ما ستجده في هذا المقال:
تحت سقف واحد وقلبان بعيدان، هذا هو واقع الكثير من البيوت التي تعاني من الانفصال العاطفي بين الأزواج. هذا الصمت المطبق والبعد العاطفي يهددان بتحويل الزواج إلى قبر للأحلام والأماني. فلنتعرف سوياً على أسباب هذا الانفصال وكيف يمكن مواجهته.
ما هو الانفصال العاطفي بين الأزواج؟
الانفصال العاطفي (Emotional Detachment) بين الأزواج هو حالة يعيش فيها الزوجان منفردين عن بعضهما البعض رغم وجودهما في منزل واحد. يعيشان في انعزال عاطفي، ولكل منهما عالمه الخاص البعيد عن الطرف الآخر. ينتج عن ذلك برود في الحياة الزوجية وغياب الحب والرضا من العلاقة بين الأزواج.
اعرف نفسك أكتر مع اختبار الشخصية وَ اختبار الغيرة من عرب ثيرابي
ما هي أسباب الانفصال العاطفي بين الأزواج؟
يمكن أن يحدث الانفصال العاطفي بين الأزواج نتيجة مجموعة من الأسباب، والتي منها:
ضعف التواصل بينهما
في حال كان أحد الأزواج أو كلاهما يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره وأفكاره، أو يجد نفسه يتجنب مناقشة المشكلات والقضايا الحساسة، فإن ذلك يؤدي إلى تراكم الصراعات والمشاعر السلبية المكبوتة.
الضغوط الحياتية
على الرغم من أن الحياة اليومية لا تخلو من الضغوط، إلا أن الانفصال العاطفي بين الأزواج قد يكون ناتج عن الضغوط التي يسببها العمل والالتزامات الأسرية من تربية الأطفال وتحمل المسؤوليات. فمثل هذه الأمور قد تؤدي إلى يشتت الانتباه عن العلاقة وتجاهل الأمور المهمة فيها.
فقدان الشغف
يعد الروتين اليومي من أكثر العوامل المسببة بفقدان الشغف والحماس في العلاقة الزوجية. حيث أن الاعتياد على الحياة اليومية التقليدية قد يؤدي إلى غياب اللحظات الرومانسية الخاصة بين الأزواج.
عدم التوافق أو الاختلاف
بعد مرور بعض الوقت وبسبب التغيرات الحياتية الكبرى (سواء كانت صحية أو مهنية) فإن الأولويات والأهداف قد تختلف لدى الشخص. هذا الأمر يؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية ويؤدي إلى شعور كلا الأزواج بالبعد النفسي والعاطفي عن بعضهما.
التعرض للخيانة
الخيانة الجسدية أو العاطفية من أكثر الأمور التي تهدم الثقة المتبادلة بين الأزواج وتؤدي إلى الشعور بالانفصال. وفي بعض الأحيان، مجرد ملاحظة بعض التصرفات قد تولد لدى الشريك شعورًا بالخيانة وإن لم تكن هناك خيانة حقيقية.
المشكلات النفسية
في بعض الأحيان، يكون السبب وراء الانفصال العاطفي بين الأزواج هو أحد المشكلات النفسية التي تؤثر على التواصل أو القدرة على التعاطف مع الطرف الآخر.
فقدان الاهتمام بالشريك
قد تختلف المشاعر لدى أحد الأزواج مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى عدم إظهار الاهتمام أو الحب بشكل متبادل. أو قد يركز الشخص على الاهتمامات الشخصية بشكل أكبر مما ينشغل بالعلاقة الزوجية.
قد تؤدي التدخلات الخارجية (سواء كانت من العائلة أو الأصدقاء والتوقعات المجتمعية) في توتر العلاقة الزوجية، وبالتالي الوصول إلى نقطة حرجة فيها.
كيف يؤثر الانفصال العاطفي على الأزواج؟
الانفصال العاطفي بين الأزواج يمكن أن يؤثر بشكل عميق على كلا الطرفين، سواء من الناحية النفسية أو الجسدية. من هذه التأثيرات:
التأثير النفسي والذي يظهر من خلال:
- الاكتئاب والقلق: يمكن أن يؤدي الانفصال (Separation) إلى شعور بالوحدة والاكتئاب.
- انخفاض الثقة بالنفس: قد يشعر أحد الأزواج أو كلاهما بفقدان القيمة الذاتية.
- مشاعر الحزن: الشعور بالحزن العميق بسبب فقدان الاتصال (Disconnect) العاطفي.
إن كنت تعاني من أعراض نفسية أو جسدية مستمرة، يمكنك التحقق من حالتك النفسية من خلال إجراء اختبار الاكتئاب
التأثير على العلاقات الأخرى بسبب:
- تدهور العلاقات الاجتماعية: قد تتأثر العلاقات مع الأصدقاء والعائلة بسبب الانشغال بالمشاكل الزوجية.
- تجنب الأنشطة الاجتماعية: في بعض الأحيان، قد يميل الزوجان إلى الانعزال عن الأنشطة الاجتماعية.
التأثيرات الجسدية من حيث:
- تدهور الصحة البدنية: يمكن أن يتسبب الضغط النفسي في مشكلات صحية مثل الأرق، فقدان الشهية أو زيادة الوزن.
- ضعف المناعة: قد يؤثر الضغط النفسي سلبًا على جهاز المناعة.
ما هي علامات الانفصال العاطفي بين الأزواج؟
يمكن أن يظهر الانفصال العاطفي بين الأزواج من خلال مجموعة من العلامات التي تشير إلى تراجع الارتباط العاطفي. منها:
- الافتقار للتواصل: سواء كان ذلك بقلة المحادثات اليومية أو فقدان الاهتمام بالأمور الأساسية أو تجاهل الرسائل أو المكالمات من الشريك.
- غياب الحميمية: يمكن ملاحظة الابتعاد عن التواصل الجسدي من عناق أو تقبيل في حالة الانفصال العاطفي بين الأزواج. كما تتراجع الرغبة في ممارسة العلاقة الجنسية أو يتم تجنبها بشكل كامل.
- الشعور بالوحدة: على الرغم من التواجد في المنزل ذاته، إلا أن كلا الأزواج قد يشعر بالعزلة والغربة عن الآخر (Alienation). فتقل الأوقات التي يتم قضائها معًا وتتلاشى النشاطات المشتركة، بل تتحول لنشاطات فردية.
- تغير في المشاعر: تختفي جميع المشاعر الإيجابية تجاه الشريك، وتبدأ مشاعر مثل الملل أو عدم الرضا بالظهور بوضوح بينهما.
- تزايد الانفعالات: يصبح الغضب أكثر سرعة مما قبل، حيث تزيد وتيرة الخلافات حول القضايا البسيطة. مما يولد شعورًا بالإحباط من تصرفات الطرف المقابل.
- عدم التخطيط للمستقبل: بسبب اختلاف الأهداف وعدم التواصل بشكل صحي، يصبح المستقبل أكثر غموضًا وتختفي جميع التخطيطات، وتصبح أكثر فردية.
كيف يمكن التعامل مع الانفصال العاطفي بين الأزواج؟
للتغلب على الانفصال العاطفي بين الأزواج لا بد من القيام بخطوات فعّالة لإعادة بناء العلاقة وتعزيز التواصل من جديد. من هذه الخطوات:
- فتح قنوات للتواصل: التحدث بصراحة حول المشاعر والمخاوف، ومحاولة فهم وجهات نظر الشريك دون مقاطعة أو حكم مسبق تمثل الركائز الأساسية في بناء أي علاقة زوجية ناجحة.
- تحديد أسباب الوضع الحالي: يجب التفكير بمنطقية وتحديد تحديد الأسباب الجذرية للانفصال العاطفي. مع ضرورة التركيز على المشكلات بدلاً من توجيه اللوم إلى الشريك.
- طلب المساعدة النفسية: تساعد جلسات العلاج النفسي الخاصة بالأزواج في توجيه العلاقة نحو الشفاء. فهي تساهم في اكتشاف حقيقة المشاعر والأسباب الكامنة ورائها. كما يمكن الانضمام إلى ورش عمل لتحسين العلاقات.
- زيادة الوعي الذاتي: إن القدرة على تقييم الاحتياجات الشخصية والتوقعات المحتملة من العلاقة يساعد بشكل كبير في المحافظة على الود والاحترام في الوقت ذاته.
- وضع الحدود الشخصية: وجود المساحة الشخصية لكل من الأزواج يعد من الأمور الأساسية لضمان صحة العلاقة. لذلك فمن المهم وضع الحدود الشخصية ومحاولة التقيد بها قدر الإمكان في حال وجود بعض العوامل السلبية التي قد تؤثر عليها.
- تخصيص وقت للأنشطة المشتركة: للتقليل من حدة الروتين اليومي، يفضل تعيين وقتًا محددًا يوميًا للاستمتاع معًا بالأنشطة المشتركة. هذا يساعد في إعادة اللحظات الرومانسية التي كانت تعزز الارتباط.
بدلًا من توجيه الانتقادات في الأوقات والمواقف الصعبة، يجب على الشريك أن يكون داعمًا ومتعاطفًا قدر الإمكان.
كلمة من عرب ثيرابي
في ختام المقال، نؤكد على أهمية الوعي بالعواطف والتواصل الفعّال في العلاقات الزوجية. إذا كنت تعاني من انفصال عاطفي، فلا تتردد في طلب المساعدة. في عرب ثيرابي، نقدم لك الدعم النفسي عبر معالجين مؤهلين ومستعدين لمساعدتك على استعادة التوازن في حياتك. ابدأ رحلتك نحو الشفاء اليوم، فالصحة النفسية هي مفتاح السعادة!