Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
هل يمكن أن يعود القلق الاجتماعي بعد العلاج؟

هل يمكن أن يعود القلق الاجتماعي بعد العلاج؟

هل تعلم أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي يشعرون بالأعراض من جديد بعد مرور بعض الوقت؟ هذا الأمر يثير تساؤلات مهمة حول هل يمكن أن يعود القلق الاجتماعي حقًا بعد العلاج؟ وما هي الأسباب المحتملة للانتكاس وما أفضل الطرق للوقاية من حدوث ذلك. تابع القراءة لمعرفة المزيد.

 

ما هو القلق الاجتماعي؟

اضطراب القلق الاجتماعي هو حالة تجعل الأشخاص يشعرون بالخوف الشديد والقلق (Anxiety) في المواقف الاجتماعية. هذا الخوف قد يدفعهم لتجنب التجمعات أو الأنشطة الاجتماعية خوفًا من الحكم عليهم أو رفضهم. قد يؤدي ذلك إلى عزل اجتماعي وتأثير سلبي على الحياة اليومية.

يؤثر القلق الاجتماعي بشكل كبير على حياة المصابين به. فبعضهم يحد من أنشطتهم اليومية لتجنب المواقف الاجتماعية التي تثير قلقهم، بينما يعاني البعض الآخر من خوف شديد وتوتر مستمر حتى أثناء ممارسة أنشطتهم المعتادة. في كلتا الحالتين، يؤدي القلق الاجتماعي إلى تدهور نوعية الحياة.

 

ما هي أعراض القلق الاجتماعي؟

على الرغم من أن الجانب الأكثر شيوعًا لأعراض القلق الاجتماعي هو تجنب الشخص للتفاعل الاجتماعي (Social Interaction)، إلا أن هناك مجموعة متنوعة من الأعراض في حال اضطر إلى التواجد في مثل هذه المواقف. والتي منها:

الأعراض الفسيولوجية:

  • احمرار الوجه.
  • الارتعاش.
  • التعرق المفرط.
  • تسارع نبضات قلب.
  • ألم في الصدر.
  • الشعور بالغثيان والدوخة.
  • الشعور بالاختناق أو ضيق في التنفس.

الأعراض السلوكية:

  • الشعور بالخجل الشديد.
  • مواجهة صعوبة في التحدث.
  • التحدث بصوت هادئ جدًا.
  • تجنب الاتصال بالعين.
  • الشعور بالتصلب بدلاً من الاسترخاء.
  • الاعتقاد بأن الآخرين يصدرون أحكامًا عليهم أو يرفضونهم.

 

هل يعود القلق الاجتماعي بعد تلقي العلاج؟

بفضل العلاج، يمكن للعديد من المصابين بالقلق الاجتماعي أن يعيشوا حياة اجتماعية أكثر استقلالية وثقة، حيث يتغلبون على خوفهم من المواقف الاجتماعية. إلا أن كون القلق الاجتماعي يعد حالة مزمنة، فقد يحتاج الكثيرين من الأشخاص إلى الاستمرار بالعلاج.

وفي حالات أخرى، قد ينتكس الشخص بعد أشهر أو سنوات من العلاج النفسي (Therapy) الناجح، مما يتطلب منه طلب العلاج مرة أخرى لإدارة الأعراض. 

عدم طلب المساعدة لعلاج القلق الاجتماعي قد يؤدي إلى عزل اجتماعي مستمر، ويحد من فرص النجاح في مختلف جوانب الحياة.

 

لماذا يعود القلق الاجتماعي بعد الخضوع للعلاج؟ 

هناك عدة عوامل يمكن أن تجعل القلق الاجتماعي يعود بعد الخضوع لخطة علاج متكاملة. ومن هذه العوامل:

  • التعرض للضغط النفسي: التعرض لمواقف جديدة أو ضغوطات حياتية قد يعيد ظهور الأعراض.
  • عدم الالتزام بالعلاج: التوقف المفاجئ عن العلاج أو عدم الالتزام بالجلسات.
  • التواجد في بيئة غير داعمة: وجود بيئة سلبية أو غير داعمة قد يؤثر سلبًا على التحسن.
  • الفهم غير الكافي للحالة: عدم فهم طبيعة القلق الاجتماعي وكيفية التعامل معه.
  • التجارب السلبية: مواجهة تجارب سلبية أو مواقف محبطة قد تعيد إثارة القلق.
  • التغيرات الحياتية: تغييرات كبرى في الحياة مثل الانتقال أو فقدان عمل.
  • العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي من الاضطرابات النفسية يمكن أن يزيد من احتمالية العودة.
  • الإجهاد المزمن: التعرض المستمر للإجهاد قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
  • التقلبات العاطفية: التغيرات في المزاج أو المشاعر قد تسهم في عودة القلق.
  • نقص المهارات الاجتماعية: عدم تطوير المهارات الاجتماعية اللازمة قد يؤثر على الثقة بالنفس.

 

كيف يمكن الوقاية من عودة القلق الاجتماعي بعد العلاج؟

التعافي (Recovery) من القلق الاجتماعي يحتاج إلى وقت وجهد. قد يستغرق الأمر عدة أسابيع أو أشهر لتلاحظ تغيرًا ملحوظًا. كن صبورًا مع نفسك، واستمر في العمل مع معالجك. ولضمان أن لا يعود القلق الاجتماعي بأعراضه المزعجة بعد العلاج، يفضل أخذ الأمور التالية بعين الاعتبار:

تلقي العلاجات الدوائية

الخيارات الدوائية الأولى للتخلص من أعراض القلق الاجتماعي هي مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، مثل باكسيل (Paxil) أو زولفت (Zoloft). كما يمكن أن يتم اختيار دواء من فئة مثبطات امتصاص السيروتونين والنورإيبينيفرين مثل فينلافاكسين (Venlafaxine).

بالإضافة إلى ذلك، هناك أدوية أخرى قد تكون حلاً جيداً لأعراض القلق الاجتماعي وضمان أن لا يعود بعد العلاج النفسي. ومن بينها:

  • الأدوية المضادة للقلق: على الرغم من فعالية البنزوديازيبينات في تخفيف القلق بشكل سريع، إلا أن استخدامها طويل الأمد قد يؤدي إلى الإدمان والتأثير على وظائف الجسم بشكل سلبي.
  • حاصرات بيتا: تعمل هذه الأدوية على تثبيط تأثير الأدرينالين، مما يؤدي إلى انخفاض معدل ضربات القلب وضغط الدم وتخفيف الأعراض الجسدية للقلق مثل التعرق والارتعاش. 

لتنجح في علاجك، يجب عليك الذهاب إلى الطبيب بانتظام، وتناول الدواء، ومحاولة التعامل مع المواقف التي تسبب لك القلق.

ممارسة الرعاية الذاتية

بالإضافة للعلاج، هناك بعض الأشياء التي تستطيع فعلها بنفسك لتشعر براحة أكبر في التجمعات. مثل:

  • ممارسة النشاط البدني بانتظام.
  • الحصول على قدر كاف من النوم.
  • اتباع نظامًا غذائيا صحيًا ومتوازنًا.
  • تجنب تناول الكحوليات.
  • الحد من تناول الكافيين أو تجنبه.

تعلم استراتيجيات للحد من التوتر

نعم، التحول إلى شخص اجتماعي في ظل القلق (جرب اختبار القلق هذا) ليس بالأمر السهل، ولكن التجنب سيجعل الأمور أسوأ. حاول مواجهة مخاوفك تدريجيًا، فكل مرة تواجه فيها موقفًا يخيفك، ستكتسب ثقة أكبر بنفسك وقدرة أكبر على التحكم في قلقك. مع التركيز على:

  • استعد للحوار بقراءة الأخبار لاكتشاف قصص مثيرة.
  • ركز على الصفات الإيجابية في نفسك.
  • مارس تقنيات الاسترخاء.
  • تعلم كيفية التحكم في التوتر.
  • ضع أهدافًا اجتماعية واقعية.
  • انتبه لتكرار المواقف المحرجة، فقد تجد أنها نادرة.
  • إذا واجهت موقفًا محرجًا، تذكر أن مشاعرك ستزول وأن الآخرين قد لا يلاحظون أو يهتمون كما تظن.

بعض الناس يتعافون تمامًا من القلق الاجتماعي ولا يحتاجون للأدوية، بينما يحتاج البعض الآخر إلى علاج طويل الأمد.

التأقلم والدعم

استمرارك في تطبيق الأساليب التالية سيقوي قدرتك على مواجهة المواقف التي تسبب لك القلق. تذكر أن الأفكار السلبية التي تخطر ببالك غالبًا ما تكون مبالغ فيها، وأن النتائج السلبية التي تخاف منها نادراً ما تحدث.

  • التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة بشكل روتيني.
  • الانضمام إلى مجموعة دعم (Support) محلية أو عبر الإنترنت.
  • المشاركة بمجموعات توفر فرصًا لتحسين مهارات التواصل والتحدث أمام.
  • ممارسة أنشطة ممتعة أو مهدئة، مثل الهوايات، عندما تشعر بالقلق.

 

كلمة من عرب ثيرابي

إذا كنت تواجه القلق الاجتماعي وترغب في استعادة حياتك الطبيعية، نحن هنا لمساعدتك. في عرب ثيرابي، نقدم لك علاجًا نفسيًا عالي الجودة عبر الإنترنت مع معالجين مؤهلين. لا تدع القلق يعيق تقدمك، انضم إلينا اليوم وابدأ رحلتك نحو الشفاء والراحة النفسية. تواصل معنا واغتنم الفرصة لتغيير حياتك للأفضل!

علاج الاكتئاب - الاكتئاب - استشارة نفسية