ما ستجده في هذا المقال:
في أحد الأيام، تلقت أم رسالة من ابنها المراهق تقول: “أشعر بأنني وحيد جدًا”. هذه الجملة البسيطة كانت بداية رحلة طويلة من القلق والبحث عن إجابات. قصص كهذه تتكرر يوميًا في حياة الكثير من الأسر، فكيف يمكن التعامل مع الأزمات النفسية عند المراهقين لضمان تجاوز هذه المرحلة الصعبة بسلام وعافية؟
أهم النصائح للتعامل مع الأزمات النفسية عند المراهقين
بغض النظر عن مدى الاتفاق بين الأهل والمراهقين، إلا أن إبداء من الحب والدعم علهم يعد أمر غاية في الأهمية، ويزيد من أهمية ذلك عندما يكون هناك أزمات نفسية بحاجة للتعامل معها بشكل سليم.
في هذه الأثناء لا بد من الانتباه إلى الأمور التالية:
تشجيع المراهق على مشاركة مشاعره
قد يجد المراهق صعوبة في التعبير عما يجول بخاطره، مما يحفز شعوره بالوحدة والكآبة. لذلك أنت بحاجة إلى تشجيعه على الحديث والتعبير عن مشاعره من خلال:
- حاول أن تجد وقتًا خاصًا للتحدث مع طفلك المراهق كل يوم. اسأله عن يومه، وشارك معه في نشاط بسيط مثل طهي العشاء، لفتح باب الحوار.
- أخبره أنك تهتم به وبمشاعره، وأن بابك مفتوح دائمًا للاستماع له. حتى لو كانت كلماتك بسيطة، فإنها قد تعني لهم الكثير وتجعلهم يشعرون بالراحة والأمان.
- حاول أن فهم مشاعره حتى لو كانت صعبة، وأخبرهم أنك تتفهم ما يمر به.
- لا تقتصر على ملاحظة الأخطاء التي يرتكبها المراهق. حاول أن تلاحظ أيضًا الجوانب الإيجابية في تصرفاته، مهما كانت بسيطة، وشجعه عليها.
بدلاً من قول “أخيراً نظفت غرفتك“، يمكنك أن تقول “شكرًا لك على تنظيف غرفتك، لقد أصبح المكان يبدو أجمل بكثير.”
أخذ الوقت الكافي لدعمه
وضع خطة يومية بشكل مشترك تشمل الدراسة، والأعمال المنزلية، ووقت الفراغ، هذا يساعد على تعزيز الاستقلالية وتنظيم الوقت. في الوقت ذاته يجب عدم إغفال أهمية ترك المساحة الشخصية الكافية ليقضيها كما يشاء.
العمل معًا لحل النزاعات
في حال نشوب بعض النزاعات أو مواجهة خلافات في الآراء، فمن المهم حلها مع التركيز على الاستماع إليه بهدوء. محاولة التحدث عن الأمر في أوقات بعيدة عن الغضب والانفعال، مع ضرورة الابتعاد عن القوة، والتحدث بشكل واضح وصريح، وتمتع بالمرونة (Resilience) الكافية في التعامل مع المواقف الصعبة.
كما أن مناقشة الأمر مع المراهق يعطيه المزيد من الثقة بالنفس ويرى أن أفكاره مسموعة ويقلل من الضغط النفسي في هذه الأثناء.
الاعتناء بالنفس
من الطبيعي أن التعامل مع الأزمات النفسية لدى المراهقين أمراً في غاية الصعوبة، لذلك البقاء على تواصل مع النفس والاعتناء بالذات بالشكل الصحي يبقيك أكثر انفتاحاً وقدرة على الاستمرار.
من الطبيعي أن التحدث مع الآخرين يساعدك في التقليل من انفعالك في مواجهة التحديات والمشاعر السلبية. بالإضافة إلى ذلك مارس النشاطات التي من شأنها أن تقلل من التوتر لديك.
حاول أن لا تنتظر حتى تحتاج المساعدة والدعم (Support) من الآخرين، بل راقب مشاعرك وأفكارك، وقم بإجراء اختبار القلق وكن على دراية بحالتك النفسية أولاً بأول.
كيف تؤثر الأزمات النفسية على المراهقين؟
قد تكون الأزمات النفسية التي يمر بها المراهقين عبارة عن مشاعر سلبية وعدم التأقلم مع التغيرات الهرمونية التي يمرون بها فقط في بعض الأحيان. لكن الأمر قد يكون أكثر صعوبة في أحيان أخرى، فمثلاً قد يعاني المراهقين من:
- اضطرابات عاطفية: اضطراب القلق (Anxiety) والاكتئاب (Depression) مشكلتان شائعتان بين المراهقين، خاصة في سن المراهقة المتأخرة. هاتان الاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في المزاج، وصعوبات في التعلم، وعزلة اجتماعية
- اضطرابات سلوكية: يواجه العديد من المراهقين صعوبات في السيطرة على سلوكهم، مما يؤثر على أدائهم الأكاديمي وعلاقاتهم الاجتماعية. هذه الصعوبات قد تكون ناجمة عن اضطرابات مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط واضطراب السلوك.
- اضطرابات الأكل: تبدأ معظم حالات اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية والشره، في فترة المراهقة. يعاني الأشخاص المصابون بهذه الاضطرابات من انشغال مفرط بالطعام ووزن الجسم، مما يؤدي إلى سلوكيات غذائية غير صحية قد تهدد حياتهم.
- ذهان: تبدأ أولى علامات الذهان بالظهور عادة في أواخر المراهقة أو أوائل العشرينات. قد يعاني الأشخاص المصابون بالذهان من هلوسات سمعية أو بصرية، أو أوهام حول الواقع. هذه الأعراض يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قدرتهم على التعلم، وتكوين العلاقات، والعمل.
- الانتحار وإيذاء النفس: يشكل الانتحار تهديدًا خطيرًا على حياة المراهقين، حيث يحتل المرتبة الرابعة كسبب للوفاة في هذه الفئة العمرية. العديد من العوامل تساهم في زيادة خطر الانتحار، بما في ذلك تعاطي الكحول، والإساءة، والوصمة الاجتماعية المرتبطة بطلب المساعدة.
علامات وأعراض يستدل بها على الأزمات النفسية لدى المراهقين
إذا لاحظت أن طفلك يتصرف بطريقة غير معتادة أو يعاني من صعوبات، فمن المهم أن تنتبه جيدًا، فقد تكون هذه علامات على وجود مشكلة ويحتاج إلى علاج نفسي (Therapy). ومن هذه التغيرات:
- تغيرات في الحالة المزاجية: إذا كان طفلك يبدو حزينًا أو غاضبًا أكثر من المعتاد، أو إذا كان منعزلًا عن الآخرين، فقد يكون يعاني من مشكلة نفسية.
- التغيرات في السلوك: انتبه جيدًا إلى تغييرات سلوك مراهقك اليومية. هل ينام أكثر أو أقل؟ هل يأكل بشكل مختلف؟ هل يفضل العزلة عن الأصدقاء؟ هذه التغييرات قد تكون مؤشرًا على شيء ما.
- السلوكيات الخطيرة: قد يكون تعاطي المخدرات أو الكحول أو حتى إيذاء النفس وسيلة للمراهقين للتغلب على مشاعر سلبية مثل الاكتئاب أو القلق، ولكنها ليست حلاً دائماً وقد تؤدي إلى تفاقم المشكلة.
ما هي الأمور المفيدة للمراهقين للحد من الأزمات النفسية؟
أطفالك ينظرون إليك كقدوة، لذلك فإن عاداتك الصحية لها تأثير كبير عليهم. حاول أن تجعل الصحة جزءًا من روتين عائلتك اليومي من خلال الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول غذاء صحي. ومن ضمن الأمور التي تعزز الحالة النفسية لدى المراهقين:
- بناء علاقة قوية وإيجابية بين الوالدين والمراهق، من خلال الاستجابة للاحتياجات العاطفية والجسدية في هذه المرحلة.
- تخصيص وقت أسبوعي للعائلة، بحيث يمارس به اللعب أو طهي وجبة طعام معًا.
- تقليل التوتر والصراع مع الاستمرار في تشجيع ممارسة الأنشطة العادية.
- المحافظة على الروتين اليومي قدر الإمكان.
- التقليل من استخدام الأجهزة الذكية وتحديد أوقات ذلك بشكل حازم.
- الخروج في نزهات وقضاء بعض الوقت في الطبيعة.
- ممارسة الفن (الموسيقى، الرسم، الكتابة في مجلة).
- تعلم مع طفلك المراهق هواية جديدة ومارسها معه.
التفكير سوياً بالأشياء التي تستدعي الشعور بالامتنان، واجعلها عادة يومية صباحية، هذا من شأنه أن يقلل من تركيز المراهق على الأمور السلبية من حوله.
كلمة من عرب ثيرابي
في عالم مليء بالتحديات النفسية، يقدم لك عرب ثيرابي الحل الأمثل. مع معالجين مؤهلين وخدمات علاجية عالية الجودة، نحن هنا لدعمك في كل خطوة. استعد لاستعادة التوازن والرفاهية النفسية بسهولة ويسر من منزلك. انضم إلينا اليوم وابدأ رحلتك نحو الصحة النفسية الأفضل. صحتك النفسية تهمنا، ونسعى لمساعدتك في كل الأوقات!