Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
المعتقل بعد خروجه من السجن

كيفية التعامل مع المعتقل بعد خروجه من السجن

عندما يغلق باب السجن خلف شخص ما، تبدأ معركة جديدة وأصعب. فالعودة إلى المجتمع ليست مجرد خروج من مكان محصور، بل هي رحلة شاقة تتطلب الكثير من الجهد والدعم. فكيف يمكننا مساعدة المعتقل بعد خروجه من السجن على تجاوز الصدمات النفسية، وإعادة بناء علاقاتهم، والعثور على وظائف، والاندماج في المجتمع مرة أخرى؟

 

لماذا يحتاج المعتقل إلى دعم النفسي بعد خروجه من السجن؟

بسبب الحالة النفسية التي يمر بها المعتقل سواء في السجن أو بعد خروجه، فهو يحتاج إلى الدعم (Support) النفسي لضمان اندماجه بشكل سليم مع المجتمع واستعادة حياته في جميع تفاصيلها من جديد. ويعد هذا الدعم مهماً لما يقدمه من مساعدة تتمثل بما يلي:

بناء حياة جديدة

يمكن للمعتقل بناء حياة جديدة بعد الخروج من السجن في حال الحصول على الدعم النفسي اللازم. حيث يساعده على:

  • التكيف مع التغيير.
  • تطوير مهارات الحياة.
  • بناء شبكة اجتماعية داعمة.

معالجة الصدمات النفسية

قد تكون الصدمات النفسية ناتجة عن ارتكاب الجريمة بحد ذاتها أو بسبب الظروف المرافقة لفترة السجن. بغض النظر عن سبب الصدمة (Trauma)، فإن العلاج النفسي يعالجها من خلال:

  • معالجة الماضي: يتم توفير مساحة آمنة للأفراد لمناقشة تجاربهم المؤلمة ومعالجتها.
  • تطوير آليات التأقلم: يتم تعليم الأفراد طرق صحية للتعامل مع المشاعر السلبية مثل الغضب والحزن والخوف.
  • منع تكرار الأنماط السلبية: يساعد الدعم النفسي الأفراد على كسر الدورات السلبية في حياتهم وتجنب تكرار الأخطاء السابقة.

يساعد الدعم النفسي الأفراد على التعرف على العوامل التي قد تؤدي إلى الانتكاس واتخاذ خطوات للوقاية منها.

تطوير مهارات اجتماعية

بسبب وصمة العار، فغالبًا ما تكون العلاقات الاجتماعية تأثرت سلبًا بدخول السجن. لذلك يساهم الدعم النفسي للسجناء في:

  • تحسين التواصل: يتم تدريب الأفراد على مهارات التواصل الفعال، مما يساعدهم على بناء علاقات صحية مع الآخرين.
  • تعلم التعامل مع الصراعات: يتم تزويد الأفراد بمهارات حل المشكلات والتفاوض، مما يساعدهم على التعامل مع الصراعات بطريقة سلمية.
  • التكيف مع المجتمع: يساعد الدعم النفسي الأفراد على التكيف مع التوقعات الاجتماعية والقواعد السائدة في المجتمع.

تحديد الأهداف وتحقيقها

يساعد الدعم النفسي الأفراد على تحديد أهداف قابلة للتحقيق في مختلف مجالات حياتهم. فهو يساعد السجناء الخارجين وضع خطط طويلة الأجل لتحقيق أهدافهم. كما أنه يحفزهم على تحقيق أهدافهم من خلال تقديم الدعم والتشجيع المستمر.

الوقاية من الجريمة

إن لم يحصل السجناء الخارجين على الدعم النفسي المناسب قد يكونوا فريسة مرة أخرى للجريمة. حيث أن هذا الدعم يساعدهم على:

  • تغيير السلوك: يساعد الدعم النفسي الأفراد على تغيير السلوكيات التي أدت بهم إلى ارتكاب الجرائم.
  • تطوير مهارات بديلة: يتم تزويد الأفراد بمهارات بديلة يمكنهم استخدامها بدلاً من الانخراط في أنشطة غير قانونية.

 

كيف يمكن لأفراد العائلة تقديم المساعدة للمعتقل بعد خروجه من السجن؟

لا يقتصر الدعم النفسي على المتخصصين فقط، بل يلعب المحيط الاجتماعي دورًا حاسمًا في إعادة دمج (Reintegration) المعتقل في المجتمع وبالتالي تحسين حالته النفسية، وذلك من خلال تقديم الدعم العاطفي والعملي. والذي يتضمن:

  • توفير بيئة آمنة ومستمع جيد ليتمكن الفرد من التعبير عن مشاعره وأفكاره بحرية.
  • تقديم الدعم العاطفي اللازم لمساعدة الفرد على التغلب على الصعوبات النفسية. (جرب اختبار القلق هذا الآن).
  • تقديم الدعم العملي في البحث عن عمل من خلال مساعدته في إعداد السيرة الذاتية والتدريب على إجراء المقابلات.
  • تسهيل عملية البحث عن عمل من خلال توفير الموارد أو المعلومات اللازمة.
  • توجيه الفرد إلى الخدمات الاجتماعية المتاحة لمساعدته في تلبية احتياجاته الأساسية.
  • توفير معلومات شاملة عن الموارد المجتمعية المتاحة.
  • تقديم مشورة (Counseling) نفسية لمساعدة الفرد على تطوير مهارات التكيف مع المواقف الصعبة.
  • تعليم الفرد تقنيات إدارة الإجهاد والقلق.
  • مساعدة الفرد على إعادة بناء علاقاته الاجتماعية ومن ثم تعزيز الدعم الأسري.
  • تشجيع التواصل الإيجابي مع المحيط الاجتماعي.
  • تشجيع المشاركة في الأنشطة المجتمعية لبناء علاقات اجتماعية جديدة.

من خلال توفير فرص للمشاركة في أنشطة اجتماعية وترفيهية يمكن تعزيز شعور المعتقل المفرج عنه بالانتماء والتواصل.

 

ما هي التحديات التي يواجهها المعتقل بعد خروجه من السجن؟

السجن مكان يحول حياة الإنسان رأسًا على عقب. وعندما يخرج الفرد من هذا المكان، يكون قد تغير تمامًا. قد يكون لديه رغبة قوية في البدء من جديد، ولكن قد يواجه صعوبات كبيرة في التكيف مع نمط حياة جديد. من ضمن هذه التحديات:

الوصمة الاجتماعية

ينظر المجتمع إلى المعتقل السابق نظرة تحامل واستحقار، معتبرًا إياه تهديدًا للأمن والأمان. هذه النظرة السلبية ترسخ في أذهان الناس نتيجة لوسائل الإعلام التي تركز على الجرائم البارزة، أو تغفل الجهود التي يبذلها السجناء السابقون لإعادة تأهيل (Rehabilitation) أنفسهم.

هذه الوصمة الاجتماعية هي عائق كبير أمام إعادة دمج المعتقل في المجتمع، مما يشعره بالتمييز والعزلة، وتتركه في حالة نفسية سيئة.

البطالة

تمثل البطالة عقبة كأداء أمام المعتقل بعد خروجه من السجن، حيث يجد صعوبة بالغة في الاندماج في سوق العمل. فالسجل الجنائي يمثل وصمة عار تلحق به، مما يجعله عرضة للرفض من قبل أصحاب العمل. 

هذا الواقع المرير يؤدي إلى تفاقم المشكلات المالية، ويُعرّضه لضغوط نفسية واجتماعية كبيرة، مما يزيد من خطر العودة إلى ارتكاب الجرائم.

العلاقات الشخصية

إعادة بناء الثقة مع المحيطين هي رحلة شاقة تتطلب جهدًا مضاعفًا وصبرًا كبيرًا. فبعد الخروج من السجن، يجب على الفرد أن يبذل كل ما في وسعه لإثبات أنه تغير للأفضل، وأن يستحق ثقة من حوله. يتطلب ذلك التواصل المفتوح والصادق مع الأصدقاء والعائلة، والاعتراف بالأخطاء السابقة ومن ثم الالتزام بتصحيحها.

التكيف مع الحياة اليومية

الانتقال من حياة مقيدة داخل السجن إلى حياة حرة مليئة بالمسؤوليات اليومية يمثل تحديًا كبيرًا. يتطلب الأمر جهدًا مضاعفًا من الفرد لتطوير مهارات جديدة والتكيف مع روتين يومي جديد، مما قد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق أو الضياع في البداية.

الالتزام بالشروط القانونية بعد الخروج من السجن يشكل قيدًا على حياة الفرد اليومية. فهو يحد من قدرته على تكوين علاقات أو إيجاد عمل، ويعيق اندماجه في المجتمع.

إغراءات العودة للسلوكيات غير المرغوبة

تؤثر العديد من العوامل على قدرة الفرد على مقاومة الإغراءات أو العودة إلى السلوكيات السلبية. قد يكون من الصعب على المعتقل بعد خروجه من السجن أن يقطع علاقاته مع الأشخاص الذين كانوا يشجعونه على ارتكاب الجرائم، أو أن يتعامل مع الضغوط اليومية التي قد تدفعه إلى الانتكاس.

البحث عن الهوية

بعد الخروج من السجن، يجد الأفراد أنفسهم أمام فرصة ذهبية لإعادة كتابة قصتهم. فهم يواجهون تحدي تحديد أهداف جديدة وطموحات يسعون لتحقيقها، أو العمل على بناء حياة هادفة ومستقرة.

استشارة نفسية، علاج نفسي، دعم نفسي

 

كيف يعيد المعتقل بناء ثقته في النفس بعد خروجه من السجن؟

بناء الثقة من جديد بعد الخروج من السجن يتطلب وقتًا وجهدًا. إليك بعض الخطوات الفعّالة:

  • الاعتراف بالماضي: كن صريحًا حول تجربتك، ولا تخف من التحدث عنها مع الآخرين.
  • الصدق والشفافية: كن صادقًا في تواصلك، وابتعد عن التلاعب أو إخفاء المعلومات.
  • تحمل المسؤولية: اعترف بأخطائك السابقة وكن مستعدًا لتحمل المسؤولية عنها.
  • إظهار الالتزام: أظهر للأشخاص من حولك أنك ملتزم بتغيير سلوكك وتحقيق أهدافك.
  • التواصل الفعّال: استخدم مهارات التواصل الجيدة لبناء علاقات صحية مع الآخرين.
  • تقديم المساعدة: ساعد الآخرين عندما تستطيع، مما يعزز الثقة المتبادلة.
  • الصبر: اعلم أن بناء الثقة يحتاج إلى وقت، وقد يتطلب بعض الجهد المتواصل.

تحديد الأهداف يساعد الأفراد في وضع أهداف واقعية للمستقبل، مما يمنحهم شعورًا بالهدف والتوجه. الأهداف الواضحة تعزز الدافع وتساعد في تحقيق الإنجازات.

 

كلمة من عرب ثيرابي

هل تبحث عن دعم نفسي موثوق بعد الخروج من السجن؟ عرب ثيرابي هنا لمساعدتك. نقدم خدمات علاج نفسي عالية الجودة عبر الإنترنت، مع معالجين مؤهلين يركزون على احتياجاتك الفريدة. انضم إلينا اليوم وابدأ رحلة التعافي والاندماج في المجتمع. مع عرب ثيرابي، أنت لست وحدك، فلدينا الدعم الذي تحتاجه لبداية جديدة.