ما ستجده في هذا المقال:
يعد الإرهاق العقلي من التحديات الكبيرة التي تواجه الكثيرين في عالمنا الحديث. فهو ليس مجرد شعور بالتعب، بل هو حالة من الاستنزاف الذهني الذي يؤثر على القدرة على التركيز، أواتخاذ القرارات، أو حتى الاستمتاع بالحياة. سنستكشف معًا أسباب الإرهاق العقلي، وأعراضه، وكيف يمكننا التعامل معه.
ما هو الإرهاق العقلي؟
يشير مصطلح “الإرهاق العقلي” إلى المهارات المعرفية، مثل التفكير والذاكرة واتخاذ القرار وحل المشكلات. وقد يجعلك الإرهاق العقلي تشعر بالانفصال أو عدم التحفيز أو اللامبالاة. وقد تبدو التحديات مستحيلة التغلب عليها، وقد تشعر بالإرهاق الشديد بحيث لا يمكنك الاستمرار في المحاولة.
يمكن أن يحدث الإرهاق العقلي (Mental fatigue) عندما يتلقى دماغك قدرًا كبيرًا من التحفيز أو يتعين عليه الحفاظ على مستوى مكثف من النشاط دون راحة. قد تلاحظ الإرهاق العقلي، والذي يُطلق عليه أحيانًا التعب العقلي إذا كنت:
- تعمل أو تدرس غالبًا لساعات طويلة مع فترات راحة قليلة أو بدون فترات راحة.
- تقضي الكثير من الوقت كل يوم في التعامل مع مسؤوليات كبيرة.
- تعيش مع أعراض الصحة النفسية.
- تكرس الكثير من الطاقة العقلية كل يوم للتفكير في المشاكل أو المخاوف أو مصادر التوتر (Stress) الأخرى.
إذا خطرت في ذهنك فكرة الإرهاق، فأنت على المسار الصحيح؛ إذ يمكن أن ينبع الإرهاق من التعب العاطفي أو العقلي.
ما هي أعراض الإرهاق العقلي؟
تشمل أبرز الأعراض التي قد تعاني منها ما يأتي:
علامات عقلية وعاطفية
تتضمن العلامات الشائعة:
- مشاعر الاكتئاب، بما في ذلك المزاج الحزين أو المنخفض أو اليائس المستمر.
- مشاعر القلق المستمرة أو صعوبة الاهتمام بأي شيء.
- الشعور بالانفصال أو التشاؤم.
- الغضب أو الانفعال.
- صعوبة معالجة أو إدارة المشاعر.
- الشعور بالخوف أو انخفاض الدافع أو الإنتاجية.
- الشعور بالخمول أو التباطؤ في الحركات أو الاستجابات.
- صعوبة التركيز أو تذكر المعلومات أو تجميع الأفكار أو إكمال العمل بشكل صحيح.
علامات جسدية
يمكن أن يمتد الإرهاق العقلي إلى صحتك الجسدية، مما يساهم في ظهور أعراض ليس لها سبب واضح. قد تلاحظ:
- أوجاع الرأس أو الجسم.
- اضطراب المعدة أو مشاكل النوم، بما في ذلك التعب المزمن أو النعاس أو المعاناة من الأرق.
- تغيرات في الشهية أو الوزن.
- أمراض متكررة، مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا.
- شعور عام بعدم الراحة.
يعاني الجميع تقريبًا من الإجهاد من وقت لآخر لكن الإجهاد والتوتر المزمن أو طويل الأمد يمكن أن يلعب دورًا في الإرهاق العقلي.
علامات سلوكية
قد يبدأ الإرهاق العقلي المستمر في التأثير على أنشطتك وسلوكك اليومي. قد:
- تجد نفسك تؤجل المهام باستمرار في المدرسة أو العمل أو في المنزل.
- تلاحظ انخفاضًا في أدائك في العمل أو المدرسة.
- تبدأ في تجنب الأشخاص الذين تستمتع عادةً بقضاء الوقت معهم.
- تشعر بالانزعاج أو التشتت حول الآخرين.
- تواجه صعوبة في الانتباه أثناء التفاعلات.
- تواجه صعوبة في إدارة المسؤوليات أو الوفاء بالالتزامات الشخصية أو المتعلقة بالعمل.
- تجد نفسك تواجه مشكلات في العمل أو المدرسة بشكل متكرر.
ما هي أسباب الإرهاق العقلي؟
تختلف محفزات وأسباب الإرهاق العقلي من شخص لآخر، ولكن بعض الأسباب الشائعة تشمل:
- العمل في وظيفة تتطلب الكثير من الجهد أو الضغط (Exhaustion).
- العمل لساعات طويلة دون أخذ إجازة للراحة.
- التعرض لضغوط مالية أو عدم الرضا الوظيفي.
- تقديم الرعاية لشخص عزيز مريض أو لديه احتياجات خاصة.
- العيش مع مرض مزمن أو حالة صحية نفسية.
- فقدان أحد الأحباء أو إنجاب طفل.
- الافتقار إلى التوازن بين العمل والحياة أو الدعم العاطفي.
قد يحدث التعب النفسي والذهني عندما تنخرط في مهام تتطلب الكثير من الجهد المعرفي والعاطفي وخاصة عندما لا تخصص وقتًا للراحة والعناية الذاتية
ما هي طرق العلاج المتاحة للإرهاق العقلي؟
هناك عدد من الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في تخفيف الإجهاد الذهني. وتشمل:
- تخلص من مسببات الإجهاد: قد لا تجد دائمًا أنه من الممكن التخلص من محفزات الإجهاد والتعب، لكن هذا عادةً يوفر إحدى أفضل الطرق لتخفيف التوتر في حياتك.
- خذ استراحة: يمكن أن يساعد الوقت المخصص للراحة في تخفيف مشاعر الإجهاد الذهني.
- تقنيات الاسترخاء: التخيل الموجه وتمارين التنفس والتنويم الذاتي كلها أمثلة على تقنيات الاسترخاء التي يمكن أن تساعد في تعزيز الهدوء ثم تخفيف التوتر والضغط.
- نم جيدًا: إن محاولة الحصول على 7 إلى 8 ساعات من النوم الموصى بها كل ليلة يمكن أن تساعد في تخفيف الإرهاق العقلي أو الجسدي.
- ممارسة الرياضة: إذا كنت قادرًا، فإن التمارين المعتدلة، مثل المشي السريع لمدة نصف ساعة تحدث فرقًا في مزاجك وتساعدك على الشعور بالهدوء والاسترخاء.
كيف يمكن الوقاية من الإرهاق العقلي؟
يمكن لعدد من التدخلات أن تساعد في منع الإرهاق العقلي. وتشمل:
- اختيار أماكن العمل التي تعطي الأولوية للرفاهية والتوازن بين العمل والحياة.
- العمل مع الشركات أو الزملاء الذين يدعمون بعضهم البعض ويقدمون ردود فعل إيجابية.
- تجنب القيام بالعديد من المهام في وقت واحد.
- ممارسة الرعاية الذاتية الجيدة، بما في ذلك ممارسة الرياضة بانتظام ثم تناول نظام غذائي صحي.
- وضع استراتيجيات للتعامل مع الإجهاد.
يمكنك إجراء اختبار القلق أو اختبار فرط الحركة أو اختبار الاكتئاب مجانًا من عرب ثيرابي.
إلى ماذا يمكن أن يؤدي الإرهاق العقلي؟
قد يؤدي الإرهاق الذهني غير المعالج إلى العديد من المضاعفات، بما في ذلك:
- انخفاض الإنتاجية، أو ضعف الوظائف الإدراكية.
- تدهور الصحة العاطفية.
- في الحالات القصوى، قد يساهم في حدوث حالات الصحة النفسية مثل الاكتئاب، أو القلق (Anxiety)، أو متلازمة التعب المزمن.
متى يجب استشارة متخصص؟
يمكن أن يكون للإرهاق الذهني عواقب وخيمة وليس فقط على صحتك الجسدية والعاطفية بل على كل مناحي حياتك. وهذا أحد الأسباب التي تجعل الحصول على مساعدة مهنية في أقرب وقت ممكن أمرًا مهمًا للغاية.
إذا لاحظت أيًا من العلامات والأعراض، ففكر في الاتصال بمعالج؛ إذ يمكن لمتخصصي الصحة العقلية تقديم الدعم في:
- تحديد الأسباب أو المحفزات.
- استكشاف خيارات العلاج.
- تعلم طرق مفيدة للتعامل مع الإجهاد أو المسؤوليات الصعبة.
- قد يوصي الطبيب أو الطبيب النفسي بتناول دواء لعلاج الإرهاق العقلي المستمر، وخاصة إذا كنت تعاني من أعراض أخرى متعلقة بالصحة العقلية أو النوم.
- تشمل هذه الأدوية مضادات الاكتئاب أو أدوية مضادة للقلق أو أدوية النوم.
ضع في اعتبارك أنه لا يضر أبدًا بناء فريق من المتخصصين المهتمين الذين يمكنهم مساعدتك في معالجة جميع الأعراض والعلامات التي تعاني منها.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت تعاني من الإرهاق العقلي، فقد حان الوقت للبحث عن الدعم. يقدم لك العلاج النفسي أدوات فعالة للتعامل مع الضغوط واستعادة طاقتك العقلية. مع مساعدة المتخصصين، يمكنك تعلم استراتيجيات جديدة للتوازن والراحة. لا تدع الإرهاق يؤثر على حياتك؛ اتخذ خطوة نحو الشفاء وابدأ رحلتك نحو الذهنية الصحية اليوم!
