ما ستجده في هذا المقال:
هل سبق لك أن شعرت بغضب مفاجئ لا مبرر له؟ أو ربما انتقلت من السعادة إلى الحزن في لحظة؟ قد يكون هناك تفسير علمي وراء هذه التقلبات المزاجية المفاجئة. هل تعلم أن زيادة نشاط الغدة الصغيرة في عنقك، الغدة الدرقية، قد يلعب دورًا أكبر مما تتخيل في تنظيم مشاعرك؟
كيف يرتبط النشاط الزائد للغدة الدرقية بالانفعال السريع؟
لا تزال الآليات الدقيقة التي تربط بين فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) والتغيرات المزاجية غير واضحة تمامًا. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى:
- وجود علاقة وثيقة بين وظائف الغدة الدرقية ووظائف الدماغ، خاصة فيما يتعلق بنظام الناقل العصبي السيروتونين.
- السيروتونين هو مادة كيميائية أساسية ينتجها الجسم وتلعب دورًا حاسمًا في تنظيم المزاج والسلوك. هناك أدلة علمية قوية تربط بين نقص السيروتونين وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
- يعتبر السيروتونين هدفًا رئيسيًا للعديد من العلاجات الدوائية لهذه الاضطرابات.
- كلما زادت شدة فرط نشاط الغدة الدرقية، زادت احتمالية المعاناة من تقلبات مزاجية حادة وغير مستقرة.
- تتضمن التغيرات العاطفية التي قد يواجهها الشخص في هذه الحالة امتلاك مشاعر مضطربة، أو الشعور بتوتر غير مبرر، أو إظهار انفعال غير عادي، أو زيادة القلق.
نظرًا لدور للسيروتونين في تنظيم المزاج، فإن وجود علاقة بين وظيفة الغدة الدرقية وتنظيم السيروتونين قد يقدم تفسيرًا منطقيًا للتغيرات المزاجية المصاحبة لنشاط الغدة الدرقية.
كيف تؤثر الغدة الدرقية على الحالة المزاجية؟
على الرغم من أن ملاحظة أعراض الاكتئاب أو القلق (Anxiety) قد يكون أكثر وضوحاً في قصور الغدة الدرقية (Thyroid)، لكن لا تزال الاحتمالية واردة لحدوثها أيضاً مع فرط الغدة.
أظهرت إحدى الدراسات أن نسبة كبيرة من مرضى فرط نشاط الغدة الدرقية يعانون من اضطرابات نفسية، حيث بلغت نسبة المصابين بالقلق حوالي 60%، ونسبة المصابين بالاكتئاب ما بين 31% إلى 69%.
كما تشمل الأعراض النفسية المرتبطة بفرط نشاط الغدة الدرقية ما يلي:
- خلل التوافق (الانزعاج الشديد وعدم الرضا).
- التهيج أو الانفعال الشديد وتطرف الاستجابة العاطفية (Emotional Response).
- تقلبات المزاج.
- صعوبة النوم.
- عدم التركيز.
- نوبات الهوس على الرغم من ندرتها.
إن كنت تشعر بمشاعر سلبية طوال الوقت، فقم بإجراء اختبار الاكتئاب المجاني، وتحقق من حالتك النفسية.
ما هي أعراض اضطراب الغدة الدرقية؟
لا يقتصر تأثير فرط نشاط الغدة الدرقية على الحالة المزاجية والعقلية فقط، بل يشمل أيضًا مجموعة واسعة من الأعراض الجسدية والنفسية. قد لا يظهر جميع هذه الأعراض لدى كل شخص، ولكن من المهم الانتباه إلى أي تغييرات غير طبيعية في الجسم. ومنها:
- زيادة الشهية.
- فقدان الوزن غير المتوقع.
- زيادة معدل ضربات القلب، أو اضطراب نبضاته.
- ارتجاف اليدين.
- ضعف العضلات.
- التعرق المفرط أو غير العادي.
- عدم القدرة على تحمل الحرارة (الحساسية للحرارة).
- اضطراب الجهاز الهضمي أو الإصابة بالإسهال.
- تضخم حجم الغدة الدرقية، وقد تكون ملاحظة في بعض الحالات الشديدة.
تؤكد الدراسات وجود علاقة بين وظيفة الغدة الدرقية والتدهور العقلي، خاصة لدى كبار السن. حيث أن فرط نشاط الغدة الدرقية قد يؤدي أيضًا إلى انخفاض في الانتباه والذاكرة واليقظة.
ما هي طرق علاج نشاط الغدة الزائد؟
تشمل الخيارات العلاجية الخاصة بفرط نشاط الغدة الدرقية ما يلي:
- الأدوية: تعمل أدوية مضاد الغدة الدرقية على تقليل إنتاج الغدة الدرقية للهرمونات (Hormones)، بينما تساعد حاصرات بيتا في تخفيف الأعراض المصاحبة لفرط نشاط الغدة الدرقية مثل الرعشة وسرعة ضربات القلب والعصبية.
- اليود المشع: يهدف العلاج باليود المشع إلى تخريب خلايا الغدة الدرقية التي تفرز هرمونات زائدة، مما يؤدي إلى تحويل حالة فرط الغدة الدرقية إلى حالة قصور فيها.
- الجراحة: في حالات تضخم الغدة الدرقية الشديد أو أثناء الحمل، قد يتم اللجوء إلى استئصال جزء كبير أو كامل من الغدة الدرقية كحل علاجي. حيث إن هذه الحالات قد تستدعي تدخلاً جراحيًا أكثر من العلاج الدوائي.
عند اتباع خطة العلاج المناسبة، يمكن التغلب على الأعراض العاطفية والجسدية لفرط نشاط الغدة الدرقية، بما في ذلك تقلبات المزاج، وستلاحظ تحسنًا كبيرًا في حالتك العامة.
ما هي مضاعفات الغدة الدرقية غير المعالجة؟
يجب التعامل مع فرط نشاط الغدة الدرقية بشكل جدي، حيث أن عدم علاجه قد يتسبب في مشاكل صحية خطيرة مثل:
- تُعد ضربات القلب غير المنتظمة أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى العديد من المشاكل القلبية، مثل تكوين الجلطات الدموية التي قد تسبب السكتة الدماغية، وضعف قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة.
- اعتلال العين جريفز، وهي حالة تسبب جحوظ العينين، وازدواج الرؤية، وحساسية للضوء، وألم، وقد تؤدي إلى فقدان البصر في الحالات الشديدة.
- ترقق العظام أو هشاشته.
- مشاكل الخصوبة عند الأشخاص القادرين على الحمل.
- مضاعفات الحمل التي قد تؤثر على صحة الأم والجنين، مثل الولادة المبكرة، وانخفاض وزن الجنين عند الولادة، وارتفاع ضغط الدم، والإجهاض.
ما هي أفضل الاستراتيجيات للتعامل مع الانفعال الشديد؟
تلعب الاستراتيجيات التالية دورًا هامًا في إدارة تقلبات المزاج المصاحبة لفرط نشاط الغدة الدرقية، بالإضافة إلى العلاج الدوائي:
- ممارسة الرياضة: النشاط البدني المنتظم، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة، له دور فعال في تخفيف التوتر وإطلاق هرمونات السعادة التي تساهم في تحسين الحالة المزاجية بشكل ملحوظ.
- تقنيات الاسترخاء: ممارسة تقنيات الاسترخاء، كالتنفس العميق والتأمل، يمكن أن تساهم بشكل فعال في تخفيف التوتر وتحسين الحالة المزاجية، مما يساعدك على الشعور بمزيد من الهدوء والسكينة حتى في الأوقات العصيبة.
- تناول الطعام الصحي: اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع، غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، يساعد على تنظيم المزاج وتقليل الشعور بالتوتر، وذلك بفضل العناصر الغذائية الأساسية التي يحتوي عليها.
- العلاج النفسي: يمكن أن يساعد العلاج، مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، في إدارة التقلبات المزاجية المرتبطة بفرط نشاط الغدة الدرقية. يمكن أن يساعدك العلاج السلوكي المعرفي في تحديد أنماط التفكير السلبية التي قد تساهم في تقلبات مزاجك وتغييرها، ويمكن أن يساعدك في تطوير استراتيجيات التأقلم لإدارة التوتر والقلق.
كلمة من عرب ثيرابي
في ختام حديثنا عن العلاقة بين نشاط الغدة الدرقية والانفعال السريع، ندعوكم لاكتشاف خدماتنا في عرب ثيرابي. نحن هنا لنقدم لكم دعمًا نفسيًا متميزًا يعزز صحتكم النفسية. مع معالجين نفسيين مؤهلين، يمكنكم الحصول على علاج مريح وفعال عبر الإنترنت. لا تترددوا في التواصل معنا اليوم لتحقيق التوازن النفسي الذي تستحقونه!