ما ستجده في هذا المقال:
تشير الإحصائيات إلى ارتفاع ملحوظ في حالات الاكتئاب والقلق لدى الأمهات الجدد. فهل تعلم أن العديد منهن يعانين من تغييرات هرمونية وجسدية ونفسية كبيرة بعد الولادة؟ هذه التغيرات قد تؤثر بشكل كبير على صحة الأمهات الجدد النفسية، مما يستدعي ضرورة توفير الدعم اللازم لهن.
كيف يمكن دعم الصحة النفسية للأمهات الجدد؟
جميعنا نستطيع أن نساهم في تقديم الدعم العاطفي والعملي للأمهات الجدد، سواء كنا أزواجًا أو أصدقاء أو أفراد عائلة، مما يساهم في تحسين الصحة النفسية (Mental Health) لديهن. ويمكن ذلك من خلال:
- الاستماع الفعّال: يجب إخبار الأمهات الجدد أنه من الطبيعي أن يشعرن بالضغط والقلق في بعض الأحيان، واتاحة تقديم أي مساعدة يمكنها أن تسهل التعامل مع المشاعر السلبية.
- تقديم المساعدة المهنية: إن فترة ما بعد الولادة هي فترة حرجة في حياة الأم، لذلك يجب تشجيعها على استشارة أطباء الأسرة أو معالج نفسي للحصول على الدعم النفسي الذي تحتاج إليه.
- عرض تقديم المساعدة العملية: يجب عدم التردد في تقديم يد العون، سواء كان ذلك من خلال مساعدتها في الأعمال المنزلية، أو إعداد وجبة طعام، أو ببساطة قضاء بعض الوقت معها. حتى أبسط الأشياء يمكن أن تجعل الأم الجديدة تشعر بأنها محبوبة ومقدرة.
- الدعم الاجتماعي: يمكن أن يكون بناء مجتمع من الأمهات الجدد أمرًا بالغ الأهمية. سواء من خلال مجموعات الدعم أو المنتديات عبر الإنترنت، يمكن للأمهات أن تجدن الراحة والدعم في مشاركة تجاربهن مع الأخريات.
يوفر العلاج النفسي مساحة آمنة للأمهات الجدد للتعبير عن مشاعرهن وتوجيههن (Guidance) وتعليمهن مهارات جديدة للتعامل مع الضغوط، مما يساعدهن على الاستمتاع مع أطفالهن.
أهمية دعم الصحة النفسية للأمهات الجدد
دعم الصحة النفسية للأمهات الجدد ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة تضمن تربية صحية وسعيدة للأطفال وتساعد الأمهات على التغلب على التحديات التي تواجههن. فهذا الدعم (Support) يعمل على:
- تخفيف التوتر والقلق والتقليل من حدة الضغوط الحياتية.
- تحسين العلاقات مع الزوج وباقي أفراد العائلة، مما يساهم في بيئة أسرية أكثر استقرارًا.
- تعزيز الثقة بالنفس ومدى القدرة على القيام بالالتزامات كأم، مما يوفر لها تجربة حياتية إيجابية.
- الوقاية من الاكتئاب، حيث أن الدعم النفسي القوي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بعد الولادة، والذي يعد من الحالات الشائعة بعد الولادة.
- تحسين صحة الأطفال، حيث أن الأمهات السعيدات والمستقرات نفسيًا يميلن إلى تقديم رعاية أفضل لأطفالهن.
- تسهيل التكيف مع التغيرات وتعلم المزيد من الاستراتيجيات للتعامل مع التحديات اليومية.
- تعزيز الرفاهية (Well-being) العامة، فكلما كانت الأم تتمتع بصحة نفسية أفضل، كانت رفاهيتها العامة أكبر.
جرّب اختبار الـ 16 شخصية بالعربي
التغيرات التي تسبب صعوبات عاطفية والنفسية لدى الأمهات الجدد
الأمهات الجدد يواجهن مجموعة من التغيرات العاطفية والنفسية التي قد تسبب صعوبات. ومنها:
- التغيرات البيولوجية: التغيرات الهرمونية المفاجئة بعد الولادة هي أحد الأسباب الرئيسية لتقلبات المزاج والشعور بالاكتئاب لدى بعض الأمهات.
- تقلب المشاعر والعواطف: إن الانتقال إلى دور الأم يمثل تحديًا كبيرًا للعديد من الأمهات الجدد، حيث يتطلب التكيف مع مسؤوليات جديدة وهوية جديدة، مما قد يؤدي إلى الشعور بالضغط والقلق ويزيد الحاجة إلى دعم الصحة النفسية.
- التعافي الجسدي: يمكن أن يكون التعافي الجسدي بعد الولادة مؤلمًا ومرهقًا، مما يؤثر سلبًا على الحالة المزاجية والعقلية للأم، خاصة إذا كانت معتادة على ممارسة الرياضة كوسيلة للتخلص من التوتر.
- العلاقات الاجتماعية: يمكن أن تؤدي العزلة الاجتماعية التي تعاني منها الأمهات الجدد إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب أو تفاقمه، خاصةً إذا كنّ يعانين من مشاكل نفسية سابقة.
- قلة النوم: يعتبر اضطراب النوم من أكثر التحديات التي تواجه الأمهات الجدد، حيث يؤدي الحرمان المستمر من النوم إلى تأثيرات سلبية على صحتهن الجسدية والعقلية والعاطفية.
دور علاج الصحة النفسية في تقديم الدعم للأمهات الجدد؟
صحة الأم النفسية بعد الولادة تؤثر بشكل مباشر على صحة الأسرة بأكملها. يجب أن نعمل جميعًا على توفير الدعم اللازم للأمهات الجدد لمساعدتهن على التكيف مع هذه المرحلة الحساسة. لا تترددي في طلب المساعدة إذا كنتِ تشعرين بالأعراض التالية باستمرار:
- اضطراب النوم.
- الارتباك أو الشعور بالضياع.
- صعوبة التواصل بشكل فعال.
- القلق الشديد أو الانفعال.
- حدوث تقلبات مزاجية سريعة.
- امتلاك أفكار قهرية حول الطفل.
- الرغبة بإيذاء النفس أو الطفل.
- حدوث هلاوس مثل رؤية أو سماع أشياء غير موجودة.
- امتلاك أوهام أو معتقدات غير العادية التي لا تستند إلى الواقع.
دور الرعاية الذاتية في الحفاظ على صحة الأم النفسية
على الرغم من عدم وجود ضمان كامل للوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة أو تدهور الحالة النفسية، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة به وتزيد من المرونة النفسية (Resilience). ومنها:
- ضعي توقعات واقعية لنفسك ولطفلك في هذه المرحلة.
- خصصي وقتًا للاسترخاء مع طفلكِ الجديد، ولا تترددي في تحديد عدد الزوار الذين ترغبين في استقبالهم في المنزل.
- اطلب من أصدقائك وعائلتك أن يشاركوك في بعض المهام اليومية لمساعدتك على التركيز على نفسك وطفلك.
- خصصي وقتًا لنفسك أثناء نوم طفلك، سواء كان ذلك للقراءة أو الاستحمام أو ممارسة هواية تحبينها أو للنوم.
- عززي علاقتك مع زوجك، وخصصي المزيد من الوقت لكما.
- توقعي أوقات جيدة وأخرى سيئة.
ابقي على تواصل مستمر مع أصدقائك والأشخاص المقربين عليك، سواء بالمكالمات الهاتفية أو الخروج في نزهة معاً أو مجرد المشي حول المنزل سوياً.
نصائح لتعامل الأمهات الجدد مع الشعور بالذنب
مهما قدمت الأم من رعاية فائقة لطفلها الجديد فقد تشعر بالذنب بين الحين والآخر، مما يؤثر سلباً على حالتها النفسية. للتعامل مع هذه المشاعر السلبية، يمكنها اتباع النصائح التالية:
- تحديد الأسباب ومصدر الشعور بالذنب، لتحديد ما إذا كان نتيجة التوقعات غير الواقعية، أم بسبب الضغوط الاجتماعية.
- التحدث عن المشاعر أو مشاركتها مع الأصدقاء أو أحد المقربين، مما يساعد في تخفيف العبء النفسي.
- ممارسة التعاطف مع النفس، وتذكير النفس بأن الجميع بشر ولا يمكن الوصول إلى المثالية.
- تحديد الأولويات والعمل على تحقيقها، والابتعاد على القيام بكل شيء بالوقت ذاته.
- تخصيص وقت للراحة للتمكن من الشعور بالاسترخاء ومن ثم استجماع الطاقة من جديد.
- تدوين المشاعر وتتبعها للمساعدة على فهمها وبالتالي تعلم كيفية التعامل معها.
- تقبل الأخطاء والتعلم منها ومن ثم تحويلها إلى فرص للنمو والتعلم.
إذا كان الشعور بالذنب يؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية، فقد يكون من المفيد استشارة معالج نفسي.
كلمة من عرب ثيرابي
في عالم مليء بالتحديات، تحتاج الأمهات الجدد إلى الدعم والاهتمام. مع عرب ثيرابي، نقدم لك خدمات الصحة النفسية عالية الجودة عبر الإنترنت، لتتمكني من التعامل مع الضغوطات وتحقيق التوازن في حياتك وحمايتك من الاكتئاب. انضمي إلينا اليوم وابدئي رحلتك نحو رفاهيتك النفسية، مع معالجين نفسيين مؤهلين يساندونك في كل خطوة. صحتك النفسية تستحق الاهتمام!
