: بعد الاستماع إلى كلمات الأغنية أو حتى مجرد قراءتها، يتم مناقشتها لمعرفة مدى التأثير النفسي لها.
سيتم تصميم خطة العلاج بالموسيقى خصيصًا لك، بما في ذلك تحديد عدد الجلسات ومدتها وتواترها، وذلك بالتعاون مع معالجك الموسيقي.
ما هي الفوائد المحتملة للعلاج الموسيقي؟
تختلف فوائد هذا العلاج باختلاف الحالة التي تعاني منها والأهداف التي تسعى لتحقيقها. سيشرح لك معالجك الموسيقي بالتفصيل ما يمكنك توقعه. ومع ذلك فغالباً ما يمكن الاستفادة على النحو التالي:
- يساعد على الاسترخاء.
- يساعد على استكشاف المشاعر والعواطف (Emotions).
- تقليل أعراض الاكتئاب أو القلق.
- تخفيف مستويات التوتر.
- تنظيم الحالة المزاجية.
- تعزيز مهارات التواصل.
- تحسين مهارات التحدث واللغة.
- بناء المهارات الاجتماعية.
- تعزيز الثقة بالنفس.
- نساعدك على تكوين مهارات التكيف الصحية.
- تطوير مهارات حل المشكلات.
- تقليل مستويات الألم.
- تحسين التنسيق البدني والوظائف الحركية والحركة.
- تحسين نوعية وجودة الحياة.
تأكد من حالتك النفسية وما إذا كنت تعاني من القلق من خلال إجراء اختبار القلق.
ما هي مخاطر هذا النوع من العلاج؟
العلاج بالموسيقى آمن بشكل عام، لكن قد تستعيد بعض الذكريات القوية أثناء الجلسات، سواء كانت إيجابية أو سلبية. لضمان تجربة علاجية آمنة ومناسبة لك، سيطلب منك معالجك مشاركة بعض المعلومات عن تجاربك السابقة، خاصة تلك التي قد تؤثر على استجابتك للموسيقى. هذه المعلومات ستساعده على تخصيص الجلسات بشكل أفضل.
أنواع العلاج بالموسيقى
العلاج بالموسيقى مرن ويتيح لك خيارات متنوعة. يمكنك المشاركة بشكل فعال في صنع الموسيقى، أو ببساطة الاستماع إليها والاستجابة لمشاعرك. قد يجمع معالجك بين هذين الأسلوبين لتقديم تجربة علاجية شاملة. حيث أن هناك مجموعة متنوعة من الأساليب المتبعة في العلاج بالموسيقى، بما في ذلك:
- العلاج بالموسيقى التحليلية: تشجعك على استخدام الموسيقى للتعبير عن مشاعرك وأفكارك العميقة بطريقة عفوية، من خلال الغناء أو العزف، ثم نقاش ما تعبر عنه هذه الموسيقى مع معالجك.
- العلاج الموسيقي على طريقة بينينزون: يستخدم هذا الأسلوب الموسيقى كمرآة لعرض حالتك النفسية. من خلال البحث عن “صوتك الموسيقي”، يمكنك فهم نفسك بشكل أعمق والكشف عن مشاعر وأفكار مخفية.
- العلاج المعرفي السلوكي بالموسيقى (CBMT): يُستخدم هذا الأسلوب في دمج تقنيات العلاج المعرفي السلوكي مع الموسيقى، حيث يتم تصميم الأنشطة الموسيقية بعناية لتحقيق أهداف علاجية محددة.
- العلاج الموسيقي المجتمعية: يركز هذا النهج على استغلال قوة الموسيقى في تجميع الناس معًا وتوحيدهم حول هدف مشترك، مما يؤدي إلى تغيير إيجابي في المجتمع.
- العلاج بالموسيقى على طريقة نوردوف-روبنز: يُعرف أيضًا بالعلاج بالموسيقى الإبداعي، ويتضمن هذا الأسلوب العزف على آلة موسيقية، مثل الطبلة، بطريقة عفوية مع المعالج، مما يساعد على التعبير عن المشاعر والأفكار بسهولة.
- طريقة بوني للتخيل والموسيقى الموجهة (GIM): يهدف هذا الأسلوب إلى ربط الموسيقى الكلاسيكية بالعواطف والذكريات، حيث تقوم بوصف ما تشعر به أثناء الاستماع إليها.
يمكن استخدام الأصوات الطبيعية والتمارين الصوتية والتنفس العميق لإنشاء اتصال أقوى بينك وبين مشاعرك وأفكارك الداخلية.
أمور يجب مراعاتها قبل تجربة العلاج الموسيقي
لتحقيق أفضل النتائج، من المهم أن يتم دمج العلاج الموسيقي مع العلاجات الأخرى كجزء من خطة علاج شاملة. يجب على المرضى العمل بشكل وثيق مع مقدمي الرعاية الصحية لتحديد أفضل نهج علاجي لكل حالة على حدة.
إذا كنت تعاني من ضعف في السمع أو تستخدم أجهزة مساعدة للسمع، فمن المهم أن تتحدث مع أخصائي السمع قبل الخضوع للعلاج الموسيقي. سيساعدك أخصائي السمع في تحديد ما إذا كان العلاج بالموسيقى آمناً ومناسباً لك، وقد يقترح تعديلات على خطة العلاج لتلبية احتياجاتك الفردية.
إذا كنت تعاني من أي حالة صحية تجعل من الصعب عليك ممارسة النشاط البدني، مثل الألم المزمن أو مشاكل المفاصل، فقد تحتاج إلى تعديل برنامج العلاج بالموسيقى أو اختيار نوع آخر من العلاج.
أماكن تقديم العلاج بالموسيقى
يمكن الحصول على هذا النوع من العلاج في أماكن كثيرة، منها:
- المستشفيات.
- المدارس.
- السجون ومراكز الاحتجاز.
- دور رعاية المسنين.
- مرافق رعاية ذوي الإعاقة.
- برامج الصحة المجتمعية.
- مراكز رعاية الأطفال.
- الممارسة الخاصة.
يمكن للعلاج الموسيقي أن يكون فعّالاً بشكل خاص للأشخاص في مرافق الرعاية التلطيفية أو للأشخاص المرافقين لهم.
كلمة من عرب ثيرابي
اكتشف قوة العلاج بالموسيقى مع عرب ثيرابي! نحن نقدم لك تجربة فريدة من نوعها، حيث يلتقي العلاج الموسيقي لخلق بيئة مريحة وملهمة. انضم إلينا الآن واستفد من خدمات معالجينا المؤهلين، وابدأ رحلتك نحو الشفاء النفسي. لا تفوت الفرصة، سجل اليوم وامنح نفسك فرصة للتغيير الإيجابي!