Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
التغذية النفسية للأطفال

التغذية النفسية للأطفال | دور الغذاء في الحالة النفسية

لماذا يرفض الطفل طعامًا لذيذًا؟ ولماذا يميل البعض إلى الأكل العاطفي؟ هل تعلم أن ما يأكله طفلك يؤثر بشكل مباشر على مزاجه وسلوكه؟ دعنا نكشف لك عن عالم التغذية النفسية للأطفال، ونكشف لك عن الروابط الخفية بين الملعقة والشخصية.

 

كيف تؤثر التغذية على الصحة النفسية والعقلية للأطفال؟

بالإضافة إلى الحفاظ على وزن صحي والوقاية من بعض الأمراض، فإن العناصر الغذائية المتوفرة في الأطعمة الصحية تساعد الأطفال على النمو والقيام بالأنشطة المتنوعة. 

كما أن أدمغة الأطفال بحاجة إلى أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن، والدهون الصحية والبروتينات والكربوهيدرات، لمساعدتهم على التعرف على العالم من حولهم. وبدون العناصر الغذائية المناسبة، قد لا ينمو الأطفال الرضع والأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة إلى أقصى إمكاناتهم.

كما أن النظام الغذائي غير الصحي قد يغير الطريقة التي يحرق بها الطفل الدهون والكربوهيدرات والسعرات الحرارية، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن أو السمنة. الأمر الذي يزيد من احتمالية إصابة الطفل بأمراض مزمنة.

كما أنه يؤثر عاطفياً، حيث يكون الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن أكثر عرضة للتنمر أو الإصابة بالاكتئاب.

جرّب اختبار الاكتئاب بنتائج فورية

 

ما دور التغذية الغنية بالفيتامينات على الصحة النفسية للأطفال؟ 

يحتاج الدماغ والصحة النفسية (Mental Health) لأطفال إلى تغذية تحتوي على مجموعة من الفيتامينات والمعادن، مثل الحديد والزنك والمغنيسيوم واليود وفيتامين D وفيتامينات B وأحماض أوميجا 3 الدهنية. والتي يظهر تأثيرها على النحو التالي:

فيتامينات B

تشير الأبحاث إلى أن العناصر الغذائية مثل حمض الفوليك وفيتامين B6 والكولين تلعب دوراً حيوياً في إنتاج النواقل العصبية التي تنظم المزاج والذاكرة. وبالتالي، فإن نقص هذه العناصر الغذائية قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة باضطرابات المزاج مثل القلق أو الاكتئاب.

إن كنت تلاحظ أن طفلك قد بدأ بإظهار بعض السلوكيات والأعراض غير الاعتيادية وتشك بإصابته بالاكتئاب، فقد يكون من الجيد الحصول على المساعدة النفسية المتخصصة.

علاج نفسي للأطفال، استشارة نفسية أطفال، دعم نفسي للأطفال

أوميجا 3

قد يكون لأحماض أوميجا 3 دور في تحسين تركيز الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وكذلك تحسين الحالة المزاجية وتقليل القلق لدى الأطفال المصابين بالتوحد.

الأسماك الزيتية مصدر جيد للأوميغا 3. لذلك ينصح بتناول حصتين منها كل أسبوع. كما يتم الحصول عليها من خلال الجوز وبذور الكتان وبذور الشيا والخضروات الورقية الخضراء.

فيتامين D

قد يساهم فيتامين D في تهدئة الأطفال المصابين بالتوحد وتقليل سلوكياتهم النشطة الزائدة. كما يمكن أن يحسن تركيز الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، خاصة إذا كانوا يعانون من نقص في هذا الفيتامين. 

أفضل طريقة للحصول على فيتامين D هي التعرض لأشعة الشمس، ولكن يمكن اللجوء إلى المكملات الغذائية إذا لزم الأمر.

 

هل تؤثر التغذية الصحية على مدى تركيز الطفل ودراسته؟

من الطبيعي أن تظهر النتائج الإيجابية للتغذية الصحية على حالة الطفل العقلية ومدى قدرته على التركيز. ويتضح ذلك من خلال:

  • يساعد تناول مجموعة واسعة من الأطعمة المغذية على تحسين الحالة المزاجية والانتباه والتعلم.
  • إن تناول وجبات منتظمة يساعد على توازن الحالة المزاجية والانتباه.

قد تساعد المكملات الغذائية بعض الأطفال. وينطبق هذا بشكل خاص عندما يكون النظام الغذائي منخفضاً في أي من العناصر الغذائية المحددة.

 

دور الألياف الغذائية في تحسين الحالة المزاجية والتعلم

الألياف ليست مفيدة فقط لصحة الأمعاء، بل تلعب دوراً هاماً في تنظيم نسبة السكر في الدم. مما يؤثر إيجاباً على المزاج والتركيز. كما أنها تساهم في تغذية البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي ترتبط بدورها بتحسين الصحة النفسية العامة.

لذلك، قد تستمر التأثيرات الإيجابية على الحالة المزاجية والانتباه لتناول وجبة طعام لفترة أقصر إذا كانت تحتوي على كمية أقل من الألياف. 

فمن الملاحظ أن الأطفال الذين تناولوا حبوب الإفطار الغنية بالألياف قد أظهروا استجابة إيجابية أفضل في اختبارات الانتباه والذاكرة بعد ساعتين من الوجبة، مقارنة بحبوب الإفطار الغنية بالسكر والمنخفضة الألياف.

 

أهم الاعتبارات للأهل حول تغذية الأطفال

سواء كانوا أطفالاً صغاراً في السن أو في مرحلة من مراحل المدرسة، فإنه لا يزال على عاتق الوالدين المسؤولية تجاه تنمية الطفل والاهتمام بعافيته النفسية (Well-being) من خلال الانتباه إلى أن:

  • الأطعمة المغذية توفر لجسم الطفل الطاقة اللازمة طوال اليوم للقيام بالأشياء المهمة، مثل التعلم واللعب والنمو والتواصل.
  • النظام الغذائي الصحي يقوم بدعم (Support) صحة الأمعاء، المهمة بشكل خاص في تعزيز وظائف المخ ومن ثم تنظيم العواطف لديه.
  • عادات الطعام الجيدة تدعم الصحة البدنية بشكل عام. فعندما يشعر الطفل بالرضا جسدياً، يصبح أكثر انفتاحاً عقلياً.
  • تناول العشاء معاً كعائلة ثلاث ليالٍ على الأقل في الأسبوع يعد عامل حماية قوياً لمنع الإصابة بالأمراض النفسية لدى الأطفال. بهذه الطريقة يمكنه التواصل عاطفياً والتعبير عن اهتماماته.

 

كيف نبدأ تغييرات غذائية إيجابية للأطفال؟

تعد صعوبات الأكل لدى الأطفال مصدراً للقلق عند الآباء. ولكن الأبحاث تؤكد أن هناك الكثير من الطرق لمساعدة الأطفال على الحصول على التغذية المتوازنة. تحدث إلى طبيب الأطفال لوضع خطة غذائية مناسبة لطفلك.

وللقيام بالتعديلات المناسبة والصحية على نمط الطعام والحصول على التغذية (Nutrition) الجيدة للأطفال، يفضل اتباع ما يلي:

  • لتحبيب الطفل بالأطعمة الجيدة فلا بد من تقديم مزيجاً مكون من الطعام المفضل له. بالإضافة إلى طبق من الأطعمة الصحية أو الغنية بما يفيده. يجب أن يكون التشجيع لطيفاً وخالياً من ممارسة الضغوط.
  • يجب الانتباه إلى أن كل شخص لديه أطعمة يحبها وأطعمة لا يحبها.
  • إذا قام الطفل برفض ما هو موجود على المائدة، فيجب عدم الإسراع في إعداد وجبة طعام بديلة. بل تقديم بديلاً بسيطاً مثل طبق من الحبوب المدعمة أو شطيرة زبدة الفول السوداني.
  • يمكن استخدام الوجبات الصحية الخفيفة لملء فجوات العناصر الغذائية طوال اليوم.

إن كنت تعاني من أعراض القلق بشكل مستمر، فقد يكون من الجيد التفكير بإجراء اختبار القلق، لتأخذ انطباعاً أولياً حول حالتك قبل التفكير باستشارة أخصائي نفسي.

 

نصيحة عرب ثيرابي

في ختام رحلتنا حول التغذية النفسية للأطفال، تذكّر أن اختيار الأطعمة المناسبة يمكن أن يكون له تأثير عميق على صحة أطفالك النفسية. انضم إلى مجتمع “عرب ثيرابي” اليوم إن كنت تلاحظ أن طفلك يعاني من انعكاسات نفسية أو سلوكية وتحتاج إلى تعديلها أو علاجها. معالجينا النفسيين مؤهلين ويمكنهم مساعدة طفلك على النمو بسعادة وصحة، فهو يستحق الأفضل!