ما ستجده في هذا المقال:
الأرق كان كظل يلاحقني في كل مكان، يسرق مني نشاطي وتركيزي، ويحول ليالي إلى كابوس متكرر. كنت أشعر وكأن عقلي يعمل بلا توقف، وكأن هناك سباق أفكار لا ينتهي. حتى أنني بدأت أفقد الأمل في العثور على حل لهذه المعاناة. ولكن، حدث ما غير حياتي تمامًا، تعرف معي على تجربتي مع الميلاتونين في علاجي للأرق.
ما هو الميلاتونين؟
الميلاتونين (Melatonin)، وهو هرمون ينتجه الجسم بشكل طبيعي، يلعب دورًا حاسمًا في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. يزداد إفرازه في الظلام، مما يشير للجسم بضرورة الاستعداد للنوم. مع تقدم العمر، يقل إنتاج الجسم للميلاتونين، مما قد يؤدي إلى اضطرابات النوم. يمكن تعويض هذا النقص من خلال تناول مكملات الميلاتونين المتاحة على شكل أقراص أو كبسولات.
ما هي تجربتي الشخصية مع الميلاتونين؟
غالباً ما يكون الجسم البشري قادر على إنتاج الكمية المطلوبة من الميلاتونين لتنظيم دورة النوم والاستيقاظ، إلا أنني كنت أعاني من الأرق باستمرار. لذلك فقد نصحني أحد الأصدقاء بالاعتماد على مكملات الميلاتونين ومن هنا بدأت تجربتي.
حيث أن هذه الحبوب ساعدتني على تحسين نوعية النوم وتقليل الوقت المستغرق للنوم، خاصةً في حالات الأرق (Insomnia) المزمن أو اضطرابات النوم المرتبطة بالتغيرات في نمط الحياة في عطلة نهاية الأسبوع أو عند سفري. ولتحقيق أفضل نتائج، فغالباً ما كنت أتناول من 1 إلى 3 مليجرام قبل ساعتين من موعد النوم.
على الرغم من فائدة مكملات الميلاتونين، إلا أنه يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها، حيث قد تتفاعل مع أدوية أخرى أو تسبب آثار جانبية غير مرغوبة.
الآثار الجانبية الناتجة عن تناول الميلاتونين من تجربتي الخاصة
لم أكن أتوقع أن يكون لتناول مكملات الميلاتونين آثار جانبية، إلا أن تجربتي الخاصة أثبتت لي عكس ذلك. فعلى الرغم من أن هذه الآثار كانت بسيطة، إلا أنها كانت مزعجة في بعض الأحيان. فقد كنت أعاني من:
- الصداع.
- الشعور بالدوار أو الغثيان.
- الشعور بالنُّعاس في أوقات مختلفة من اليوم.
لكن، قد أخبرني الطبيب أنه في بعض الحالات الأقل شيوعاً، قد تسبب هذه المكملات الشعور بالاكتئاب لفترات قصيرة أو القلق الخفيف (يمكنك تجربة اختبار القلق) أو الارتباك أو انخفاض اليقظة لدى بعض الأشخاص. مما حتم علي مراقبة نفسي عن كثب عند تناول هذه الحبوب.
هل يساعد الميلاتونين في حالات أخرى غير الأرق؟
على الرغم من أن مشكلتي الأساسية كانت الأرق في الأيام الاعتيادية، إلا أني وجدت من خلال تجربتي أن الميلاتونين قادر على المساعدة في النوم في حالات أخرى، مثل:
- عند السفر، فغالباً ما كنت أعاني من اضطراب في النوم بسبب تغير المناطق الزمنية. لذلك فإن تناول مكملات الميلاتونين دائماً ما يساعدني في تنظيم الساعة البيولوجية وتخفيف أعراض هذا الاضطراب مثل الأرق والنعاس أثناء النهار.
- العمل بالورديات، حيث أن طبيعة عملي تستدعي البقاء مستيقظة لفترات طويلة ليلاً في بعض الأيام، لذلك فإنني ألجأ لهذه المكملات لتحسين جودة النوم (Sleep Quality) في فترة النهار ومدته.
تعليمات استخدام الميلاتونين لتحسين النوم
على الرغم من أن الميلاتونين يعتبر مكملاً غذائياً، إلا أن هناك بعض التعليمات لتحسين فاعليته في النوم، والتقليل من آثاره الجانبية. لذلك فإن الطبيب قام بالتركيز على:
- لتخفيف الآثار الناتجة عن تغير التوقيت، يمكنك تجربة تناول مكمل الميلاتونين قبل النوم بساعتين في وجهتك الجديدة، بالإضافة إلى ضبط جدول النوم وفقًا للتوقيت المحلي والتعرض لأشعة الشمس الطبيعية. هذه النصائح قد تساعد الجسم على التكيف بشكل أسرع مع التوقيت الجديد وتقليل الشعور بالتعب.
- مراقبة تأثير هذه الحبوب عند استخدامها، إذا لم يلاحظ تحسناً ملحوظاً بعد أسبوعين، يُنصح بإيقافها نهائياً. أما إذا كان الميلاتونين فعّالاً، يمكنك الاستمرار في تناوله لمدة شهر إلى شهرين كحد أقصى، ومن ثم التوقف تدريجياً.
- يفضل باتباع عادات نوم صحية مثل ممارسة تمارين الاسترخاء (Relaxation) قبل النوم، ومن ثم توفير بيئة نوم هادئة ومريحة.
قد يؤدي تناول الكافيين مع مكملات الميلاتونين إلى نتائج غير متوقعة وتأثير سلبي على جودة النوم. يُنصح بتجنب تناول الكافيين قبل النوم أو خلال ساعات النوم.
من تجربتي، هل يمكن استخدام مكملات الميلاتونين للأطفال؟
أظهرت بعض الدراسات الأولية أن الميلاتونين قد يكون له دور في علاج (Treatment) بعض اضطرابات النوم لدى الأطفال ذوي الإعاقات، وهذا ما وجدته حقيقياً من تجربتي الخاصة.
حيث أن طفلتي الصغيرة المصابة بالتواتر اليومي الذي يصيب المكفوفين، غالباً ما كانت تعاني من مشاكل في النوم. لذلك فقد اقترح الطبيب المعالج استخدام هذه المكملات لمساعدتها على النوم بجرعة تصل إلى 3 ملغ عن طريق الفم يوميًا لمدة تصل إلى 3 أشهر.
احتياطات مهمة عند تناول مكملات الميلاتونين
قد يبدو تناول مكملات الميلاتونين للمساعدة على النوم يبدو آمناً لحد ما، إلا أن الصيدلي أخبرني أن هناك بعض الاحتياطات لا بد من التركيز عليها قبل البدء بتناول هذه الحبوب، والتي منها:
- نظرًا لقدرة الميلاتونين على التسبب في النعاس، يُنصح بتجنب القيادة أو تشغيل الآلات الثقيلة لمدة لا تقل عن خمس ساعات بعد تناوله، وذلك لضمان سلامتك وسلامة الآخرين.
- نظرًا لتأثير الميلاتونين المحتمل على الجهاز المناعي، يُنصح الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية بتجنب تناوله دون استشارة الطبيب المعالج.
- يوصى عمومًا بتناول الميلاتونين للبالغين بجرعة لا تتجاوز 8 مليغرام يوميًا، تؤخذ عن طريق الفم، ولمدة لا تزيد عن ستة أشهر، وذلك لتحقيق أقصى استفادة مع تقليل المخاطر الجانبية.
- هناك أنواع مختلفة من الميلاتونين، فبعضها يذوب ببطء، وبعضها يذوب بسرعة. يمكن وضع بعض الأنواع تحت اللسان أو في الفم لامتصاص أسرع.
- يجب تجنب تناول مكملات الميلاتونين خلال فترة الحمل والرضاعة الطبيعية، وكذلك في حالة الإصابة باضطرابات النوبات أو الاكتئاب، حيث قد تتفاعل هذه المكملات مع الأدوية الأخرى أو تزيد من حدة الأعراض.
- تناول الميلاتونين مع أدوية خفض الضغط قد يؤدي إلى انخفاض حاد في ضغط الدم. لذلك، يجب مراقبة ضغط الدم بانتظام أو تعديل جرعات الأدوية إذا لزم الأمر بالتنسيق مع الطبيب.
حبوب منع الحمل تزيد من مادة تساعد على النوم، لذلك قد لا تحتاجي لحبوب النوم الإضافية.
كلمة من عرب ثيرابي
في ختام تجربتي مع الميلاتونين، يمكنني أن أؤكد أنه أداة فعّالة لتحسين جودة النوم والتخفيف من الأرق. إذا كنت تبحث عن حلول نفسية مريحة وموثوقة، لا تتردد في زيارة موقع عرب ثيرابي. نحن هنا لتقديم دعم نفسي احترافي عبر الإنترنت، لمساعدتك على تحقيق صحة نفسية أفضل وحياة أكثر راحة. ابدأ رحلتك اليوم!