Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
العلاج النفسي للحزن

العلاج النفسي للحزن | أهم الأساليب والفوائد

هل تساءلت يومًا لماذا نشعر بالحزن؟ وكيف يمكننا أن نتخلص من هذا الشعور الثقيل الذي يثقل كاهلنا؟ الحزن، هذا الزائر الدائم الذي يطرق أبوابنا في أوقات مختلفة من حياتنا، قد يكون مؤقتًا أو طويل الأمد، ولكنه في كلتا الحالتين يستحق الاهتمام والعلاج. في هذا المقال، سنتعرف على دور العلاج النفسي في مساعدتنا على تجاوز الحزن والعودة إلى الحياة.

 

كيف يساعد العلاج النفسي في التخلص من الحزن؟

يرتبط الحزن العميق بالكثير من الأحداث الحياتية مثل الطلاق أو فقدان أحد الأشخاص المقربين. لكن عن القيام بعلاج الحزن (Grief) يتم فقط التطرق إلى كيفية التكيف مع الواقع الجديد. 

فمن خلال التركيز على المهام الأربع للحزن، يصبح التأقلم مع الخسارة أكثر تقبلاً، حيث يتم مواجهة ما حدث فعلاً وإعادة رؤية الأمور وتكوين الأفكار. فغالباً ما يعمل العلاج على:

  • تقبل حقيقة الخسارة.
  • معالجة آلام الحزن، من خلال تعلم كيفية التعامل مع الألم العاطفي والسلوكي.
  • التكيف مع الواقع الجديد، وتقديم الدعم اللازم لمواجهة العقبات في هذه المرحلة. 
  • إيجاد علاقة جديدة مع الموقف أثناء الاستمرار في حياة جديدة، بحيث يشعر الشخص بالراحة عند الحديث عن الأمر مستقبلاً.

غالباً ما يكون العلاج النفسي للحزن فعّالاً عندما يكون الحزن معقد أو طويل الأمد أو مبالغ به.

 

ما هي أشكال العلاج النفسي المناسبة للحزن؟

يهدف العلاج النفسي للحزن إلى تزويد الشخص بأدوات عملية للتعامل مع المشاعر السلبية. عندها يمكن للمعالج النفسي اتباع أحد الأشكال العلاجية التالية:

  • القبول والالتزام (ACT): يساعد هذا العلاج في التعرف على المشاعر السلبية وكيفية التعامل معها بشكل صحي، مما يمهد الطريق لتحقيق الأهداف الحياتية.
  • المعرفي السلوكي (CBT): وهو علاج يعمل على تحديد أنماط التفكير السلبية التي يمكن أن تؤثر على سلوك الشخص ويساعد في تغييرها.
  • الجماعي: غالباً ما يعاني الأشخاص في هذا العلاج من المشكلة ذاتها. حيث يتشاركون الأفكار والعواطف للعمل معًا نحو التعافي.
  • العلاج بالفن: يوفر مساحة آمنة للأفراد من جميع الأعمار للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بطرق إبداعية، مما يساهم في عملية الشفاء والنمو الشخصي.

يستخدم العلاج باللعب كأداة تواصل غير لفظية تساعد الأطفال على التعبير عن مشاعرهم التي قد يصعب عليهم التعبير عنها بالكلمات في حالات الحزن.

 

أهم تقنيات العلاج النفسي للتخلص من الحزن

في حين أن كل شخص يعاني من الحزن بطريقته الخاصة، فإن هذه التقنيات يمكن أن توفر إطارًا عامًا للمساعدة في التعامل مع المشاعر الصعبة وتسهيل عملية الشفاء (Healing).

  • اللغة المباشرة: قد يبدو التعبير المباشر عن الحقيقة مؤلمًا في البداية، لكنه يمكن أن يكون خطوة مهمة في مساعدة الأفراد على قبول واقع فقدانهم.
  • الرموز والتذكيرات: إن مشاركة الذكريات من خلال الصور والتذكارات يمكن أن تكون تجربة شفائية، حيث تسمح للأشخاص بالتعبير عن مشاعرهم أو مواجهة الحزن بطريقة صحية، وبالتالي تحسين الحالة النفسية.
  • إعادة الهيكلة المعرفية: يعمل المعالج كمرشد يساعد الشخص على اكتشاف الروابط بين أفكاره ومشاعره، وبالتالي تغيير الطريقة التي ينظر بها إلى نفسه وإلى العالم من حوله.
  • استخدام الاستعارات: تُعتبر الاستعارات أداة قوية في علاج الحزن لمساعدة الأشخاص على التعامل مع ألم الفقد عندما يجدون صعوبة في مواجهة مشاعرهم والتعبير عنها بشكل مباشر.

علاج نفسي، جلسات نفسية، علاج شخصي

 

ما هي فوائد العلاج النفسي لهذه الحالة؟

تُساعد الاستشارة النفسية على تسريع عملية التعافي من الحزن، وتزويدك بالأدوات اللازمة للتعامل مع تحديات الحياة المستقبلية. كما أنها تساعد على:

القدرة على التعبير عن المشاعر

عندما نفقد شخصًا عزيزًا، نمر بتجربة عاطفية معقدة. قد تشمل هذه التجربة مشاعر متضاربة مثل الحزن والغضب والندم. قد يكون من الصعب الاعتراف بهذه المشاعر، ولكن التكتم عليها قد يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية. يمكن للاستشارة (Counseling) النفسية أن تساعدك على استكشاف هذه المشاعر بعمق أو التعبير عنها بأمان، مما يسمح لك بالشفاء والتقدم. من ضمن مجموعة المشاعر التي قد لا يستطيع الشخص التحدث عنها في هذه الحالة:

  • الصدمة.
  • الخدر.
  • الاشتياق.
  • الغضب.
  • القلق أو الشعور بالاكتئاب أو مجرد الكآبة.
  • الإنكار.
  • العجز. 
  • الشعور بالذنب أو الندم.

إن كنت تلاحظ بداية أعراض الاكتئاب (Depression) فمن الجيد التفكير بإجراء اختبار الاكتئاب قبل التحدث مع المعالج النفسي لإدراك حالتك مقدماً.

إعادة بناء الروتين

تُساعد الاستشارة النفسية على تطوير مهارات جديدة والتكيف مع التغيرات التي طرأت على الحياة بعد التعرض للموقف المحزن، مما يسمح بإعادة بناء الروتين اليومي بشكل تدريجي.

يساعد العلاج النفسي في تطوير استراتيجيات للتعامل مع الصدمة، وبناء شبكة دعم قوية من الأصدقاء أو العائلة.

إعادة تعريف هويتك

قد يبدو التعرض لبعض المواقف المحزنة كما لو أن الشخص فقد الشعور بهويته. قد يشعر بأن جزءًا كبيرًا منه قد تلاشى. يمكن للاستشارة النفسية أن تساعد على استكشاف الهوية الشخصية من الجديدة، وتطوير مهارات جديدة، وبناء علاقات اجتماعية قوية، مما يسمح بالاستمرار في الحياة.

 

استشارات الحزن النفسية للأطفال

يختلف تعامل الأطفال مع الحزن عن البالغين. قد لا يفهمون تمامًا ما يعنيه الفقد، ويحتاجون إلى مساعدة الكبار لمعرفة كيفية التعبير عن مشاعرهم. من خلال التواصل المفتوح أو الصريح، يمكن للبالغين مساعدة الأطفال على فهم مشاعرهم وتطوير استراتيجيات صحية للتعامل مع الخسارة.

فمثلاً قد يحتاج الطفل الذي فقد أحد أحبائه إلى دعم إضافي لمساعدته على فهم حزنه أو التعبير عنه بشكل صحي. يمكن أن تساعد جلسات الاستشارة الفردية أو العائلية، بالإضافة إلى الأنشطة الإبداعية، الأطفال على التعامل مع هذه التجربة الصعبة.

 

فعالية الاستشارة النفسية للحزن

تشير الأبحاث إلى أن العلاج النفسي المتعلق بالحزن يمكن أن يكون أداة قوية في إدارة الحزن وتعزيز التعافي. فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2017 أن الأشخاص الذين شاركوا في هذه العلاجات أبلغوا عن تحسن ملحوظ في أعراضهم على المدى الطويل.

كما وجدت دراسة أخرى أجريت عام 2015 أن الأشخاص الذين شاركوا في العلاج النفسي للحزن شعروا بما يلي:

  • من السهولة التحدث لشخص غريب عن المشاعر الخاصة والتي يمكن أن يصعب التحدث عنها مع الأشخاص المقربين.
  • من الجيد التخلص من أنماط التفكير السلبية مثل الشعور بالذنب أو الغضب تجاه النفس بسبب الموقف المحزن.

 

كلمة من عرب ثيرابي

إذا كنت تعاني من مشاعر الحزن وتبحث عن الدعم، فإن عرب ثيرابي هنا لمساعدتك. مع معالجين نفسيين مؤهلين، نقدم لك العلاج النفسي عبر الإنترنت بطريقة مريحة وسهلة. لا تتردد في اتخاذ الخطوة الأولى نحو الشفاء. تواصل معنا اليوم وابدأ رحلتك نحو حياة أكثر سعادة وراحة نفسية. صحتك النفسية تستحق العناية!