ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من أن العمل يزيد من شعور الشخص بتحقيق الذات، إلا أن التعامل مع العلاقات السامة في مكان العمل قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإجهاد والإصابة بالاكتئاب. حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من الموظفين يعانون من مثل هذه العلاقات بما فيها من تنمر وإهانات وإشاعات وتحكم.
ما هي العلاقات السامة في مكان العمل؟
العلاقة السامة في العمل هي تلك التي تتسم بالتفاعلات الضارة والسلبية بين الأفراد، والتي تتجسد في سلوكيات مثل التنمر، التعرض للتحرش، التمييز بين الموظفين، الإدارة المتسلطة، النميمة، وعدم احترام الزملاء. مما يخلق بيئة عمل سامة تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والإنتاجية.
كيف يتم التعامل مع العلاقة السامة في مكان العمل بمهنية؟
وجود موظف سام يمكن أن يكون له تأثير مدمر على الفريق. لذلك، يجب التعامل مع العلاقات السامة في مكان العمل بحذر وبشكل فعال. إليك بعض الإجراءات التي يمكنك اتخاذها
- تحديد المشكلة: ابدأ بتحديد السلوكيات السلبية التي يمارسها الموظف. يمكنك تسجيل الملاحظات حول تصرفاته أو التحدث مع زملائه بشكل منفصل للحصول على صورة واضحة عن المشكلة.
- تقديم الملاحظات: عندما تكون لديك صورة واضحة عن السلوك المشكلة، قم بمناقشة الأمر مع الموظف. قدم أمثلة محددة على السلوك السام (Toxic behavior) أو المزعج وكيف تؤثر على الفريق.
- تحديد التوقعات: تحديد التوقعات والعواقب بشكل واضح هو خطوة مهمة في عملية التصحيح. هذا الأمر يضمن أن الموظف يفهم تمامًا ما هو مطلوب منه، ويقلل من فرص تكرار المشكلة.
- تقديم الدعم: مساعدة الموظف على تحسين سلوكه من خلال تقديم الدعم أو التوجيه اللازمين. كما يمكن نصحه للحصول على المساعدة النفسية في هذه الحالة
- اتخاذ الإجراء: من المهم أن يفهم الموظف أن عدم تحسين السلوك سيؤدي إلى عواقب تأديبية قد تصل إلى الفصل من العمل. لذلك إن لم يتحسن سلوكياته يمكن تقديم شكوى إلى الإدارة أو حتى إلى الجهات المعنية.
كيف تتعرف على العلاقات السامة؟
سلوكيات الموظفين السامين يمكن أن تقوض جهود الفريق بأكملها. فهي تعمل على تدمير الثقة والاحترام المتبادل بين الزملاء، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وتدهور جودة العمل. وقد تتضمن بعض خصائص الموظفين السامين ما يلي:
النميمة
يساهم الموظفون السامون في نشر الشائعات والأقاويل الكاذبة عن زملائهم، مما يخلق جوًا من عدم الثقة أو الصراع داخل الفريق. ويؤدي إلى اضطراب العلاقات بين الزملاء ومن ثم تدمير روح الفريق، وينشر بذور الشك وعدم الثقة بين الأشخاص في الفريق الواحد.
السلبية
يشتهر الموظفون السامون بنشر الطاقة السلبية من خلال الشكاوى المستمرة والانتقادات اللاذعة، مما يؤدي إلى خلق بيئة معادية (Hostile environment) أو غير محفزة ويقلل من معنويات الفريق.
عدم التعاون
غالباً ما يعاني الموظفون السامون من مشاكل التعاون، حيث يسعون إلى عرقلة تقدم الفريق من خلال الامتناع عن التعاون وحجب المعلومات الضرورية. مما يؤدي إلى حدوث تأخير وتعطيل سير العمل ويولد تحديات تفاعلية كبيرة بالتعامل السيء هذا.
ضعف التواصل
يتسبب نقص مهارات التواصل لدى الموظفين السامين في خلق جو من سوء الفهم وعدم الاحترام، حيث يفشلون في الاستماع بفعالية ويقاطعون زملائهم باستمرار، مما يعيق التعاون ويؤثر سلبًا على أداء الفريق.
يؤدي التنمر المستمر من قبل الموظفين السامين إلى تدهور العلاقات بين أفراد الفريق وانخفاض في مستوى الثقة والاحترام المتبادل.
ما هي آثار العلاقات السامة على الموظفين؟
التعرض للعلاقات السامة في العمل له آثار سلبية عميقة على صحة الموظفين النفسية والجسدية، وعلى أدائهم وإنتاجيتهم، وعلى سمعة المنظمة بشكل عام.
هذه التفاعلات المدمرة (Destructive interactions) تؤدي إلى زيادة التوتر والقلق والاكتئاب، وتقلل من الرضا الوظيفي والإنتاجية، وترفع من معدلات الغياب والتسرب.
لذلك، من الضروري أن تتخذ الشركات إجراءات استباقية للحد من التأثير السلبي لهذه السلوكيات، وأن تبني ثقافة عمل مبنية على الاحترام والتعاون والتقدير المتبادل. من خلال خلق بيئة عمل صحية وإيجابية، يمكن للشركات جذب أفضل الكفاءات وتحفيزهم على تقديم أفضل ما لديهم، وبالتالي تحقيق النجاح على المدى الطويل.
إن كنت تشعر بأعراض الاكتئاب، فقد يكون من الجيد إجراء اختبار الاكتئاب لتبقى ملماً بحالتك وتدرك مدى تأثير العنف النفسي عليك.
ما هي استراتيجيات الحفاظ على الصحة النفسية في البيئات السامة؟
للتقليل من التأثيرات السلبية للديناميكيات السلبية (Negative dynamics) والحفاظ على الصحة النفسية خلال التعرض للمواقف غير المرغوبة يجب التعامل مع العلاقات السامة في مكان العمل على النحو التالي:
- البقاء هادئاً: إن التفاعل بشكل عاطفي مع مثل هذه المواقف لن يأتي بنتائج إيجابية. حاول السيطرة على نفسك وابقى موضوعياً وهادئاً.
- طلب الدعم: يمكن الاستفادة من الزملاء الآخرين الذين تعرضوا لمواقف مشابهة سابقاً. فغالباً ما يمكن الحصول على الإرشادات المناسبة.
- وضع الحدود الشخصية: كلما كانت حدودك الشخصية واضحة كلما كان تجاوزها صعباً. أظهر ما هو مقبول وما هو غير مقبول بالنسبة لك للجميع.
- التركيز على الحلول: بدلاً من التركيز على المشكلة، حاول أن تجد ما يساعدك في علاجها.
كيف تبني علاقات إيجابية في مكان العمل؟
إن كان لديك بعض العلاقات غير التكيفية (Maladaptive relationships) في بيئة العمل، فإنك كقيادي أو مسؤول يترتب عليك تحويل بيئة العمل بما فيها من العلاقات السامة إلى مكان أكثر إيجابية لضمان سلامة الموظفين النفسية وتحقيق الأهداف المرجوة من العمل. ويمكن ذلك من خلال:
- كن قدوة إيجابية: كن قدوة للآخرين السلوك الإيجابي. فكونك محترمًا ومتعاطفًا وداعمًا للموظفين يجعلهم يحتذون بك.
- التواصل بشكل مفتوح: شجع التواصل المفتوح مع حث الموظفين على مشاركة أفكارهم وآرائهم. استمع بنشاط لاحتياجاتهم ومشاكلهم واستجب باحترام.
- تشجيع التعاون: شجع التعاون أو العمل الجماعي لبناء الثقة وخلق بيئة عمل إيجابية. شجع الموظفين على العمل معًا ودعم بعضهم البعض.
- تقديم الدعم: تقديم الدعم للزملاء الذين قد يواجهون صعوبات في التعامل مع البيئة السامة. وقد يشمل ذلك الإرشاد أو التدريب أو الاستشارة.
- معالجة السبب الجذري: يجب تحديد السبب الرئيسي للمشكلة في بيئة العمل السامة ومن ثم اتخاذ الإجراءات المناسبة لحلها. قد يتطلب ذلك تغيير بعض السياسات أو الإجراءات أو حتى تغيير في أسلوب القيادة.
- احتفل بالنجاحات: قم بتقدير الإنجازات أو التحسينات التي يقوم بها الموظفون. هذا يعزز من روح الفريق ويخلق بيئة عمل إيجابية.
يجب على الشركة توضيح أن كل شخص مسؤول عن سلوكه، وسيتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي سلوك سام. لن يتم التسامح مع أي تصرفات غير مرغوبة لحماية بيئة العمل.
كلمة من عرب ثيرابي
لا تدع العلاقات السامة تبقيك في حالة من التوتر والضغط. مع عرب ثيرابي، يمكنك التعامل بفعالية مع الزملاء السامين وحماية صحتك النفسية. احصل على المشورة وعلاج توترك وقلقك مع معالجين نفسيين مؤهلين لبناء بيئة عمل صحية ومنتجة. سجّل الآن واستعد السيطرة على حياتك المهنية.