Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
الغدة الدرقية والزعل

ما العلاقة بين الغدة الدرقية والزعل؟ راقب مشاعرك

هل يمكن لغدة صغيرة في رقبتك أن تتحكم في سعادتك وحزنك؟ قد يبدو الأمر غريبًا، ولكن العلاقة بين الغدة الدرقية والمشاعر مثل الزعل أصبحت موضوعًا للعديد من الدراسات والأبحاث. دعينا نغوص في أعماق هذا الموضوع ونكتشف كيف تؤثر هذه الغدة على حالتنا المزاجية.

 

كيف تؤثر الغدة الدرقية على المزاج؟

يؤدي اختلال هرمونات الغدة الدرقية (Thyroid)، سواء بسبب قصورها أو فرط نشاطها، إلى مجموعة من الأعراض الاضطرابات المزاجية التي تشمل القلق والاكتئاب. حيث ترتبط هذه الحالات على وجه التحديد بما يلي:

  • يسبب قصور الغدة الدرقية قلة التركيز، وصعوبة النوم، وانخفاض الدافع، وتقلبات المزاج ، وسرعة الغضب، والإصابة بالاكتئاب والإجهاد المفرط.
  • كما أن فرط نشاط الغدة الدرقية غالباً ما يرتبط بنوبات الهلع والقلق والتوتر واضطرابات النوم وتقلبات المزاج وسرعة الغضب ونفاد الصبر.
  •  ومن الملاحظ أن اضطرابات الغدة الدرقية دائماً ما تسبب مجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية التي قد تحاكي بشكل أو بآخر أعراض الاكتئاب والقلق. 

على الرغم من أن هذه الأعراض قد تكون مزعجة، إلا أن علاج الغدة الدرقية يمكن أن يساعد في تخفيفها بشكل كبير.

 

كيف يرتبط الزعل بهرمونات الغدة الدرقية؟

يظهر الارتباط بين الزعل واضطرابات إفراز هرمونات الغدة الدرقية على النحو التالي:

  • عندما نشعر بالغضب أو الزعل، يدخل جسمنا في حالة تأهب قصوى استعدادًا للقتال أو الهروب. هذا الاستعداد يرافقه إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، مما يؤدي إلى مجموعة من التغيرات الفسيولوجية. 
  • يعتبر الكورتيزول من الهرمونات الرئيسية التي تتفاعل مع هرمون تحفيز الغدة الدرقية (TSH). فارتفاع مستويات الكورتيزول يمكن أن يؤدي إلى قمع TSH، مما يقلل من إنتاج هرمونات الغدة الدرقية. علاوة على ذلك، فإن الإجهاد المزمن المرتبط بإفراز الكورتيزول المستمر يزيد من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية التي تستهدف الغدة الدرقية.
  • في الظروف العادية، تستطيع الغدة الدرقية التعامل مع الزيادات المؤقتة في هرمون الكورتيزول. ولكن في ظل الضغوط المستمرة للحياة الحديثة، يصبح هذا الهرمون مرتفعًا بشكل مزمن، مما يؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني ويضعف وظيفة الغدة الدرقية.
  • الإجهاد المزمن لا يؤدي فقط إلى إضعاف وظيفة الغدة الدرقية، بل يزيد أيضًا من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية التي تستهدف الغدة الدرقية وتسبب تلفها.

 

ما هي أعراض اضطرابات الغدة الدرقية؟

يمكن تصنيف أعراض أمراض الغدة الدرقية إلى مجموعتين رئيسيتين: أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية التي تتميز بزيادة سرعة عملية الأيض، وأعراض قصور الغدة الدرقية التي تتميز ببطء عملية الأيض. وبالتالي، فإن الأعراض في الحالتين تكون متعاكسة بشكل عام.

تشمل أعراض قصور الغدة الدرقية ما يلي:

  • معدل ضربات القلب أبطأ من المعتاد.
  • الشعور بالتعب أو الإرهاق.
  • زيادة غير مبررة في الوزن.
  • الشعور بالحساسية المفرطة تجاه البرد.
  • جفاف الجلد والشعر وخشونته.
  • المزاج المكتئب.
  • فترات الحيض الثقيلة (نزيف الطمث) لدى الإناث.

أما أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية فتشتمل على ما يلي:

  • تسارع معدل ضربات القلب أكثر من المعتاد أو عدم انتظام ضربات القلب.
  • مواجهة صعوبة في النوم.
  • فقدان الوزن دون قصد لذلك.
  • الشعور بالحساسية للحرارة المرتفعة.
  • تعرق الجلد ورطوبته باستمرار.
  • الشعور بالقلق أو الانفعال أو العصبية. جرب اختبار القلق واكتشف حقيقة حالتك النفسية.
  • دورات شهرية غير منتظمة أو انقطاع الطمث.

يمكن أن تتسبب كلتا الحالتين في تضخم حجم الغدة الدرقية، ولكنه أكثر شيوعًا في فرط نشاط الغدة الدرقية.

 

ما هو تأثير الزعل على الصحة النفسية؟

تأثير الزعل على الصحة النفسية يمكن أن يكون عميقًا ومتعدد الأبعاد. إليك بعض النقاط الرئيسية:

  • الاكتئاب: الزعل المستمر يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الحزن (Grief) العميق وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، مما يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
  • القلق: الشعور بالزعل يمكن أن يسبب قلقًا مستمرًا حول المواقف والعلاقات، مما يؤدي إلى توتر نفسي.
  • تغيرات في النوم: الزعل قد يؤثر على نمط النوم، مما يسبب الأرق أو النوم المفرط.
  • تأثيرات الجسدية: المشاعر السلبية مثل الزعل يمكن أن تؤدي إلى أعراض جسدية مثل الصداع، وآلام العضلات، واضطرابات الهضم.
  • تدهور العلاقات: الزعل قد يؤثر على العلاقات الاجتماعية، مما يؤدي إلى الانعزال وفقدان الدعم الاجتماعي.
  • انخفاض الثقة بالنفس: الشعور المتكرر بالزعل يمكن أن يضعف تقدير الذات أو الثقة بالنفس.
  • صعوبة في اتخاذ القرارات: قد يؤثر الزعل على القدرة على التفكير بوضوح واتخاذ قرارات صائبة.

من المهم التعرف على تأثير الزعل على الصحة النفسية والبحث عن الدعم عند الحاجة. الاستشارة والعلاج النفسي (Therapy) يمكن أن تكون خطوة فعالة نحو التعافي والتوازن.

 

استراتيجيات التعامل مع الزعل وضمان صحة الغدة الدرقية

على الرغم من التحديات، هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تعلم كيفية إدارة العواطف بشكل أكثر صحة وفعالية. إليك بعض الاستراتيجيات التي قد تساعدك على البدء في رحلتك نحو تحقيق التوازن العاطفي:

أخذ قسط من الراحة

من الصعب التحكم في المشاعر القوية في لحظة الغضب. لذلك، من الجيد أن تأخذ استراحة قصيرة، مثل الخروج للتنزه أو شرب كوب من الماء، حتى تهدأ أعصابك وتتمكن من التفكير بوضوح في كيفية التعامل مع الموقف بطريقة بناءة.

ممارسة التنفس العميق

في المرة القادمة التي تشعر فيها بالانزعاج، توقف لحظة وأخذ عدة أنفاس عميقة وبطيئة. هذه التقنية البسيطة وفعالة لمواجهة الاستجابات الفسيولوجية للتوتر، فهي تساعد على تهدئة جسمك وعقلك من خلال خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم واسترخاء عضلاتك. مما يسمح لك بالتفكير بوضوح ومن ثم اتخاذ قرارات أفضل.

الالتزام بالصدق والصراحة

الاعتراف بالغضب هو الخطوة الأولى لإدارته. حاول أن تقول بصوت هادئ: “أنا أشعر بالغضب الآن بسبب…”، من ثم ابتعد عن الموقف وأعطِ نفسك بعض الوقت للتهدئة. بهذه الطريقة، يمكنك التعبير عن مشاعرك دون إيذاء الآخرين أو نفسك.

اكتشاف المشاعر السلبية

ربما نكون قد اعتدنا على تجاهل غضبنا أو إخفائه وراء مشاعر أخرى. ولكن من المهم أن نتعرف على غضبنا الحقيقي وأن نفهم كيف يؤثر على حياتنا. حاول أن تقضي بعض الوقت في التفكير في المواقف التي تجعلك تشعر بالغضب، وكيف تتفاعل مع هذا الشعور. هل أنت من النوع الذي يكبت غضبه أم من النوع الذي يفجره؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستساعدك على تطوير استراتيجيات صحية لإدارة غضبك.

الحصول على المساعدة المتخصصة

إن تعلم إدارة الغضب يتجاوز مجرد تعلم بعض التقنيات. إذا كنت تعاني من غضب مزمن، فقد يكون ذلك ناتجًا عن تجارب مؤلمة في الماضي. قد تحتاج إلى استكشاف هذه التجارب ومعالجتها حتى تتمكن من الشفاء والتغلب على غضبك. تذكر أن الغضب المكبوت يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية خطيرة.

علاج شخصي، استشارة نفسية، دعم نفسي

 

كلمة من عرب ثيرابي

إذا كنت تعاني من تأثيرات الغدة الدرقية على مشاعرك، فلا تتردد في الحصول على الدعم. في عرب ثيرابي، نقدم لك استشارات نفسية مخصصة عبر الإنترنت مع معالجين مؤهلين. نحن هنا لمساعدتك في استعادة توازن حياتك النفسية والشعور بالعافية (Wellness) من جديد. اتخذ الخطوة الأولى نحو الشفاء اليوم، وابدأ رحلتك نحو صحة نفسية أفضل!