ما ستجده في هذا المقال:
يعد اضطراب التعلق عند البالغين موضوعًا معقدًا، ويتجلى في أنماط سلوكية قد تشمل القلق المفرط من الانفصال، أو الاعتماد المفرط (Over-dependence) على الآخرين، أو حتى تجنب العلاقات. ولكن ما هي أبرز أنواعه وأسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
ما هو اضطراب التعلق؟
يعد اضطراب التعلق (Attachment) اضطرابًا سلوكيًا يؤثر على القدرة على تكوين العلاقات ثم الحفاظ عليها:
- يجعل هذا الاضطراب من الصعب على الأشخاص تكوين علاقات مع الآخرين والحفاظ عليها.
- تبدأ هذه الحالات عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة، ولكن قد تستمر مشكلات التعلق أيضًا حتى مرحلة البلوغ.
- لا تُعَد مشكلات التعلق تشخيصًا رسميًا، ولكن يستخدم الناس المصطلح للإشارة إلى أسلوب التعلق غير الآمن لدى البالغين.
- قد يعبر البالغون الذين يعانون من أنماط التعلق غير الآمنة عن تجنب أو تناقض في العلاقات أو يتصرفون بطرق غير منظمة أو غير متسقة.
تعد هذه الاضطرابات حالات مميزة وقابلة للتشخيص ثم العلاج المناسب
ما هي أنواع اضطراب التعلق؟
هناك نوعان من هذا الاضطراب: اضطراب التعلق التفاعلي (RAD) واضطراب المشاركة الاجتماعية غير المثبطة (DSED):
اضطراب المشاركة الاجتماعية غير المثبطة (DSED)
يتضمن اضطراب المشاركة الاجتماعية غير المثبطة على عكس الاضطراب التفاعلي، أن يكون الشخص ودودًا بشكل مفرط مع البالغين غير المعروفين:
- قد يتجول الأطفال المصابون بالتعلق الزائد في كثير من الأحيان، ويقتربون من الغرباء دون تردد، ويعانقون أو يلمسون بالغين غير معروفين.
- قد يميل الأطفال المصابون بالاضطراب هذا أيضًا إلى التجول مع الآخرين أو التفاعل مع الغرباء دون مراجعة والديهم أولاً.
اضطراب التعلق التفاعلي (RAD)
يتضمن هذا الاضطراب أنماط الانسحاب العاطفي من مقدمي الرعاية:
- قد يشعر المصابون أيضًا بالحزن أو الانفعال أو الخوف عندما يكونون مع مقدم الرعاية، حتى أثناء الأنشطة اليومية المعتادة.
- لا يبحث الأطفال المصابون بهذا الاضطراب عن الراحة أو يستجيبون لها، حتى عندما يكونون مستائين.
- قد يواجهون أيضًا صعوبة في التعبير عن المشاعر أو تكوين علاقات مع الآخرين.
- قد يكون الأطفال المصابون هذا الاضطراب معرضين لخطر متزايد للإصابة بفرط النشاط أو القلق (Anxiety) أو الاكتئاب.
يمكنك إجراء اختبار القلق أو اختبار فرط الحركة أو اختبار الغيرة مجانًا من عرب ثيرابي.
ما هي أسباب اضطراب التعلق الرئيسية؟
قد تنشأ هذه المشكلات لعدد من الأسباب، ولكنها ترجع عادة إلى تجارب الطفولة:
- قد يلعب مقدمو الرعاية غير المتسقين أو المهملين دورًا في هذا الاضطراب في الطفولة وكذلك مشاكل التعلق في مرحلة البلوغ.
- يتفق الخبراء على وجود صلة بين هذا الاضطراب والإهمال أو الحرمان الكبير، أو التغييرات المتكررة في مقدمي الرعاية الأساسيين، أو التربية في بيئات مؤسسية.
- الإساءة (الجسدية أو العاطفية أو الجنسية).
- مقدمو الرعاية الذين يعانون من ضعف مهارات الأبوة أو الأمومة.
- مشاكل الغضب الأبوي أو إهمال الوالدين.
- الآباء الذين يعانون من حالات نفسية.
كيف يؤثر اضطراب التعلق على العلاقات؟
قد يؤثر هذا الاضطراب الذي يتطور في مرحلة الطفولة على العلاقات في مرحلة البلوغ. فقد يواجه الشخص المصاب بالاضطراب صعوبة في الثقة بالآخرين أو الشعور بالأمان في العلاقة. ونتيجة لذلك، قد يواجه صعوبة في تكوين الصداقات والشراكات الرومانسية والحفاظ عليها.
من المرجح أن يعاني الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب من صعوبات أكاديمية أو اجتماعية أو عاطفية أو سلوكية.
ما هي علامات اضطراب التعلق وأعراضه؟
تشمل أبرز العلامات ما يأتي:
العلامات عند الأطفال
تتضمن العلامات التي تشير إلى أن الطفل قد يعاني من اضطراب التعلق ما يلي:
- حدوث التنمر أو إيذاء الآخرين.
- التشبث الشديد أو نوبات الغضب الشديدة.
- عدم التواصل البصري أو عدم الخوف من الفقد أو الخوف من الغرباء.
- عدم الشعور بالعاطفة تجاه مقدمي الرعاية أو السلوكيات المعارضة.
- ضعف التحكم في الانفعالات أو السلوكيات المدمرة للذات.
- مشاهدة الآخرين يلعبون ولكن رفض المشاركة معهم.
- الانطواء أو الخمول.
العلامات عند البالغين
يمكن أن تشمل علامات مشاكل التعلق النفسي عند البالغين:
- مشاكل تكوين روابط عاطفية مع الآخرين.
- صعوبات في تحديد الحدود، أو سلوكيات محفوفة بالمخاطر.
- قد يكافح البالغون الذين يعانون من مشاكل التعلق لتكوين علاقات رومانسية.
- قد يكافحون للثقة بالآخرين أو التعبير عن قدر كبير من القلق والتوتر في علاقاتهم.
- يمكن أن يحتاجوا إلى طمأنة مستمرة أو دفع شركائهم بعيدًا لتجنب التعلق الشديد.
لا ترتبط أنماط التعلق التي يختبرها الأشخاص في مرحلة الطفولة دائمًا بشكل مباشر بأنماط التعلق في مرحلة البلوغ.
كيف يمكن معالجة اضطراب التعلق؟
يتضمن العلاج عادة:
- العلاج النفسي: يركز العلاج النفسي لهذه الاضطرابات على تحديد مناطق المشكلة ثم الحد من السلوكيات الإشكالية.
- تدريب المهارات الاجتماعية: يمكن أن يساعد تطوير المهارات الاجتماعية الأطفال على تعلم كيفية التفاعل بشكل أفضل مع الآخرين في المدرسة أو في البيئات الاجتماعية.
- العلاج الأسري: قد يساعد العلاج الأسري الأطفال ومقدمي الرعاية أو أفراد الأسرة الآخرين على تعلم طرق جديدة للتفاعل والاستجابة.
كيف يمكن التعامل مع اضطراب التعلق؟
يمكنك مساعدة الطفل على التعامل من خلال:
- وضع الحدود: ضع حدودًا لمساعدة عالم الطفل على الشعور بمزيد من القدرة على التنبؤ والثقة.
- اتبع جدولًا زمنيًا: يمكن أن يساعد هذا الأطفال على الشعور بأن عالمهم أكثر اتساقًا وجدارة بالثقة، حتى خلال فترات الانتقال.
- تحدث عن المشاعر: بدلاً من الحكم على المشاعر بأنها “سيئة”، ركز على مجرد تسميتها ومناقشة ما يمكن للأطفال فعله لإدارة هذه المشاعر والتعبير عنها.
إذا لاحظت علامات تشير إلى أن طفلك قد يعاني من هذا الاضطراب، فتحدث إلى الطبيب النفسي أو المعالج.
كيف يؤثر على الصحة النفسية؟
يمكن أن يؤثر نمط التعلق الخاص بك على صحتك العقلية بعدة طرق:
- القلق أو الاكتئاب.
- فرط النشاط الجنسي (أكثر شيوعًا مع التعلق القلق أو الخوف المتجنب).
- زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو قلة الثقة في الآخرين.
- الوحدة أو انخفاض احترام الذات.
- العزلة الاجتماعية أو عدم اليقين في العلاقات.
- استخدام المواد للتكيف.
متى يجب استشارة معالج نفسي؟
لا يجب أن تمر فترة مرضك بمفردك؛ فإذا كانت العلاقات تشكل تحديات كبيرة بالنسبة لك، ففكر في التواصل مع أخصائي الصحة النفسية. إذ يمكنهم تغيير الأنماط المتعلقة بالاضطراب ثم المساعدة في إعادة تأسيس شعورك بالأمان الشخصي في علاقاتك.
نصيحة عرب ثيرابي
استثمر في صحتك النفسية وابدأ رحلتك نحو التوازن العاطفي من خلال العلاج النفسي لاضطرابات التعلق. نحن هنا لدعمك في تطوير علاقات صحية وتعزيز ثقتك بنفسك. لا تدع آثار الماضي تؤثر على مستقبلك. تواصل معنا اليوم واكتشف كيف يمكننا مساعدتك في استعادة السيطرة على حياتك وبناء روابط قوية ومستدامة.