ما ستجده في هذا المقال:
يمثل تعذيب السجون جريمة ضد الإنسانية تتنافى مع قيم العدالة وحقوق الإنسان. يروي تاريخ البشرية قصصًا مروعة عن التعذيب في السجون، وعلى الرغم من التطورات القانونية والإنسانية التي شهدناها، لا تزال حالات التعذيب تحدث في السجون حول العالم. ولكن ما هو التعذيب الأبيض؟
ما هو التعذيب الأبيض؟
يعد التعذيب الأبيض أحد أكثر أساليب التعذيب المستخدمة تأثيرًا على المعتقلين السياسيين أو المحتجين على السلطة الحاكمة:
- يعرض هذا النوع من التعذيب نفسية المعتقل لمشكلات تترك آثارًا جانبية طويلة الأمد.
- تحدثت بعض المنظمات الحقوقية الدولية عن هذا النوع من التعذيب من ضمنها منظمة العفو الدولية.
- أشارت عام 2004 هذه المنظمة إلى التعذيب الذي مورس على أحد المعتقلين. حيث تم وضع المعتقل في غرفة بيضاء بدون نوافذ، حيث كان كل شيء باللون الأبيض، حتى وجبة الأرز التي تقدم لهم.
- ذكر أحد الصحفيين المعتقلين الذين مروا بتجربة التعذيب الأبيض أن أسوأ ما في هذا النوع من التعذيب “أنك لا تستطيع أن تشفى منه حتى بعد إطلاق سراحك”.
- يُستخدم هذا النوع من التعذيب لهدفين: صرف انظر دعاة حقوق الإنسان ثم التخلص من ذاكرة المستجوب معه، وذلك من خلال تقنيات مثل حرمانه من النوم.
يكمن الغرض من هذه الأساليب والاستراتيجيات انتزاع الاعتراف بقوة من المعتقل أو السجين
ما هي علامات وأشكال التعذيب الأبيض؟
تشمل أبرز أشكاله ما يأتي:
التهديدات بالقتل أو الإصابة
يقول الناجون إن عمليات الإعدام الوهمية جعلتهم يشعرون بأنهم ماتوا بالفعل. يعيش الناجون هذه التجارب التي كادت أن تودي بحياتهم في كوابيسهم أو ذكريات الماضي. وقد أفادوا أنهم توسلوا إلى جلاديهم لقتلهم، مفضلين الموت الحقيقي على التهديد المستمر أو الألم الذي لا يطاق الذي يسببه.
الإذلال الجنسي
يؤدي الإذلال الجنسي إلى ظهور أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب الشديد:
- يعاني غالبًا الضحايا من ذكريات الماضي أو الكوابيس حول تجاربهم.
- يشعر الضحايا من الذكور والإناث بالخزي أو الحزن أو الخوف.
- يخلق التعري القسري فارقًا في القوة، ثم يجرد الضحايا من هوياتهم، ثم يؤدي إلى شعورهم الفوري بالعار ويخلق بيئة يكون فيها التهديد بالاعتداء الجنسي أو الجسدي حاضرًا دائمًا.
- تقول النساء إن الإذلال الجنسي مخزٍ للغاية، ولا يمكنهن الاعتراف به لمجتمعاتهن أو أسرهن دون خوف من الرفض.
- يشعر الضحايا الذكور بالإهانة، خاصة إذا كان الجاني أنثى.
استخدام الضرب والتعذيب النفسي هما أكثر أشكال التعذيب شيوعًا التي تم الإبلاغ عنها لمركز ضحايا التعذيب.
الحرمان الحسي، بما في ذلك الحبس الانفرادي
يمكن أن يكون لجميع أشكال الحرمان الحسي عواقب نفسية عميقة أو طويلة الأمد. وتشمل الآثار:
- مرض الاكتئاب أو القلق (Anxiety).
- صعوبة التركيز أو فرط الحساسية للمثيرات الخارجية.
- الهلوسة أو تشوهات الإدراك.
- الجنون أو مشاكل التحكم في الدوافع.
- الإحباط أو الانكسار أو الكآبة.
الحرمان من النوم
تشير منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان إلى أن ضعف الإدراك هو التأثير النفسي السلبي الأساسي، وإن لم يكن الوحيد، للحرمان من النوم:
- تشير منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان إلى أنهم قد يعانون من تباطؤ وقت الاستجابة ونقص الانتباه.
- قد يعانون من مشاكل في الذاكرة أو الكلام أو في طرق التفكير.
- لا يتطلب الأمر سوى ليلة واحدة من الحرمان من النوم أو بضع ليالٍ من النوم المقيد بخمس ساعات من النوم لبعض الأفراد لتجربة هذه الأعراض.
- تلاحظ منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان أيضًا أن مشاكل القلب أو الأوعية الدموية بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم يمكن أن تنتج عن قيود النوم.
يشمل التعذيب النفسي الإساءات اللفظية، أو التهديدات ضد الأسرة أو الأصدقاء، أو الاتهامات الكاذبة، أو الإعدامات الوهمية، وغيرها.
ما هي آثار التعذيب الأبيض النفسية؟
يمكن أن تشمل الآثار النفسية للتعذيب والحبس الانفرادي ما يأتي:
- القلق الدائم والتوتر.
- الاكتئاب أو اليأس (Despair) أو الغضب أو التهيج أو الشعور بالذنب.
- العداء أو نوبات الهلع.
- تفاقم مشاكل الصحة النفسية السابقة أو فرط الحساسية للأصوات أو الروائح.
- مشاكل في الانتباه أو التركيز أو الذاكرة.
- الهلوسة التي تؤثر على جميع الحواس أو جنون العظمة.
- ضعف التحكم في الانفعالات أو الانسحاب الاجتماعي.
- نوبات العنف أو الذهان.
- الخوف من الموت أو إيذاء النفس أو الانتحار.
ما هي آثار التعذيب الأبيض الجسدية؟
يمكن أن تشمل الآثار الجسدية للتعذيب والحبس الانفرادي ما يأتي:
- الصداع المزمن أو تدهور البصر.
- مشاكل الجهاز الهضمي أو الدوخة أو التعرق المفرط.
- التعب أو الخمول أو مشاكل الجهاز البولي التناسلي.
- خفقان القلب أو فرط الحساسية للضوء والضوضاء.
- فقدان الشهية أو آلام العضلات والمفاصل.
- مشاكل النوم أو ارتعاش اليدين أو فقدان الوزن.
- قد تؤدي قلة النشاط البدني أيضًا إلى صعوبة إدارة أو منع بعض الحالات الصحية، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.
- يمكن أن يؤدي نقص ضوء الشمس لفترات طويلة إلى نقص فيتامين د.
يمكنك إجراء اختبار القلق أو اختبار فرط الحركة أو اختبار الاكتئاب مجانًا من عرب ثيرابي.
كيف يمكن علاج السجين الذي تعرض للتعذيب الأبيض؟
يتطلب علاج السجين الذي تعرض للتعذيب رعاية ومتابعة متخصصة لمساعدته على التعافي من آثار التعذيب الجسدية أو النفسية. إليك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها للمساعدة:
- تقديم الرعاية الطبية اللازمة: يجب أن يتلقى السجين العلاج الطبي اللازم لعلاج الإصابات الجسدية التي تعرض لها جراء التعذيب. قد تشمل هذه العلاجات الأدوية، أو الجراحة، أو لعلاج الطبيعي، وما إلى ذلك.
- دعم صحي نفسي: ينبغي تقديم دعم نفسي للسجين من قبل متخصصين في الصحة النفسية لمساعدته على التعامل مع آثار الصدمة النفسية والضغط النفسي الناتج عن التعذيب.
- برامج إعادة التأهيل: يمكن تقديم برامج إعادة التأهيل للمساعدة في تقوية السجين بدنياً ونفسياً، وتعزيز قدرته على التأقلم مع الظروف الصعبة التي عاشها.
الدعم الاجتماعي: يجب توفير دعم اجتماعي للسجين من خلال العائلة، أو الأصدقاء، أو منظمات غير حكومية لمساعدته على إعادة بناء حياته بعد التعذيب (Torture). - المتابعة الطبية المنتظمة: ينبغي أن يحصل السجين على رعاية طبية منتظمة لمتابعة التقدم في عملية الشفاء وضمان عدم تفاقم الحالة.
- التوجيه القانوني: إذا كان التعذيب قد حدث داخل السجن، فقد يكون السجين بحاجة إلى التوجيه القانوني لمساعدته في متابعة القضايا القانونية المتعلقة بحقوقه.
من خلال تجربة التعذيب الجسدي، يمكن أن يكون التعذيب النفسي أكثر ضررًا ويسبب أضرارًا أشد وأطول أمدًا من ألم التعذيب الجسدي
نصيحة عرب ثيرابي
استعادة الأمل وتحقيق التحول، يكمنان في العلاج النفسي للسجين. برنامجنا يمهد طريق الشفاء والتجديد، يعيد بناء الثقة ويمنح السجين فرصة لبداية جديدة. بقيادة خبراء متخصصين ودعم مستمر، نساعدهم على تجاوز آثار التعذيب وبناء طريقهم نحو حياة أفضل وأكثر استقراراً.
