ما ستجده في هذا المقال:
من الشائع التحدث عن مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال، إلا أن هذا الهرمون متواجد لدى النساء أيضاً على الرغم من كمياته القليلة. حيث تفرز كل من المبايض والغدد الكظرية هذا الهرمون في مجرى الدم مما يلعب دوراً أساسياً في نمو الأنسجة التناسلية وصيانتها وإصلاحها.
تعرفي معنا على دور هرمون التستوستيرون في جسمك وكيف تستدلي على مستوياته المرتفعة.
ما دور هرمون التستوستيرون عند النساء؟
يلعب هرمون التستوستيرون دوراً كبيراً في الحياة النساء، حيث يعمل على:
يقوي العضلات الضعيفة
من المعروف أن الكتلة العضلية في الجسم تقل قوتها وقدرتها على الحركة مع التقدم بالعمر. لكن تساعد زيادة مستويات هرمون التستوستيرون النساء على بناء العضلات والعظام والحفاظ عليها بالفاعلية ذاتها التي تؤثر بها التمارين الرياضية في الصالات الرياضية.
يعزز مستويات الطاقة
تساعد المستويات الجيدة من هرمون التستوستيرون في تحسين مستويات الطاقة. الأمر الذي يقلل من الشعور بالتعب زيادة القدرة على ممارسة النشاطات المختلفة. لذلك فإن موازنة مستويات هرمون التستوستيرون يعد أمراً مهماً لدى المرأة فهو يمنحها الطاقة طوال اليوم. مما يسهل عليها إنجاز المهام اليومية والحفاظ على نمط حياة صحي.
تعزيز الرغبة الجنسية
لهرمون التستوستيرون أيضاً دوراً أساساً في الوظيفة الجنسية. حيث أن المستويات الجيدة من هذا الهرمون تعمل على تحسين الوظيفة الجنسية بشكل عام، من زيادة الرغبة الجنسية وحتى تحسين الرضا الجنسي.
يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون لدى النساء إلى الشعور بالتعب والاكتئاب وحتى انخفاض الرغبة الجنسية.
تعزيز صحة العظام
بالإضافة إلى ما سبق، فإن لهرمون التستوستيرون دوراً أيضاً في الحفاظ على صحة العظام، فقد لوحظ أن النساء اللاتي لديهن مستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون هن أكثر عرضة للإصابة بمشكلات كثافة العظام. في الأساس. فهو عامل أساسي في قدرة العظام على التعافي وبناء خلايها أو كسرها. أما المستويات المرتفعة من الهرمون فقد تحفز الجسم على زيادة عملية ارتشاف العظام (وهي عملية يتم فيها نقل المعادن من العظام إلى الدم مما يساعد في تكسرها) مما يؤدي إلى جعلها هشة وضعيفة وعرضة للكسور. أما مع تقدمنا بالعمر فإن زيادة مستويات هرمون التستوستيرون يعمل على الحفاظ على كثافة العظام وتقليل خطر الإصابة بالكسور.
أسباب عدم توازن هرمون التستوستيرون لدى النساء
على الرغم من أن المستويات التي يفرزها جسم المرأة من هرمون التستوستيرون ليست كبيرة كما هو الحال لدى الرجال. إلا أنه في بعض الحالات يصبح هناك بعض الخلل في إنتاجه. وقد يعود ذلك إلى بعض العوامل والحالات الصحية مثل:
- متلازمة تكيس المبايض: تعد تكيس المبايض من الأسباب الشائعة لارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون لدى النساء. حيث أن نمو أكياس على المبيض يؤثر على مستويات الهرمونات في جسمها. ومن الأعراض الشائعة لهذه الحالة عدم انتظام الدورة الشهرية وظهور حب الشباب وزيادة الوزن ونمو الشعر المفرط على الوجه أو الصدر أو الظهر.
- سن اليأس: مع تقدم النساء في السن تصبح مستويات الهرمونات لديهن أقل من الطبيعي، بما في ذلك هرمون التستوستيرون. ويؤدي انخفاض هذا الهرمون في هذه الفترة من حياة المرأة إلى انخفاض الرغبة الجنسية والتعب وفقدان كتلة العضلات.
- اضطرابات الغدة الكظرية: ويعود ذلك إلى أن الغدة الكظرية مسؤولة عن إنتاج الهرمونات الجنسية، بما في ذلك هرمون التستوستيرون. حيث أن حالات مثل فرط تنسج الغدة الكظرية الخلقي ومتلازمة كوشينغ وأورام الغدة الكظرية يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون لدى النساء.
- الأدوية: يمكن أن يؤدي تناول بعض الأدوية مثل موانع الحمل الفموية إلى انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون. بينما أدوية الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids) فهي تزيد من مستويات هذا الهرمون لدى النساء.
إن تناول الأدوية الهرمونية البديلة يمكن أن يخفف من أعراض انقطاع الطمث وذلك بتعزيز مستويات هرمون الاستروجين والتستوستيرون.
أعراض ارتفاع هرمون التستوستيرون لدى النساء
هناك بعض الفحوصات المخبرية التي تؤكد ما إذا كانت المرأة تعاني من ارتفاع في مستوى التستوستيرون أم لا، ومع ذلك يمكن ملاحظة الأمر من خلال متابعة بعض العلامات والأعراض، مثل:
- مشاكل البشرة والشعر: تعد البثور على الوجه أو ظهور حب الشباب من الأعراض الأكثر ملاحظة عند ارتفاع هرمون التستوستيرون عن المعدل الطبيعي عند المرأة. في الوقت ذاته غالباً ما تصبح البشرة أكثر دهنية مع ملاحظة نمو الشعر الزائد أو غير المرغوب به في الوجه وأماكن مختلفة من الجسم. وفي بعض الحالات قد يحدث تساقط لشعر الرأس بسبب التأثير على هرمون الاستروجين أيضاً.
- تغيرات في الرغبة الجنسية: لا تعني المستويات المرتفعة من هرمون التستوستيرون دائماً عند المرأة زيادة الرغبة الجنسية، فقد تسبب أيضاً تدني هذه الرغبة. لذلك لا بد من ملاحظة أي تغير على الرغبة الجنسية سواء بالزيادة أو بالنقصان.
- مشاكل الدورة الشهرية: يؤدي الخلل الحاصل في هرمون التستوستيرون إلى اختلال التوازن بين هرمون الاستروجين والبروجسترون. هذا الأمر يؤثر مباشرة على الدورة الشهرية، فيؤدي إلى زيادة كثافتها أو عدم انتظامها أو انقطاعها بشكل كامل. الأمر الذي ينعكس سلباً على القدرة الإنجابية والتسبب بالعقم في بعض الحالات.
- تقلب المزاج: بسبب تأثير هرمون التستوستيرون على النواقل العصبية، فقد يحدث تهيج سريع أو تقلب في المزاج لدى المرأة. يمكن أن تؤدي مستويات هرمون التستوستيرون المرتفعة إلى تقلبات مفاجئة في الحالة المزاجية وتهيجاً وانفعالاً. عندها يصعب التحكم بالحالة أو إدارتها.
- زيادة الوزن: تعتبر زيادة الوزن (خاصة في منطقة البطن) أيضاً من العلامات الشائعة لارتفاع هذا الهرمون لدى النساء. حيث تحدث تغيرات في التمثيل الغذائي ومستويات الجوع. بالإضافة إلى ذلك، فإن عملية إنقاص الوزن قد تعد عملية شاقة في هذه الحالة حتى مع اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام.
- تدني جودة النوم: يساعد هرمون التستوستيرون أيضاً في تنظيم الإيقاع اليومي والمساعدة على النوم. لذلك فإن ارتفاع مستوياته لدى النساء يمكن أن يؤدي ضعف جودة النوم ويعطل دورة النوم والاستيقاظ.
كلمة من عرب ثيرابي
ترتبط الحالة النفسية بتوازن الهرمونات خاصة الجنسية في الجسم بشكل كبير. لذلك إن كنت تعاني من ارتفاع هرمون التستوستيرون فمن الطبيعي أن تجربي تقلب الحالة المزاجية وبشدة، لذلك إن لم تكوني قادرة على التحكم أكثر بمزاجيتك قد تصبح علاقاتك الشخصية والاجتماعية مضطربة وتعاني من مشاكل جديدة في حياتك اليومية.
إن كنت غير قادرة على إدارة حالتك فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي على أتم الاستعداد لمساعدتك في هذه الأثناء.