ما ستجده في هذا المقال:
من المعتاد أن يتعرق الشخص خلال النهار بسبب الظروف البيئية أو النشاط البدني الذي يبذله أو الملابس التي يرتديها. لكن من غير المألوف في الحالات الطبيعية التعرق أثناء النوم، حيث يحتاج الأمر إلى معرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك للتمكن من حل الأمر بالشكل الصحيح.
إن كنت قد بدأت مؤخراً في ملاحظة هذه الظاهرة لديك فأنت غالباً تبحث على الأسباب وأفضل الطرق للتعامل معها. تابع القراءة فلدينا الإجابات المفيدة.
الأسباب الشائعة للتعرق أثناء النوم
هناك مجموعة واسعة من الأسباب لظاهرة التعرق أثناء النوم. وعلى الرغم من أن بعض الأسباب قد تكون خطيرة مثل السرطان والحالات العصبية ومرض السكري، إلا أن أكثرها شيوعاً قد يكون:
تناول الكحول قبل النوم
على الرغم من أن الكحول تعد من المواد المثبطة للجسم، إلا أن الأمر له أبعاداً أخرى. حيث أن تناول الكحول يعمل على ارتخاء المجاري التنفسية مما يجعل عملية التنفس أصعب. بالإضافة إلى ذلك فإن معدل ضربات القلب يزداد بشكل كبير بعد تناول هذه المادة. بسبب هذان العاملان فإنه من الطبيعي أن يجد الشخص نفسه غارقاً في عرقه خلال ساعات النوم.
انقطاع الطمث
يرافق انقطاع الطمث خاصة في السنوات الأولى حدوث الهبات الساخنة والتي تعمل على رفع درجة حرارة الجسم بسبب عدم توازن الهرمونات. الأمر الذي يتسبب في حدوث تعرق أثناء النوم بشكل مزعج للغاية. حيث يقدر ما نسبته 75% من النساء في سن اليأس يعانين من التعرق الليلي. وعلى الرغم من أن الأمر يكون في ذروته في الفترات الأولى، إلا أن الجيد أن هذه الحالة تبدأ بالانخفاض مع مرور الوقت.
يعد اضطراب التعرق من الحالات النادرة والتي خلالها يفرز الجسم كميات كبيرة من العرق دون وجود سبب محدد لذلك.
تناول بعض الأدوية
يعد التعرق أثناء الليل هو أحد الآثار الجانبية عند تناول العديد من الأدوية بما في ذلك تلك التي تؤثر على الغدد العرقية أو الجهاز العصبي أو تنظيم درجة حرارة الجسم، مثل:
- يعتبر الميثادون (Methadone) ومسكنات الألم الأفيونية الأخرى من الأدوية التي تسبب زيادة عامة في التعرق.
- الأدوية الهرمونية خاصة تلك التي تؤثر على بعض الهرمونات الجنسية، مثل الإستروجين والتستوستيرون. حيث أنها قد تسبب الهبات الساخنة وزيادة التعرق بشكل عام.
- يمكن للأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية والكورتيكوستيرويدات، وحاصرات بيتا، ومضادات الهيستامين، ومثبطات السعال، والأدوية الأخرى التي يتم تناولها لخفض الحمى أن تسبب التعرق.
نظرًا لأن العديد من الأدوية مرتبطة بالتعرق الليلي، فإن استشارة الطبيب يمكن أن تساعد في تحديد أي أدوية قد تزيد من التعرق. فقد يتمكن الطبيب من تغيير الجرعة أو العثور على دواء جديد بدون هذا التأثير الجانبي.
أسباب نفسية للتعرق أثناء النوم
بالإضافة إلى الأسباب الجسدية والعضوية التي ينتج عنها التعرق أثناء النوم، فإن للحالة النفسية تأثير كبير أيضاً في هذا الأمر. فقد ينتج التعرق الليلي بسبب:
- ارتفاع مستويات التوتر:
إن التعرض للمواقف المحفزة أو المثيرة للتوتر تبقي الدماغ نشطاً أثناء النوم أيضاً في حال عدم اعتماد طريقة معينة لإدارة التوتر والتخلص منه. هذا النشاط الدماغي يؤدي إلى زيادة إفراز العرق حتى خلال النوم.
- الكوابيس:
سواء كان ما يراه الشخص كوابيس أو أحلاماً مزعجة، فإن ذلك من شأنه أن يشعر الشخص بالقلق والتوتر والخوف، أو في بعض الحالات قد يسبب الذعر الليلي. الأمر الذي يجعل الشخص يستيقظ على مجموعة من الأعراض الجسدية المرتبطة بالذعر والخوف ويلاحظ تبلله الكامل بعرقه.
- اضطراب ما بعد الصدمة:
يعد اضطراب ما بعد الصدمة من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالأحداث الحياتية المؤلمة. وفيه يعاني الشخص من مجموعة من الأمور التي تسبب له التعرق المفرط خلال النهار والليل. فمثلاً قد يعاني من رؤية الكوابيس واضطرابات النوم والذكريات المؤلمة.
هل يعد القلق من أسباب التعرق أثناء النوم؟
على الرغم من عدم معرفة العلاقة الدقيقة بين التعرق الليلي وبين القلق، إلا أن القلق في حقيقة الأمر يعد من الأسباب المتوقعة للتعرق أثناء النوم.
فمن المعروف أن من أعراض القلق الشائعة التعرق بشكل مفرط، كما أن هناك علاقة تربط كل من القلق واضطرابات النوم والتعرق بشكل عام. مما قد يشير إلى وجود علاقة بين القلق والتعرق الليلي.
غالبًا ما ترتبط مضادات الاكتئاب من فئة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية بالتعرق الليلي. وعادة ما تبدأ زيادة التعرق في غضون أسابيع قليلة من بدء تناول هذه الأدوية.
استراتيجيات للتخلص من التعرق الليلي
غالباً ما يكون التعرق الليلي مزعجاً ومقلقاً، فعلى الرغم من أنه لا يحدث بشكل دائم، إلا أن معرفة كيفية السبب الحقيقي وراء هذه الحالة يساعد بشكل كبير في التخلص المحفزات. فمثلاً يمكن أن يفيد الاهتمام ببعض الأمور البسيطة التالية:
- المحافظة على درجة حرارة منخفضة في غرفة النوم، الأمر الذي يمنع ارتفاع درجة حرارة الجسم خلال النوم. بالإضافة إلى أن تدفق الهواء يساعد في تبخر العرق فور حدوثه ويبرد الجسم بشكل فوري.
- هناك بعض الأنواع من المراتب تمنع تدفق الهواء بل وتحافظ على الحرارة بداخلها. إن كانت مرتبتك من هذا النوع فقم باستبدالها بأخرى.
- استخدام الملاءات الخفيفة بدلاً من التغطية بنوع يحتفظ بالرطوبة داخله.
- اختيار ملابس نوم خفيفة وغير ضيقة ومصنوعة من قماش جيد التهوية.
- الابتعاد عن تناول الكحول أو الكافيين أو الأطعمة الحارة خاصة في الفترة المسائية. حيث أنها معروفة برفع درجة حرارة الجسم وتحفيز التعرق.
- الحفاظ على وزن صحي، حيث أظهرت بعض الأبحاث وجود علاقة بين زيادة وزن الجسم والتعرق الليلي وبعض اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس أثناء النوم.
إن إيجاد طرق للاسترخاء في الليل قد يسهل عليك النوم. وقد تبين أن العديد من ممارسات العقل والجسد تساعد في تقليل التوتر وتحسين النوم، بما في ذلك اليوجا والتأمل.
كلمة من عرب ثيرابي
بسبب استجابة القتال أو الهروب، فإن الجهاز العصبي النشط يؤدي إلى تسارع ضربات القلب وانقباض الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى التعرق المفرط وحدوث الهبات الساخنة التي بدورها تزيد من حدة القلق مرة أخرى وتمنع النوم.
إن كنت تعاني من هذه الدورة السلبية، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن النهوض من السرير والمشي قليلاً في المنزل وإلهاء النفس ببعض الأشياء يساعد في تقليل مدى تأثير التعرق الليلي على الشخص.