Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
السعي المفرط للإنجاز

كيف يؤدي السعي المفرط للإنجاز إلى تدمير صحتنا النفسية؟

هل تساءلت يومًا لماذا نشعر بالضيق والإرهاق رغم تحقيقنا للكثير من إنجازاتنا؟ هل هناك علاقة خفية بين السعي الدائم للكمال والضائقة النفسية؟ في هذا المقال، سنستكشف كيف أن السعي المفرط للإنجاز يمكن أن يكون سيفًا ذا حدين، يدمر صحتنا النفسية بدلًا من أن يعززها.

 

ما هو السعي المفرط للإنجاز؟

السعي المفرط للإنجاز هو حالة من التوجه المستمر نحو تحقيق الأهداف والطموحات، بحيث يصبح الشخص مهووسًا بالنجاح والتفوق. قد يتضمن ذلك:

  • العمل لساعات طويلة.
  • تجاهل الاحتياجات الشخصية.
  • المنافسة الشديدة مع الآخرين. 

هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى ضغط نفسي كبير، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية، كما يصبح الشخص بحاجة إلى إعادة توازن لحياته من جديد.

 

كيف يؤثر السعي المفرط للإنجاز على صحتنا النفسية سلبًا؟

السعي المفرط للإنجاز، رغم أنه قد يبدو دافعًا إيجابيًا، إلا أنه قد يؤدي إلى آثار سلبية كبيرة على صحتنا النفسية. حيث أنه يعمل على:

زيادة مستويات التوتر

السعي المستمر لتحقيق أهداف طموحة يمكن أن يؤدي إلى ضغط نفسي دائم. هذا الضغط المستمر يعزز مستويات التوتر أو القلق (Anxiety)، حيث يجد الشخص نفسه تحت ضغط لتحقيق النجاح في كل جوانب حياته.

العمل دون أخذ فترات راحة كافية يمكن أن يؤدي إلى حالة من الإرهاق الشديد. هذا الإرهاق يؤدي إلى الشعور بعدم بالراحة أو الاستمتاع بالحياة.

قلق الأداء

التركيز المفرط على الإنجازات يمكن أن يتسبب في قلق مستمر بشأن الأداء (Performance). هذا القلق يجعل الأشخاص يشعرون بعدم الأمان، وقد يتملكهم الخوف من الفشل، مما يؤثر على قدرتهم على اتخاذ القرارات بثقة. (جرب اختبار القلق للتحقق من حالتك النفسية).

الاكتئاب

الضغط المستمر لتحقيق النجاح يمكن أن يولد مشاعر الإحباط، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب، خصوصًا عندما لا تتحقق الأهداف. هذا الاكتئاب يمكن أن يؤثر على جميع جوانب حياة الفرد.

عندما يفشل الشخص في تحقيق أهدافه، قد تتولد لديه مشاعر قوية من الذنب أو الشعور بالفشل.

التنافس غير الصحي

الرغبة في التفوق على الآخرين يمكن أن تؤدي إلى خلق علاقات متوترة وتنافس غير صحي. هذا التنافس يمكن أن يؤثر سلبًا على الدعم الاجتماعي والعلاقات الشخصية، مما يزيد من الشعور بالعزلة.

عدم الرضا

حتى في حال تحقيق الأهداف، قد يشعر الأفراد بعدم الرضا ويدفعهم ذلك إلى البحث عن إنجازات أكبر وأعلى. هذا السعي المستمر يؤسس حلقة مفرغة من الطموح غير المنتهي.

الانسحاب الاجتماعي

الانغماس في تحقيق الأهداف قد يؤدي إلى تقليل التفاعل مع الأصدقاء والعائلة. هذا الانسحاب الاجتماعي يمكن أن يزيد من الشعور بالوحدة والعزلة، مما يؤثر على الصحة النفسية بشكل عام.

 

ما هي استراتيجيات تحقيق التوازن الصحي بين السعي المفرط للإنجاز والصحة النفسية؟

تحقيق التوازن بين الرغبة بالإنجاز والصحة النفسية هو هدف يسعى إليه الكثيرون في عالمنا سريع الخطى. يمكنك ذلك من خلال اتباع الاستراتيجيات الفعالة التالية:

  • تحديد الأهداف الواقعية: ضع أهدافًا قابلة للتحقيق ومتناسبة مع قدراتك ومواردك. تجنب الضغط على نفسك لتحقيق إنجازات غير واقعية.
  • وضع حدود زمنية: خصص وقتًا محددًا للعمل، وابتعد عن العمل لساعات طويلة دون فترات راحة. احرص على تخصيص وقت للراحة أو الاسترخاء.
  • ممارسة الرعاية الذاتية: اعتن بنفسك من خلال ممارسة الأنشطة التي تستمتع بها، مثل الرياضة، القراءة، أو الاسترخاء. هذه الأنشطة تساعد على تحسين المزاج أو تقليل التوتر (Stress).
  • تعزيز الدعم الاجتماعي: ابحث عن الدعم من الأصدقاء أو العائلة. التحدث مع الآخرين عن مشاعرك يمكن أن يوفر لك الراحة والطمأنينة.
  • تطوير مهارات إدارة الوقت: استخدم تقنيات مثل قوائم المهام أو تطبيقات إدارة الوقت لتنظيم أولوياتك. يساعد ذلك في تقليل الشعور بالارتباك.
  • ممارسة التأمل أو اليوغا: تعتبر تقنيات التأمل واليوغا فعالة في تقليل التوتر وتعزيز الوعي الذاتي. يمكن أن تساعدك هذه الممارسات على الاسترخاء ومن ثم تحسين تركيزك.
  • التوازن بين العمل والحياة: حاول إيجاد توازن (Balance) بين التزامات العمل والأنشطة الشخصية. اجعل وقتًا للأنشطة الاجتماعية أو العائلية.
  • التقييم الدوري للأهداف: قم بتقييم أهدافك بشكل دوري ومن ثم تعديلها حسب الحاجة. هذا يساعد على تجنب الإحباط الناتج عن عدم تحقيق الأهداف.
  • تقبل الفشل كجزء من الرحلة: فهم أن الفشل هو جزء طبيعي من عملية الإنجاز. تعلم من الأخطاء واعتبرها فرصًا للنمو.

إذا كنت تشعر بالضغط أو الاكتئاب، لا تتردد في طلب المساعدة من معالج نفسي أو مستشار محترف.

 

ما تأثيرات السعي المفرط للإنجاز الإيجابية على الصحة النفسية؟

على الرغم من التأثيرات السلبية السابقة وراء السعي المفرط للإنجاز، إلا أن الأمر يحمل بين ثناياه بعض الإيجابية. فمثلًا يؤدي إلى:

  • الشعور بالإنجاز: تحديد الأهداف وتحقيقها هو بمثابة دفعة قوية لثقتنا بأنفسنا. كل هدف نحققه يعزز إيماننا بقدراتنا، ويجعلنا نؤمن بأننا قادرون على تحقيق المزيد.
  • تحفيز: تحديد أهداف طموحة ومن ثم تحقيقها هو وسيلة قوية للنمو الشخصي. عندما نسعى جاهدين لتحقيق أهدافنا، فإننا نكتسب مهارات جديدة ونوسع آفاقنا، مما يمنحنا شعوراً بالرضا والإنجاز ويحفزنا للاستمرار.

دعم مهني، جلسات نفسية، دعم نفسي

 

ما علامات الإفراط في السعي وراء الإنجاز؟

قد تكون مفرط في عملك دون أن تدرك ذلك. إن كنت تلاحظ مجموعة من العلامات التالية فقد يشير ذلك إلى أنك تسعى وراء الإنجاز بشكل مفرط:

علامات نفسية

  • الشعور بالذنب والإحباط المستمر: حتى عند تحقيق الإنجازات، تشعر بأنك لم تفعل ما يكفي.
  • الخوف من الفشل: يصبح الخوف من الفشل هاجسًا يمنعك من الاستمتاع بالعملية.
  • صعوبة الاسترخاء: تجد صعوبة في الاسترخاء أو الاستمتاع بالأوقات الفراغ.
  • مشاكل في النوم: الأرق أو صعوبة النوم بسبب التفكير المستمر في العمل أو الأهداف.
  • تقلب المزاج: الانتقال السريع بين الحماس والإحباط.
  • العزلة الاجتماعية: تهمل علاقاتك الاجتماعية بسبب التركيز الزائد على العمل أو الدراسة.
  • الشعور بالوحدة والعزلة: حتى عندما تكون محاطًا بالناس، تشعر بأنك وحيد وغير مفهوم.

أعراض جسدية

  • الإرهاق المستمر: الشعور بالتعب والإرهاق (Burnout) حتى بعد الحصول على قسط كاف من النوم.
  • ألم الرأس أو الصداع: التوتر المستمر يؤدي إلى آلام جسدية مثل الصداع.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي: قد تظهر مشاكل مثل عسر الهضم أو متلازمة القولون العصبي.
  • ضعف الجهاز المناعي: يزيد الإجهاد من خطر الإصابة بالأمراض.

علامات سلوكية

  • إهمال الحياة الشخصية: تهمل العلاقات الاجتماعية والأنشطة الترفيهية من أجل التركيز على العمل أو الدراسة.
  • الكمالية المفرطة: تسعى إلى الكمال في كل شيء، مما يجعل من الصعب تحقيق الرضا.
  • المقارنة المستمرة بالآخرين: تقارن نفسك باستمرار بالآخرين، مما يؤدي إلى الشعور بالنقص.
  • صعوبة في قول “لا”: تجد صعوبة في رفض الطلبات الجديدة، مما يؤدي إلى زيادة عبء العمل.

 

كلمة من عرب ثيرابي

في عالم مليء بالتحديات والضغوط، لا تتردد في منح نفسك الفرصة للراحة وإعادة التوازن. مع عرب ثيرابي، يمكنك الوصول إلى معالجين نفسيين مؤهلين عبر الإنترنت، يقدمون لك الدعم الذي تحتاجه. ابدأ رحلتك نحو الصحة النفسية اليوم، واستعد لاستعادة السيطرة على حياتك. صحتك النفسية تستحق الأفضل، لذا انضم إلينا الآن!