Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

أسباب الصداع النصفي خلال الحمل | طرق التعامل مع الألم

يعتبر الصداع من الأعراض التي يمكن أن تعاني منها المرأة خلال فترة حملها، ويعد كل من الصداع النصفي والصداع التوتري من أكثر أنواع الصداع شيوعاً في هذه المرحلة، فقد تعاني بعض النساء من هذا الصدع للمرة الأولى أو تتفاقم لديها حدة النوبات لأسباب محددة في هذه الأثناء.

تابعي القراءة لتتعرفي معنا على أسباب حدة نوبات الصداع لديك وكيف يمكنك التعامل معها دون خطر الأدوية ومتى تنتهي هذه النوبات المزعجة.

 

أسباب الصداع النصفي أثناء الحمل

إن الاستفسارات المتعلقة بالصداع النصفي الذي قد تصاب بنوباته الحامل يبقى من الأمور التي قد تقلق بشأنها المرأة الحامل، لكن يجب معرفة ما أسباب حدوث مثل هذه النوبات خلال فترة الحمل.

يعود الأمر إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل، حيث ترتفع مستويات هرمون الاستروجين بشكل حاد. في حين تنخفض مستويات هرمون البروجسترون ثم ترتفع مرة أخرى نحو نهاية الحمل.

كما أنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، قد تؤدي أعراض الحمل إلى تفاقم الصداع النصفي. حيث أن الغثيان الصباحي وقلة الرغبة في تناول الطعام والشراب، قد يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم والجفاف. وهذا يزيد من خطر تفاقم الصداع النصفي.

تعاني حوالي (15 – 20) % من النساء الحوامل من الصداع النصفي، وعلى الرغم من أن الصداع النصفي قد يسبب ألماً شديداً للأم. إلا أنه لا يشكل أي مخاطر على الجنين النامي في أغلب الأحيان.

 

هل احتمالية حدوث نوبات الصداع النصفي يبقى طوال الحمل؟

على الرغم من أن الفترة الأولى من الحمل قد تكون المرأة عرضة لنوبات الصداع النصفي. إلا أنه الثلث الثاني والثالث من الحمل ترتفع مستويات هرمون الاستروجين، بالإضافة إلى هرمون الإندورفين (مسؤول عن تسكين الألم). الأمر الذي يعد من أسباب تحسن الصداع النصفي. ومع ذلك هناك حالات نادرة لا تتفاقم أعراض النوبات فيها خلال الفترة الأولى، بينما تعاني أخريات من هذه النوبات طوال فترة الحمل. 

يجب أن يؤخذ ظهور الصداع النصفي أو تفاقمه لدى المرأة الحامل على محمل الجد، خاصة إن كانت أعراض الصداع النصفي لا تقل لديها أثناء الحمل. حيث تشير الدراسات إلى أن أعراض الصداع النصفي عندما تكون مصحوبة بارتفاع ضغط الدم. يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل أو مضاعفات وعائية أخرى. 

وقد تعود نوبات الصداع النصفي إلى وضعها الطبيعي بعد الولادة، حيث تجد بعض الأمهات بعد يومين فقط من الولادة (خلال فترة النفاس) أمام نوبة حادة من الصداع. ويمكن إرجاع الأمر إلى الانخفاض المفاجئ في مستويات هرمون الاستروجين بعد الولادة. كما أن الإجهاد والجفاف واضطراب النوم وانخفاض نسبة السكر في الدم التي تعاني منها المرأة بعد الولادة تلعب دوراً أساسياً في ذلك.

إلا أن الرضاعة الطبيعية واستقرار مستويات هذه الهرمونات مرة أخرى قد يكون بمثابة الحماية ضد نوبات هذا الصداع.

قد تحصل المرأة على حماية ضد الإصابة بالصداع مرة أخرى بعد الحمل من خلال الرضاعة الطبيعية. ويعود ذلك إلى استقرار مستويات هرمون الاستروجين.

 

ما هي أدوية الصداع النصفي الآمنة أثناء الحمل؟

هناك الكثير من الأدوية التي توصف لعلاج الصداع النصفي إلا أن بعضها يعتبر غير آمن خلال الحمل لما تشكله من خطر التسبب في حدوث عيوب خلقية.  لذلك إن كنت حاملاً أو تخططين للحمل، فقد تحتاجين إلى إعادة تقييم خيارات علاج الصداع النصفي قبل البدء في تناول أي دواء. تشمل الأدوية التي يمكن استخدامها الأسيتامينوفين (Acetaminophen)، والبروميثازين (Promethazine)، ومسكنات الألم الأفيونية، مثل المورفين (Morphine). ومع ذلك، يجب التقليل من استخدام مسكنات الألم الأفيونية بسبب احتمال إدمان الأم والطفل. مع الانتباه إلى تجنب الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية. 

إن كنت بحاجة إلى تناول الأدوية المضادة للغثيان لعلاج الصداع النصفي، فقد يكون من المناسب استخدام دواء السيكليزين (Cyclizine) أو الأوندانسيترون (Ondansetron) أو دواء البروكلوربيرازين (Prochlorperazine). لكن يفضل تجنب دواء الدومبيريدون (Domperidone) ودواء الميتوكلوبراميد (Metoclopramide) في الأشهر الثلاثة الأولى.

على الرغم من أن الأطباء ينصحون النساء الحوامل عموماً بتجنب الأدوية قدر الإمكان، فإن ثلثي النساء يتناولن الأدوية أثناء الحمل. و50% يتناولنها خلال الأشهر الثلاثة الأولى.

 

كيف يتم التعامل مع الصداع النصفي أثناء الحمل؟

على الرغم من الألم الشديد الذي قد تسببه نوبات الصداع النصفي خلال الثلث الأول من الحمل، إلا أن معرفة كيفية التعامل مع هذه الحالات يعد أمراً ضرورياً. لذلك ينصح الأطباء غالباً التركيز على النقاط التالية:

  • في البداية أنت بحاجة إلى تحديد مسببات الصداع النصفي لديك وتجنبها. لذلك عليك مثلاً الابتعاد عن بعض الأطعمة مثل الشوكولاتة والكافيين والأطعمة المصنعة. يساعدك ذلك في معرفة ما إذا كان لها تأثيراً على نوبات الصداع النصفي لديك.
  • احصلي على القدر الكافي من النوم يومياً. وذلك من خلال الانتظام على روتين نوم محدد بحيث تنامين وتستيقظين في الوقت ذاته يومياً. بالإضافة إلى الاهتمام بشكل أكبر بعادات النوم الصحية من تحسين ظروف غرفة النوم مثل جعل درجة الحرارة مناسبة وضمان الهدوء اللازم.
  • تناولي الكميات الكافية من الماء والسوائل. حيث أن جسمك في هذه الفترة أكثر عرضة للجفاف.
  • طلب المساعدة في تنفيذ بعض المهام اليومية من أحد المقربين.
  • الموازنة بين الواجبات اليومية والحاجة إلى المزيد من الراحة.

حاولي تناول وجبات صغيرة ومتكررة وشرب كميات صغيرة من الماء بشكل متكرر للتقليل من احتمالية التعرض لنوبة صداع نصفي أو حدوث الغثيان أثناء الحمل.

 

الطب التكميلي والبديل

سواء كانت المرأة حاملاً أم مرضعة، فإن العلاجات البديلة أو التكميلية تعد خياراً جيداً ومفيداً أيضاً. مع الانتباه إلى أن بعض العلاجات الطبيعية المستخدمة في تقليل حدة الصداع. فمثلاً عشبة إكليل الجبل قد تكون خطيرة في هذه الأثناء ويجب عدم استخدامها.

يمكن تجربة العلاجات البديلة التالية:

  • العلاج بالتدليك.
  • العلاج بالوخز بالإبر.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء المتنوعة.
  • التغذية الراجعة الحيوية.
  • التناوب في وضع الكمادات الدافئة والباردة على الرأس.
  • العلاج بالروائح العطرية واستخدام الزيوت الأساسية.

لا بد من الموازنة بين المخاطر والفوائد قبل استخدام أي أدوية أو علاجات عشبية لعلاج الصداع النصفي أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية. مع الأخذ في الاعتبار المشورة الطبية. 

 

نصيحة عرب ثيرابي

إن كان سبب الصداع الذي تعاني منه المرأة الحامل هو التوتر، فإن معرفة كيفية التعامل مع المواقف المجهدة نفسياً يساعد في التقليل من مستويات التوتر وبالتالي التخلص من الصداع.

إن كنت لا تستطيعين إدارة توترك بشكل جيد، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحون طلب المساعدة النفسية المتخصصة.