ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من أن هناك الكثير من العوامل والأسباب العضوية الشائعة المحفزة للشعور بانتفاخ البطن مثل مشاكل الهضم والدورة الشهرية والتبويض، إلا أن هناك عوامل نفسية وراء الأمر أيضاً.
إن كنت تعاني من مستويات مرتفعة من القلق والتوتر فقد تكون قد جربت الشعور بانتفاخ البطن في بعض الأحيان. تابع القراءة للتعرف على الرابط بينهما، وأفضل الطرق للتعامل مع الحالة.
كيف يؤثر التوتر على حالة الجهاز الهضمي
في الكثير من الأحيان يكون الشخص تحت ضغط نفسي ومستويات عالية من التوتر دون أن يدرك ذلك. حيث أن التعرض اليومي لرسائل البريد الإلكتروني التي لا تنتهي والاختناقات المرورية والتحديات والصراعات اليومية جعلت الأشخاص يعتادون على التوتر. لكن عدم إدراكنا لها لا يعني أنها لا تؤثر على أجسامنا، بل العكس قد تسبب مشاكل صحية متفاقمة مع مرور الوقت.
ولان كل من الدماغ والأمعاء مرتبطان مع بعلاقة متبادلة، فإن ما يؤثر على إحداهما يؤثر في المقابل على الطرف الآخر. حيث قد تؤثر الضغوط اليومية واستجابة الجسم للتوتر على وظائف الجهاز الهضمي من خلال مسارات بيولوجية مختلفة في الجسم وتسبب في النهاية الغازات وانتفاخ البطن.
أسباب تأثير التوتر على انتفاخ البطن
هناك الكثير من الأسباب والعوامل التي ينتج عنها انتفاخ البطن عند التعرض للتوتر، والتي قد يحدث مجموعة منها أو منفردة. وهذه الأسباب هي:
ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول
ما أن يبدأ الشخص بالشعور بالتوتر والقلق حتى يتم تحفيز منطقة معينة في الدماغ (الجهاز الحوفي المسؤول عن الذاكرة والاستجابات العاطفية). الأمر الذي ينتج عنه إرسال إشارات إلى الغدد الكظرية لإفراز هرمون الكورتيزول.
مستويات الكورتيزول المرتفعة تحفز الجسم على التعامل مع الخطر المتوقع من خلال استجابة القتال أو الهروب. لكن تأثير هذه المستويات على الأمعاء قد يكون مختلفاً، حيث أنها تؤدي إلى:
- اختلال التوازن في الميكروبيوم، وهو من الأسباب الرئيسية لانتفاخ البطن.
- تغيير في حركة الطعام في الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى الإسهال واختلال التوازن الميكروبي.
- المساهمة في نفاذية الأمعاء (أو ما يطلق عليها الأمعاء المتسربة).
- التأثير على توفر العناصر الغذائية فيها.
بالإضافة إلى مشكلات الجهاز الهضمي والتسبب بالتهاب القولون مثلاً، فإن حالة الأمعاء المتسربة تزيد خطر الإصابة بالاكتئاب أيضاً
تأثير التوتر على الشعور بالألم
إن أردنا تعداد الآثار السلبية الناتجة عن التوتر فقد لا ننتهي، لكن في هذا الصدد تؤدي المواقف الحياتية المجهدة نفسياً إلى زيادة الحساسية الحشوية. حيث يصبح الشخص أكثر شعوراً بالألم من قبل الأعصاب الموجودة داخل الأمعاء، بمعنى آخر تصبح الأمعاء أكثر تحسساً. فقد يشعر الشخص بالانتفاخ دون وجود غازات في الأمعاء في حقيقة الأمر. وهو السبب وراء شعور الكثير من الأشخاص بزيادة الضغط أو التهيج في الأمعاء، ولكن معدتهم تظل مسطحة ولا تتوسع. هذه الحالة لا تؤدي إلى تهيج الأمعاء فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى زيادة أو تغيير إدراك هذا الألم في أجزاء من الدماغ.
تختلف مدة الانتفاخ الناجم عن الإجهاد من شخص لآخر، فقد يكون مؤقتاً أو يستمر لفترة طويلة اعتماداً على مستويات التوتر وآليات التأقلم والصحة العامة.
مشاكل الجهاز الهضمي الأخرى المرتبطة بالتوتر
يمكن أن يساهم التوتر في حدوث العديد من مشاكل البطن، مثل ارتداد الحمض وعسر الهضم ومتلازمة القولون العصبي. حيث أن مستويات التوتر المرتفعة يمكن أن تؤدي إلى تعطيل توازن العمليات الهضمية، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج حمض المعدة وتغير حركة الأمعاء وتفاقم الأعراض.
أسباب أخرى محتملة لانتفاخ البطن
إن حدوث أي مشكلة عضوية أو نفسية للشخص يكون لها غالباً أعراضاً جسدية مختلفة. فمثلاً هناك الكثير من الحالات المزمنة التي تسبب انتفاخ البطن والتي من بينها:
- تناول بعض الأدوية.
- قصور الغدة الدرقية.
- السمنة أو زيادة الوزن.
- الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- أمراض المناعة الذاتية.
- الدورة الشهرية وتكيسات المبايض.
- تهيج القولون العصبي.
كيفية علاج انتفاخ البطن والتخلص من التوتر
ما يؤثر على النفسية يؤثر أيضاً على الصحة الجسدية. لذلك، فإن العمل على التخلص من التوتر يساعد في علاج انتفاخ البطن الناتج عنه. ومن الاستراتيجيات الفعّالة في ذلك:
- التنفس العميق: التنفس العميق والبطيء يعمل على إرخاء الجهاز الهضمي، وبالتالي التخفيف من التوتر المؤثر على الجهاز الهضمي.
- شرب الماء بوفرة: للماء دور فعال في تحسين العملية الهضمية، مما ينعكس على كمية الغازات ويقللها. حاول تجربة ذلك وستلاحظ التحسن الفوري.
- ممارسة الرياضة: ما أن يلتزم الشخص على مواظبة التمارين الرياضية بشكل يومي حتى يرى نتائج ذلك بشكل مباشر. حيث أنها لا تساعد في تقليل الوزن فقط، بل تزيد من السعادة وتقلل من التوتر وتحسن العملية الهضمية بشكل كامل.
- التغييرات الغذائية: يعد النظام الغذائي المتوازن والغني بالألياف مفيداً في مفيد للجهاز الهضمي. لذلك حاول أن تكون صحياً قدر الإمكان وابتعاد في الوقت ذاته عن الأطعمة التي تفاقم الانتفاخ.
- ممارسة تقنيات إدارة التوتر: تقنيات الاسترخاء المتنوعة غالباً ما تأتي بالنتائج الإيجابية الكبيرة. فمثلاً يمكنك تجربة التأمل أو اليوجا أو اليقظة الذهنية. حيث أنها تعمل على تعزيز الاسترخاء والرفاهية العامة، مما يؤثر بشكل إيجابي على صحة الجهاز الهضمي.
- العلاج الطبيعي: سواء كان الانتفاخ نفسي أو بسبب مشكلة عضوية، فإن العلاج الطبيعي غالباً ما يكون مفيداً خاصة عند اقترانه بعلاجات أخرى.
طرق تجنب انتفاخ البطن الناتج عن التوتر
إن كنت قد جربت مسبقاً هذا الأمر، فقد ترغب في تجنب حدوثه لك مرة أخرى. لذلك من المفيد الانتباه إلى بعض الأمور المفيدة، مثل:
- إضافة البروبيوتيك إلى النظام الغذائي: مثل الزبادي أو المخللات، حيث أنها تعمل على إدخال البكتيريا المفيدة إلى الأمعاء.
- الحصول على قسط كاف من النوم: فقد أثبتت الأبحاث أن عدم النوم بشكل كافي مرتبط بالحالة الصحية السيئة للأمعاء، كما أنها تعمل على تدني الحالة المزاجية أو النفسية.
- الحد من تناول المضادات الحيوية والأدوية: حاول أن تتجنب استخدام المضادات الحيوية غير الضرورية فهي قد تعطل ميكروبات الأمعاء.
كلمة من عرب ثيرابي
غالباً ما يتمكن الشخص من التعامل مع مستويات التوتر المرتفعة لديه بشكل ذاتي. لكن في حال كانت الأعراض التي يعاني منها متزايدة ولا يشعر بأي تحسن على الرغم من اتباعه الكثير من الاستراتيجيات، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن العلاج النفسي هو الحل المناسب لإدارة التوتر بالشكل الصحيح وبالتالي الحد من الأعراض الجسدية المزعجة.