ما ستجده في هذا المقال:
أظهرت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يمارسون الأنشطة الإبداعية بشكل منتظم يتميزون بثقة بالنفس أعلى، وقدرة أكبر على حل المشكلات، وتعزيز المرونة النفسية بشكل أكبر. فهل تعلم أن الأطفال المبدعين هم أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق؟
ما دور الأنشطة الإبداعية في تعزيز نفسية الأطفال؟
ممارسة الأنشطة الإبداعية ليس مجرد تسلية للأطفال، بل هو وسيلة مهمة لتعلم مهارات حياتية أساسية. في هذه الأثناء يتدرب الأطفال على حل المشكلات بطرق مبتكرة، وتزيد علاقاتهم الاجتماعية قوة، ويتعلمون الثقة بأنفسهم. حيث أن العديد من الدراسات أكدت على أهمية الأنشطة الإبداعية في تعزيز النمو الصحي، وقبل كل شيء تحسين نفسية الأطفال.
أنواع الأنشطة الإبداعية المفيدة للأطفال
يمكن للمعلمين استخدام الأنشطة الإبداعية كأداة قوية لتعزيز صحة الأطفال النفسية. تساعد هذه الأنشطة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، والتغلب على الصعوبات، وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية. على سبيل المثال:
تدوين اليوميات
تعتبر كتابة المذكرات نشاط ممتع ومفيد للأطفال، فهي تساعدهم على فهم مشاعرهم والتعبير عنها، وتعزز ثقتهم بأنفسهم وتواصلاتهم مع الآخرين. من خلال تدوين أفكارهم ومشاعرهم، يمكن للأطفال تطوير مهاراتهم في التفكير النقدي كذلك زيادة القدرة على حل المشكلات.
سواء كانت مذكرات مكتوبة أو مرئية، فإنها توفر للأطفال مساحة آمنة لاستكشاف أنفسهم وعالمهم. لذلك يجب تشجيع الأطفال على البدء بتدوين مذكرات يومية قصيرة، أو رسم صور تعبر عن مشاعرهم، أو لصق الصور والقصاصات التي تعجبهم.
الكتابة لمدة 30 دقيقة يوميًا تساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم في الكتابة وتحسين خيالهم. تذكر أن الهدف هو جعل كتابة المذكرات تجربة ممتعة ومحفزة.
الحرف اليدوية
يعتبر تنظيم ورشة عمل للفنون والحرف من الأنشطة الممتعة، حيث أن الأطفال يعشقون التعبير عن أنفسهم من خلال الفن، وهذا يساعدهم على فهم مشاعرهم بشكل أفضل. ومن الفنون التي يمكن تجربتها مع الأطفال بغض النظر عن أعمارهم:
- التلوين باستخدام أقلام التلوين أو الأقلام الرصاص أو أقلام التحديد.
- استخدم مواد بسيطة (مثل الأطباق الورقية والقش والملصقات وما إلى ذلك) لإنشاء زخارف للغرفة الصفية مثلاً.
- استخدام عجينة اللعب لتكوين الأشكال التخيلية المختلفة.
التمثيل
التمثيل من الأنشطة الإبداعية الأخرى التي يستمتع بها الأطفال وتساعد في تعزيز الصحة النفسية لديهم. فلا يحتاج الأمر إلا قراءة قصة عليهم ومن ثم توزيع الأدوار. فهذا النشاط سيساعدهم في:
- لعب الأدوار يساعد على فهم مشاعر الآخرين وتطوير مهاراتنا في التواصل.
- الارتجال يجعل الأطفال أكثر إبداعًا، مما يحسن من قدرتهم على التفكير بسرعة.
- تعزيز العمل الجماعي أو المشاركة (Engagement).
صندوق اليقظة
بعد هذا النشاط المفرط، قد يكون من الجيد التفكير بالاسترخاء. يمكن ذلك من خلال صنع صندوقًا سحريًا مليئًا بالأسرار التي تساعد على النوم بهدوء وسعادة. يتوفر داخل الصندوق الكثير من الأنشطة الممتعة التي تساعد على الاسترخاء والتخلص من الطاقة السلبية. هذه الأنشطة ستساعد الأطفال على إدارة مشاعرهم وتقليل التوتر.
اللعب في الخارج
أثبتت الدراسات أن اللعب في الطبيعة مفيد جدًا لصحة الأطفال وعقولهم. لذلك يجب تشجيع الأطفال على قضاء وقت أطول في الهواء الطلق، فذلك سيساعدهم على النمو بشكل أفضل والشعور بالسعادة.
كما أن النشاط البدني ليس مفيدًا للتلاميذ فقط، بل للمعلمين أيضًا! فالتمارين الرياضية تساعد على إفراز هرمون السعادة (الإندورفين)، مما يجعلنا نشعر بالنشاط أو الحيوية. حيث يمكن القيام بما يلي:
- ممارسة تمارين اليوجا الأساسية.
- ممارسة تمرين لمدة 5 دقائق.
- مجرد القيام بتحريك الأطراف لبضع دقائق.
ما أهمية الأنشطة الإبداعية في تطور الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة؟
سنوات ما قبل المدرسة هي فترة ذهبية لتطوير الإبداع (Creativity) لدى الأطفال. الأنشطة الفنية مثل المسرح والموسيقى والرسم والحرف اليدوية تساعدهم على التعلم والتطور بشكل كبير. حيث تساعد هذه الأنشطة في:
- تنمية الخيال والإبداع.
- بناء الثقة بالنفس وبالآخرين.
- فهم المشاعر والقدرة على التعبير عنها بالشكل الصحيح.
- التعرف على العالم أو مكانهم فيه.
- التواصل بالأفكار أو الخبرات.
- تحسين المهارات الاجتماعية ومن ثم التفاعل مع الآخرين.
- بناء المفردات، كذلك تحسن الذاكرة.
- تعلم اتخاذ القرار وحل المشكلات والتفكير النقدي.
لا تقتصر فائدة الأنشطة الإبداعية على القدرات النفسية والعقلية، بل تعمل على تحسين المهارات الحركية الدقيقة والمهارات الحركية الإجمالية وتنسيق اليد والعين.
ما هي العلاقة بين الإبداع والمرونة النفسية لدى الأطفال؟
من خلال الأنشطة الإبداعية يمكن تعزيز المرونة النفسية لدى الأطفال، فهي تعمل على:
- تطوير المهارات التكيفية: النشاطات الإبداعية، مثل الرسم والموسيقى، تساعد الأطفال على تعلم كيفية التكيف مع التغيرات أو التحديات، مما يعزز مرونتهم النفسية.
- تحفيز التفكير النقدي: تشجع الأنشطة الإبداعية الأطفال على التفكير بطرق جديدة ومبتكرة، مما يساعدهم على التعامل مع المشكلات بشكل أكثر فعالية.
- تعبير عن المشاعر: من خلال الإبداع، يمكن للأطفال التعبير (Expression) عن مشاعرهم وتجاربهم، كذلك تساعدهم على فهم أنفسهم والتكيف مع المواقف الصعبة.
- تعزيز الثقة بالنفس: النجاح في الأنشطة الإبداعية يعزز من ثقة الأطفال بأنفسهم، بالإضافة إلى ذلك فهي تزيد من قدرتهم على مواجهة التحديات بشكل مرن.
- تنمية مهارات التواصل: النشاطات الجماعية تعزز من تفاعل الأطفال مع الآخرين، مما يساعدهم على بناء علاقات قوية ويتعلمون كيفية التعامل مع الصراعات بشكل مرن.
ما هي التحديات النفسية التي تواجه الأطفال؟
تُعرف اضطرابات الصحة النفسية لدى الأطفال بأنها مجموعة من الحالات التي تؤدي إلى تغييرات كبيرة في طريقة تفكير الطفل وشعوره وتصرفه، مما يجعل من الصعب عليه التعلم أو التفاعل مع الآخرين أو القيام بأنشطته اليومية بشكل طبيعي.
ويتم تشخيص هذه الاضطرابات بناءً على معايير محددة موجودة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، وهو دليل يستخدمه الأطباء النفسيون لتشخيص الأمراض النفسية وبالتالي تصنيفها. يساعد هذا الدليل الأطباء على فهم طبيعة الاضطراب وتحديد العلاج (Therapy) المناسب لكل حالة على حدة.
ومن أكثر الحالات المنتشرة بين الأطفال:
- القلق.
- الاكتئاب.
- اضطراب المعارضة والتحدي (ODD).
- اضطراب السلوك (CD).
- نقص الانتباه وفرط النشاط، ساعد طفلك على إجراء اختبار (ADHD) وتعرف على حالته أكثر.
- متلازمة توريت.
- اضطراب الوسواس القهري.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
تأكد من الحالة النفسية لطفلك مع اختبار الحالة النفسية للأطفال الشامل المجاني
كلمة من عرب ثيرابي
في عالم مليء بالتحديات، تظل الأنشطة الإبداعية مفتاحًا لتعزيز الصحة النفسية للأطفال. من خلال تشجيعهم على التعبير عن أنفسهم، يمكننا مساعدتهم في بناء ثقتهم بأنفسهم وتحسين مزاجهم، ونتيجة لذلك زيادة رفاهيتهم (Well-being). انضم إلينا في عرب ثيرابي لتوفير الدعم النفسي اللازم لأطفالك، واستفد من خدماتنا المتخصصة التي يقدمها معالجون نفسيون مؤهلون. صحتهم النفسية تبدأ من هنا!
