أسباب القولون

أسباب القولون العصبي | وتأثيرها على الحمل

على الرغم من أن الجميع معرض للإصابة بالقولون العصبي، إلا أن هناك مجموعة من الأشخاص أكثر عرضة من الآخرين ويعود ذلك لبعض الأسباب التي تساهم في تطور الحالة.

إن كنت حاملاً وتظنين أنك قد بدأت بملاحظة أعراض القولون العصبي لديك، فغالباً أنت بحاجة إلى المعلومات الواردة في هذه المقالة.

 

أسباب الإصابة بمتلازمة القولون العصبي

على الرغم من عدم معرفة الأسباب الدقيقة وراء الإصابة بمتلازمة القولون المتهيج، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دور أساسي في ذلك. ومن ضمنها:

تقلصات عضلية في الأمعاء

خلال حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي وبشكل خاص الأمعاء الغليظة، تقوم العضلات المبطنة لجدران الأمعاء بالانقباض في هذه الأثناء. فإن كانت هذه الانقباضات قوية ومستمرة لفترة أطول من المعتاد، فقد تعمل على امتلاء البطن بالغازات وحدوث انتفاخ وإسهال وتقلصات مؤلمة. لكن في بعض الحالات تصبح هذه الانقباضات أضعف مما يجب، مما يؤدي إلى إبطاء حركة مرور الطعام وبالتالي تصلّب البراز وجفافه، مسبباً بذلك حدوث حالات متكررة من الإمساك.

مشاكل الجهاز العصبي

عندما يمتلئ البطن بالغازات والبراز المتحجر، مما يسبب بعض المشاكل في الأعصاب الموجودة أصلاً في الجهاز الهضمي. هذه المشاكل قد تؤدي إلى ضعف الإشارات والتنسيق بين الدماغ والأمعاء، الأمر الذي ينتج عنه مبالغة في ردود الفعل تجاه التغيرات الحاصلة على العملية الهضمية. مما قد يسبب شعوراً بالألم أو حدوث نوبات من الإسهال أو الإمساك.

الإصابة بالعدوى الشديدة

في بعض الحالات، قد تؤدي الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية إلى حدوث نوبات من الإسهال الشديدة. قد يرتبط متلازمة القولون العصبي بهذه النوبات والتي تسمى في هذه الحالة التهاب المعدة والأمعاء. كما أن هذه المتلازمة قد تحدث إن كان هنا فرط نمو للبكتيريا في الأمعاء أيضاً.

الضغوط الحياتية والنفسية المبكرة

من الشائعة أن تلاحظ أعراض القولون العصبي لدى الأشخاص الذين تعرضوا للمواقف الحياتية المجهدة نفسياً، خاصة إن كان هذا التعرض في فترة مبكرة من العمر.

التغيرات في ميكروبات الأمعاء

على الرغم من أن الأمعاء فيها الكثير من الميكروبات النافعة، إلا أن التغيرات في البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تعيش عادةً في الأمعاء وتؤدي دوراً رئيسياً في صحة الجسم قد تكون من أسباب حدوث متلازمة القولون العصبي. حيث تشير الأبحاث إلى أن الميكروبات لدى الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة قد تختلف عن تلك الموجودة لدى الأشخاص غير المصابين بها.

 

محفزات تهيج القولون العصبي

مع أن متلازمة القولون العصبي قد تكون موجودة لدى الشخص، إلا أن تهيج الأعراض يعتمد على أسباب وعوامل محددة يجب الانتباه لها لتفادي تفاقم الأعراض. ومن ضمن هذه العوامل بشكل عام:

    تزداد حدة الأعراض أو معدل تكرارها لدى معظم الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون المتهيج عند التعرض للمواقف الصعبة أو التي تسبب توتراً أكبر. كما أن هذه الأعراض بحد ذاتها تسبب أيضاً التوتر، مما يدخل الشخص في حلقة لا نهاية لها من التوتر والأعراض.

    • الحالات النفسية:

    يعتبر وجود تاريخ من التعرض للإساءة أو تشخيص الشخص المسبق بالقلق أو الإصابة بالاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) من عوامل الخطر في تهيج القولون العصبي.

     

    • بعض الأطعمة:

    لا تبدو العلاقة بين حساسية الطعام وبين تفاقم أعراض القولون العصبي واضحة بالشكل الكبير. فعلى الرغم من أن أن حساسية الطعام قليل ما تسبب أعراض المتلازمة، ومع ذلك غالباً ما يلاحظ أن الحالة قد تفاقمت لدى الكثيرين بعد تناول أطعمة أو مشروبات محددة. فمثلاً قد يؤدي تناول كل من القمح ومشتقات الحليب والفواكه الحمضية والبقوليات والملفوف والحليب والمشروبات الغازية إلى تفاقم الأعراض.

    تلاحظ الكثير من النساء أن أعراض القولون العصبي بدأت في التفاقم عند اقتراب موعد الدورة الشهرية أو خلالها.

     

    كيف تؤثر أعراض القولون العصبي على الحمل؟

    من الأعراض الشائعة للحمل حدوث بعض التغيرات في الجهاز الهضمي مما يجعل المرأة تواجه الكثير من الصعوبات في هذا الشأن. فمثلاً الغثيان والقيء وغثيان الصباح وحرقة المعدة وانتفاخ البطن وتغيرات في الأمعاء، من الأمور الشائعة وبشدة خاصة في الشهور الأولى من الحمل. لكن في حال كان المرأة تعاني من متلازمة القولون العصبي بشكل عام، فإن الحمل يجعل الأمر أكثر صعوبة. ويعود ذلك إلى الأسباب التالية:

    • حاجة المرأة الحامل إلى تناول المكملات الغذائية مثل الحديد والكالسيوم. وهذه المكملات بدورها تزيد من سوء حالة الإمساك.
    • التعرض لضغط الجسدي متزايد على الأمعاء بسبب نمو الجنين. حيث أن هذا الجنين قد يؤدي إلى تغيير الطريقة التي يتحرك بها الطعام عبر الجهاز الهضمي.
    • التوتر والقلق بشأن الولادة وتربية الطفل يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض. حيث أثبتت الدراسات أن التوتر مرتبط بأعراض القولون العصبي بشكل سلبي.
    • حدوث تغيرات هرمونية خلال فترة الحمل، والمتمثلة بزيادة مستويات هرمون الاستروجين والبروجيستيرون، مما يؤثر على الهضم وصحة الأمعاء بشكل عام.

     

    نصائح للتحكم بأعراض متلازمة القولون العصبي خلال الحمل

    يبدو أن التحكم بأعراض القولون العصبي أكثر صعوبة خلال فترة الحمل. لكن يمكن التقليل من حدة هذه الأعراض من خلال اتباع الاستراتيجيات التالية:

    • المحافظة على تناول وجبات صغيرة ومتكررة ومتوازنة من الطعام وبكميات معتدلة.
    • زيادة كمية الألياف في الوجبة الغذائية، مثل تناول الحبوب الكاملة والشعير والفواكه لضمان تليين البراز وتسهيل خروجه.
    • ابتعد عن الأطعمة المسببة للغازات مثل الفول والبروكلي والقرنبيط والكرنب.
    • إضافة البروبيوتيك إلى الروتين اليومي، فهذه البكتيريا الجيدة يمكن أن تحسن صحة الأمعاء.
    • التقليل من الإمساك من خلال استخدام الأدوية المتاحة دون وصفة طبية بعد استشارة طبيبتك الخاصة. فقد يكون من المفيد تايضاً جربة ملينات البراز مثل مسحوق قشر السيليوم أو دكسترين القمح.
    • شرب الكثير من السوائل أو الماء للحفاظ على رطوبة الجسم وضمان عدم التعرض للجفاف والحماية من الإمساك.
    • المحافظة على النشاط البدني لتحسين العملية الهضمية، سواء كان ذلك بممارسة التمارين الرياضية المناسبة أو المشي 30 دقيقة يومياً.
    • تدوين أصناف الأطعمة والمواقف الصعبة التي قد تكون محفزاً نشطاً لأعراض القولون العصبي للتمكن من تجنبها في المرات القادمة.
    • الحصول على قسط كافٍ من النوم، مما يعيد التوازن والهدوء للجسم والدماغ.
    • الحد من مستويات التوتر والقلق التي تؤثر على حالتك النفسية والجسدية. فمثلاً مارسي أياً من تقنيات الاسترخاء المفضلة لديك خاصة قبل موعد النوم. فهذا لن يقلل من توترك فقط، بل يحسن نمط النوم لديك.

    يمكن اللجوء إلى أخصائي التغذية لتحديد المحفزات الغذائية لحالة القولون إن كان التعرف عليها بشكل ذاتي صعباً.

     

    كلمة من عرب ثيرابي

    يعد التحكم بمستويات التوتر من الأمور المهمة في الحياة اليومية، حيث أن ذلك يعود بالمنفعة الجسدية والنفسية في آن واحد. لكن في بعض الأحيان يكون إدارة التوتر والمواقف المسببة له مهمة صعبة للغاية، عندها يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بالحصول على المساعدة النفسية المناسبة قبل أن تتراكم مستويات التوتر وحدوث مشكلات أخرى.