Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

أسباب حرارة الجسم بدون مرض (الحمى النفسية)

يؤثر التوتر المفرط على جميع جوانب الحياة، بالإضافة إلى أن له الكثير من الأعراض الجسدية والتي من ضمنها الأرق والشعور بالإرهاق. كما قد يكون هذا التوتر من أسباب لارتفاع حرارة الجسم دون وجود مرض محدد. 

إن كنت قد لاحظت هذا الأمر من قبل، فأنت بحاجة إلى معرفة المزيد عن الحمى النفسية.

 

ما هي الحمى النفسية؟

تعرف الحمى النفسية على أنها ارتفاع في درجة حرارة الجسم بشكل أكثر من الاعتيادي، وتحدث دون وجود سبب طبي يؤدي إلى ذلك. بل هي حالة نفسية بحتة غالباً ما تكون ناتجة عن أسباب مثل التعرض للتوتر أو القلق أو المرور بضائقة عاطفية. وهي تشير إلى أن الجسم يتفاعل مع الحالة النفسية بطريقته الخاصة.

كما أن هناك دراسة تناولت الأعمار العمرية التي قد تحدث فيها هذه الحالة لتجد أن:

  • الأطفال في عمر 13 عام كانوا أكثر الأشخاص التي تناولتهم الدراسة ممن يعانون من ارتفاع الحرارة دون مرض.
  • غالباً ما تحدث هذه الحالة بين الإناث أكثر من الذكور.
  • على الرغم من شيوعها بين المراهقين، إلا أنها تحدث أيضاً بين البالغين.

 

أسباب ارتفاع حرارة الجسم دون مرض

يمكن توضيح كيفية حدوث الحمى النفسية أو ارتفاع حرارة الجسم دون مرض من خلال التطرق إلى الترابط بين الدماغ والجسد. حيث أن الضغوط النفسية قد تظهر على هيئة أعراض جسدية مثل التعب والأرق والغثيان والصداع وآلام البطن وحتى الحمى دون وجود سبب محدد. كما يمكن أن يساهم كل من القلق والصدمة والضيق العاطفي في ظهور نوبات الحمى النفسية.

 

ما هو الفرق بين الحمى النفسية والحمى المرضية؟

يمكن بسهولة التمييز بين الحمى النفسية والحمى المرضية، حيث تكمن الفروق بينهما على النحو التالي:

الأسباب الشائعة لارتفاع الحرارة

في الوقت الذي تكون فيه الضائقة العاطفية السبب وراء الحمى النفسية، فإن الحمى المرضية ترتبط عادة بالتهاب في الجسم يحتاج الجهاز المناعي التعامل معها، أو:

  • عدوى فيروسية أو بكتيرية.
  • تناول بعض الأدوية.
  • مشكلات طبية أخرى.

الأعراض المرافقة للحمى

لا يعاني الشخص عند ارتفاع حرارة جسمه دون مرض من الأعراض النموذجية للحمى مثل آلام العضلات والتعرق والقشعريرة.

في حالة الحمى النفسية لا يوجد عدوى أو سبب عضوي أو التهابي آخر لارتفاع درجة حرارة الجسم.

العامل الرئيسي الذي يميز بين هذه الحالات هو وجود عملية التهابية في الجسم تسبب الحمى.

 

هل يمكن الاستفادة من الأدوية الخافضة للحرارة؟

على الرغم من أن الأمر يبقى متضمناً لارتفاع درجة حرارة الجسم، إلا أن الأبحاث أظهرت عدم جدوى الأدوية الخافضة للحرارة في حالة الحمى النفسية.

ومن جانب آخر، فإن الأدوية والعلاجات النفسية التي من شأنها أن تقلل التوتر وتسمح بإدارة الحالة بشكل أفضل، غالباً ما تكون ذات فاعلية عالية لمثل هذه الحالات.

 

كيف يسبب التوتر ارتفاع حرارة الجسم؟

بسبب محدودية الدراسات، فقد يكون من الصعب تفسير الأمر بشكل دقيق، لكن اعتماداً على دراسة أجريت على الحيوانات، يعتقد أن:

  • استجابة الإجهاد لدى بعض الأفراد تحفز الجهاز العصبي الودي وتعمل على تنشيط الأنسجة الدهنية البنية (نوع من الدهون في الجسم). ومن وظائف الأنسجة الدهنية البنية هذه الحفاظ على درجة حرارة الجسم في البيئات الباردة.
  • عند التعرض لضغوط نفسية شديدة يقوم الدماغ بتنشيط الجهاز العصبي الودي. الأمر الذي يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين. ويمكن لهذه الهرمونات أن تؤثر على منطقة تحت المهاد، التي تنظم درجة حرارة الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة.

 

كيفية التخلص من أسباب حرارة الجسم دون مرض

قد يختلف نمط ارتفاع حرارة الجسم الناتج عن الحالة النفسية، ففي الوقت الذي قد تصل درجة البعض إلى 41 درجة مئوية. فقد لا تتجاوز لدى البعض 38 درجة مئوية لكنها قد تستمر لأشهر وحتى سنوات في بعض الحالات. لذلك فإن العمل على السيطرة على أسباب هذا النوع من الحمى يساعد الشخص في المضي قدماً في حياته اليومية. ومن أفضل الأساليب لذلك:

معالجة العوامل الأساسية

يعد حل المشكلة التي تسبب التوتر أو الضائقة النفسية أمراً في غاية الأهمية. حيث أن الحمى النفسية غالباً ستبقى ما بقيت الأسباب المحفزة لها. فمثلاً إن كانت زيارة شخص ما بشكل مستمر تسبب للشخص شعوراً بالتوتر أو الضيق، فإن التوقف عن زيارته تضمن عودة درجة حرارة الجسم إلى وضعها الطبيعي.

اعتماد استراتيجيات التأقلم وممارسات الرعاية الذاتية

في هذه الحالة لا بد من معالجة الضغوط النفسية والتقليل منها.، ويمكن ذلك من خلال ممارسة التعاطف مع الذات بشكل أكبر. بالإضافة إلى أن ممارسة تقنيات الاسترخاء المتنوعة له الأثر الكبير ضبط الجسم وعودة الجهاز العصبي لمستوى نشاطه المعتاد. فمثلاً يمكن ممارسة:

  • اليقظة الذهنية.
  • تمارين التأمل.
  • تمارين التنفس العميق.

من خلال تدريب النفس على التعامل مع الأعراض الجسدية بهدوء بدلاً من الخوف أو الضيق، يمكن الشعور من جديد بالاسترخاء وتقليل التوتر وبالتالي التقليل من حرارة الجسم.

استخدم نهجاً شمولياً

لا يمكن الفصل بين الجسم والعقل، فما يؤثر على أحدهما يؤثر بشكل مباشر وفوري على الآخر. لذلك إن كنت تسعى لخفض حرارة جسمك فلا بد من البدء في تخفيف مستويات التوتر لديك من خلال نهج شمولي قدر الإمكان.

فما نتبعه لإدارة التوتر الحاد والمزمن ليس مهماً فقط للحد من الحمى النفسية، بل وأيضاً للتخفيف من الآثار السلبية الأخرى للإجهاد على باقي أجزاء الجسم.

فبالإضافة إلى اتباع بعض الأساليب مثل التنفس العميق، يحتاج الشخص في هذه الحالة إلى معالجة أي أفكار غير مفيدة ومقلقة تساهم في ارتفاع مستويات التوتر. بالإضافة إلى معالجة عوامل نمط الحياة التي تساهم في ارتفاع مستويات التوتر، بما في ذلك النوم بشكل كافٍ، وتناول الوجبات المتوازنة، وممارسة التمارين الرياضة، وتفريغ الضغوطات اليومية بطرق صحية وسليمة.

 

كلمة من عرب ثيرابي

في البداية لا بد من استشارة الطبيب المتخصص في حال كانت درجة حرارة الجسم مرتفعة باستمرار أو بشكل متكرر. فإن كانت الأمور مطمئنة عندها يجب التوجه نحو الحالة النفسية والتفكير ملياً في كيفية انعكاس الحالة النفسية على الحالة الجسدية.

إن لم تتمكن من التعامل مع مستويات التوتر الخاصة بك بشكل ذاتي، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن الوقت قد حان لطلب المساعدة المتخصصة لضمان التمتع بالعافية النفسية والتقليل من تأثير الحالة النفسية على الصحة الجسدية.