ما ستجده في هذا المقال:
هل تشعر بالقلق والتوتر بشكل متكرر دون سبب واضح؟ هل تجد صعوبة في التركيز والنوم؟ قد يكون السبب وراء هذه الأعراض أكثر عمقًا مما تتخيل. فهل تعلم أن الغدة الدرقية الصغيرة في عنقك قد تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم مزاجك ومشاعرك؟ دعنا نستكشف العلاقة بين الغدة الدرقية والقلق.
ما علاقة الغدة الدرقية بالقلق؟
يؤدي اختلال وظائف الغدة الدرقية (Thyroid) إلى اضطرابات في الناقلات العصبية في الدماغ، مما يزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات القلق وحدوث نوبات الهلع.
يمكن أن يرتبط كل من قصور وفرط نشاط الغدة الدرقية بالقلق، ولكن فرط النشاط يزيد بشكل ملحوظ من خطر الإصابة به. تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 60% من الأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط الغدة يعانون أيضًا من القلق، مقارنة بنسبة 30% فقط في حالة قصور الغدة.
يعاني حوالي 10% من الأشخاص المصابين بقصور الغدة الحاد من اضطراب القلق (Anxiety Disorder)
أسباب القلق في حالة مرض الغدة الدرقية
تعتمد طبيعة أعراض القلق المصاحبة لمرض الغدة على اختلال التوازن الهرموني الناتج عن فرط أو قصور نشاط الغدة، على النحو التالي:
- يعمل فرط نشاط الغدة الدرقية على تحفيز الجهاز العصبي الودي، مما يؤدي إلى زيادة إفراز الأدرينالين والنورأدرينالين. هذان الهرمونان يسببان الشعور بالقلق، ويزيدان من معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويجعلان الجسم في حالة تأهب مستمر.
- يتسبب قصور الغدة في اضطرابات هرمونية تؤثر على عمل الدماغ. مما يؤدي إلى نقص في بعض المواد الكيميائية التي تتحكم في المشاعر، مثل السيروتونين، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
ما هي أعراض اضطراب الغدة الدرقية؟
غالباً ما يعاني الشخص المصاب بمشكلة من مشاكل الغدة الدرقية من مجموعة من الأعراض من بينها:
أعراض فرط الغدة الدرقية
في حالة فرط نشاط الغدة يزيد إفراز هرموناتها وخاصة هرموني ثلاثي يودوثيرونين (T3) والثيروكسين (T4). مما ينتج عنه أعراض متعددة مثل:
- العصبية والقلق: عندما تكون الغدة نشطة جداً، يرسل الجسم أوامر بالعمل بسرعة، مما يسبب توترًا وقلقًا وتقلبات في المزاج.
- زيادة معدل ضربات القلب: أو الخفقان (عدم انتظام ضربات القلب)، مما قد يؤدي إلى الشعور بالدوار والدوخة والضعف العام.
- زيادة التعرق: عندما تفرز الغدة الدرقية هرمونات (Hormones) أكثر من اللازم، يحاول الجسم التبريد بالتعرق حتى لو لم تكن تقوم بأي مجهود بدني.
- فقدان الوزن غير المقصود: قد يبدو فقدان الوزن المفاجئ نتيجة لفرط نشاط الغدة أمرًا إيجابيًا للبعض، إلا أنه قد يشير إلى مشكلة صحية أكبر، ويؤدي إلى ضعف عام في الجسم ونقص في الفيتامينات والمعادن.
- ضعف الأظافر وتساقط الشعر: تؤثر الغدة على نمو الشعر والأظافر. عندما تكون نشطة جداً، ينمو الشعر والأظافر بسرعة كبيرة، ولكن هذا قد يؤدي إلى ضعفها وتقصفها.
- حساسية البشرة وتغير لونها: أيضاً يمكن ملاحظة تغيرات في البشرة مثل الجفاف والحكة، بالإضافة إلى ظهور بقع حمراء وتورم في الوجه والأطراف. قد تلاحظ أيضًا تغيرًا في لون البشرة وظهور طفح جلدي.
- صعوبة النوم: نظرًا لزيادة هرمونات الغدة، يصبح الجهاز العصبي أكثر نشاطًا، مما يجعل من الصعوبة الشعور بالاسترخاء والنوم.
بالإضافة إلى التأثير على باقي أجهزة الجسم، يمكن لخلل الغدة أن يؤثر على الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى تغييرات في حركة الأمعاء، مثل الإسهال المتكرر.
أعراض لقصور الغدة الدرقية
أما في حالة الإصابة بقصور الغدة الدرقية، فإن انخفاض مستويات الهرمونات قد يؤدي إلى ظهور الأعراض التالية:
- التعب:
انخفاض هرمونات الغدة يؤثر بشكل كبير على الطاقة الحيوية في الجسم. يجعل الشخص يشعر بالتعب المزمن، وصعوبة في التركيز، وبطء في الحركة، وكأن الجسم يعمل في وضعية التشغيل البطيء.
- الإمساك:
يؤدي هذا الخلل إلى اضطراب وظائف الجهاز الهضمي، مما يسبب بطء في حركة الأمعاء والإمساك. فيصبح التبرز صعباً أو ينخفض عدد مرات التبرز الأسبوعية.
- جفاف الجلد أو الحكة:
نقص هرمونات الغدة يسبب جفافًا وحكة وتقشرًا في البشرة، وقد يجعلها تبدو شاحبة ومتجعدة. بالإضافة إلى ذلك، قد تظهر حالات جلدية أخرى.
- زيادة الوزن:
حيث يتباطأ معدل حرق السعرات الحرارية في الجسم بشكل كبير. هذا يعني أن الجسم يحرق طاقة أقل ومن ثم يخزن المزيد من الدهون على شكل دهون زائدة. بالإضافة إلى ذلك، يشعر المصابون بقصور الغدة بالتعب والإرهاق، مما يجعل ممارسة التمارين الرياضية صعبة.
- آلام المفاصل:
يعمل الهدم المتسارع للخلايا على استهلاك الطاقة بشكل كبير، مما يؤثر سلبًا على المفاصل ويسبب آلامًا أو تيبسًا، ويجعل أداء الأنشطة اليومية أكثر صعوبة.
- الاكتئاب وضباب الدماغ:
بسبب عدم قدرة الجسم على استخدام الطاقة بشكل فعال، يتباطأ الجهاز العصبي للمصابين بقصور الغدة، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والخمول وتقلبات المزاج.
قصور الغدة يجعل الجسم يشعر بالبرد أكثر من المعتاد بسبب تباطؤ عملية حرق الطاقة وصعوبة في توليد الحرارة.
كيف يتم تشخيص مشاكل الغدة الدرقية؟
لتشخيص حالة الغدة، سيقوم مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بإجراء اختبارات، مثل:
- اختبارات الدم لتقييم مستويات هرمونات الغدة.
- الفحص البدني للبحث عن علامات جسدية لمشاكل الغدة الدرقية مثل تضخمها.
- اختبارات التصوير.
أعراض القلق التي يجب الانتباه لها
إن كنت تعاني من مشكلة من مشكلات الغدة الدرقية، فلا بد من الانتباه إلى أعراض القلق (Anxiety) التالية للتأكد من حالتك:
- الإصابة بالأرق.
- الشعور بالتوتر باستمرار.
- تشنج العضلات.
- عدم القدرة على التوقف عن القلق.
- تسارع ضربات القلب.
- التعرق أو الارتعاش.
- حدوث تغيرات في الشهية.
- مواجهة صعوبة في التنفس.
- اضطراب الجهاز الهضمي أو حدوث تغيرات في حركة الأمعاء.
إن كنت تشك بالأعراض التي تعاني منها، فقم بتجربة إجراء اختبار القلق وراقب حالتك باستمرار.
هل يمكن علاج القلق الناتج عن مشاكل الغدة؟
الخبر الجيد هو أن مشاكل الغدة والقلق يمكن علاجهما. وهناك طرق كثيرة تساعد على التخلص من القلق وعلاجه (Treatment) مثل:
- المتابعة مع معالج نفسي متمرس.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام خاصة التمارين الهوائية.
- ممارسة تمارين الاسترخاء المتنوعة مثل اليوجا أو التأمل أو ممارسة تقنيات اليقظة الأخرى.
- تناول أدوية الغدة الدرقية المناسبة للحالة بالإضافة إلى مضادات القلق حسب الوصفة الطبية.
كلمة عرب ثيرابي
إذا كنت تعاني من القلق المرتبط بمشاكل الغدة الدرقية، فلا تتردد في طلب المساعدة. في عرب ثيرابي، نقدم لك العلاج النفسي عبر الإنترنت مع معالجين مؤهلين، لمساعدتك في استعادة توازنك النفسي والجسدي. ابدأ رحلتك نحو الشفاء اليوم، وتواصل معنا لتجد الدعم الذي تحتاجه في بيئة مريحة وآمنة. صحتك النفسية تهمنا!