Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
ما تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية؟

ما تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية؟

تعتبر التكنولوجيا سلاح ذو حدين، فهي توفر لنا العديد من المزايا، ولكن في الوقت نفسه تحمل تأثير على الصحة النفسية لا يمكن التغافل عنه. تعرف معنا على بعض هذه التأثيرات وطرق التخفيف منها.

 

ما هو تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية؟

على الرغم من أن الآراء حول مدى قوة هذه العلاقة تختلف بين الدراسات، مما يستدعي إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج، إلا أن الأبحاث المنشورة تشير إلى وجود صلة محتملة بين طول فترة التعرض للشاشات الإلكترونية بما فيها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وظهور أعراض القلق والاكتئاب. مما يعني وجود تأثير سلبي للتكنولوجيا على الصحة النفسية.

وقد يظهر هذا التأثير بسبب:

  • يمكن أن يؤدي سوء الفهم في الرسائل النصية أو التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الشعور بالقلق والوحدة.
  • القلق والتفكير المفرط بشأن ما إذا كانت المنشورات ستلاقي من تعجبه أم لا.
  • يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تتحول إلى ساحة للتنمر وعدم الاحترام، مما يؤدي إلى مشاعر سلبية مثل انخفاض الثقة بالنفس والإصابة بالاكتئاب.
  • إن الإشعارات المتواصلة والضغط المستمر للبقاء متصلين يمكن أن يؤديا إلى الإرهاق المزمن وصعوبة التركيز والشعور بالإرهاق والاستنزاف.
  • قد يؤدي التواجد المستمر على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تولد مشاكل حول صورة الشخص لجسمه.
  • إن قضاء المزيد من الوقت على الأجهزة الإلكترونية غالباً ما يكون على حساب الوقت الذي يقضيه الشخص في الاتصالات الشخصية (Communication). الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالعزلة والتأثير على الصحة النفسية.
  • عندما ننشر عبر الإنترنت، فإن ذلك يعزز الحاجة الداخلية إلى تلقي الردود الفورية. ونتيجة لذلك يصبح الشخص أقل صبرًا، وأكثر إحباطًا وقلقًا.

إن كانت مشاعر القلق لديك في ازدياد مستمر بسبب استخدامك المستمر للهاتف الذكي، فقد يكون من الأفضل إجراء اختبار القلق قبل اللجوء إلى المساعدة المتخصصة.

 

هل تؤثر التكنولوجيا على النوم؟

التكنولوجيا (Technology) وخاصة الهواتف الذكية، هي عامل رئيسي في اضطرابات النوم لدى العديد من الأشخاص. فوجود الهاتف في متناول اليد يجعل الدماغ في حالة استعداد تام، مما يمنع النوم المريح ويؤدي إلى صعوبة في النوم العميق. حيث تشعر باليقظة والتوتر والحذر في وقت من المفروض النوم فيه.

كما أن الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف والأجهزة الإلكترونية، يتداخل مع الإيقاع اليومي الطبيعي للجسم. هذا الضوء يرسل إشارات إلى الدماغ مفادها أنه لا يزال النهار، مما يمنع إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم والاستيقاظ، وبالتالي يؤدي إلى صعوبة في النوم والشعور بالتعب خلال النهار وتقلب المزاج.

إذا كنت تعاني من مشاكل في النوم تؤثر على مزاجك وتركيزك، فاستشر معالجون اضطرابات النوم. واحصل على الدعم والمساعدة لتحديد أسباب المشكلة ووضع خطة للعلاج.

 

ما المخاطر النفسية لاستخدام التكنولوجيا المفرط؟

حذرت الكثير من الدراسات من خطورة إدمان الإنترنت، حيث أوضحت أن هذا النوع من الإدمان يشترك مع الإدمان على المواد الأخرى في العديد من السمات، مثل:

  • الرغبة الشديدة في استخدام الإنترنت.
  • الصعوبة في التحكم في استخدامه.
  • ظهور الأعراض الانسحابية عند الحرمان منه. 

وتم التأكيد على أن إدمان الإنترنت يمكن أن يكون له تأثيراً (Impact) سلبياً على جميع جوانب حياة الشخص، بما في ذلك العلاقات الاجتماعية والأداء الأكاديمي والمهني، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض النفسية.

العلاج النفسي، الصحة النفسية، جلسات نفسية

 

 

ما هي الحلول للتقليل من التأثير السلبي للتكنولوجيا على الصحة النفسية؟

للتقليل من مدى تأثير التكنولوجيا السلبي على الصحة النفسية (Mental Health) فلا بد من إجراء مجموعة من الإجراءات منها:

  • إذا كانت هناك أي تطبيقات أو حسابات تجعلك تشعر بالسوء، فلا تتردد في التخلص منها.
  • قلل من عدد رسائل البريد الإلكتروني التي تتلقاها عن طريق إلغاء الاشتراك في النشرات الإخبارية غير الضرورية. كلما قل عدد الرسائل.
  • قم بإيقاف تشغيل الإشعارات والأصوات حتى لا تشتت انتباهك.
  • التحدث عما تواجهه من مشكلات نفسية وجهاً لوجه مع معالجين متخصصين أو أشخاص تثق بهم.
  • ابتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي ولو لساعات قليلة، واستمتع بوقتك بعيدًا عن الشاشات.
  • هناك تطبيقات مجانية مصممة لتحسين نوعية نومك عن طريق تعديل إضاءة شاشتك لتقليل تأثير الضوء الأزرق، مما يساعدك على النوم بشكل أفضل والاستيقاظ بنشاط.
  • قبل النوم بساعة، افصل جميع الأجهزة الإلكترونية. هذا يساعد جسمك على الاسترخاء والاستعداد للنوم.

تؤكد الدراسات أن استعادة التركيز بعد الانقطاع يستغرق وقتًا طويلًا، حيث يحتاج الشخص في المتوسط إلى حوالي (23 – 25) دقيقة للعودة إلى ما كان يفعله.

 

ما هي الفئات الأكثر تأثرًا سلبيًا بالتكنولوجيا؟

تُعرف المراهقة بكونها فترة حرجة من حيث الصحة النفسية، حيث يرتفع فيها معدل الإصابة بالاكتئاب والقلق. وقد أظهرت الدراسات وجود صلة محتملة بين زيادة استخدام التكنولوجيا وتدهور الصحة النفسية لدى المراهقين، خاصة في الأوقات العصيبة مثل فترة الإغلاقات خلال جائحة كورونا، والتي زادت من الاعتماد على الأجهزة الذكية.

 

كيف يمكن تعزيز الصحة النفسية عبر التكنولوجيا؟

لا شك أن للتكنولوجيا جوانب سلبية، ولكنها في الوقت نفسه يمكن أن تكون أداة قوية لدعم الصحة النفسية، حيث توفر شعوراً بالانتماء والمجتمع. فمثلاً يمكن الاستفادة من:

روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي

توفير أداة مهمة لمساعدة الأشخاص على التعامل مع المشاكل النفسية. فهي تستخدم الذكاء الاصطناعي للتحدث مع المستخدمين وتقديم الدعم العاطفي. وغالباً ما تكون مفيدة للأشخاص الذين يشعرون بالحرج من طلب المساعدة من شخص حقيقي. 

كما يمكن لبرامج مثل Woebot اكتشاف الأفكار الانتحارية وتنبيه المعالجين في حالة الطوارئ. ومع ذلك، يجب تذكر أن هذه البرامج هي مجرد أداة مساعدة، ولا يجب الاعتماد عليها كبديل عن العلاج النفسي التقليدي (Therapy).

الأجهزة المحمولة التي توفر المساعدة الذاتية

هناك الكثير من التطبيقات المستخدمة على الهواتف الذكية والتي تهدف إلى تزويد المستخدمين بالموارد والدعم والأدوات اللازمة لإدارة صحتهم النفسية. حيث تتسم هذه التطبيقات بسهولة ومرونة الاستخدام.

تُستخدم غالبيتها لعلاج الاكتئاب والقلق والأفكار والسلوكيات المؤذية للذات واضطرابات تعاطي المخدرات واضطراب ما بعد الصدمة ومشاكل النوم. 

فمن بين التطبيقات التي تم تطويرها لتعزيز الصحة النفسية منصات اجتماعية والمعروفة باسم تدخلات تكنولوجيا الاتصال بين الأشخاص. تهدف إلى تعزيز المشاركة الاجتماعية وتحسين الوظيفة الإدراكية والنشاط البدني والأكل الصحي وعادات النوم الصحية.

العلاج عبر الإنترنت

على الرغم من الزيادة الكبيرة في شعبية العلاج عبر الإنترنت خلال السنوات الأخيرة، إلا أن جذوره تعود إلى عقود مضت. كان المعالجون يستخدمون الهاتف والرسائل النصية للتواصل مع مرضاهم منذ أوائل القرن العشرين. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن هذا النوع من العلاج فعال وآمن.

 

كلمة من عرب ثيرابي

في عالم يتزايد فيه الاعتماد على التكنولوجيا، يُعد الحفاظ على صحتك النفسية أمرًا أساسيًا. مع عرب ثيرابي، يمكنك الحصول على دعم نفسي عالي الجودة وبطريقة مريحة وسهلة عبر الإنترنت. تواصل مع معالجين نفسيين مؤهلين واستفد من خدماتنا المتخصصة. لا تنتظر، ابدأ رحلتك نحو صحة نفسية أفضل اليوم!