ما ستجده في هذا المقال:
يعاني الأطفال عند فقدان أحد أفراد العائلة بطريقة تختلف تمامًا عن الكبار، فهم يواجهون مشاعر مركبة من الحزن والغموض والغضب دون القدرة على فهم تمامًا ما يحدث حولهم. ويمكن التعرف أكثر على المعلومات حول فقدان أحد أفراد العائلة والأطفال خلال المقال.
كيف يؤثر فقدان أحد أفراد العائلة على الأطفال؟
إن رد فعل طفلك تجاه وفاة تؤثر عليه شخصيًا يعتمد على العديد من العوامل بدءًا من سنه. فبينما يحزن الأطفال، قد يواجهون أيضًا تحديات أخرى مثل:
- تغيرات نمط الحياة: فعندما يموت أحد الوالدين أو أحد الأشقاء، قد تتغير الأمور المالية أو الروابط الاجتماعية للأسرة بشكل كبير. فقد يضطر الآباء إلى العمل أكثر أو أخذ وقت بعيدًا عن وظائفهم.
- البيئة الجديدة: قد تدفع الخسارة الأسرة إلى البحث عن بداية جديدة أو الانتقال لأسباب مالية، مما يترك الأطفال ليجدوا طريقهم في مجتمع جديد تمامًا.
- ضعف الروابط الاجتماعية: قد يفقد الأطفال الاتصال بالأشخاص المقربين من الشخص المتوفى، لأنهم ربما كانوا هم من حافظوا على حيوية هذه الروابط.
- فقدان مصدر المودة والدعم: سيفتقد الطفل بشدة الشخص الذي كان يعرض باستمرار العناق أو الهدايا أو الوجبات الخاصة أو كلمات التشجيع.
- تغيير الروتين: قد يكون لدى الأسر الحزينة طاقة أقل لتكريسها للطفل، مما يجعل الحياة أقل أمانًا وقابلية للتنبؤ.
قد يشعر الأطفال بالحرمان عندما تأتي ذكرى وفاة أحبائهم، وقد تكون العطلات صعبة لأن ذكريات الأوقات الجيدة تذكرهم بكل ما فقدوه.
كيف يمكن تقديم الدعم العاطفي للطفل عند فقدان أحد أفراد العائلة؟
يمكن مساعدة الأطفال على التكيف (Coping) والتفاعل (Interacting) عند الفقدان بما يأتي:
- استخدم كلمات بسيطة للحديث عن الموت: كن هادئًا ومهتمًا عندما تخبر طفلك بوفاة شخص ما.
- استمع وواسيه: يتفاعل ويتعامل كل طفل بطريقته الخاصة عندما يعلم بوفاة أحد أحبائه لذلك كن معه لبضع دقائق.
- ضع المشاعر في كلمات: اطلب من الأطفال أن يقولوا ما يفكرون فيه أو يشعرون به.
- أخبر طفلك بما يتوقعه: إذا كان موت أحد الأحباء يعني تغييرات في حياة طفلك أو روتينه، اشرح له ما سيحدث.
- أعط طفلك دورًا: إن وجود دور صغير أو نشط يجعل الأطفال يشعرون بأنهم جزء من الأشياء ويساعدهم على التأقلم الجيد والاندماج والتفهم.
- ساعد طفلك على تذكر الشخص: في الأيام والأسابيع المقبلة، شجع طفلك على رسم صور أو كتابة قصص عن أحبائه.
- امنح طفلك الراحة وطمئنه: لاحظ ما إذا كان طفلك يبدو حزينًا أو قلقًا أو منزعجًا بطرق أخرى. اسأله عن مشاعره واستمع إليه. أخبر طفلك أن الأمر يستغرق وقتًا ليشعر بتحسن بعد وفاة أحد أحبائه
قد يعاني بعض الأطفال من مشاكل في النوم أو مخاوف أو هموم، أخبر الأطفال أن هذه الأشياء ستتحسن ثم امنحهم وقتًا ورعاية إضافيين.
هل هناك طرق إضافية لتقديم الدعم للطفل عند فقدان أحد أفراد العائلة؟
توجد طرق إضافية يمكن اتباعها للمساعدة، مثل:
- ساعد طفلك على الشعور بتحسن: قدم الراحة التي يحتاجها طفلك ولكن لا تركز على مشاعر الحزن.
- امنح طفلك الوقت للتعافي من الخسارة: تأكد من التحدث كثيرًا ثم الاستماع لمعرفة كيف يشعر طفلك وكيف يفعل. الشفاء لا يعني نسيان من تحب، بل يعني تذكر الشخص بالحب.
- احصل على المزيد من المساعدة إذا لزم الأمر: إذا كان موت أحد الأحباء مفاجئًا أو مرهقًا للغاية أو عنيفًا، فقد يحتاج الطفل إلى العلاج لمساعدته على التعافي.
- قبول المساعدة: قد يمنحك قبول المساعدة من الأصدقاء أو الجيران أو العائلة المزيد من الطاقة للاستمرار في الروتين اليومي، مما يساعد الصغار على الشعور بالأمان والحب.
- لا تستخدم عبارات غامضة: مثل ذهب إلى النوم أو ذهب في رحلة طويلة قد يجعل هذا طفلك يشعر بالخوف من النوم أو السفر إلى أي مكان، خوفًا من عدم عودته.
إذا استمرت ضائقة طفلك لأكثر من بضعة أسابيع، أو إذا كنت تعتقد أن عائلتك بحاجة إلى مزيد من المساعدة، فتحدث إلى معالج نفسي مختص.
كيف نساعد الأطفال على التكيف بعد فقدان أحد أفراد العائلة؟
الأشياء التي تحتاج إلى تعديل (Adjusting) وقد تساعد الطفل على التكيف تشمل:
- التأكد من أن الطفل يعرف أن لا شيء فعله تسبب في وفاة أحد الأحباء.
- إعطاء المزيد من الاهتمام لاحتياجات الطفل، وخاصة الاحتياجات العاطفية.
- إذا كان الشخص المحبوب الذي توفي أحد الوالدين، فيجب طمأنة الأطفال بأنهم سيستمرون في الحصول على الحب والرعاية.
- الحفاظ على قناة اتصال مفتوحة مع الطفل بعد وفاة أحد الأحباء. ثم الإجابة على أي أسئلة بأكبر قدر ممكن من الصدق بالنسبة لعمره.
- تقديم الطمأنينة ثم مساعدتهم على تعلم طرق التعامل مع مشاعرهم والتكيف مع العيش بدون أحبائهم.
- التأكد من تلبية احتياجات الطفل والتزامه بالروتين قدر الإمكان.
يمكنك تجربة بعض الاختبارات النفسية مثل؛ اختبار الاكتئاب أو اختبار القلق.
متى يجب استشارة مختص نفسي للطفل بعد فقدان أحد أفراد العائلة؟
هناك حاجة إلى مساعدة إضافية إذا كان الطفل:
- يظهر أو يتحدث عن الشعور بالغضب أو الحزن أو الانزعاج طوال الوقت.
- لا يمكن مواساته أو لديه كوابيس أكثر من المعتاد.
- يعترف بالتفكير في الانتحار أو إيذاء نفسه.
- يتغير من مزاج إلى آخر بسرعة أو لديه درجات متدهورة.
- ينسحب أو يعزل نفسه أو يتصرف بشكل مختلف تمامًا عن المعتاد.
- لديه تغيرات في الشهية أو لديه طاقة منخفضة.
- يظهر اهتمامًا أقل بالأنشطة أو لديه صعوبة في التركيز.
- يبكي كثيرًا أو لديه صعوبة في النوم.
- يحلم أو يبدو مشتتًا معظم الوقت.
يمكن لمجموعات الدعم أو الاستشارة النفسية مساعدة الأطفال الذين يحتاجون إلى مزيد من الدعم.
كيف نتحدث مع الأطفال عن الفقدان؟
قد لا يفهم الأطفال دون سن 5 سنوات الموت والفقدان، لكن يمكن للوالدين استخدام لغة مناسبة للعمر لتقديم المفاهيم حول الموت:
- الشخص الذي فقدوه لن يعود: على الرغم من أن شخصيات الرسوم المتحركة قد تموت في عرض واحد وتعود في الأسبوع التالي، إلا أن الموت الحقيقي لا رجعة فيه.
- كل شيء حي سيموت يومًا ما: وهذا يشمل الناس أو الحيوانات الأليفة وحتى الأشجار والزهور والحياة البرية من حولنا.
- لا يقع اللوم على طفلك: اشرح سبب الوفاة بعبارات بسيطة وواضحة دون تفاصيل غير ضرورية. وهذا يجعله أقل عرضة للاعتقاد بأن أحد أحبائه مات بسبب شيء فعله طفلك أو قاله أو فكر فيه.
نصيحة عرب ثيرابي
استثمر في صحة وسعادة طفلك بالعلاج النفسي الذي يمنحه الدعم والتوجيه في زمن الحزن. نحن هنا لمساعدتك وطفلك على تخطي صعوبة فقدان أحد أفراد العائلة. دعه يستعيد فرحته ويتعلم كيف يتعامل مع مشاعره بطريقة صحية. ابدأوا اليوم رحلة شفاء تجمعكما بالقوة والتآزر.