ما ستجده في هذا المقال:
يكون تشخيص الحالة النفسية في الكثير من الأحيان من الأمور الصعبة، حيث قد يختلط الأمر على المعالج النفسي، فقد يتم تشخيص الحالة على أنها اكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب على الرغم من وجود أعراض ذهانية، لذلك فإن الأخصائي النفسي المتمرس يمكنه تشخيص الاضطراب الفصامي العاطفي بالشكل الصحيح.
ما هو الاضطراب الفصامي العاطفي؟
الاضطراب الفصامي العاطفي (Schizoaffective Disorder) هو اضطراب نفسي يعاني فيه الشخص من الأعراض الذهانية بالإضافة إلى الأعراض المزاجية، حيث أنه يقع في منطقة انتقالية ما بين الفصام واضطراب ثنائي القطب، وهذا الاضطراب يمكن أن يكون أحد النواع التالية:
-
- نوع ثنائي القطب: ويعاني الشخص من نوبات الهوس، بالإضافة إلى الاكتئاب الحاد في بعض الأحيان.
- النوع الاكتئابي: بحيث يعاني الشخص من نوبات من الاكتئاب فقط.
- النوع المختلط: وفيه يعاني الشخص من أعراض الفصام بالإضافة إلى أعراض الهوس والاكتئاب في الوقت ذاته.
يمكن أن تبدأ الأعراض في أي عمر، ولكنها تبدأ عادةً في فترة الشباب، ويعاني بعض الأشخاص من أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي مرة واحدة فقط في حياتهم
أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي
عند إصابة الشخص بهذا النوع من الاضطراب النفسي فقد يعاني من أعراض متنوعة يمكن تصنيفها كما يلي:
الأعراض الذهانية
غالباً ما تتشابه الأعراض الذهانية في حالة الاضطراب الفصامي العاطفي مع أعراض مرض فصام الشخصية، حيث يعاني الشخص من:
-
- الهلاوس الحسية، بحيث يجرب الشخص بعض الأمور الحسية التي لا يجربها الأشخاص الآخرين، فقد يسمع أصوات أو يرى أشياء لا أساس لها.
- الأوهام، بحيث يبدأ بالتفكير بطريقة غريبة نوعاً ما ويمتلك معتقدات لا يشك بها، حيث يمكنه توهم أن الآخرين يسمعون أفكاره.
- عدم التمكن من التفكير بشكل سليم، حيث أن أفكار الشخص تصبح مشوشة.، كما أنه لا يفقد تركيزه.
- شعور الشخص بالارتباك أو الخوف من مواقف متعددة.
- شعور الشخص بانفصاله عن مشاعره.
- فقدان الدافعية أو الاهتمام بالأمور.
- التحدث بطريقة غير مفهومة أو غير منطقية.
- الجمود أو الذهول، حيث قد يبدو الشخص غير قادر على الحركة.
الأعراض المزاجية
تتشابه الأعراض المزاجية التي يعاني منها الشخص عند إصابته بالاضطراب الفصامي العاطفي من تلك الخاصة باضطراب ثنائي القطب، وتشتمل على:
أعراض الهوس
وفيها يظهر على الشخص المجموعة التالية من الأعراض:
-
- الإثارة أو الغضب الشديد والضيق بشكل أكثر من المعتاد.
- الشعور بالثقة الزائدة بالنفس، مما يحفزه للقيام ببعض السلوكيات الخطيرة.
- النشاط المفرط.
- الحديث السريع أو الانتقال من موضوع إلى آخر.
- الشعور بالبهجة أو السعادة وإن كانت الأمور غير مواتية لذلك.
- عدم القدرة على التركيز على أكثر من موضوع واحد في الوقت ذاته.
- عدم الحاجة إلى النوم.
- الظهور اجتماعياً أكثر من المعتاد.
- إظهار العدوانية للآخرين.
أعراض الاكتئاب
غالباً ما ينتاب الشخص مجموعة من المشاعر السلبية في هذه النوبات، ومنها:
- الشعور بالحزن أو الإحباط،.
- اضطراب نمط النوم.
- الابتعاد عن الآخرين.
- توارد الأفكار الانتحارية.
- انخفاض الحالة المزاجية.
- فقدان الطاقة أو القوة على القيام بالأنشطة الروتينية.
- الشعور بتأنيب الضمير.
- عدم الاهتمام بالنشاطات المعتادة.
- اضطراب نمط الشهية.
يمكن للشخص أن يعاني من نوبات الهوس أو نوبات الاكتئاب أو كليهما، كما يمكن أن تتكرر هذه النوبات أو تختلف بطول الفترة الزمنية للنوبة.
أسباب الاضطراب الفصامي العاطفي
لا يوجد سبباً أساسياً للإصابة بالاضطراب الفصامي العاطفي، ولكن بعض العوامل قد يكون لها تأثيراً مباشراً في ذلك، ومن هذه العوامل:
-
- العامل الوراثي: حيث أن هذا الاضطراب يمكن أن يتم تناقله من الآباء إلى الأبناء.
- خلل كيميائية الدماغ: إن الخلل في توازن المواد الكيميائية في الدماغ (النواقل العصبية) تجعل من الصعب تواصل الخلايا بالشكل الصحيح، وبالتالي ظهور الأعراض لدى الشخص.
- خلل في بنية الدماغ: تم ملاحظة اختلال في بعض المناطق الدماغية عند الإصابة بهذا الاضطراب، حيث أن حجم وتكوين الحُصين والمهاد لا يعتبر طبيعياً في هذه الحالة.
- العوامل البيئية: مثل التعرض للإجهاد المستمر أو الصدمات النفسية وأنواع من العدوى الفيروسية، حيث تزيد من خطر الإصابة بالاضطراب في حال كان هناك عامل وراثي.
- تعاطي المخدرات: بغض النظر عن نوعها، بالإضافة إلى سوء استخدام بعض الأدوية النفسية فإنها جميعها تزيد من احتمالية الإصابة.
طريقة تشخيص الإصابة بالاضطراب الفصامي العاطفي
بسبب التشابه الكبير بين الأعراض في هذا الاضطراب ومرض انفصام الشخصية واضطراب ثنائي القطب، فلا بد أن ينظر الأخصائي النفسي إلى مجموعة من النقاط للاعتماد عليها عند التشخيص، حيث يقوم المعالج بما يلي:
الفحص الفيزيائي
من خلاله يتأكد المعالج أن الشخص لا يعاني من مشكلات صحية عضوية من شأنها أن تسبب الأعراض أو المضاعفات.
الفحوصات والأشعة
لضمان عدم تناول الشخص للكحول أو المخدرات، وبالتالي عدم تسببها بهذه الأعراض، كما يمكن أن يقوم بإجراء تصوير مقطعي أو بالرنين المغناطيسي للتأكد من وضع الدماغ.
الفحص النفسي
اعتماداً على مجموعة من الأسئلة التي يوجهها المعالج النفسي ومطابقة الأعراض أو السلوكيات مع الاشتراطات المحددة في الدليل الإرشادي والتشخيصي للاضطراب النفسية يمكن أن يتم تشخيص الحالة، حيث لا بد من أن:
-
- تستمر الأعراض التي يعاني منها الشخص لمدة تزيد عن شهر.
- تزامن الأعراض الذهانية والمزاجية في الوقت ذاته.
- يجب أن يشعر الشخص بالأعراض المزاجية طالما كان يشعر بعدم التحسن.
- ظهور الأعراض الذهانية دون الأعراض المزاجية لمدة أسبوعين.
- لا بد أن تشتمل نوبات الاكتئاب على المزاج السيئ.
طريقة علاج الاضطراب الفصامي العاطفي
من خلال خطة علاجية متكاملة يمكن للشخص الحد من الأعراض التي يعاني منها وتحسين مهاراته الحياتية من جديد، حيث تتضمن الخطة العلاجية الأمور التالية:
العلاج الدوائي
بناءً على نوع الاضطراب الذي يعاني منه، يتم وصف الدواء النفسي المناسب والذي يضمن استقرار الحالة المزاجية للشخص والتقليل من الأعراض الذهانية، ومن هذه الأدوية:
-
- مضادات الذهان: للتقليل من الأوهام أو الهلاوس، ومن هذه الأدوية إنفيجا (Invega).
- مضادات الاكتئاب: تساعد هذه الأدوية الشخص في إدارة مشاعره والتمكن من النوم والتركيز بشكل أفضل.
- مثبتات المزاج: وتعمل على أعادة التوازن للحالة المزاجية أو التقليل من حدة نوبات الهوس والاكتئاب، ومن هذه الأدوية الليثيوم.
العلاج النفسي
غالباً ما يتم اتباع أسلوب العلاج المعرفي السلوكي، حيث أنه يساعد المريض في الربط ما بين الأفكار والسلوكيات والمشاعر وما بين الأعراض التي يعاني منها، كما أنه يعمل على تطوير بعض وسائل التكيف أو التأقلم مع التجارب الصعبة التي قد يعاني منها الشخص، كما يمكن أن تكون العلاجات النفسية التالية ذات فائدة أيضاً:
-
- العلاجات القائمة على اليقظة.
- العلاج النفسي الديناميكي.
- العلاج بالفن.
قد يحتاج المُصابون بالاضطراب الفُصامي العاطفي إلى المساعدة والدعم لأداء المهام اليومية.
الرعاية الذاتية للاضطراب الفصامي العاطفي
يمكن أن تساعد الرعاية الذاتية مرضى الاضطراب الفصامي العاطفي على أن يعيشوا حياة سعيدة ومرضية، باتباع ما يأتي:
- فكر في المحفز: يمكنك القيام بذلك بسهولة لاكتشاف أفكارك ومشاعرك وسلوكياتك والابتعاد عن المحفزات.
- إنشاء خطة جديدة: قد يكون من الجيد التحدث مع شخص تثق به حول ما تريد أن يحدث إذا كنت تمر بأزمة.
- احصل على الدعم: قد تجد أنه من المفيد جدًا التحدث إلى أشخاص آخرين لديهم تجارب مماثلة لك.
- جرب طرقًا جديدة للاسترخاء: قد يكون من المفيد تجربة تقنيات الاسترخاء، مثل اليوغا أو التأمل أو اليقظة الذهنية أو التنفس العميق.
- أنشطة أخرى: قد تساعد الأنشطة العملية على تشتيت انتباهك ومساعدتك في البقاء على اتصال باللحظة الحالية.
- فكر في نظامك الغذائي: تناول الطعام بانتظام يمكن أن يحافظ على استقرار نسبة السكر في الدم ويحدث فرقًا في مزاجك ومستويات الطاقة لديك.
- ممارسة التمارين: قد يكون من المفيد التركيز على جسدك وبيئتك المادية، وقد يساعدك تحريك جسمك أيضًا على النوم بشكل أفضل.
نصيحة عرب ثيرابي
قد يكون الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب من الحالات النفسية الواجب علاجها للتمكن من الاستمتاع في الحياة اليومية، ولكن الاضطراب الفصامي العاطفي يؤثر بشكل مباشر على جودة حياة الشخص ويقلل من اعتماده على نفسه، لذلك ننصح في عرب ثيرابي اللجوء إلى العلاج النفسي للحصول على المساعدة الفعالة.