ما ستجده في هذا المقال:
أصبحت المهارات المهنية أمراً لا بد منه للتنافس في سوق العمل وتحديد مدى النجاح. هذا الأمر لا ينحصر على الموظفين فقط، بل ينطبق على المدراء أيضاً. حيث أن ما تمتلكه من سمات غالباً ما يكون لها تأثيرات واضحة على مدى نجاحك. قارن مهاراتك المهنية ومن ثم اختبر نفسك لمعرفة مدى مطابقتك لسمات المدير الجيد الواردة في السطور التالية.
اختبر نفسك هل أنت مدير جيد
سواء كانت شركتك صغيرة أم كبيرة، فإن الطريقة والسمات التي يبديها المدير تؤثر بشكل كبير على الاحتفاظ بالأشخاص ذوي الأداء العالي وجذب أشخاص جدد. وما ينعكس على ذلك من نجاح العمل أو تطوره بالشكل المطلوب. فإن كنت مدرياً على مجموعة من الموظفين فلا بد من تقييم ذاتك بين الحين والآخر لمعرفة مدى تمتعك بسمات المدير الجيد.
لذلك، تمعن في الأسئلة التالية واختبر مدى تحقيقها، لكن حاول قدر الإمكان أن تكون صادقاً مع نفسك في الإجابة عليها.
هل تستمع جيداً لموظفيك؟
من السهل أن نستمع للآخرين، لكن ليس بالضرورة أن نصل إلى المعنى الضمني من هذا الكلام. إن كنت مديراً جيداً فأنت قادر على اكتشاف ما تحمله الكلمات من معاني لا ينطق بها. وبالتالي إعارة الأمور الاهتمام اللازم للتمكن من حل المشكلات بالطريقة المناسبة.
حاول أن تتواصل بفاعلية مع كل شخص موجود تحت إدارتك، فهو الحل الأمثل لتفادي المشكلات أو حلها بالشكل الصحيح.
هل تطلع الموظفين على الأهداف المستقبلية؟
إن توضيح المدير الأهداف المستقبلية لمكان العمل وما يطمح إليه يساعد الجميع على العمل بجد لتحقيق هذه الأهداف. فمن الطبيعي أن مشاركة الموظفين الخطة المستقبلية للشركة يساعد في تحفيز الموظفون بتطوير تقنياتهم الإبداعية لتعزيز الأداء.
من هنا، إن كنت مديراً جيداً فأنت بحاجة إلى:
- توجيه الموظفين إلى كيفية القيام بما يجب إنجازه بدلاً من السماح لها بالقيام بذلك بالطريقة التي يريدونها.
- التحقق من مدى التقدم أو التطور الذي تسعى إليه من خلال متابعة العمل ومن ثم تقديم التعليقات المناسبة. حيث يحتاج الجميع إلى الشعور بأن مهاراتهم يتم استخدامها أو تطويرها بطريقة تساهم في تحقيق أولويات مكان العمل.
هل تفوض الموظفين؟
إن إعطاء الصلاحيات أو المهام المتصاعدة لبعض الموظفين يعني إعدادهم لتحمل مسؤوليات المناصب الأعلى. بالإضافة إلى أنها تساعد في توفير وقتك وتعود الكفاءة التشغيلية.
فإن كنت تقوم بتفويض موظف أو اثنين بين الحين والآخر، فأنت تقوم بعمل جيد في طريق ارتقاء موظفيك وتحسين أداء مكان العمل وتحقيق الأهداف.
هل تلهم موظفيك؟
لن تفيد الطرق التقليدية في تطور العمل في الوقت الحاضر، فأنت بحاجة إلى تعلم كيفية إلهام الموظفين لديك لتحقيق أعلى الأهداف بشكل كبير.
فمن خلال الربط بين أهداف الموظف والشركة وتجاوز أساليب الإدارة القديمة يصبح الأمر لديك أسهل. فمثلاً إن كنت بحاجة إلى إلهام موظف المبيعات، فلا بد من شرح كيفية خدمة العميل بالشكل اللائق وتوضيح الأساليب المقنعة الواجب اتباعها لتوصيل المعلومات المتعلقة بخدمة ما بعد البيع ومدى فائدة المنتج في حياة العميل.
عند حصول الموظف على التدريب اللازم وبالطريقة المناسبة، سيتم شحنه بالحماس المطلوب لأداء أعلى مستويات التميز.
اختبر مدى لسمات المدير الجيد بنفسك
إن كنت تسعى نحو الإدارة الناجحة، يجب أن تطبق مجموعة من الأمور المهمة التي تضمن لك ذلك. اختبر مدى مطابقة النقاط التالية على نفسك:
- تشجع الموظفين على المساهمة الأفكار:
يمتلك الموظفين الموجودين على تواصل مستمر مع العميل على الخبرة اللازمة والقدرة على تقديم الأفكار أو المقترحات المفيدة. من خلال تقديم المكافآت على الأفكار النيرة التي يقدمها الموظفين يتم تحفيز الآخرين للاقتداء بهم. من جانب آخر، يجب الأخذ بآراء الموظفين حول مدى قابلية الأفكار للتنفيذ، حيث أن الأفكار المستنزفة للوقت أو الجهد لن تعود إلا بالخسارة.
- الاهتمام الشخصي بالموظفين:
يولد التعامل الشخصي مع الموظفين إلى شعورهم بالثقة. فمن خلال اهتمامك برفاهية موظفيك والسؤال عن أحوالهم بشكل عابر خلال الاستراحة الغداء أو عند المدخل في الصباح أو حتى في موقف السيارات يساعد على التقرب إلى الموظفين.
- تصحيح مسار العمل وتعويض النقص:
المدير الجيد يمكنه ملاحظة ذلك في وقت مبكر. بادر لسؤال الموظف المقصر حول إنجازه للمهمة الموكلة واسمح له بالتعبير عما يسبب له هذا النقص. ومن ثم حاول إيجاد الحل المناسب بالتعاون المشترك بينكما. هذا يساعد في تجاوز المشكلة وتصحيح المسار من جديد.
- الالتزام بالتعليمات:
لا تحاول وضع التعليمات دون تمكنك من الالتزام بها. حيث يجب أن تكون كلمات وأفعال المدير الجيد متسقة حتى يتم تصديقها. ويجب عليه أيضاً الالتزام بسياسات مكان العمل. وأي انحراف عنها يمكن أن يخلق عدم الثقة بين الموظفين ويؤثر على النظام السائد. لذلك، حاول أن تكون قدوة بمعنى الكلمة، فإن أفعالك دائماً ما تكون بمثابة المؤشر الحقيقي لأولوياتك.
- حل الصراعات بطريقة فعّالة:
مكان العمل غالباً ما يكون بيئة خصبة لظهور النزاعات. لكن من خلال إدارة مثل هذه الأمور بسلاسة وحكمة يمكن استثمار المواقف للتنافس الإيجابي. في هذه الأثناء أنت بحاجة إلى توجيه الأطراف المعنية للتوصل إلى حلول واقعية، وإلقاء الضوء على وجهات النظر والأفكار التي يمكن أن تحسن أداء الأعمال. حاول قدر الإمكان التركيز على الحلول بدلاً من المشكلة ذاتها وعلى العملية بدلاً من المحتوى.
يجب التأكد من شعور الموظفين بالأمان وعدم المعاقبة حول طرحهم للأفكار السيئة أو غير المفيدة. يجب تقبل جميع الأفكار مهما كانت.
اختبار الإدارة الجيدة
إن كنت تجد في نفسك جميع السمات اللازمة للإدارة الجيدة، فأنت بحاجة بين الحين والآخر أيضاً إلى التحقق من استمرارك على النهج ذاته. يمكنك متابعة نفسك ذاتياً من خلال إجراء تقييم بسيط تضع فيه بعض المعايير المهمة، بالإضافة إلى تدرج محدد لتستطيع تحديد مدى المطابقة. فمثلاً قد يكون التقييم التالي محفزاً لك، اختبر نفسك الآن.
أجب على الأسئلة حسب كم تنطبق عليك الجمل التالية لكل جملة بناءً على التقييم التالي:
أبداً (0)، نادراً (4)، غالباً (8)، بانتظام (10).
- “أستمع جيدًا للموظفين”
- “أستطيع تحمل المسؤولية في النتائج غير المرضية”
- “يطلب الموظفين مشورتي لثقتهم بي”
- “أقوم بتفويض بعض مهامي للموظفين”
- “يثق الموظفين بمدى صواب قرارتي”
- “امتلك القدرة على تحديد الأهداف على الرغم من التحديات”
- “لدي القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة”
- “أسعى لحل المشكلات ولا أقوم بتجاهلها”
- “أستطيع التكيف مع التغيرات وأقبل الأفكار الجديدة”
- “أقدر تعب الموظفين واحترم انجازاتهم”
التأكد من النتيجة: للتأكد من النتيجة قم بجمع النقاط التي حصلت عليها في كل نقطة، ومن ثم قارنها بما يلي.
- 80 أو أكثر: تمتلك المهارات الكافية لتكون مديراً جيداً.
- بين (60 – 80): تحتاج إلى إجراء بعض التحسينات على سمات إدارتك.
- أقل من 60: لا تمتلك ما يؤهلك لأن تكون مديراً جيداً، وتحتاج إلى إجراء الكثير من التعديلات في أسلوبك الإداري.
كلمة من عرب ثيرابي
على الرغم من نجاح الكثير من المدراء الذين يتبعون أسلوباً تقليدياً أو متشدداً مع موظفيهم، إلا أن ذلك لا يعكس أن مدى حقيقة أسلوبهم. حيث أن مشاعر الخوف التي تنتاب الموظفين حول فقدان الوظيفة قد تجعلهم بحاجة إلى إبداء كامل جهدهم لإنجاح العمل.
إن كنت تشعر بمدى ثقل وظيفتك وسلوكيات مديرك القاسية عليك، فقد تكون تعاني من الاجترار الوظيفي.
في هذه الحالة ينصحك الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بالحصول على المساعدة اللازمة لتتمكن من التعامل مع ضغوط العمل التي تعاني منها بشكل أفضل.