ما ستجده في هذا المقال:
تذكر نفسك في سن المراهقة؟ تلك السنوات المليئة بالتساؤلات والبحث عن الهوية. تخيل لو كان هناك شخص ما يقدم لك الدعم والإرشاد خلال تلك الفترة الصعبة. في هذا المقال، سنتحدث عن أهمية تحسين الصحة النفسية للمراهقين وكيف يمكننا مساعدتهم على بناء مستقبل مشرق.
ما هي الصحة النفسية للمراهقين؟
تعتبر الصحة النفسية (Mental Health) الجيدة هي طريقة لوصف مدى الشعور بالرفاهية النفسية والاجتماعية والعاطفية. حيث أن تحسين الصحة النفسية بالشكل اللازم يضمن نموهم وقدرتهم على بناء علاقات قوية وتمكنهم من التكيف مع التغيير والتعامل مع تحديات الحياة.
فمن خلال الملاحظة يمكن القول أن المراهقون الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة غالبًا ما:
- يشعرون بسعادة أكبر ويتمتعون بثقة وتقدير الذات بشكل كبير، مما يسمح لهم الاستمتاع بالحياة.
- يتمتعون بالعافية النفسية (Well-being) بعد التعرض خيبات الأمل والصدمات النفسية بشكل أسرع.
- يكونون المزيد من العلاقات أو الصداقات الصحية والإيجابية
- يلتزمون بنظام غذائي صحي ويحافظون على نشاطهم البدني.
- يكون لديهم التوازن النفسي أو الاستقرار الذي يمكنهم من المشاركة في الأنشطة المتنوعة.
- يمتلكون شعوراً بالإنجاز.
- يكونون قادرين على الوصول إلى الاسترخاء المطلوب ومن ثم الحصول على القدر الكافي من النوم الليلي المهم للصحة النفسية.
عندما يتحلى المراهق بالصحة النفسية الجيدة، فغالباً ما يشعر بالانتماء إلى المجتمع بسبب قدرته على التواصل والانفتاح بالشكل الطبيعي.
ما هي أبرز التحديات التي تواجه الصحة النفسية للمراهقين؟
تعتبر المراهقة فترة حاسمة لبناء الأساس للصحة النفسية، حيث يتم تطوير عادات صحية مثل النوم الجيد وممارسة الرياضة وامتلاك مهارات الحياة الأساسية. فمن خلال تبني هذه العادات، يمكن للمراهقين تعزيز صحتهم النفسية وتطوير المهارات اللازمة لمواجهة الحياة.
كما تلعب البيئة المحيطة بالمراهق، سواء كانت الأسرة أو المدرسة أو المجتمع، دورًا حيويًا في دعم صحته النفسية وتشجيعه على الالتزام بهذه العادات الصحية قدر الإمكان.
ومن أبرز العوامل والتحديات التي تؤثر على الصحة النفسية للمراهقين وتستلزم التدخل والسعي لتحسين:
- الضغوط الاجتماعية.
- التحديات الشخصية.
- الظروف المعيشية. كلما زادت هذه العوامل، زادت صعوبة الحفاظ على صحة نفسية جيدة.
- الضغط الأكاديمي.
- التعرض للعنف (خاصة العنف الجنسي والتنمر).
- الظروف المعيشية.
- تأثير وسائل الإعلام والمعايير الجنسانية إلى تفاقم التفاوت بين الواقع الذي يعيشه المراهق وتصوراته أو تطلعاته للمستقبل.
- جودة الحياة المنزلية ونوعية التربية التي تعرض إليها.
عدم المساواة الاجتماعية والتمييز يخلقان حواجز أمام الحصول على الرعاية الصحية النفسية للمراهقين الأكثر ضعفًا.
كيف يمكن تحسين الصحة النفسية للمراهقين؟
بالإضافة إلى طلب المساعدة المهنية من خلال الخضوع لجلسات علاج نفسي (Therapy)، هناك الكثير من الأشياء التي يمكنك القيام بها لدعم مراهقك، سواء كان يعاني من مشكلة نفسية أم لا، والتي من ضمنها:
- الاعتناء بالصحة الجسدية: شجع ابنك المراهق على اتباع نمط حياة صحي من خلال التحدث معه عن العلاقة بين الغذاء الصحي وممارسة الرياضة والصحة النفسية الجيدة.
- الاهتمام بالحالة النفسية والعقلية: تحدث مع المراهق عن فوائد الهوايات في تخفيف التوتر وبالتالي زيادة الشعور بالسعادة. قد يعجبه فكرة تدوين اليوميات أو تعلم العزف على آلة موسيقية.
- التحدث عن تأثيرات وسائل التواصل: يقضي الكثير من المراهقين وقتًا طويلاً على تطبيقات مثل يوتيوب أو سناب شات. لذلك يجب تحدث عن ذلك لمساعدة المراهق على فهم العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وصحته النفسية.
- تعلم وضع الحدود الشخصية: من المهم أن يتعلم المراهقون كيف يقولون “لا” بطريقة لطيفة ولكن حازمة. هذا يمكن أن يساعدهم في المواقف الاجتماعية وفي حياتهم اليومية بشكل عام. ساعد ابنك على تطوير مهارات التواصل التي تمكنه من وضع حدود واضحة واحترامها.
- التحدث عن الصعوبات النفسية: أفضل طريقة لمساعدة المراهق هي التحدث معه بصراحة عن مشاعره وتجاربه. وطمأنته أنه ليس وحيدًا وأن الكثير من الشباب يمرون بتجارب مشابهة. شجعه على التعبير عن مشاعره وأفكاره حول الصحة النفسية، وعندها يجب استمع إليه بانتباه مع تقديم الدعم (Support) الذي يحتاجه.
ما أهمية التوعية بالصحة النفسية للمراهقين؟
من الطبيعي أن يشعر المراهقون بالحزن أو الكسل أو انخفاض الحالة المزاجية أو ضعف الدافع أحيانًا. لكن إذا استمرت هذه المشاعر لفترة طويلة، فقد تكون علامة على وجود مشكلة. في هذه الحالة، من المهم التحدث مع المراهق والبحث عن مساعدة المناسبة. لذلك فإن امتلاك المعرفة الكافية بما هو طبيعي أو غير طبيعي يعد أمرًا في غاية الأهمية لتحسين الصحة النفسية للمراهقين.
ومن ضمن العلامات التي تشير إلى وجود مشكلة حقيقية:
- يُظهر أعراض الاكتئاب، وكأن الأمور ميؤوس منها. عندها قد يبدو حزينًا أو يفتقر إلى الدافع.
- يواجه صعوبة في التعامل مع الأنشطة اليومية.
- إظهار تغييرات مفاجئة في السلوك، غالبًا دون سبب واضح.
- تغيرات واضحة في نمط الأكل أو النوم غير المعتاد.
- تراجع الأداء الأكاديمي في المدرسة، أو الرفض المفاجئ للذهاب إلى المدرسة.
- محاولة تجنب الالتقاء بالأصدقاء أو قلة التواصل الاجتماعي.
- الشكوى المستمرة من بعض الأوجاع مثل الصداع، أو آلام المعدة أو آلام الظهر.
- إبداء سرعة الانفعال والعدوانية.
- الشعور بالقلق الشديد بشأن الوزن أو المظهر الجسدي.
- قضاء وقت طويل في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب.
ما هي الخطوات الأولى للحصول على المساعدة؟
مشاكل الصحة النفسية لا تختفي من تلقاء نفسها. بل قد تؤثر سلبًا على حياة المراهق في جميع جوانبها، من دراسته إلى علاقاته الاجتماعية.
لذلك، من المهم جدًا البحث عن مساعدة مهنية فور ملاحظة أي تغييرات في سلوكه أو مزاجه. حيث أن العلاج المبكر يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. كما يمكن أن يمنع تفاقم المشكلة ويحسن فرص نجاحه في الحياة.
هناك العديد من خيارات الدعم المناسب، بما في ذلك:
- الطبيب العام.
- الأخصائيين في المدرسة.
- الأخصائيين النفس أو المستشارين.
- مركز صحة المجتمع المحلي.
- خدمات الصحة النفسية سواء كانت حكومية أو خاصة.
وكخطوة أولى يمكن البدء منها، يمكن التحدث مع الطبيب العام حول الحصول على تقييم للصحة النفسية للمراهق والإرشاد إلى خدمات الصحة النفسية المناسبة للمراهقين.
حالات الصحة النفسية في مرحلة المراهقة
من أكثر مشاكل وحالات الصحة النفسية التي قد تؤثر على المراهقين ويتوجب الحصول على المساعدة النفسية لها:
اضطرابات عاطفية
القلق والاكتئاب مشاكل شائعة بين المراهقين. هذه المشاكل يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في المزاج، أو صعوبة في النوم، وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانوا يحبونها.
قد يزيد اهتمامك بابنك المراهق من مشاعر القلق أو التوتر لديك وتصبح مسيطرة على أفكارك وسلوكياتك. قم بإجراء اختبار القلق وحاول التعرف على حالتك.
اضطرابات سلوكية
يعاني المراهقين الأصغر سنًا بشكل أكبر من مشاكل في السلوك. ومن ضمنها اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، أو السلوك العدواني أو المدمر.
اضطرابات الأكل
اضطرابات الأكل تهدد حياة الكثير من المراهقين، وقد تسبب مشاكل صحية خطيرة وقد تؤدي إلى الوفاة.
الذهان
الهلوسة والأوهام هي أعراض لمشاكل نفسية قد تبدأ في الظهور خلال فترة المراهقة. هذه الأعراض يمكن أن تعزل المراهق عن أصدقائه وعائلته وتؤثر على دراسته.
الانتحار وإيذاء النفس
يعد الانتحار مشكلة صحية عامة خطيرة تؤثر على المراهقين. من خلال فهم العوامل التي تساهم في الانتحار، يمكننا تطوير استراتيجيات فعالة للوقاية.
قد يبدأ المراهق في تجربة سلوكيات محفوفة بالمخاطر. قد يبدو هذا الأمر وكأنه طريقة للتعامل مع المشاعر، لكنه في الواقع يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية أكبر.
كلمة من عرب ثيرابي
تحسين الصحة النفسية للمراهقين هو استثمار في مستقبلهم. في عرب ثيرابي، نقدم لك الدعم الذي يحتاجه أبناؤك عبر معالجين نفسيين مؤهلين. لا تتردد في اتخاذ الخطوة الأولى نحو رفاهيتهم. سجّل اليوم وامنحهم فرصة للتعبير عن مشاعرهم وتحقيق توازنهم النفسي. صحتهم النفسية تهمنا، ولأنهم يستحقون الأفضل، نحن هنا لمساعدتهم.