ما ستجده في هذا المقال:
لماذا يستسلم بعض الأشخاص في منتصف رحلة العلاج النفسي ولا يرغبون بالاستمرار على الرغم من أهمية الأمر، وكيف يمكن للمعالج النفسي تحفيز المريض على مواصلة علاجه بطرق فعّالة؟ هذه الأسئلة وأكثر تجدون الإجابات عليها فيما يلي.
ما أهمية استمرار المريض في العلاج النفسي؟
يضمن الاستمرار في العلاج النفسي وجلساته على تخلص المريض من الأعراض الأولى والتي أدت به إلى طلب المساعدة. كما أنها تساعده على اكتساب آليات جديدة تساعده على التعامل مع الظروف الحياتية وحالته بكفاءة أعلى.
وعلى النقيض من ذلك، فإن عدم استمرار المريض في جلسات العلاج النفسي سواء كان لفقدانه الحافز أو لأي سبب آخر قد يؤدي إلى:
- عدم جميع المشكلات الأساسية لديه بشكل كامل.
- عودة ظهور الأعراض الأولية والتي تخلص منها في فترة مبكرة من العلاج.
- اتباع أساليب غير صحية للتكييف.
إن الالتزام (Commitment) بجلسات العلاج النفسي له العديد من الفوائد على المريض، بينما قد يكون التوقف قبل الأوان ضارًا.
ما هي استراتيجيات تحفيز المريض على الاستمرار في العلاج النفسي؟
هناك العديد من الأسباب والعوامل وراء فقدان المريض دافعيته للاستمرار في العلاج النفسي والتحفيز اللازم، لكن من خلال اتباع بعض الخطوات يمكن تعزيز الخطة العلاجية وضمان تحقيقها أهدافها، وبناءً على حالة المريض يمكن أن تختلف أهمية الخطوات اعتماداً على الفروقات الفردية.
حيث يمكن أن يفيد في تحفيز المريض:
إنشاء علاقة علاجية قوية
عندما يشعر المريض بأن علاقة قوية ومتينة تربطه بمعالجه، فإن ذلك يولد فيه شرارة الدافع للتغيير والعمل بجدية نحو تحقيق أهداف العلاج.
مرونة الأهداف
تُحدد أهداف العلاج النفسي في البداية لتوجيه المسار، لكنها ليست جامدة. يمكن تعديلها وتطويرها باستمرار بناءً على التقدم (Progress) المحرز واحتياجات المريض المتغيرة. هذه المرونة تعزز من فعالية العلاج وتجعل العملية أكثر تلاءماً مع احتياجات الشخصية.
الاتفاق على المهام العلاجية
لكل مرحلة من العلاج النفسي خصوصيتها، لذلك فإن مناقشة الأمر بتعاون والتواصل بشكل فعّال يساعد في استمرار التحفيز ويدفع المريض أكثر نحو أهدافه. حيث أن وضع أهداف واضحة وفهم الأدوار التي سيلعبها كل منهما في تحقيق هذه الأهداف يعد أمراً في غاية الأهمية.
إظهار التعاطف
يتطلب التعاطف من المعالج أن يغوص في عالم المريض الداخلي، وأن يسعى جاهدًا لفهم مشاعره وأفكاره من منظوره الخاص. فكلما شعر المريض بأن المعالج يفهم معاناته وأوجاعه، يتكون رابطة قوية بينهما. هذه الرابطة تبني الثقة وتشجعه على الانفتاح أكثر، مما يسهل عملية العلاج.
إذا لم يشعر المريض بتقدم ملحوظ خلال جلسات العلاج، فمن الطبيعي أن يتراجع حماسه ودافعيته. لذلك، من المهم أن يذكره المعالج النفسي بالإنجازات التي حققها
بناء الثقة
يحتاج المريض إلى الثقة بمعالجه للمحافظة على استمرار العلاج النفسي، وبدون هذه الثقة فإنه لن يمتلك التحفيز والدافع اللازم. ويمكن زيادة الثقة من خلال:
- المحافظة على أجواء الجلسة العلاجية دافئة أو ودية.
- إظهار التقدير تجاه ما يقدمه المريض للعلاج.
- الالتزام بالحدود قدر الإمكان.
- عدم إصدار الأحكام.
توازن القوى
عندما يشعر المريض بأنه مشارك في عملية اتخاذ القرارات، يزيد ذلك من حماسه ودافعيته (Motivation) للعمل بجد لتحقيق أهداف العلاج. فمن الجيد أخذ الملاحظات من المريض بشكل مستمر فهذا يساهم في إظهاره استجابة أفضل نحو العلاج.
كيفية معالجة نقص تحفيز المريض لاستمرار العلاج النفسي
بدلًا من التركيز على السلبيات، من الأفضل تسليط الضوء على الفوائد التي يمكن للمريض الحصول عليها من التغيير. بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد أيضاً:
- استخدام عبارات التأكيد، مثل قول “لقد أظهر حضورك اليوم التزامك بالتغيير”.
- طلب الإذن، مثل قول “هل يمكننا التحدث عن عاداتك الغذائية والشرب؟”.
تقديم النصيحة أو الملاحظات، مثل “هل أنت مهتم بمعرفة المزيد من الطرق للإقلاع عن الشرب؟”. - الأسئلة المفتوحة، مثل ما الذي أتى بك إلي اليوم؟”.
- الاستماع التأملي، مثل القول “أشعر أن هذا كان وقتًا صعبًا بالنسبة لك”.
كيفية تحفيز المريض المقاوم للعلاج النفسي
في بعض الحالات يفتقر المريض إلى الثقة في العملية أو الدافع لإجراء التغيير فتكون الحالة مقاومة للعلاج، مما يستدعي اللجوء إلى:
- محاولة الاستماع إلى قصته بلغة بسيطة، وكأنه يحكي لصديق مقرب. مع مراعاة استخدام كلماته وعباراته، فهذا سيجعله يشعر بالمزيد من التفهم.
- تشجيع المريض على ربط تجربته العاطفية بتجربة جسدية. يمكنه تخيل هذه التجربة كشكل أو لون أو شعور جسدي محدد. ثم، يمكنه استخدام تقنيات التخيل لتغيير هذه التجربة.
- التعامل مع المريض كما لو كان لديه خيار فيما يتعلق بتحسن حالته.
دور مجموعات الدعم في تحفيز المريض للاستمرار في العلاج النفسي
عادة ما يشترك أعضاء مجموعة الدعم في تجارب ومشاعر متشابهة، فالاستماع إلى التجارب الناجحة من العلاج النفسي غالباً ما يعود بالتأثير الإيجابي بزيادة التحفيز لدى المريض. ومن فوائد مجموعات الدعم الأخرى:
- تقليل الشعور بالوحدة أو العزلة أو الخضوع لحكم الآخرين.
- تقليل الشعور بالضيق أو الاكتئاب أو القلق أو الإرهاق.
- القدرة على التحدث بشكل علني أو صريح عن المشاعر الداخلية.
- تحسين المهارات للتأقلم مع التحديات.
- استمرار الشعور بالتحفيز للسيطرة على الحالات المزمنة أو الالتزام بالخطة العلاجية.
- امتلاك الشعور بالتمكين أو السيطرة أو الأمل.
- فهم أفضل لطبيعة المرض أو تجربته الشخصية.
- الحصول على الآراء العملية حول الخيارات العلاجية.
قبل الحصول على الاستشارة النفسية، يمكنك إجراء اختبار الاكتئاب إن كنت تلاحظ مجموعة من الأعراض النفسية والسلوكية المزعجة والتي يصعب التخلص منها.
كيف يتغلب المريض من الخوف من العلاج النفسي؟
قد يبدو الخوف من العلاج عقبة كبيرة في الطريق إلى الشفاء ويقلل من تحفيز الشخص للاستمرار. لكن من خلال إدراك أن العديد من الأشخاص قد شعروا بنفس المخاوف في البداية قد يسهل الأمر. وللتخلص من هذا الخوف واستعادة التحفير للاستمرار في جلسات العلاج النفسي يمكن العمل على:
- الحصول على المزيد من المعلومات: يمكن البدء بتعلم المزيد عنه لفهم كيفية عمل هذه العملية. لا يتطلب الأمر الكشف عن كل الأسرار دفعة واحدة، بل هو رحلة مشتركة مع المعالج للمساعدة على الشعور بالراحة ومن ثم التقدم.
- العثور على المعالج المناسب: العلاج علاقة شخصية، لذا من المهم العثور على معالج يمكن الشعور معه بالراحة والاتصال.
- مشاركة المخاوف: المعالج النفسي موجود لتقديم الدعم (Support) والتشجيع، لذلك يجب عدم التردد في مشاركة أي مخاوف أو أسئلة حول العلاج. فهو قادر على فهم هذه المشاعر والتعامل معها بشكل فعال.
- تحديد أهداف صغيرة: العلاج النفسي عملية تدريجية، لذا يجب البدء بأهداف صغيرة ومن ثم قابلة للتحقيق. مع مرور الوقت، يمكن ملاحظة التقدم، المهم التحلي بالصبر أو عدم الاستعجال.
من الطبيعي أن تشعر بالقلق بشأن العلاج، ولكن تذكر أن الكثيرين غيرك مروا بهذه التجربة. سماع قصصهم يمكن أن يطمئنك ويجعلك تشعر بأنك لست وحدك.
كلمة من عرب ثيرابي
في ختام رحلتك نحو الصحة النفسية، تذكّر أن الاستمرار في العلاج هو خطوة نحو تحقيق الأهداف الشخصية والسعادة. في عرب ثيرابي، نقدم لك الدعم اللازم من معالجين نفسيين مؤهلين، لنساعدك على تجاوز التحديات. انضم إلينا اليوم، وابدأ رحلة التحول نحو حياة أكثر توازنًا وصحة نفسية أفضل. صحتك النفسية تستحق العناية!