ما ستجده في هذا المقال:
غالباً ما يتم الخلط ما بين الصدمات النفسبة واضطراب ما بعد الصدمة بسبب التشابه بينهما، إلا أن الأخصائي النفسي المتمرس يمكنه التفريق بين الحالتين بشكل دقيق. ويتمكن من علاج الصدمات النفسية قبل أن تتحول إلى اضطراباً نفسياً، فما الفرق بين الحالتين وكيف يمكن أن تؤثران على الحياة اليومية للشخص؟
ما هو الفرق بين الصدمة واضطراب ما بعد الصدمة؟
يمكن إيجاد الفرق ما بين الصدمة واضطراب ما بعد الصدمة من خلال توضيح ما يُميز كل منهما للتوصل إلى العلاج المناسب لكل حالة بالشكل الصحيح، وهذا الفرق يتضح كما يلي:
تعريف كل من الحالتين
يظهر الفرق بشكل واضح من خلال توضيح ماهية كل من الحالتين، حيث أنه:
-
- يتم تعريف الصدمة النفسية على أنها استجابة عاطفية لموقف مؤلم أو مواقف متتالية ومستمرة، ويوجد عدة أنواع من الصدمة النفسية.
- يُعد اضطراب ما بعد الصدمة اضطراباً نفسياً يحدث للشخص بعد التعرض للصدمة النفسية.
غالبًا ما يتبع اضطراب ما بعد الصدمة حدث صادم، ولكن ليس كل الأحداث المؤلمة تؤدي إلى تطور الاضطراب.
الأعراض
على الرغم من أن الأعراض قد تتشابه في بعض الأحيان، إلا أن لكل من الحالتين الصفات المميزة لها، كما يلي:
أعراض الصدمة
يمكن إجمال أشهر أعراض الصدمة النفسية التي يمكن أن يعاني منها الشخص بما يلي:
-
- رؤية الكوابيس الليلية.
- حدوث الكثير من التقلبات المزاجية للشخص.
- العزلة والابتعاد عن الآخرين قدر الإمكان.
- البقاء يقظاً بشكل مفرط.
- الانفعال والتهيج على أبسط الأمور.
- الشعور بالذنب أو العار من الموقف الصادم.
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة
غالباً ما يميز هذا الاضطراب الأعراض التالية:
-
- تذكر الأحداث الماضية المؤلمة.
- القلق الحاد.
- الشعور باليأس وفقدان الإحساس.
- القيام بالسلوكيات المدمرة للذات.
- تجنب الأشخاص أو المواقف المحفزة للذكريات المؤلمة.
- عدم القدرة على النوم في الكثير من الأحيان، وعند التمكن من ذلك يرى الشخص الكوابيس الليلية المزمنة.
- الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
- حدوث نوبة هلع متكاملة الأعراض.
في الوقت الذي تتنوع فيه الصدمات النفسية بمدى خطورتها ما بين المتوسطة والخطيرة، فإن الاضطراب المتعلق بها دائماً ما يكون خطيرًا.
أساليب العلاج النفسي
تتشابه الأساليب المتبعة في العلاج النفسي لكلا الحالتين، حيث يمكن اتباع الأساليب التالية:
-
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT).
- إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR).
- علاج المعالجة المعرفية (CPT).
- العلاج بالتعرض المطول.
إلا أن الاختلاف بين علاج الحالتين هو يمكن علاج اضطراب ما بعد الصدمة من خلال اتباع أسلوب العلاج السردي Narrative Exposure Therapy.
الشعور بالألم الجسدي
لا يشعر الشخص الذي تعرض للصدمات النفسية للألم الجسدي نهائياً، إلا أنه في حالة هذا الاضطراب فيمكن للشخص أن يعاني من ألم جسدي في بعض الأحيان.
شدة الأعراض واستمرارها
يمكن التفريق ما بين الصدمات النفسية والاضطراب المتعلق بها من خلال شدة الأعراض التي يعاني منها الشخص واستمراريتها، حيث أنه:
-
- في حالة الصدمة: غالباً ما تنخفض الأعراض الناتجة عن الصدمة النفسية مع مرور الوقت بشكل تدريجي، إلى أن يُمارس الشخص حياته بشكل طبيعي من جديد.
- في حالة اضطراب ما بعد الصدمة: تبقى الأعراض تزداد شدة مع مرور الوقت، بحيث تستمر لمدة تزيد عن شهر بشكل مستمر.
مع مرور الوقت لن تؤثر الصدمة النفسية على حياة الشخص اليومية، إلا أن أثرها على نمط الحياة اليومية للشخص قد يبقى في حالة اضطراب ما بعد الصدمة.
الآثار الجسدية
لا ينتج عن الصدمات النفسية آثار جسدية على المدى البعيد، إلا أن الأمر قد يحدث في حالة الإصابة بالاضطراب المتعلق بها، حيث قد يعاني الشخص من:
-
- الغثيان.
- تشنج العضلات.
- زيادة ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الشعور بالإرهاق.
- الشكوى من أوجاع متنوعة.
أسباب حدوث الحالتين
يحدث اضطراب ما بعد الصدمة بسبب التعرض لصدمة نفسية لفترة طويلة أو أنه لم يتم علاجها، أما الصدمة النفسية فتحدث بسبب التعرض لمواقف حياتية أو طبيعية مؤلمة، مثل:
-
- التعرض للخطر، مثل حوادث السيارات أو المواقف التي ينتج عنها أذى جسدي.
- الإصابة ببعض الأمراض الجسدية.
- الكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو البراكين أو الفيضانات.
- الحروب.
- إساءة المعاملة أو التعرض للاعتداءات الجنسية.
هل يمكن أن تتطور الصدمة إلى اضطراب ما بعد الصدمة؟
ليس بالضرورة أن يحدث ذلك، إلا أن حالات الصدمة النفسية غير المعالجة يمكن أن تتحول إلى اضطراب متعلق بالصدمة في غضون 3 أشهر من التعرض للموقف الصادم.
كيفية منع اضطراب ما بعد الصدمة من خلال العلاج المبكر للصدمات
نظرًا لأن اضطراب ما بعد الصدمة يتطور بمرور الوقت بسبب الصدمة غير المعالجة، فإن العلاج المبكر يمكن أن يساعد في منع التأثيرات الأكثر خطورة. ويمكن ذلك بما يأتي:
- يمكن استخدام إزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها (EMDR)، وتستخدم لعلاج الذكريات المؤلمة، وإخراج الدماغ من وضع القتال أو الطيران.
- قد يستخدم العلاج المعرفي السلوكي الذي يركز على الصدمات (TF-CBT)، والذي يعيد صياغة عمليات التفكير والتجارب المتعلقة بالصدمات، مما يسمح بالشعور بالأمان مرة أخرى.
- العلاج الجدلي السلوكي (DBT) الذي يعلم المهارات وتقنيات إدارة التوتر التي تمكن من تنظيم الضغوطات والعواطف بشكل أكثر فعالية.
- تعمل الطرائق التجريبية، مثل العلاج بالمغامرة والعلاج بمساعدة الخيول على إنشاء تجارب عملية تبني الثقة بالنفس وتساعد المراهقين على التغيير والنمو.
نصيحة عرب ثيرابي
يمكن أن يساعدك علاج الصدمات على معالجة الحدث المؤلم ومعالجة مشاعرك وعواطفك. كما أنه ينطوي على فوائد أكثر يذكر لك عرب ثيرابي أبرزها:
- يمكن للعلاج أن يساعدك على مواجهة ذكرى الصدمة والتغلب على مخاوفك.
- يمكن أن يساعدك علاج الصدمات في تزويدك بالثقة ومهارات التأقلم التي تحتاجها لأداء عملك.
- قد يساعدك على بناء الثقة من جديد.
- يمكن أن يساعدك في تحدي أنماط التفكير الإشكالية التي ربما تكون قد طورتها عن نفسك وعن العالم من حولك، لمساعدتك على فهم سبب وقوع الحدث المؤلم.
- قد يساعدك العلاج في التحقق من صحة تجاربك وتقديم الفهم والقبول الذي تحتاجه لبدء الشفاء.