مرض الاكتئاب: الأسباب، والأعراض، وطرق العلاج

قد يمر الإنسان في مصاعب وفواجع كثيرة في حياته، وفي حالات الحزن العميقة غالبًا ما يصف نفسه بأنه “مكتئب”، إلا أن الاكتئاب لا يُعتبر حزنًا شديدًا على تجربة صعبة مر بها الشخص في حياته وحسب؛ بل يتجاوز ذلك بكثير، وسنتناول في هذا المقال كل ما يتعلق بالاكتئاب: ما هو، وأعراضه، وأسبابه، وعلاجه، ومخاطره، وغيرها.

مفهوم الاكتئاب

الاكتئاب أو الاضطراب الاكتئابي الرئيسي عبارة عن مرض طبي شائع، ويُعد من الأمراض الخطيرة؛ يؤثر بشكل سلبي على طريقة تفكير الشخص، ومشاعره، وتصرفاته، والتي بدورها تُسبب بعض المشاكل العاطفية والجسدية للشخص بصورة تؤثر على حياته الشخصية والعملية.[مرجع1]

أنواع الاكتئاب

يوجد أنواع مختلفة للاكتئاب، وهي:

الاكتئاب الشديد

يتم تشخيص الإصابة بالاكتئاب الشديد إذا ما كان الشخص يعاني من خمسة أو أكثر من أعراض الاكتئاب الشائعة باستمرار لمدة أسبوعين على الأقل، وذلك مثل فقدان الشغف، واضطراب في النوم، ومخاطر الانتحار، ونقص الطاقة، وصعوبة في التركيز، وغيرها، ويختلف تأثيره على الأشخاص على النحو التالي:[مرجع2]

  • القلق: حيث يصبح الشخص قلقًا ومتوترًا في معظم الأوقات، مع مشاكل كبيرة في التركيز وفي السيطرة على النفس.
  • الكآبة: وهي عندما يخسر الشخص اهتمامه وشغفه في الأمور التي يستمتع بها عادةً، بالإضافة لقلة النوم، والأفكار الانتحارية، وفقدان الوزن، ويكون تأثير هذا النوع في أوجه في الصباح الباكر.
  • الاضطراب: مشاعر عدم الارتياح التي يصاب بها الشخص والتي يرافقها كثرة الكلام والحركة، والتصرف بطريقة مندفعة.

الاكتئاب المستمر

عندما يستمر الاكتئاب لمدة تزيد عن عامين يتم اعتباره اكتئابًا مستمرًا، وغالبًا ما يتم استخدامه في وصف الاكتئاب الخفيف المستمر والاكتئاب الشديد المزمن، ويترافق معها الشعور باليأس، وتدني احترام النفس، وغيرها من أعراض الاكتئاب، ويتم علاجه بالعلاج النفسي أو الأدوية، أو كلاهما.[مرجع2]

اكتئاب ثنائي القطب

والذي يُعرف أيضًا باسم “اكتئاب الهوس”، وهو من أنواع الاكتئاب التي تجعل المصاب بها يُعاني من تقلبات مزاجية شديدة؛ حيث يُمكن أن ينتقل المصاب من أفضل مزاجاته لأسوأها في أقل من ثواني، ويُمكن للأدوية السيطرة على هذه التقلبات المزاجية.[مرجع2]

الاكتئاب الموسمي

الاكتئاب الموسمي من أنواع الاكتئاب التي تظهر في مواسم وتختفي في مواسم أخرى، وغالبًا ما يظهر خلال موسم الشتاء؛ عندما يتعرض الشخص لكميات أقل من ضوء الشمس ويكون النهار قصيرًا، وإذا كان الشخص مصابًا باضطراب القلق الاجتماعي يُمكن علاجه باستخدام مضادات الاكتئاب.[مرجع2]

الاكتئاب الذهاني

يتشابه مع الاكتئاب الشديد إلى حدٍ ما إلا أنه يظهر على المصاب به بعض الأعراض الذهنية، كأن يشعر الشخص بالهلوسة ويبدأ برؤية وسماع أمور غير موجودة، أو يتكون لديه أوهام ومعتقدات خاطئة، أو المعاناة من جنون العظمة؛ الاعتقاد أن الجميع يحاولون إيذاء الشخص.[مرجع2]

اكتئاب ما بعد الولادة

كثيرًا ما تُصاب النساء بالاكتئاب الشديد في الأسابيع والأشهر التي تلي الولادة، وهو ما يُطلق عليه اكتئاب ما بعد الولادة، وكذلك الأمر بالنسبة للرجال؛ حيث يعاني بعضهم من الاكتئاب في فترة الولادة، ويُمكن للأدوية التي تستخدم في علاج الاكتئاب الشديد أن تساعد في علاجه.[مرجع2]

الاكتئاب السابق للحيض

تُعاني النساء أحيانًا من الاكتئاب في بداية الدورة الشهرية (الحيض)، كما تعاني النساء في نفس الفترة من الإعياء، والقلق، وتقلبات المزاج، وغيرها، وأحيانًا يتم وصف حبوب منع الحمل أو الأدوية المضادة للاكتئاب في علاج هذا النوع من الاكتئاب.[مرجع2]

الاكتئاب الظرفي

وهو الاكتئاب الذي يُصاب به شخص عند مواجهته مشكلة صعبة في حياته؛ مثل الطلاق، أو وفاة أحد المقربين، أو فقدان الوظيفة، ويكون لفترة محدودة أو ظرف محدد، وعلى الرغم من أنه لا يُعد من أنواع الاكتئاب الرسمية في الطب النفسي إلا أنه يتم علاجه بواسطة العلاج النفسي.[مرجع2]

الاكتئاب غير النمطي

يختلف الاكتئاب غير النمطي عن أنواع الاكتئاب النمطية بأنه يُمكن لحدث جيد أو إيجابي في حياة الشخص أن يُخرجه من الاكتئاب ويُحسن مزاجه بشكل مؤقت، كما أن أعراض محددة تظهر به مثل زيادة الشهية والنوم، والثقل في اليدين والقدمين، والحساسية المفرطة للنقد.[مرجع2]

أعراض الاكتئاب الشائعة

من أبرز أعراض الاكتئاب الشائعة:[مرجع3]

  • الشعور بالحزن، والقلق، والضيق.
  • كثرة البكاء، واليأس، والتشاؤم. 
  • فقدان الاهتمام بالهوايات والاهتمامات المعتادة.
  • الشعور بقلة الطاقة والكثير من التعب.
  • مواجهة صعوبة في التركيز، والتذكر، واتخاذ القرارات.
  • التحدث ببطء والحركة ببطء عن المعتاد.
  • مواجهة صعوبات واضطرابات في النوم؛ الإفراط في النوم أو القلق وقلة النوم.
  • المعاناة من تغييرات في الشهية، والتي يترتب عليها تغيير في الوزن.
  • الإصابة بآلام مزمنة في الجسم بشكل مستمر دون وجود أي سبب منطقي لها، ولا يساعد العلاج في التخلص منها.
  • المعاناة من الصداع، ومشاكل في الجهاز الهضمي.
  • كثرة أفكار الانتحار، والأفكار المتعلقة بالموت، ومحاولة إيذاء النفس.

طرق علاج الاكتئاب

يتم علاج الاكتئاب بطرق مختلفة بناءً على حالة الشخص والاكتئاب الذي يعاني منه، ومنها:

الأدوية

يُطلق على أدوية علاج الاكتئاب اسم مضادات الاكتئاب، والتي تعمل على تغيير كيمياء الدماغ التي تُسبب الاكتئاب، وعلى الرغم من آثارها الجانبية العديدة إلا أنها تتحسن مع مرور الوقت، وقد لا تكون نتائجها سريعة في الكثير من الأحيان.[مرجع4]

العلاج النفسي

غالبًا ما يُساعد العلاج النفسي أو الاستشارة من مختص في الاكتئاب في معالجة المشاكل التي يعاني منها المُصاب بالاكتئاب، بالإضافة لتطوير مهارات التأقلم مع الاكتئاب، وتختلف مدة العلاج باختلاف حالة الشخص ومرضه.[مرجع4]

الطب البديل

يُمكن للطب البديل أن يساعد في علاج الاكتئاب دون الحاجة لتناول الأدوية، وبشكلٍ خاص للأشخاص ممن يعانون من الاكتئاب الخفيف، أو أعراضهم في تحسن مستمر، وذلك مثل العلاج بالتدليك، والوخز بالإبر، والتنويم المغناطيسي، والارتجاع البيولوجي، وغيرها.[مرجع4]

العلاجات الطبيعية

يُمكن لتغيير نمط الحياة واتباع بعض السلوكيات الجديدة أن تُساعد في علاج الاكتئاب، ومن الأمثلة على ذلك:[مرجع3]

  • ممارسة التمارين الرياضية لمدة ثلاثين دقيقة تقريبًا من 3-5 مرات بالأسبوع.
  • الابتعاد عن تناول الكحول والمواد المخدرة.
  • الراحة والابتعاد عن مسببات القلق والإرهاق.
  • الحصول على قسط وفير من النوم. 
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • الابتعاد عن الأشخاص السلبيين.
  • تجربة أمور جديدة والقيام بأنشطة ممتعة.
  • التعرض لأشعة الشمس بشكل جيد لاكتساب فيتامين د.
  •  

طريقة تشخيص الاكتئاب

كما ذكرنا سابقًا أن تشخيص الاكتئاب لا يتم ما لم يُعاني الشخص من أعراض الاكتئاب لمدة تقل عن أسبوعين، ويجب زيارة الطبيب أو المُختص، وإجراء جميع الفحوصات والاختبارات اللازمة، ومن الانتظار حتى يقوم الطبيب بتشخيص الشخص إذا ما كان مُصابًا بالاكتئاب وبحاجة لعلاج أم لا، ولا يجب تشخيص الاكتئاب بأي طريقة أخرى.[مرجع4]

أسباب الاكتئاب

يوجد أسباب متنوعة وعديدة للإصابة بالاكتئاب، وأبرزها:[مرجع5]

  • صعوبات الحياة: تعرض الشخص للضغوطات والصعوبات المستمرة باستمرار من العوامل الأساسية للإصابة بالاكتئاب، وذلك مثل ضغوطات العمل، والعلاقات السامة، والتجارب السيئة.
  • التاريخ العائلي: تزداد مخاطر الإصابة بالاكتئاب إذا كان هناك تاريخًا عائليًا من الإصابة بالاكتئاب؛ حيث يُمكن أن ينتشر الاكتئاب بالوراثة.
  • الشخصية: الشخص الذي يتمتع بشخصية سلبية ويُكثر من انتقاد نفسه، أو يميل للكمال، أو لديه تقدير منخفض لنفسه، مُعرّض بالإصابة للاكتئاب أكثر من غيره.
  • الأمراض: الإصابة بمرض خطير يزيد من التوتر والقلق عند الشخص، وعند التعامل مع هذا المرض بشكل مستمر تزيد مخاطر الإصابة بالاكتئاب.
  • تناول الكحول والمخدرات: تناول الكحول والمخدرات من الأمور المسببة للاكتئاب، ومن نتائجه أيضًا.

ابدأ العلاج
بسرية وخصوصية تامة