Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

ما هو التنمر وكيف يؤثر على الضحية؟

تخيل أنك تستيقظ كل يوم خائفاً من الذهاب إلى المدرسة، خائفًا من مواجهة نظرات السخرية والشتائم. هذا هو الواقع الذي يعيشه الكثير من الأطفال والمراهقين الذين يتعرضون للتنمر. قصتهم هي قصتنا جميعًا، وهي قصة تستحق أن تُروى.

 

ما هو التنمر؟

التنمر (Bullying) هو سلوك مؤذي متكرر يمارسه شخص أقوى على شخص آخر، سواء كان ذلك بالكلمات أو الأفعال أو حتى عبر الإنترنت. الأمر الذي يجعل الضحية دائمة الترقب للتعرض لموقف جديد والقلق بشأن ذلك، مما يترتب عليه الكثير من سلوكيات التجنب. وقد يحدث التنمر في أي مكان، سواء في المدارس أو الأماكن العامة أو حتى في المنزل. ويمكن أن يكون بشكل مباشر أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

أنواع التنمر

غالباً ما يكون الهدف من وراء التنمر هو جعل الشخص يشعر بالإذلال أو قلة الثقة بالنفس. وفي سبيل ذلك قد يلجأ المتنمر إلى نوع محدد للتنمر أو قد ينوع في الأساليب المتبعة في ذلك. ومن ضمن أنواع التنمر التي قد يتعرض لها أس شخص:

  • الجسدي: حيث قد يتعرض الشخص العنف والاعتداء الجسدي مثل الضرب أو التهديد بالضرب. بالإضافة إلى ذلك قد يتم السرقة أو إخفاء الممتلكات أو إتلافها. التحرش أو الإذلال أو حتى الإجبار على القيام بالأعمال بالإكراه أيضاً تعتبر شكلاً للتنمر الجسدي.
  • اللفظي: من خلال التعرض للعنف أو الاعتداء اللفظي المتمثل بالشتائم والمضايقات، أو السخرية أو توجيه الإهانات، أو الإساءة اللفظية. وعلى الرغم من أن هذا الشكل غير ضار جسدياً ولكن يؤثر نفسياً على الشخص ويشعره بالاستضعاف العاطفي.
  • في العلاقات: وهو تنمر يسبب المزيد من الضغط الاجتماعي للشخص. وينطوي على القيام بالأمور التي ترتبط بالعلاقات الشخصية، مثل عدم التحدث مع الشخص أو الإبعاد عن النشاطات الجماعية، نشر الأكاذيب والإشاعات عن الشخص، الإجبار على المواقف المهينة.
  • الإلكتروني: لا يحتاج التنمر الإلكتروني إلى المواجهة المباشرة، حيث يمكن أن يتم في أي وقت وعبر طرق متنوعة، منها إرسال التهديدات، أو سرقة الحسابات الشخصية الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي ونشر مواد إباحية منها، سواء كان ذلك علناً أو سراً.
  • في العمل: قد يحدث التَنَمر في العمل سواء كان مباشراً أو عن بعد، مما يزيد من ضغوط العمل على الشخص.
  • المدرسي: حيث أن ما يقارب من 20% من الطلاب يتعرضون لمثل هذا النوع من التنمر. 

التنَمر السري أو الاجتماعي وهو تنمر يقوم به المتنمر دون أن يراه الشخص المستهدف، ويهدف الإساءة إلى سمعة الشخص، مثل القيام بتقليد الشخص من خلفه، أو تحشيد الآخرين عليه.

 

ما هي أسباب سلوكيات الشخص المتنمر؟

إن معرفة سبب الحقيقي وراء قيام الشخص المتنمر بسلوكياته المؤذية يساعد في اكتشاف أفضل الطرق التي تساهم في تقليل من التعرض لمثل هذه المواقف. فقد يكون السبب في ذلك واحد أو أكثر من الأسباب التالية:

  • قدرة للشخص المتنمر على الحصول على ما يريده دون الحاجة لامتلاك المهارات اللازمة سوى الإضرار بالآخرين.
  • المشاعر الداخلية لدى المتنمر، فمثلاً شعوره بالعجز يجعله يحاول السيطرة والهيمنة الاجتماعية.
  • السمات الشخصية تلعب دوراً أساسياً، حيث أن الافتقار إلى التعاطف والسلوك الاجتماعي الإيجابي، بالإضافة إلى إساءة الظن بالآخرين، وقد يكون مصاب بجنون العظمة قد تكون وراء مثل هذه السلوكيات.
  • غيرة المتنمر من الآخرين وما يحققونه من إنجازات.
  • تعرض المتنمر بشكل مسبق للتنمر.

لا يعتبر التنمر صفة وراثية، ولكن الأطفال الذين لديهم سلوكيات عدوانية في حال عدم إعادة توجيههم بالطريقة السليمة، فمن الممكن أن يطوروا أساليبهم التنمرية الخاصة بهم.

 

كيف يتم التعامل مع السلوكيات التنمرية؟

هناك عدة أساليب يمكن للشخص الاعتماد عليها لإيقاف مواقف التنمر التي يتعرض لها. ويعتمد اختيار الأسلوب الأمثل على شدة التنمر ومدى تكراره. فمثلاً يمكن تجربة:

  • التحدث مع شخص ذو ثقة عن موضوع التَنَمر لأخذ النصائح والإرشادات، والتقليل من المشاعر السلبية المتراكمة.
  • اصطحاب شخص ذو ثقة عند الحاجة إلى المساعدة أو عند التكلم مع المتنمر.
  • يمكن أن يساعد كتابة رسالة إلكترونية للمتنمر في تقليل الفجوة وتوضيح مدى سوء سلوكياته أو تأثيراتها.
  • التعرف على السبب الحقيقي الذي يجعل الضحية ضعيفة ولا يستطيع الدفاع عن نفسه.
  • تعلم أساليب متنوعة للتقليل من الضغط النفسي وزيادة المرونة النفسية، مثل ممارسة الرياضة والتأمل أو الحديث الإيجابي مع النفس.
  • القيام بمزيد من النشاطات المفضلة والتي من شأنها تقليل التركيز على موضوع التَنمر.
  • عند مواجهة المتنمر، يمكن الضحك على النكات والأقوال التي يوجهها، بحيث يتم إظهار عدم التأثر العاطفي. هذا الأمر يشعر المتنمر أنه لا فائدة مما يقوم به.

 

ما هي آثار التنمر النفسية؟ 

على الرغم من إدراك الجميع للنتائج المترتبة على السلوكيات التنمرية، إلا أن معرفة حقيقة ما ينتج عن ذلك لن يلم بها إلا الشخص الذي تعرض فعلاً لموقف تنمر، خاصة إن كان الضحية (Victimization) من فئة الأطفال والمراهقين. حيث أن هذه السلوكيات قادرة على:

  • توليد الكثير من المشاعر السلبية مثل الغضب والخوف والعجز والعزلة والخجل. كما يمكن أن يشعر الشخص بالذنب لأن التنمر هو خطأك بطريقة ما. وفي بعض الحالات قد يرغب الشخص حتى بالانتحار.
  • زيادة الرغبة في البقاء وحيداً والانسحاب من الأنشطة التي اعتاد الشخص عليها.
  • إحداث تغيرات كبيرة في أنماط الأكل والنوم.
  • الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، أو القلق، أو انخفاض احترام الذات، أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

إن كان الشخص يتعرض للتنمر، فمن الطبيعي أن لا يشعر بالرغبة للذهاب إلى مكان عمله أو المدرسة لتجنب التعرض للتنمر.

 

كيف يمكن الوقاية من التنمر؟

يمكن الوقاية من التنمر، لكن هذا الأمر يتطلب نهجاً متعدد الجوانب يستهدف العوامل الفردية والاجتماعية والمدرسية والمجتمعية. فمثلاً إن كانت السلوكيات التنمرية يتم في المدرسة فنحن بحاجة إلى البرامج المدرسية الشاملة التي تركز على بناء المهارات الاجتماعية والعاطفية، وتوفير بيئة آمنة وداعمة.

ولأن العنف والتنمر مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، فإن العمل على معالجة العوامل الجذرية المشتركة بين مختلف أشكال العنف، يمكننا من تحقيق تقدم كبير في منع كليهما. البرامج التي تركز على بناء مجتمعات آمنة وداعمة هي المفتاح لتحقيق هذا الهدف.

 

كلمة من عرب ثيرابي

استعد للتغيير وابدأ اليوم في بناء حياة خالية من السلوكيات التنمرية. مع عرب ثيرابي، نحن هنا لدعمك في كل خطوة على الطريق نحو الشفاء والتحول. اكتشف قوتك الداخلية، واستعيد ثقتك، وعيش حياة تملؤها السلام والايجابية. انضم إلينا اليوم ودعنا نساعدك في بناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقا.