Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
أسباب ارتفاع هرمون الحليب

أسباب ارتفاع هرمون الحليب | هل التوتر من ضمنها؟

البرولاكتين هذا الهرمون الذي يربطنا بأعظم لحظات الأمومة، قد يتحول إلى مصدر قلق عندما يرتفع مستواه بشكل غير طبيعي. فما هي الأسباب الكامنة وراء ارتفاع هرمون الحليب؟ وكيف علاجه؟ دعنا نتعرف على الإجابات في هذا المقال.

 

ما هو هرمون الحليب؟

يُعرف هرمون البرولاكتين (Prolactin) بدوره الأساسي في الرضاعة، إلا أنه يمتلك نطاقًا واسعًا من الوظائف التي تتجاوز إنتاج الحليب. فهو يساهم في تنظيم الجهاز المناعي، والاستجابة للتوتر، والتحكم في إنتاج الهرمونات الأخرى. علاوة على ذلك، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالخصوبة وصحة الجهاز التناسلي لدى كل من الرجال والنساء.

يتم تنظيم مستوى هرمون البرولاكتين في الجسم بشكل جزئي بواسطة هرمون الدوبامين، المعروف بدوره في تنظيم المزاج والتحفيز. عندما يكون مستوى الدوبامين منخفضًا، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة في إفراز هرمون البرولاكتين. 

تعتبر القيمة المرجعية لمستوى هرمون البرولاكتين في الدم أقل من 25 نانوجرام/مل لدى النساء غير الحوامل. أي ارتفاع مستمر في هذا المستوى عن المعدل الطبيعي، وهي حالة تعرف بفرط برولاكتين الدم، قد يشير إلى وجود خلل هرموني (Hormonal imbalanc) أو حالة طبية أخرى. لذلك، من الضروري إجراء فحوصات طبية شاملة لتحديد السبب الكامن وراء ذلك ووضع خطة علاجية مناسبة.

الحمل والرضاعة الطبيعية هما حالتان تؤديان إلى ارتفاع طبيعي في مستوى هرمون الحليب، ثم يعود المستوى إلى طبيعته بعد انتهاء فترة الرضاعة.

 

ما هي أسباب ارتفاع هرمون الحليب؟

هناك العديد من الأسباب لارتفاع هرمون الحليب (Hyperprolactinemia)، ولكن إذا لم يكن الحمل أو الرضاعة هو السبب، فينبغي البحث عن أسباب أخرى، والتي منها:

ورم برولاكتينومي

الورم البرولاكتيني هو السبب الرئيسي لفرط برولاكتين الدم، حيث يؤدي هذا الورم إلى إفراز كميات كبيرة من هرمون البرولاكتين، مما يسبب مجموعة من الأعراض. منها:

  • الصداع.
  • الغثيان أو القيء.
  • تغيرات في الرؤية، مثل الرؤية المزدوجة أو انخفاض الرؤية الطرفية.
  • ألم أو ضغط الجيوب الأنفية.
  • مشاكل في حاسة الشم.

تكيس المبايض

تتداخل متلازمة تكيس المبايض وارتفاع هرمون الحليب بشكل كبير، بل قد تكون من الأسباب الشائعة أيضاً، حيث يمكن أن يؤدي أي منهما إلى اضطرابات هرمونية تؤثر على الدورة الشهرية والخصوبة. على الرغم من عدم وجود إجماع تام على العلاقة السببية بينهما، إلا أن كلا الحالتين تتطلب تقييماً طبياً دقيقاً وعلاجاً مناسباً.

تناول بعض الأدوية

الأدوية النفسية، مثل مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب، بالإضافة إلى بعض الأدوية الأخرى كأدوية حرقة المعدة وأدوية ضغط الدم، قد تسبب ارتفاعًا في مستويات هرمون البرولاكتين كأثر جانبي. لذلك، إذا كنت تتناول أي أدوية جديدة ولاحظت ظهور أعراض غير متوقعة، فمن المهم إبلاغ طبيبك، حيث قد يكون من الضروري تعديل الجرعة أو تغيير الدواء.

النظام الغذائي

يلعب النظام الغذائي دورًا هامًا في تنظيم مستويات الهرمونات في الجسم. فالنقص في الفيتامينات والمعادن الأساسية، بالإضافة إلى الإجهاد الناجم عن قلة الأكل، يمكن أن يؤدي إلى اختلال في التوازن الهرموني وزيادة في مستوى هرمون البرولاكتين. لذلك، فإن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يعد عنصرًا هامًا في الحفاظ على صحة الهرمونات.

مشاكل الغدة الدرقية

تلعب الغدة الدرقية دورًا هامًا في تنظيم العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك التوازن الهرموني. وقد أظهرت الدراسات أن حوالي 40% من الأشخاص الذين يعانون من قصور في نشاط الغدة الدرقية يعانون أيضًا من ارتفاع في مستوى هرمون البرولاكتين. 

هذه العلاقة الوثيقة بين الغدة الدرقية وهرمون البرولاكتين تساهم في ظهور العديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك العقم، وتؤكد على أهمية تشخيص وعلاج مشاكل الغدة الدرقية في الوقت المناسب.

الإجهاد البدني والإرهاق

تلعب العوامل الجسدية دورًا هامًا في تنظيم مستويات هرمون البرولاكتين. فالإفراط في ممارسة الرياضة، واضطرابات النوم يمكن أن تؤدي إلى زيادة مستويات هرمونات التوتر، مما يحفز بدوره إنتاج هرمون البرولاكتين. لذلك، فإن الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن يساهم في تنظيم مستويات الهرمونات في الجسم.

يمكن للطبيب معرفة مستوى هرمون الحليب لدى المرأة من خلال إجراء اختبار فحص دم.

 

كيف يؤثر التوتر على مستويات البرولاكتين؟

قد يكون التوتر النفسي (Stress) من أسباب ارتفاع هرمون الحليب في الجسم أيضاً. فعندما يتعرض الشخص لمواقف مجهدة نفسياً، يتم تحفيز نظام الاستجابة للتوتر، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة إفراز البرولاكتين، والتي غالباً ما تكون زيادة مؤقتة.

وعلى العكس من ذلك، فإن التوتر المزمن يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستمر في مستوى هرمون البرولاكتين، مما قد يسبب مجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك اضطرابات الدورة الشهرية وانخفاض الخصوبة.

لذلك، لا بد من تعلم كيفية إدارة التوتر اليومي والتحكم بالنفس بشكل أفضل من خلال اتقان تقنيات الاسترخاء المتنوعة، مثل التأمل والتنفس العميق.

علاج نفسي، استشارات نفسية، دعم نفسي

 

ما أعراض ارتفاع هرمون الحليب؟

بعد التعرف على الأسباب الكامنة وراء ارتفاع هرمون الحليب، لا بد أن تكون المرأة على معرفة بالأعراض المحتملة لهذه الحالة. والتي من ضمها:

  • دورات شهرية غير منتظمة أو مفقودة.
  • عدم حدوث إباضة.
  • العقم.
  • ملاحظة إفرازات من الحلمة أو إفرازات من الثدي، حيث ينتج الثدي الحليب دون وجود حمل.
  • الشعور بالقلق، يمكنك التأكد من حالتك النفسية من خلال إجراء اختبار القلق.
  • ملاحظة حدوث أعراض متلازمة ما قبل الحيض (خاصة الأعراض المرتبطة بالمزاج).
  • طراوة الثديين.
  • جفاف المهبل.
  • حدوث هبات ساخنة.
  • ظهور حَبُّ الشّبَاب.
  • نمو الشعر الزائد على الوجه أو الصدر أو الظهر.

يمكن أن يكون هرمون الحليب مرتفعًا دون أن تشعري بأي شيء، خصوصًا إذا كنتِ في سن الأمل (سن انقطاع الطمث).

 

كيف يمكن علاج ارتفاع هرمون الحليب؟

يختلف علاج فرط إفراز برولاكتين الدم باختلاف السبب الكامن وراءه. حيث أن:

  • يستخدم الأدوية (Medication) الهرمونية لتعويض النقص في هرمونات الغدة الدرقية إن كان ارتفاع البرولاكتين ناتج عنها.
  • إيقاف الأدوية أو استبدالها أو تعديل الجرعات في حال كانت هي السبب وراء فرط هرمون الحليب.
  • الأورام البرولاكتينية يتم علاجها من خلال أدوية ناهضات الدوبامين، أو بالجراحة لإزالة الورم إن كان الدواء غير فعال، كما يمكن اللجوء إلى العلاج الإشعاعي في حالات نادرة.

 

كلمة من عرب ثيرابي

في ختام مقالنا، نؤكد أهمية فهم أسباب ارتفاع هرمون الحليب وكيفية انعكاس ذلك على حالتك النفسية. إذا كنت تعانيين من أي أعراض أو تحتاجي إلى دعم نفسي، لا تترددي في زيارة عرب ثيرابي. نحن نقدم لك علاجًا نفسيًا عالي الجودة عبر الإنترنت، مع معالجين مؤهلين لمساعدتك في استعادة توازن حياتك. صحتك النفسية تهمنا!