ما ستجده في هذا المقال:
العنف اللفظي، على الرغم من عدم وجود آثار جسدية ظاهرة، إلا أنه يترك آثارًا نفسية مدمرة لا تقل عن العنف الجسدي. كلاهما يهددان سلامنا الداخلي ويقوضان سعادتنا. ولكن، هل يمكننا التعامل مع العنف اللفظي بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع العنف الجسدي؟
ما هو العنف اللفظي؟
العنف اللفظي والعاطفي هي أسلوب يستخدمه البعض للتلاعب بالآخرين والسيطرة عليهم من خلال مجموعة من السلوكيات المتعمدة مثل الشتم أو السخرية او التهديد أو التحقير أو التنمر (Bullying)، والتي تهدف إلى إلحاق الأذى العاطفي بالضحية وإخضاعه.
تتعدد أشكال العنف في العلاقات المسيئة، فبالإضافة إلى الإساءة اللفظية والعاطفية المباشرة، قد يشمل أفعالًا تهديدية وغير مباشرة كإغلاق الأبواب بقوة أو إيذاء الممتلكات بهدف بث الخوف والسيطرة.
على الرغم من أن علامات العنف اللفظية قد لا تكون واضحة منذ البداية مما يصعب التعامل معها بالشكل الصحيح، حيث أن الأشخاص المسيئين غالباً ما يبدون مثاليين، وما تلبث السلوكيات بالظهور ببطء أو بشكل مفاجئ. لكن من المؤكد أن هذه السلوكيات لها تأثير نفسي وتقلل من رفاهية الشخص المعرض لها.
قد يكون من الصعب ملاحظة الإساءة العاطفية واللفظية في البداية، لكنها غالبًا ما تكون مرحلة تمهيدية لأشكال أخرى من العنف.
ما هي طرق التعامل مع العنف اللفظي؟
من المؤكد أن العنف اللفظي مؤلمة، لكنها ليست نهاية المطاف، لنتعرف على بعض الطرق الفعالة للتعامل مع السلوكيات العدوانية (Aggressiveness) والحد من تأثيرها.
- إدراك السلوك المسيء: أول خطوة لمواجهة العنف اللفظي هي التحدث عنه، لذلك لا تخف من مواجهة المسيء بشكل مباشر إذا كان ذلك آمنًا.
- الجدية بطلب التوقف عن هذه السلوكيات: قد يكون من الصعب أن تكون صارمًا، لكن من الأفضل أن تكون واضحًا ومباشرًا في طلبك للتوقف عن الإساءة. كلما كنت أكثر وضوحًا، كلما كان من السهل على الشخص الآخر فهم تأثير كلماته عليك
- تجنب التعامل بالمثل: عندما يسيء إليك شخص ما، من الطبيعي أن تشعر بالرغبة في الرد. لكن تذكر أن الرد بالإساءة لن يحل المشكلة بل سيؤدي إلى تفاقمها.
- المحافظة على الهدوء: قد يكون من الصعب الحفاظ على الهدوء عندما يتعرض المرء للإساءة، ولكن هذا هو أفضل دفاع. فالتحكم في انفعالاتنا يمنع تصعيد الموقف ويوضح لنا أننا الأقوى.
- وضع الحدود وتطبيقها: عندما نضع حدودًا واضحة مع عواقب محددة، فإننا نعطي للآخرين فرصة لفهم توقعاتنا ونعطي أنفسنا القدرة على حماية أنفسنا. وعندها يجب أن تكون مستعدًا لتنفيذها حتى لو كان الأمر صعبًا.
ما هي علامات التعرض للعنف اللفظي؟
الإساءة (Abuse) العنف اللفظي يمكن أن يأتي من أي شخص، سواء كان شريكًا عاطفيًا، أو أحد أفراد العائلة، أو حتى زميل عمل. وتذكر دائماً أنك لست وحدك وأنك لست مسؤولاً عن تصرفات الآخرين. وقد تشتمل هذا العنف على:
السيطرة والإبعاد عن الآخرين
قد يحاول الشخص المسيء قطع اتصالك بالآخرين هو إحدى الطرق لممارسة السيطرة والعنف عليك. ومن الأمثلة على ذلك:
- منع القيام بزيارات للأصدقاء والعائلة. أو حتى المنع من الذهاب للمدرسة أو العمل.
- إبداء الغيرة من العلاقات الأخرى.
- القيام بمراقبة الرسائل أو الاتصالات الخاصة، بما في ذلك طلب كلمات المرور للهاتف أو البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي.
- تعقب الحركات والانتقالات.
- التحكم في الأموال الخاصة.
- التحكم بالتفضيلات الشخصية من طعام وملابس.
الإذلال والتهديد والترهيب
الاستمرار بالتعرض للعنف اللفظي والقسوة العاطفي قد يؤدي إلى الشعور بالخوف أو الإكراه، مما يزيد من سيطرة المعتدي على الضحية. ومن سلوكيات بالإهانة (Insult) هذه:
- التقليل من الشأن الشخصي أو الإذلال، خاصة أمام الآخرين.
- توجيه الشتائم أو الانتقاد المباشر.
- توجيه التهديدات المختلفة والتي قد تسبب ضغط نفسي.
من خلال القيادة بشكل متهور يمكن أن يشعرك بالخوف مما يجبرك على الطاعة أو الخضوع التام.
التلاعب بالعواطف
من أهم السلوكيات التي قد تدل على بشكل واضح إلى أنك تتعرض للعنف اللفظي ما يلي:
- الاتهام الدائم بالغش لتغطية السلوكيات الخاصة.
- إلقاء اللوم على الضحية فيما يقوم به من سلوكيات سلبية.
- اتباع أسلوب الصمت العاطفي في سبيل زيادة الضغط والخوف.
- الدخول في جدال مستمر.
- إصدار تصريحات مربكة ومتناقضة.
- الدخول في حالات مزاجية حادة ومفاجئة.
التشكيك العقلي
محاولة جعل الضحية دائماً الشك في قدراتها العقلية، هذا الأمر يقلل من الثقة بالنفس. حيث غالباً ما يلاحظ قيام الشخص المعتدي بما يلي:
- الإصرار على قول أو فعل أشياء لم تتم، أو إنكار وقوع حدث معين.
- التظاهر بعدم فهم ما تقوله الضحية.
- إنكار تقديمه الوعود أو تصريحات سابقة.
كيف يؤثر العنف اللفظي على الصحة النفسية؟
يمكن أن يأخذ العنف اللفظي أبعاداً كثيرة، حيث أنه يؤثر على الأداء والحياة الأكاديمية والمهنية والعلاقات الشخصية. بالإضافة إلى التأثيرات النفسية، فقد يتسبب العنف اللفظي في حال عدم التعامل معه بالشكل الصحيح إلى:
- الشعور بالقلق.
- حدوث تغيرات في المزاج.
- الشعور بالإجهاد المزمن.
- انخفاض احترام الذات.
- الإصابة بالاكتئاب.
- الشعور بالخجل أو الذنب أو اليأس.
- الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.
- الانسحاب الاجتماعي والعزلة.
- تعاطي المخدرات.
إن كنت تلاحظ عدم رغبتك بالنهوض من السرير أو فقدانك الاهتمام بالأنشطة المفضلة التي اعتدت عليها، فمن الجيد التفكير بإجراء اختبار الاكتئاب.
دور العلاج النفسي في التعامل مع آثار العنف اللفظي
يعمل العلاج النفسي على تفكيك الأنماط السلبية التي تنتج عن العنف اللفظي وفهم أسباب التعرض له، بالإضافة إلى مساعدة في تطوير استراتيجيات للتعامل مع المواقف الصعبة في المستقبل. وبالتالي امتلاك مهارات جديدة للتواصل وبناء علاقات صحية.
العلاج النفسي يمنح الأشخاص الأدوات اللازمة للشفاء من آثار الإساءة العاطفية والعيش حياة أكثر سعادة ورضا.
معايير اعتبار السلوك عنف لفظي
نظرًا لأن العنف اللفظي غالبًا ما يتم بشكل تدريجي وتتضمن تلاعبًا نفسيًا، فإنه من السهل على الضحايا أن يشككوا في أنفسهم ويعتقدوا أنهم مسؤولون عن المعاملة السيئة التي يتلقونها. لكن بملاحظة النقاط التالية يدرك الشخص أن ما يمر به فعلياً هو عنف وإساءة. ومن معايير ذلك:
- عدم توقف السلوكيات المسيئة مهما حدث.
- تكرار السلوك عدة مرات في الشهر.
- استخدام لغة مبتذلة ومهينة، أو توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة.
- تقديم الحجج باستمرار.
- عدم الاعتذار نهائياً.
كلمة من عرب ثيرابي
إذا كنت تعاني من آثار العنف اللفظي، فلا تتردد في طلب المساعدة. في عرب ثيرابي، نقدم لك الدعم النفسي من معالجين مؤهلين عبر الإنترنت، مما يجعل العلاج متاحًا ومريحًا لك. استعد لاستعادة قوتك وثقتك بنفسك. تواصل معنا اليوم وابدأ رحلتك نحو الشفاء والتحسين الذاتي. صحتك النفسية تستحق الأفضل!