ما ستجده في هذا المقال:
أظهرت الدراسات أن نسبة نجاح عملية العلاج النفسي تزداد بشكل ملحوظ عندما يحظى المريض بالدعم العائلي اللازم، من هنا تظهر أهمية هذا العنصر في عملية العلاج. فالعائلة ليست مجرد مجموعة من الأشخاص، بل هي شبكة أمان تحمي وتدعم أفرادها في أصعب الظروف.
كيف يؤثر الدعم العائلي في عملية العلاج النفسي؟
يوفر الدعم العائلي لمن يعاني من بمشكلات نفسية دفعة قوية نحو التعافي خلال عملية العلاج النفسي، حيث يساعدهم على:
- بناء الثقة بأنفسهم.
- تحسين احترامهم لذواتهم.
- تطوير مهارات جديدة للتكيف مع الحياة.
- تقليل الشعور بالعزلة والوحدة، مما يعزز من شعورهم بالانتماء أو القبول.
- توفير شعوراً بالاستقرار والأمان والتشجيع.
- تحقيق أهداف التعافي ومن ثم تحسين جودة حياتهم بشكل عام.
ولأن رحلة التعافي تنطوي على انتكاسات نفسية، فإن الحصول على الدعم العائلي في هذه الأثناء يساعد الشخص في استجماع قوته والعودة من جديد للعلاج. حيث أن التذكير بالمهارات الجديدة والتشجيع على العادات الصحية لا يحدث دون وجود علاقات داعمة. وبهذا يتكامل الدعم (Support) من جانبيه النفسي والعملي على حد سواء.
قد يهمك اختبار الاكتئاب
ما هي أنواع الدعم العائلي اللازمة في العلاج النفسي؟
يمكن تقسيم الدعم العائلي للأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- يشمل الدعم النفسي والعاطفي الاستماع والتفهم وتوفير الراحة والتعاطف والاحتواء، والتحقق من صحة مشاعر الشخص أو عواطفه.
- يتضمن الدعم العملي المساعدة في الحياة اليومية وتقديم الرعاية المادية مثل الطبخ أو التنظيف أو التنقل. ويعمل هذا النوع على تخفيف التوتر أو تقليل عبء المهام اليومية، مما يسمح بالتركيز على التعافي.
- الدعم المعلوماتي يوفر المعرفة حول الحالة والعلاج (Therapy).
ما هي فوائد الدعم العائلي؟
تظهر فوائد الدعم العائلي في تحسين عملية العلاج النفسي والتعافي من خلال:
- الانخراط في العلاج والالتزام بمواعيد تناول الأدوية، مما يؤدي إلى نتائج علاجية أفضل بأسرع وقت ممكن.
- التقليل من خطر الانتكاس والاستشفاء ومن ثم يحسن نوعية الحياة بشكل عام.
- تقليل الوصمة والعزلة المرتبطة بقضايا الصحة النفسية، مما يخلق شعورًا بالمجتمع والقبول والانتماء ويقلل الرغبة بالعزلة أو الانطواء.
- استعادة الشعور بالسيطرة على الحياة اليومية وزيادة احترام الذات والثقة، من خلال الحصول على الدعم العاطفي والعملي. حيث أن الحصول على المساعدة اللازمة دون طلبها يقلل من الضغوط النفسية.
- التأثير بشكل إيجابي على وحدة الأسرة بأكملها، من خلال تقوية العلاقات الأسرية والارتباطات فيما بينها.
يزيد الدعم النفسي من قدرة المريض على طلب العلاج، واستمرار الالتحاق بالبرنامج العلاجي، والتقدم نحو التعافي.
دور الدعم العائلي في تحفيز الاستمرار في العلاج النفسي
يمكن للدعم العائلي أن تساهم الأسرة في تشجيع الاستمرار على العلاج، فعندما تكون الأسرة على دراية بخطة العلاج وتشارك بنشاط في دعم المريض، فإنها تساعده على التركيز على أهدافه والعمل بجد لتحقيقها. وذلك من خلال:
- تقديم التشجيع المستمر والملاحظات البناءة، يمكن للأسرة أن تكون بمثابة مصدر إلهام للمريض وتساعده على تجاوز التحديات التي قد يواجهها.
- مراقبة تقدم المريض يمكن أن يكون بمثابة عامل مساءلة يذكره بأهمية الالتزام بخطة العلاج أو يمنعه من الانزلاق إلى سلوكيات سلبية.
- توفير شبكة أمان قوية للمريض تدعمه وتشجعه على الاستمرار. فمن خلال التواصل المنتظم وتبادل الدعم العاطفي، يمكن للأسرة مساعدة المريض على البقاء منظمًا والالتزام بخطة العلاج. هذا الدعم المستمر يعزز شعور المريض بالمسؤولية تجاه تعافيه، مما يساعده على تحقيق أهدافه الصغيرة التي تقربه من الشفاء التام.
- إيجاد بيئة آمنة ومحفزة للتعبير عن المشاعر والأفكار دون خوف من الحكم. حيث توفر الأسرة للشخص المتعافي شبكة أمان قوية تدعمه في جميع جوانب حياته بسبب فهمهم للصراعات التي يواجهها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأسرة أن توفر الدعم المالي اللازم لتغطية تكاليف العلاج والخدمات الأخرى التي يحتاجها، مما يقلل من العبء المادي ويسمح له بالتركيز على تحقيق أهداف التعافي.
ما التحديات التي تواجه الأسر تجاه تقديم الدعم؟
بينما تلعب الأسرة (Family) دورًا حيويًا في دعم أفرادها المصابين بمشاكل صحية نفسية، إلا أنها العملية ليست خالية من التحديات. قد يعاني أفراد الأسرة من ضغوط عاطفية كبيرة، ومشاعر سلبية مثل الذنب أو الخوف، وذلك نتيجة:
- مواجهة صعوبات في التنقل في نظام الرعاية الصحية.
- الحاجة إلى موازنة احتياجات هذا الشخص مع احتياجات باقي أفراد الأسرة.
لذلك، من الضروري أن يدرك أفراد الأسرة هذه التحديات وأن يطلبوا الدعم اللازم للحفاظ على صحتهم النفسية وقدرتهم على تقديم أفضل رعاية لأحبائهم.
كيف يمكن للأسرة أن تكون داعمة للخطة العلاجية؟
يمكن أن تلعب الأسرة دوراً فعّالاً في الخطة العلاجية، خاصة إن تم اللجوء إلى أنواع معينة من العلاج النفسي، مثل:
- العلاج الأسري: تعد جلسات العلاج الأسري إحدى أهم الطرق التي يمكن من خلالها للأسر المشاركة بشكل فعال في برامج رعاية الصحة النفسية. فهي توفر مساحة آمنة أو محايدة تسمح بمشاركة كل أفراد بالتعبير عن مشاعره وتوجهاته بحرية.
- العلاج الزوجي: تعد الاستشارة الزوجية أداة قوية لدعم التعافي من مشاكل الصحة النفسية، حيث تركز بشكل خاص على التحديات التي تواجه الأزواج. توفر هذه الجلسات بيئة آمنة أو محايدة تسمح للزوجين بمناقشة مخاوفهما وبناء علاقة أقوى. وبالتالي تقليل الضائقة العاطفية التي قد يشعر بها الزوجان نتيجة للمشكلات التي يواجهانها.
من خلال التركيز على وحدة الأسرة، يوفر العلاج الأسري بيئة داعمة تساعد جميع أفراد الأسرة على النمو والتطور وإعادة التواصل (Communication) بشكل فعّال.
كيفية تأثير الصحة النفسية على الأسرة
تعاني الأسر التي يعاني أحد أفرادها من مرض نفسي من اضطرابات عميقة في ديناميكياتها وهياكلها، كالتوتر أو القلق، والإحباط، والعبء العاطفي المتزايد. غالبًا ما تجد هذه الأسر صعوبة في التكيف مع المتطلبات الجديدة، مثل مواعيد العلاج وإدارة الأدوية، خاصة في ظل نقص الوعي والمعرفة حول الصحة النفسية.
كما تُسبب الأمراض النفسية تغييرات سلوكية مفاجئة وغير متوقعة، كالانعزال الاجتماعي لدى المصابين بالاكتئاب أو العنف المفاجئ لدى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب. هذه التغيرات تزيد من حدة الصعوبات التي تواجهها الأسرة، وتجعلها عاجزة عن التعامل معها.
كلمة من عرب ثيرابي
إذا كنت تبحث عن دعم نفسي يتناسب مع احتياجاتك، فإن عرب ثيرابي هو الخيار الأمثل. مع معالجين نفسيين مؤهلين، نقدم لك تجربة علاجية مريحة وسهلة عبر الإنترنت. تذكر أن الدعم العائلي يلعب دورًا حيويًا في رحلتك نحو الشفاء. انضم إلينا اليوم وابدأ خطواتك نحو صحة نفسية أفضل، فنحن هنا لدعمك في كل مرحلة.