ما ستجده في هذا المقال:
تخيل أنك تشعر بالحاجة إلى غسل يديك مئات المرات يوميًا، أو أنك تشعر بالقلق الشديد بشأن ترتيب الأشياء بطريقة معينة. هذا هو الواقع الذي يعيشه الكثير من الأشخاص المصابين بالوسواس القهري. ولكن، هل تعلم أن هناك طرقًا للتغلب على تكرار هذه السلوكيات القهرية واستعادة حياتك الطبيعية؟
ما هي السلوكيات القهرية؟
السلوكيات القهرية هي مجموعة من الأفعال المتكررة التي يقوم بها الشخص المصاب بالوسواس القهري، والتي يشعر بأنه مضطر للقيام بها للاستجابة لأفكاره الوسواسية وتقليل القلق الذي تسببه. هذه الأفعال غالبًا ما تكون غير منطقية وغير فعالة في تحقيق الغرض منها، ولكن الشخص يشعر بأنه غير قادر على مقاومتها.
أمثلة على السلوكيات القهرية:
- التنظيف المتكرر: مثل غسل اليدين بشكل متكرر، تنظيف الأسطح بشكل مفرط.
- التحقق المتكرر: مثل التحقق من إغلاق الأبواب والنوافذ، أو إطفاء الأضواء، أو وجود الأشياء في مكانها الصحيح.
- الترتيب: مثل ترتيب الأشياء بشكل معين أو العد.
- تجنب المواقف: مثل تجنب المواقف التي تثير القلق أو الأفكار الوسواسية.
ما أسباب تكرار السلوكيات القهرية؟
على الرغم من أن الوسواس القهري غالبيا ما يكون سببًا في تكرار السلوكيات القهرية كوسيلة للتعامل مع هذه الأفكار، إلا أن الأمر قد ينتج أيضًا عن عدة عوامل، منها:
- القلق والتوتر: غالبًا ما يشعر الشخص بالقلق، مما يدفعه إلى القيام بسلوكيات قهرية لتخفيف هذا الشعور.
- التجارب السابقة: بعض الأشخاص قد يكون لديهم تجارب سلبية سابقة تجعلهم يشعرون بالحاجة إلى تكرار سلوك معين لتجنب الأذى.
- العوامل البيولوجية: قد تلعب التغيرات في كيمياء الدماغ دورًا في تطوير السلوكيات القهرية.
- العوامل الوراثية: يمكن أن يكون هناك استعداد وراثي لاضطرابات القلق والسلوكيات القهرية.
- الضغط النفسي: الأحداث المؤلمة أو الضغوطات الحياتية قد تؤدي إلى ظهور السلوكيات القهرية كوسيلة للتعامل مع الضغوطات.
- نقص المهارات التأقلم: عدم القدرة على التعامل مع المشاعر أو الضغوط بشكل صحي يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات قهرية.
- الشعور بالكمال: يسعى الشخص إلى تحقيق الكمال في كل شيء، مما يدفعه إلى تكرار السلوكيات للتأكد من أن كل شيء في مكانه الصحيح.
ما هي استراتيجيات التوقف عن تكرار السلوكيات القهرية؟
التخلص من السلوكيات القهرية المصاحبة للوسواس القهري يتطلب التزامًا بالعلاج (Treatment) والعمل الجاد. إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في التغلب على هذه السلوكيات:
العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
يعتبر العلاج المعرفي السلوكي هو العلاج الأكثر فعالية للوسواس القهري. فهذا النوع من العلاج يركز على تغيير أنماط التفكير والسلوك المرتبطة بالوسواس القهري. ومن ضمن التقنيات المستخدمة في هذا النوع من العلاج:
- التعرض ومنع الاستجابة (ERP): يتضمن هذا العلاج التعرض التدريجي للمواقف التي تثير القلق والوسواس، ومنع المريض من القيام بالسلوكيات القهرية.
- إعادة هيكلة الأفكار: يساعد المعالج المريض على تحدي الأفكار الوسواسية واستبدالها بأفكار أكثر واقعية.
تقنيات الاسترخاء
تعد ممارسة تقنيات الاسترخاء أمرًا أساسيًا للتخلص من القلق الذي قد ينتج عنه الأفكار الوسواسية. لذلك من الضروري ممارسة أيًا من التقنيات التالية:
- التنفس العميق: يساعد التنفس العميق على تهدئة الجسم والعقل ومن ثم تقليل التوتر.
- التأمل: يساعد التأمل على زيادة الوعي بالجسم والأفكار، مما يساعد على تقليل القلق.
- اليوجا: تساعد اليوجا على تحسين المرونة الجسدية والعقلية ومن ثم تقليل التوتر.
لتدوين المشاعر والأفكار المحفزة يساعدك على فهم (Understanding) الأنماط وتجنب ما يثير الأفكار غير المرغوبة وتتبع مدى قدرتك التحكم بنفسك.
الأدوية
في بعض الحالات، لا يمكن التحكم بالأفكار الوسواسية ولا السلوكيات القهرية إلا من خلال بعض الأدوية التي تعيد التوازن للنواقل العصبية في الدماغ للمساعدة في تنظيم المزاج وتقليل القلق. ومن ضمن هذه الأدوية:
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
- الأدوية المضادة للذهان، في حالات التي لا تستفيد من الأدوية السابقة.
الدعم الاجتماعي
للدعم الاجتماعية أهمية كبيرة في الخطة العلاجية، سواء كان ذلك من خلال:
- مشاركة العائلة والأصدقاء في رحلة العلاج، حيث يمكنهم تقديم الدعم (Support) العاطفي والتشجيع ومتابعة مدى قدرة الشخص على الابتعاد عن السلوكيات القهرية أو مساعدته في تجنب المحفزات.
- الانضمام إلى مجموعات الدعم التي تساعد في التواصل (Communication) مع الأشخاص الذين يواجهون نفس التحديات.
خلال رحلة التعافي قد تحدث بعض الانتكاسات، لذلك كن مستعدًا للتكيف مع التحديات ولا تنزعج منها، بل اعتبرها فرصًا للتعلم.
كيف يؤثر تكرار السلوكيات القهرية على الحياة؟
تكرار السلوكيات القهرية الناتجة عن اضطراب الوسواس القهري يؤثر بشكل كبير على مختلف جوانب حياة المصاب، مما يحد من قدرته على الاستمتاع بالحياة والعلاقات الاجتماعية. من بين الآثار السلبية الأخرى لتكرار هذه السلوكيات:
- تضييع الوقت والجهد: تستغرق السلوكيات القهرية وقتًا طويلاً، مما يؤثر على القدرة على أداء المهام اليومية والالتزام بالواجبات. وبالتالي إعاقة الحياة اليومية ونشاطاتها.
- التوتر والقلق: على الرغم من أن هذه السلوكيات تهدف إلى تخفيف القلق، إلا أنها في الواقع تؤدي إلى زيادة التوتر أو القلق على المدى الطويل.
- العزلة الاجتماعية: قد يتجنب المصاب المواقف الاجتماعية خوفًا من التعرض للمواقف التي تثير الوساوس، مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية.
- الإرهاق الجسدي: تكرار السلوكيات القهرية يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق الجسدي، خاصة إذا كانت تتضمن حركات متكررة أو جهدًا بدنيًا، مثل الحال في وسواس تنظيف البيت.
- مشاكل في العلاقات: قد تؤدي السلوكيات القهرية إلى توترات في العلاقات مع أفراد الأسرة والأصدقاء والشركاء.
- التأثير على الصحة النفسية: يؤدي إلى زيادة مستويات القلق أو الإصابة بالاكتئاب، مما يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالإحباط والعزلة.
- تأثير على الأداء الوظيفي أو الدراسي: قد يؤدي انشغال الشخص بالسلوكيات القهرية إلى صعوبة التركيز والانتباه، مما يؤثر على أدائه في العمل أو الدراسة.
- التأثير على الصحة البدنية: بعض السلوكيات القهرية، مثل الإفراط في غسل اليدين، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل جلدية أو صحية أخرى.
جرب اختبار الاكتئاب تحقق من حالتك النفسية.
ما علاقة السلوكيات القهرية بالقلق؟
تشكل السلوكيات القهرية أحد الأعراض الأساسية لاضطراب الوسواس القهري (OCD)، وهي مرتبطة بشكل وثيق بالقلق. يمكن تفسير هذه العلاقة ببساطة:
- الأفكار الوسواسية: تبدأ المشكلة بأفكار مزعجة ومتكررة تدور في ذهن الشخص، مثل الخوف من التلوث أو الشك في إغلاق الأبواب. هذه الأفكار تسبب قلقًا شديدًا لا يمكن مقاومته.
- السلوك القهري كرد فعل: كمحاولة للتخلص من هذا القلق، يقوم الشخص بسلوك معين، مثل غسل اليدين بشكل متكرر أو التحقق من إغلاق الأبواب عدة مرات.
- التخفيف المؤقت للقلق: يؤدي القيام بالسلوك القهري إلى تخفيف القلق بشكل مؤقت ونوعًا من التعزيز السلبي، مما يعزز تكرار هذا السلوك في المستقبل.
كلمة من عرب ثيرابي
في عالم تتزايد فيه الضغوطات والتحديات النفسية، يقدم لكم عرب ثيرابي الحل الأمثل. مع معالجين نفسيين مؤهلين، نوفر لكم العلاج النفسي عبر الإنترنت بطريقة مريحة وسهلة. انضموا إلينا اليوم وابدأوا رحلة التعافي، لأن صحتكم النفسية تستحق الأفضل. لا تترددوا، اتخذوا الخطوة الأولى نحو حياة أكثر سعادة وراحة. استعيدوا توازنكم النفسي الآن!