Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
هل كثرة التفكير مرض نفسي؟

هل كثرة التفكير مرض نفسي؟

كثرة التفكير (Overthinking) أو الإفراط في التفكير حالة توصف كثرة تفكير الشخص، وإعادة التفكير في الأشياء التي تزعجه مرارًا وتكرارًا دون الوصول إلى حل، ولكن هل هي مرض نفسي؟

 

هل كثرة التفكير مرض نفسي؟

الإجابة المختصرة هي لا، لا تعتبر كثرة التفكير مرض نفسي مُعترف به، إلا أنها قد تكون من أعراض الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق، إذ يعتمد ذلك على الأعراض الأخرى المصاحبة لها.

 

ما هو الإفراط في التفكير؟

يعرف الإفراط في التفكير أو كثرة التفكير على أنه التعلق بشيء ما أو الهوس به، بالإضافة للقلق، والتوتر، والخوف عند التفكير في نفس الشيء. والتي تؤثر على الشخص عقليًا أو عاطفيًا، وعلى قدرته على العمل في حياته.

يبدو الإفراط بالتفكير كأنه سلسلة من الأفكار. تبدأ بالقلق بشأن شيء واحد، ثم ستشعر بالقلق بشأن شيء مختلف تماماً.

 

علامات كثرة التفكير

يوجد مجموعة من العلامات التي تدل على أن الشخص مصاب يعاني من الإفراط في التفكير، ومنها:

  • صعوبة متابعة المحادثات بسبب الانشغال بالتفكير في الردود المحتملة.
  • مقارنة النفس بالأشخاص الآخرين الذين حوله.
  • التركيز على أسوأ السيناريوهات أو الأفكار حول النفس والآخرين.
  • تذكر إخفاقات الماضي مرارًا وتكرارًا، وعدم القدرة على تجاوزها.
  • القلق المستمر حول المهام أو الأهداف المستقبلية حتى الشعور بأنه من المستحيل أن تتحقق.
  • استعادة التجارب القديمة الصعبة مثل التعرض للإساءة أو فقدان شخص عزيز، وعدم القدرة على التعامل معها.
  • عدم القدرة على إبطاء تدفق الأفكار، أو الهموم، أو العواطف.
  • صعوبة في اتخاذ القرارات.
  • التغيب العاطفي.
  • الأرق.
  • الميل للسلوك العدواني.
  • عدم تفهم وجهات نظر الآخرين بسهولة.
  • الإحساس بالوحدة.
  • مشاكل في التركيز.
  • الإجهاد أو الضغط العصبي.

 

مخاطر كثرة التفكير 

يترتب على الإفراط في التفكير الكثير من المخاطر والتغيرات في حياة الشخص، وذلك على النحو الآتي:

  • الميل للتسويف.
  • التشاؤم الذي قد يؤدي للاكتئاب.
  • مواجهة مشاكل القلق.
  • قلة الإنتاجية ومشاكل في الأداء.
  • مشاكل في العلاقات الشخصية.
  • قلة الإبداع.
  • عدم تقدير الذات كما يجب.
  • زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض النفسية مثل التوتر أو القلق أو الاكتئاب.
  • فقدان القدرة على حل المشكلات.
  • التأثير سلبًا على الأنشطة الروتينية اليومية.
  • مشكلات النوم أو اضطرابات الشهية.
  • إرهاق خلايا الدماغ.

 

أسباب كثرة التفكير

من أبرز أسباب كثرة التفكير:

السلوك والعوامل البيئية

السلوك هو طريقة تفكير الشخص وتصرفه، وفي السبب الرئيسي للإفراط في التفكير، ويتأثر السلوك في البيئة التي نشأ بها الشخص أو أنماط الوالدين، وبعض التصرفات التي يفعلها الشخص وتزيد من التفكير. ومن أبرز السلوكيات أو العوامل البيئية التي تسبب الإفراط في التفكير:

  • امتلاك شخصية تحليلية بصورة مبالغ بها أو شخصية كثيرة القلق.
  • معدل ذكاء أقل من المتوسط.
  • التربية على يد والدين كثيري الانتقاد.
  • التعرض لحوادث صادمة في عمر كبير.
  • الإساءة العاطفية، أو الجسدية، أو النفسية في أعمار كبيرة.
  • النشوء في عائلة فقيرة للغاية.
  • إفراط الوالدين في حمايته وهو طفل، ومنحه كل شيء يريده.
  • امتلاك مشاكل مع احترام الذات.
  • يكون الشخص مثالي بشكل عام.
  • الخوف من ارتكاب الأخطاء أو حصول شيء خطأ.
  • الخوف من رفض الآخرين.

الضغط العصبي

الضغط العصبي أو الإجهاد يؤثر سلبًا على وظائف المخ والتفكير النقدي. كما أنه يزيد من التوتر أو الخوف في الدماغ، ولذا يُعتبر الضغط العصبي من أسباب كثرة التفكير.

الاضطرابات النفسية

كثرة التفكير تكون أحيانًا من الأعراض الجانبية المصاحبة للاضطرابات النفسية، وذلك مثل الآتي:

  • اضطراب كرب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • اضطراب الهلع.
  • اضطرابات القلق الاجتماعي.
  • الرهاب.

 

كيفية التعامل مع كثرة التفكير

من أكثر الطرق شيوعًا للتعامل مع كثرة التفكير:

فهم نمط التفكير

أحيانًا يواجه الشخص مشكلة في إنهاء أفكاره المتكررة في موقف ما، ولكن عندما يعرف ما هي أنماط تفكيره يمكنه الخروج من الموقف والتوقف عن التفكير بشكل أفضل.

إلهاء النفس

يمكن إلهاء النفس عن التفكير الزائد من خلال الانشغال في أنشطة مهمة يستمتع بها الشخص تكسر حلقة الأفكار، مثل الخروج في نزهة صغيرة، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو التحدث مع أحد الأصدقاء.

التنفس العميق

الإفراط في التفكير يمتلك تأثير كبير على الصحة الجسدية أو العاطفية للشخص، والتنفس العميق يساعد على تغيير أفكار الشخص حول موقف معين. حتى يصبح مرتاحًا في نفس الموقف، ومن ثم يتوقف عن التفكير.

عدم السعي للكمال

الكثير من الأشخاص لديهم حاجة لفعل كل شيء على أكمل وجه بطريقة مثالية، ولكن السعي للكمال يؤدي للإفراط في التفكير، والتي بدورها تصنع حلقة من لوم الذات، وتدني احترام الذات، والتي تعزز الإفراط بالتفكير، وهكذا.

كتابة اليوميات

كتابة اليوميات تساعد في التقليل من المخاوف التي يشعر بها الشخص، والتي بدورها تقلل من الإفراط في التفكير، وذلك من خلال كتابة الأفكار، والمشاعر، واستخدامها لمعرفة جذور المشكلة.

 

طرق التوقف عن كثرة التفكير

كثرة التفكير تصبح متعبة في مرحلة ما من حياة الشخص، ولذلك يجب التوقف عنها، ومن أبرز الطرق التي تُحقق ذلك:

البحث عن الأسباب

من أهم طرق التوقف عن كثرة التفكير هي البحث عن الأسباب، وبشكل خاص أن الإفراط في التفكير كثيرًا ما يحصل للشخص دون أن يدرك ذلك، ولذا لا بأس من الابتعاد قليلًا عن المشتتات، واكتشاف أسباب التفكير الزائد.

إذا كنت غير قادر على التحكم في تفكيرك الزائد ويتداخل مع أدائك اليومي، فاطلب متخصصًا لمساعدتك.

ممارسة تمارين اليقظة

تساعد تمارين اليقظة على زيادة تركيز الشخص على الوقت الحاضر، وعلى تنظيم نفسه أو مشاعره عندما تسيطر عليه مشاعر قوية. بالإضافة لأنها تُساعده على التعامل بهدوء مع حل النزاعات، وذلك مثل تمارين اليقظة أو التأمل، والأنفاس العميقة.

التفكير بإيجابية

التفكير بطريقة إيجابية يزيد من قدرة الشخص على تخطي التفكير الزائد، ويساعد في التخلص من الأفكار السلبية أيضًا، وتقليل مستويات الاكتئاب أو التوتر، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الآتي:

  • التمسك بأي أفكار إيجابية تخطر على البال.
  • كتابة أي أفكار أو ملاحظات إيجابية يلاحظها الشخص.
  • التفكير في الأوقات التي قام خلالها الشخص بتقديم المساعدة لأشخاص آخرين.
  • تذكر اللحظات أو التصرفات التي جعلت الشخص يشعر بالرضا عن نفسه.
  • التخلص من أي أفكار تجعل الشخص يظن أنه شخص سيء.
  • الابتعاد عن أي مصدر للطاقة السلبية مثل الأشخاص السلبيين أو الأخبار السلبية.

تقوية العقل

كلما كان عقل الشخص أقوى، كلما ازدادت قدرته على التخلص من التفكير الزائد، ولتقوية العقل ينصح بالآتي:

  • الالتزام بالتمارين الرياضية مهما كانت بسيطة.
  • المحافظة على التواصل مع الأصدقاء أو المقربين.
  • التعرف على أشخاص جدد ومن ثم تكوين صداقات جيدة.
  • التخلص من أي عادات سلبية أو استبدالها بعادات أكثر صحة وإيجابية.
  • تجربة هوايات جديدة أو تعلم أشياء جديدة.

السيطرة على التوتر

التوتر يزيد من الإفراط في التفكير بشكل كبير، ولذلك يجب العمل على السيطرة على التوتر حسب الآتي:

  • كتابة المشكلات من الأصعب إلى الأسهل، والبدء بحل المشكلات من السهلة حتى الصعبة.
  • مشاهدة البرامج التلفازية، أو أخذ قسط من الراحة، أو فعل أي شيء يساعد الشخص على الاسترخاء.
  • الابتعاد عن تناول المخدرات أو الكحول.
  • زيارة طبيب نفسي أو مستشار للحصول على المساعدة.

 

نصيحة عرب ثيرابي

عندما يعاني الشخص من التفكير الزائد فإن عبء الذهاب إلى الجلسات العلاجية يزيد من الثقل الذي يتحمله الشخص، لذلك فإن الخدمات المقدمة من خلال العلاج النفسي عبر منصة عرب ثيرابي يُعد حلاً رائعاً، حيث يمكن جدولة المواعيد بما يناسب الشخص ودون الحاجة إلى الخروج من المنزل.