ما ستجده في هذا المقال:
حماية أبنائنا هي مسؤوليتنا الأولى والأخيرة. ولكن كيف يمكننا حمايتهم من الأخطار التي قد تهدد سلامتهم الجسدية والنفسية؟ إن التحرش الجنسي بالطفل هو جريمة بشعة، ويمكن أن تترك آثارًا عميقة على نفسية الضحية. لكن كيف يمكن أن أعرف إن ابنتي تعرضت للتحرش أم لا؟ في هذا المقال، سنقدم لك دليلًا لمساعدتك على اكتشاف العلامات المبكرة للتحرش الجنسي بالأطفال، وكيفية التحدث عن هذا الموقف الصعب.
ما هي العلامات التي أعرف من خلالها أن ابنتي تعرضت للتحرش؟
هناك علامات عديدة تساعدك في معرفة ما إذا كانت ابنتك قد تعرضت للتحرش، إلا أنها تحتاج إلى ملاحظة وتتبع للتأكد منها. ومن هذه العلامات (Signs):
التغيرات السلوكية
انتبهي جيدًا إلى تفاعل ابنتك مع أصدقائها أو أفراد العائلة، فإن كانت قد بدأت بالانسحاب اجتماعيًا، وأصبح تفاعلها أقل مما كان عليه وتفضل البقاء بمفردها، فقد يكون هذا الأمر بالإضافة للنقاط التالية إشارة على وجود خطب ما.
وعلى الرغم من أن إظهار الفتاة تقلبات مزاجية مثل الدخول في نوبات من الغضب أو الحزن لا يؤكد تعرضها للتحرش، إلا أنه يعتبر أيضًا من العلامات الملفتة للانتباه.
إظهار مشاعر القلق والخوف
من الطبيعي أن يكون لكل طفل مخاوف خاصة به، لكن في حال التعرض للتحرش، قد تبدي ابنتك خوفها من أمور جديدة مثل الخوف من الظلام أو من أماكن معينة. وفي هذه الحالة قد تلاحظي أن ابنتك تشتكي دائمًا من القلق أو الارتباك.
تغييرات في النوم
قد يترك موقف التحرش صدمة نفسية لدى ابنتك، لذلك فقد تعاني من رؤية كوابيس متكررة تؤثر على نمط نومها. أو قد تواجه صعوبة في النوم أو الاستيقاظ في منتصف الليل.
صعوبة التركيز
بسبب تفكير الفتاة بموقف التحرش، فقد تجد دماغها مشوشًا وتواجه صعوبة في التركيز، مما يؤثر سلبًا على أدائها الدراسي ويتراجع تحصيلها الأكاديمي. أما بالنسبة للأنشطة المعتادة أو المفضلة، فقد تختفي رغبتها للقيام بها أو ممارستها كما كانت في سابق عهدها.
عند التعرض للتحرش، قد تبدي الفتاة مشاعر غير مريحة تتعلق بنفسها، مثل الشعور بالذنب دون سبب واضح.
سلوكيات جنسية غير مناسبة
بعد التعرض للتحرش، قد يترك الموقف تأثيرًا سلوكيًا على الفتاة، فقد تبدأ بالتحدث على مواضيع جنسية غير مناسبة لعمرها. أو في بعض الأحيان، قد تتصرف بطريقة جنسية غير ملائمة، كأن تحاول لمس مناطق حساسة أو تقليد سلوكيات جنسية.
رفض الذهاب إلى أماكن معينة
قد ترفض ابنتك إن تعرضت للتحرش (Harassment) الذهاب إلى المدرسة أو زيارة أشخاص معينين. هذا الأمر قد يشير إلى ارتباط هذا الرفض بتجربة التحرش بطريقة سلبية.
كيف ألاحظ التغيرات السلوكية التي أعرف من خلالها أن ابنتي تعرضت للتحرش ؟
إن كنت تجد صعوبة في ملاحظة التغيرات السلوكية التي تطرأ على تصرفات ابنتك، فيمكنك اتباع الخطوات التالية:
- مراقبة التغيرات اليومية: راقب ما إذا كانت ابنتك تظهر انفعالات قوية مثل الغضب، الحزن، أو القلق بشكل متزايد. بالإضافة إلى ملاحظة ما إذا كانت تتجنب الأنشطة التي كانت تستمتع بها سابقًا، مثل اللعب مع الأصدقاء أو ممارسة الهوايات.
- طريقة التواصل: تحدث معها بشكل غير مباشر عن يومها، أصدقائها، وما تشعر به. استخدم أسئلة مفتوحة لتشجيعها على التعبير عن مشاعرها. وعندما تتحدث، أظهر اهتمامك واستمع جيدًا. قد تشارك تفاصيل صغيرة تعبر عن مشاعرها أو تجاربها.
- راقب التغيرات في النوم: مثل إن كانت تعاني من الكوابيس أو لا ترغب بالنوم أو تجد صعوبة في الاسترخاء ليلًا.
- التحقق من التغيرات الجسدية: والانتباه لأي شكاوى جسدية غير مفسرة، مثل آلام البطن أو الصداع، والتي قد تشير إلى عدم الراحة النفسية.
- مراقبة تفاعلها مع البالغين: إبدائها ردود فعل غير طبيعية مثل عدم الارتياح عند محاولة الآخرين الاقتراب منها، فقد تكون هذه علامة على شيء غير مريح.
- تسجيل الملاحظات: إذا لاحظت تغييرات مستمرة، قم بتدوينها. يساعد ذلك في تتبع السلوكيات بمرور الوقت والتعرف على أي أنماط واضحة.
إذا كنت قلقًا بشأن سلوكيات ابنتك، لا تتردد في استشارة معالج نفسي أو متخصص في الصحة النفسية للحصول على المشورة والدعم.
كيف أتحدث مع ابنتي إذا تعرضت للتحرش؟
إذا كنت تشك بأن ابنتك قد تعرضت للتحرش فلا بد من التحدث معها على الرغم من أن الموضوع يعد حساسًا وصعبًا. لذلك فإن اتباع استراتيجية معينة في هذه الأثناء يعد أمرًا مهمًا لضمان النتائج الإيجابية. إليك خطوات تساعدك في إجراء هذه المحادثة بشكل فعّال:
- اختر وقتًا يكون فيه الجو هادئًا وملائمًا، مثل أثناء تناول الطعام أو قبل النوم، حيث تشعر ابنتك بالراحة والسكينة.
- اجعلها تشعر بأنها في بيئة آمنة ومريحة للتحدث. قدّم لها الدعم والثقة.
- استخدم لغة بسيطة ومفهومة تناسب عمرها وتجنب المصطلحات المعقدة. هذا يساعدها على فهم الموضوع بسهولة.
- ابدأ بسؤال عام عن مشاعرها أو تجاربها في المدرسة أو مع أصدقائها. وفي الوقت ذاته استمع بعناية لما تقوله وأظهر اهتمامًا وتفاعلًا متناسبين.
- قد تحتاج إلى المزيد من المعلومات، لذلك اشرح لها ما هو التحرش بطريقة بسيطة، مثل أنه سلوك غير مقبول يأتي من شخص يحاول إيذاء الآخرين.
- أكد لها أنه يمكنها دائمًا التحدث معك عن أي شيء يزعجها، وأنك هنا لدعمها، هذا يشجعها على التحدث عما بداخلها.
- يمكنك استخدام قصص أو أمثلة بسيطة (غير حقيقية) لتوضيح النقاط. هذا قد يساعدها على فهم الموضوع بشكل أفضل وتوعيتها (Awareness).
- إذا شعرت بالخوف أو القلق، اظهر لها أنك تفهم مشاعرها وأنها طبيعية. قدّم لها الدعم والطمأنينة.
ما هي الآثار النفسية المحتملة إن تعرضت ابنتي للتحرش؟
للتحرش الجنسي بالأطفال آثار يمكن أن تكون عميقة ومتنوعة، وقد تؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية والعاطفية حتى بعد البلوغ. من هذه الآثار المحتملة:
- القلق: قد تشعر الفتاة بقلق دائم بشأن سلامتها (Safety)، مما يؤثر على حياته اليومية وقدرته على الاستمتاع بالأنشطة.
- الاكتئاب: يمكن أن يؤدي التحرش إلى الشعور بالحزن المستمر، وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تثير حماسته.
- انخفاض تقدير الذات: قد تشعر ابنتك بالذنب أو الخزي، مما يؤدي إلى تراجع ثقته بنفسه وتقديره لذاته.
- مشاعر العزلة: قد تشعر ابنتك بالعزلة عن أقرانه، مما يجعله يشعر بأنه مختلف أو غير مقبول.
- الاضطرابات النفسية: في بعض الحالات، قد يؤدي التحرش إلى تطوير اضطرابات نفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- مشاكل في العلاقات: قد تواجه الفتاة صعوبات في بناء علاقات صحية مع الآخرين، نتيجة لتجربته السابقة.
- الإفراط في الحماية: قد تصبح الفتاة مفرطة الحذر أو متخوفة من التفاعل مع الآخرين، مما يؤثر على نموها الاجتماعي.
يمكنك التحقق من صحة ابنتك النفسية من خلال الطلب منها إجراء اختبار الكشف عن الحالة النفسية للأطفال.
كلمة من عرب ثيرابي
في عالم مليء بالتحديات، تُعد الصحة النفسية أولوية قصوى. في عرب ثيرابي، نقدم لكِ دعمًا (Support) متخصصًا عبر الإنترنت، مع معالجين نفسيين مؤهلين يركزون على احتياجاتك. لا تترددي في التواصل معنا، فنحن هنا لنساعدكِ على تخطي الصعوبات واستعادة الأمان النفسي. استثمري في سعادة ابنتك وامنحيها فرصة للشفاء والنمو. ابدئي رحلتك معنا اليوم!