مهارات التأقلم

مهارات التأقلم وأنواعها

يواجه الجميع ضغوطات عاطفية ومهنية، إلا أن معرفة الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه الضغوط يقلل من تأثيراتها النفسية على الشخص، لذلك لا بد من امتلاك مهارات التأقلم الصحية، التي تضمن للشخص الاستمرار في الروتين اليومي بأقل التأثيرات.

أنواع مهارات التأقلم

يمكن للشخص اتباع استراتيجيات معينة كمهارات للتأقلم مع المواقف العصيبة التي يمر بها خلال حياته اليومية، مما يزيد من إحساسه بالتحسن الجسدي والنفسي، ويمكن تقسيم هذه المهارات إلى:

التأقلم القائم على المشكلة

يمكن ممارسة التأقلم القائم على المشكلة عندما يسعى الشخص إلى تغيير موقفه بدلاً من تهدئة أعصابه، وقد يكون ذلك بالتخلص من الأمر المرهق، وغالباً: (المرجع 1)

  • لا توفر هذه الطريقة الحل السريع.
  • يساعد التأقلم القائم على المشكلة في التخلص من المشكلة من جذورها.

التأقلم القائم على العاطفة

يعتبر هذا الأسلوب من الأساليب الفعالة عندما لا تتوفر الظروف المناسبة لتغيير الموقف، حيث أنه:(المرجع 1)

  • يتم اللجوء إليه عندما لا يرغب الشخص بالتغيير، وإنما يسعى إلى تهدئة أعصابه في المقام الأول.
  •  توفر هذه الطريقة الحل السريع.
  • قد ينتج عن المشكلة تبعيات مستقبلية، لأن الشخص لم يقم بحل المشكلة من جذورها.

التأقلم الاستباقي

على الرغم من أن التعامل مع المشكلات فور ظهورها من الأساليب المهمة للتأقلم، إلا أن الدراسات أثبتت أن الاستراتيجيات الاستباقية المتبعة تعمل على إدارة العقبات المستقبلية بفاعلية أكثر.(المرجع 1)

المرونة النفسية ومهارات التأقلم 

كلما زادت المرونة النفسية التي يتمتع بها الشخص، كلما زادت مهاراته التأقلمية مع الضغوطات التي يواجهها، حيث أن المرونة النفسية تعمل على:(المرجع 2)

  • إدارة الإجهاد.
  • إدارة الوقت.
  • حل المشكلات.
  • صناعة القرارات.
  • إدارة أسلوب الحياة.

مهارات التأقلم الصحية

تساعد مهارات التأقلم الصحية على تعامل الشخص بطريقة صحيحة مع ما يواجهه من مشكلات، بالإضافة إلى تقليل الضغوط التي يشعر بها، ومن هذه المهارات:

النظرة الإيجابية

عند مواجهة المشكلة، لا بد من النظر إليها بطريقة إيجابية، وإبعاد الأفكار التشاؤمية مثل أنها مشكلة مستعصية غير قابلة للحل قدر الإمكان.(المرجع 2) (المرجع 4)

تقبل التغيير

قد يواجه الشخص بعض الظروف التي يكون التغيير فيها هو الحل الأمثل، على الرغم من النتائج المؤقتة الناتجة عنها، كما أن بعضها الآخر لا يمكن إلا التأقلم معه، عندما يدرك الشخص هذا الأمر يستطيع التعامل بحكمة مع هذه الظروف.(المرجع 2)

الأهداف الواقعية

عند التخطيط للأهداف، لا بد من اتباع بعض الاستراتيجيات للتتمكن من تحقيقها، ومن هذه الستراتيجيات:(المرجع 2) (المرجع 5)

  • أن تكون هذه الأهداف واقعية وقابلة للتحقيق.
  • تقسيم الأهداف الكبيرة منها إلى أجزاء لتسهيل تحقيق النتائج فيها.

الإجراءات الحاسمة

يعتبر مواجهة الموقف في الوقت المناسب أمراً مهماً لحل المشكلة، على عكس تجنب المشكلة والتهرب منها.(المرجع 2)

التعامل مع المشكلة

يمكن من خلال تحمل الشخص للمسؤولية والبحث عن الحلول المناسبة لها، أن يقلل التبعات المحتملة للمشكلة، كما أن طلب المساعدة من الآخرين لا يُعد من الأمور السيئة أبداً.(المرجع 5)

الثقة بالنفس

عندما نكون ثقة الشخص بنفسه عالية، فإنه يستطيع حل المشكلات التي يواجهها بطريقة صحيحة، كما أن نظرة الشخص الإيجابية لنفسه تمنعه من الهروب وتحثه على المواجهة.(المرجع 2) (المرجع 4)

تمارين الاسترخاء

سواء كانت تمارين استرخاء متقدمة تم التدرب عليها بمهارة، أم كانت تمارين بسيطة، فإن المواظبة عليها يعمل على تمكين الشخص من:(المرجع 4)

  • التحكم بانفعالات.
  • التقليل من التوتر.

النشاط البدني

بالإضافة إلى الفائدة الصحية المرجوة من التمارين الرياضية، فهي تعمل على تحكم الشخص بالتوتر بشكل عام، كما أنها تقلل من التأثيرات السلبية للضغوطات على الجسم.(المرجع 4)

الدعم النفسي

يمكن أن يوفر التواجد من الأصدقاء والمقربين دعماً نفسياً مطلوباً عند الشعور بالتوتر أو مواجهة المشكلة، إلا أن الأمر قد ينقلب عكسياً في حال كانت شكوى الشخص بشكل متكرر، على الرغم مما يقدمه الاستماع من فائدة للشخص.(المرجع 4)

مهارات التأقلم غير الصحية

قد تساعد بعض السلوكيات على شعور الشخص بتحسن عاطفي لحظي عند مواجهة المشكلات، إلا أنها قد تزيد الوضع سوءاً، أو لا تعمل على حل المشكلة، ومن هذه السلوكيات:

تعاطي المخدرات أو الكحول

تعمل هذه المواد على تسكين الشعور المؤلم في وقت تناولها، إلا أنها تعود بالكثير من الآثار السيئة، مثل احتمالية الإدمان، أو الإصابة بالاكتئاب.(المرجع 3)

الإفراط في تناول الطعام أو الامتناع عنه

في كلا الحالتين، فإن اتباع سلوكيات متعلقة بالطعام لن تساهم في حل المشكلة، بل تزيد من الإصابة ببعض المخاطر.(المرجع 3) (المرجع 6)

الإفراط بالنوم أو السهر

على الرغم من أن الشخص سيواجه الموقف المقلق في جميع الأحوال، ولن يتغير الأمر، إلا أن الشخص قد يقوم بتغيير نمط النوم من خلال:(المرجع 3)

  • النوم الكثير، حيث يساعد النوم في الشعور بالهروب من المشكلة بشكل مؤقت.
  • السهر لوقت متأخر، مما يُشعر الشخص بتأخير الدخول بيوم جديد.

الفضفضة للآخرين

تعمل الفضفضة على الحصول على الدعم، والمساعدة في إيجاد حلول للمشكلات، إلا أن الفضفضة المتكررة قد ينتج عنها:(المرجع 3)

  • زيادة شعور الشخص بالسوء.
  • تقييد الشخص بجانب من جوانب ألمه.

الإنفاق

التسوق عند مواجهة المشكلات والضغوطات من العادات التي يلجأ لها البعض عند الشعور بالضيق، إلا أنها قد تزيد من:(المرجع 3)

  • تكديس الأشياء في المنزل.
  • إنفاق الكثير من الأموال في غير مكانها.

التجنب

في بعض المواقف قد يكون التجنب مفيداً، إلا أنه عند مواجهة المشكلات الحقيقية، فإن التجنب ما هو إلا وسيلة لتأجيل التعرض للموقف بدلاً من حله.(المرجع 6)

السلوكيات القهرية

عند التعرض للإجهاد النفسي والجسدي، تكون مستويات الأدرينالين لدى الشخص عالية، مما يحفزه للقيام بالسلوكيات القهرية التي يعاني منها، مثل:(المرجع 3) (المرجع 6)

  • القيادة بشكل متهور.
  • اللجوء إلى المقامرة.

إيذاء النفس

قد لا يحتمل البعض المواقف المؤلمة، مما يحفزهم إلى ممارسة بعض السلوكيات الخطيرة، مثل إيذاء النفس.(المرجع 3) (المرجع 6)

الاجترار

إن التفكير المفرط في المشكلة والتركيز في أبعادها، وتوقع النتائج المترتبة المحتملة، ما هي إلا أساليب قد تزيد الأمر سوءاً، وتؤدي إلى زيادة الضغط على الشخص.(المرجع 6)

الفرق بين مهارات التأقلم وآليات الدفاع

على الرغم من وجود بعض التشابه بين مهارات التأقلم وآليات الدفاع، إلا أنهما يختلفان عن بعضهما البعض من خلال:(المرجع 3)

  • حالة الوعي: يلجأ الشخص إلى مهارات التأقلم بشكل واعي ومدرك لما يقوم به، إلا أنه غالباً ما يكون الشخص غير واعي عند استخدام آليات الدفاع.
  • النتيجة: في الوقت الذي يستخدم الشخص مهارات التأقلم لإدارة موقف خارجي وحل مشكلة، فإنه تغيير الحالة النفسية الداخلية للشخص تكون نتيجة استخدامه لآليات الدفاع.

ابدأ العلاج
بسرية وخصوصية تامة