Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

الأهداف السلوكية لدى الطفل | كيفية تشكيلها وإدارتها

من المسؤوليات الملقاة على كاهل الوالدين تشكيل الأهداف السلوكية لدى الطفل والعمل على تحقيقها وإدارتها لتحسينها باستمرار. لن يكون الأمر سهلاً أو بسيطاً، حيث تشوبه الكثير من الصعاب والتحديات.

إن كان لديك طفلاً صغيراً فغالباً أنت بحاجة إلى معرفة المعلومات التالية.

 

كيفية تشكيل وإدارة الأهداف السلوكية لدى الطفل

قد يواجه الآباء الجدد الكثير من الصعاب في تربية أطفالهم وتحديد الأهداف السلوكية التي يسعون إلى تطويرها لديهم. لكن بغض النظر عن هذه الأهداف، فإن اتباعك للمبادئ التالية من المؤكدة أنها ستفيدك:

نمذجة السلوك

دائماً ما يتعلم الأطفال من خلال النمذجة السلوكية، لذلك إن كان لديك أهداف تريد تحقيقها في طفلك، فلا بد من قيامك أنت أولاً بها ومن ثم يلاحظها الطفل ويقوم بتكرارها. ومثال على ذلك:

  • إن أردت تعليم طفلك العطاء والمشاركة، فقم أنت بمشاركة الطعام مع معه أو مع زوجتك. حينها يأخذ الطفل درس عملي على ما قمت بتوجيهه إليه. وبعدها يستطيع تكرار الأمر في المواقف المشابهة إلى أن تصبح عادة مكتسبة.
  • بدلاً من توجيه الانتقادات أو التعبيرات القاسية للآخرين، قم بتسمية مشاعرك على حقيقتها أمام الطفل. مما يعلمه أن التعبير عن المشاعر أفضل من التنفس عنها بسلوكيات مؤذية.

لحث الطفل على تهدئة نفسه عند امتلاك مشاعر سلبية، فذلك يحتم عليك السيطرة على مشاعرك واتباع تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أمامه.

الاهتمام والثناء على الإيجابيات

على الرغم من أن الغالبية يعطي اهتمامه للطفل في حال قيامه بسلوكيات غير مرغوبة في محاولة لتصحيح السلوك. إلا أن هذا يأتي بنتائج سلبية بدلاً من تصحيح السلوك، حيث قد يقوم الطفل بتكرار السلوك للحصول على الاهتمام مرة أخرى.

من الأفضل إبداء هذا الاهتمام بغض النظر عن نوع التصرفات السلوكية التي يبديها الطفل. فمثلاً يجب الثناء على الطفل ومدحه على ما قام به من سلوكيات مرغوبة.

في بعض الأحيان، قد يكون من الأفضل محاولة تجنب السلوكيات السيئة أو تجاهلها بشكل كامل، بدلاً من إعطائها المزيد من الوقت والاهتمام، مما يساهم في عدم لفت انتباه الطفل إليها. لكن تذكر، هذا لن يكون مفيداً إن لم تعطي طفلك الاهتمام الكافي على السلوكيات الجيدة. لكن من المهم جداً عدم تجاهل السلوكيات غير الآمنة التي يظهرها الطفل والتي تحتاج إلى اهتمام فوري منك.

قد يهمك: تشخيص الحالة النفسية للأطفال (اختبار مجاني)

غمر الطفل بالحنان

تأكد أن الطفل لن يحاول جذب انتباهك من خلال السلوكيات الخاطئة إلا إن كنت تبخل عليه بالاهتمام والحنان اللازم في الأوقات اليومية.

ويمكن للطفل الشعور بهذا الحنان والاهتمام من خلال مثلاً: 

  • اللعب مع الطفل لفترة من الوقت، دعه في هذا الوقت يختار لعبته وقيادة الأمر. وامدحه على ذلك دون توجيه الكثير من التعليمات.
  • الاهتمام بالطفل على الممارسات السلوكية الجيدة من خلال لمسه بحنان أو المسح على شعره، فمن أهداف هذه الحركة إيصال الثناء والمدح دون تشتيت انتباهه على السلوك الجيد.

يوصى بإعطاء الأطفال ما بين (50 – 100) لمسة محبة قصيرة كل يوم.

 

تعديل تصرفات الطفل السلوكية لملائمة أهداف الوالدين

بعض بعض الأحيان تكون السلوكيات التي يبديها الطفل غير متلائمة مع الأهداف التي يضعها الوالدين. وللتمكن من تغييرها، لا بد من اتباع أساليب فعّالة تساعد الطفل في تطبيق ما يطمح له الوالدين. ومن ضمن الأساليب المناسبة:

  • العد التنازلي: عند قيام الطفل بسلوك غير مرغوب وترغب في تغييره، فمن الأفضل إعطائه مهلة من الوقت لتركه. ويتم ذلك من خلال العد التنازلي. يساعد هذا الأسلوب في تنظيم وقت الطفل أيضاً، فمثلاً للانتهاء من الإفطار والاستعداد للمدرسة يمكن القول معك 20 دقيقة ومن ثم 10 دقائق إلى أن تنتهي الفترة المحددة، وهذا يساعد الطفل على الاستعداد عاطفياً بشكل أفضل.
  • جذب الانتباه: قد لا يستطيع الطفل التركيز فيما تطلبه منه، في هذه الحالة يكون من الأفضل الجلوس بجانبه وإعادة الطلب أكثر من مرة والطلب منه أن يكرر ما قلته له. تعتبر لغة الجسد هنا مهمة جداً، فمثلاً تواصل معه بالعين وضع يدك على كتفه.
  •  تكوين روتين: تصبح الأشياء أكثر سهولة عندما تصبح عادة ينتظم عليها الطفل. فإن كان الطفل لا يذهب للنوم عندما يطلب منه والديه، يساعد في ذلك اختيار وقت محدد يومياً لجعل الأجواء أكثر ملائمة للنوم مثل التقليل من شدة الإضاءة والمحافظة على هدوء المنزل والذهاب مع الطفل إلى النوم. في النهاية ستصبح هذه الأمور عادة مكتسبة وروتين منتظم.
  • اعتماد نظام المكافأة والعقاب: قد تكون المكافآت حلاً مناسباً إلى أن يعتاد الطفل على السلوكيات الجديدة المطلوبة، على أن تكون هذه المكافآت بسيطة ويتم ربطها بالسلوك الجيد. في الجهة المقابلة فإن عدم الالتزام بما يتم طلبه من قبل الوالدين بشكل متكرر لا بد أن يقابل بعقوبات متناسبة مع عمر الطفل. تذكر أن الصراخ والضرب لا تأتي بالنتائج المرجوة نهائياً، بل تؤثر على نفسية الطفل.

قد يكون السبب وراء مقاومة الطفل لبعض التعديلات مشكلات نفسية لم يتم تشخيصها. اسعى للحصول على المساعدة من قبل الأخصائي النفسي في هذه الحالة.

 

نصائح تساعد الوالدين في تحقيق الأهداف السلوكية لدى الطفل

كلما كانت الإرشادات المتعلقة بالممارسات السلوكية التي يتوقع من الأطفال تحقيقها بسيطة ومتلائمة مع الظروف بشكل عام، كلما تمكن الوالدين من تحقيق الأهداف المرجوة في التربية. النصائح التالية تساعد الطفل في الالتزام بشكل أكبر:

  • جعل الإرشادات التي تطرحها مباشرة وواضحة قدر الإمكان. التوجيهات المباشرة تساعد الطفل على فهم ما هو مقصود وتوضح له مدى جدية الأمر.
  • لا تعطي التعليمات عندما تكون بعيداً، فبهذه الحالة ستضطر إلى الصراخ وتزيد حدة صوتك، مما يجعل الطفل يفهم الأمر بطريقة خاطئة.
  • التحدث مع الطفل بما يتناسب مع عمره. فمثلاً إن كان الطفل صغيراً في السن فإن استخدام كلمات لا يفهمها لن يساعدك بشيء نهائياً.
  • لا تحاول مراكمة التوجيهات، بل إعطائها للطفل واحدة تلو الأخرى. فالطفل خلال هذه المرحلة سريع التشتت ولا يستطيع التركيز. وقد تفهم عدم قيامه بما تطلبه منه على أنه عناد في الوقت أنه لا يتذكر ما قلته في الحقيقة.

 

كلمة من عرب ثيرابي

غالباً خلال عملية التربية، يحتاج الأطفال إلى فهم الأمور والحصول على المبررات باستمرار. لذلك فهم يطرحون الكثير من الأسئلة فور توجيه التعليمات لهم. لا تشعر بالضيق في هذه الأثناء، بل ينصحك الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي التعامل مع هذه المواقف بأسلوب مبتكر. حاول تقديم التفسيرات قبل أن يطرحها طفلك. فمثلاً إن أردت من طفلك أن يرتدي المعطف، يمكن استباق استفساره عن السبب بقول “إن السماء ملبدة بالغيوم وأخشى أن تمرط وتمرض، اذهب وارتد المعطف”.