ما ستجده في هذا المقال:
الكثير من الأشخاص يُعاني من مشاكل في الصحة العقلية والنفسية، ولكن لا يلجأ لطلب المساعدة تجنبًا للإحراج، أو لأنه غير متأكد من حاجته للمساعدة، أو أن الطبيب النفسي يُمكن أن يساعده، لذا إذا كنت تُفكر “متى يجب الذهاب إلى طبيب نفسي؟” أكمل قراءة هذا المقال.
متى يجب الذهاب إلى طبيب نفسي
بمجرد أن يبدأ بمواجهة الأمور التالية يجب عليه الذهاب الى طبيب نفسي:
عدم القدرة على التحكم في العواطف
الحزن، والغضب، الانفعال مشاعر طبيعية يُمكن أن يشعر بها الشخص في أي مرحلة من مراحل حياته، ولكن إذا كانت تسيطر عليه بشكل كامل، ولم يتمكن من التحكم بها أو السيطرة عليها عندها يجب زيارة الطبيب النفسي؛ حيث يُمكنه المساعدة في تعلم إدارة العواطف بشكل فعال، وبشكل خاص مشاعر القلق والحزن المفرط المزمنة.
تغير أنماط النوم
جودة النوم تعكس الكثير عن الصحة العقلية للفرد، وغالبًا ما يواجه أصحاب مشاكل الصحة العقلية اضطرابات في النوم على شكل أرق، أو النوم الكثير، أو النوم المتقطع، كما يكون نومهم خفيفًا ويجعل من الصعب عليهم العودة للنوم مجددًا، وقلة النوم تزيد من أعراض وصعوبة الأمراض الصحية.
أنماط التأقلم السامّة
يلجأ الأشخاص أحيانًا لاتباع طرق غير صحية للتأقلم مع الظروف الصعبة أو للتخلص من مشاكل الصحة العقلية، ويُصبح الشخص يتعاطى العقاقير، والأدوية، والكحول، والمخدرات حتى يتمكن من الشعور بالسعادة والراحة، ولا يجب التهاون مع هذا الأسلوب أبدًا، ويجب زيارة طبيب نفسي والحصول على المساعدة بطريقة صحية وسليمة.
كثير من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية لا يطلبون المساعدة لأنهم يشعرون بالحرج أو لأنهم غير متأكدين مِن مَن يجب عليهم رؤيته.
التغييرات في الأداء
في اللحظة التي يبدأ بها الشخص يُكافح حتى يُحقق النجاح في دراسته، ولا يرغب بالذهاب للمدرسة بانتظام، أو يواجه مشكلة في التركيز في عمله، وتبدأ كفاءته في التراجع يجب الذهاب الى طبيب نفسي والحصول على استشارة ومعرفة الحل الأنسب.
العزلة
ازدياد الرغبة بالعزلة، والانسحاب من جميع أشكال المواقف الاجتماعية من الأمور التي يفعلها عادة الشخص المصاب بالقلق المفرط من المواقف الاجتماعية أو بالاكتئاب، وقد يكون ذلك بسبب عدم القدرة على التحكم بالمشاعر، أو عدم القدرة على التعامل مع الآخرين.
الأمراض الجسدية
الصحة الجسدية والصحة العقلية ترتبط معًا ارتباطًا وثيقًا؛ حيث أن الإصابة بالأمراض أو الأوجاع الجسدية دون وجود أي مبرر لها قد يكون علامة على الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية، وذلك مثل الصداع، وآلام المعدة، والأوجاع غير المفهومة، وعندها يجب الذهاب الى طبيب نفسي.
التغيرات السلوكية
التغييرات أو الاضطرابات السلوكية المفاجئة التي تحدث خلال فترة زمنية قصيرة أمر يدعو للقلق، وذلك مثل قلة الاهتمام بالنفس، السلوكيات المثيرة للشك والغريبة، وقلة الكلام أو الحديث المفرط، وغيرها من التغيرات في السلوك التي تحدث بشكل مفاجئ عندها يجب زيارة الطبيب النفسي.
نوبات الغضب
يجب الذهاب الى طبيب نفسي عندما يبدأ الشخص في مواجهة نوبات غضب ليس لها أي مبرر، وبشكل مستمر ومتكرر، وذلك يشمل الإساءة اللفظية أو الجسدية في مواقف تافهة أو أمور لا تستحق الغضب، بالإضافة للانفعال الشديد تجاه القضايا التافهة والسطحية.
الأفكار الانتحارية
التعبير عن الأفكار الانتحارية أو الرغبة بإيذاء النفس أو الآخرين من الأمور الخطرة التي لا يجب التهاون بها، وبشكلٍ خاص إذا ما كان الشخص قد حاول إيذاء نفسه سابقًا أو تعريضها للخطر؛ حيث يكون الشخص قد وصل لأعلى مراحل اليأس، وعندها يجب الذهاب الى طبيب نفسي.
علامات تدل على ضرورة الذهاب الى طبيب نفسي
عندي ظهور أي من العلامات أو الأعراض التالية يجب الذهاب الى طبيب نفسي:
- بداية أي من أعراض أحد اضطرابات الصحة النفسية بصورة مفاجئة.
- ارتفاع حاد وشديد في أعراض أحد اضطرابات الصحة العقلية.
- تجنب تحمل المسؤولية.
- الشعور بالغضب الشديد والحنق.
- الإحساس بالكآبة والقلق حتى التعب.
- المرور بفترات من الحزن الشديد.
- المكافحة للمحافظة على العلاقات الاجتماعية أو بنائها.
- تغيرات غير صحية في الرغبة الجنسية.
- الانخراط في الأفعال الخطرة.
- مشاهدة الكوابيس.
- الانفصال عن الواقع.
- كثرة الأوهام، أو جنون العظمة، أو الهلوسة.
- التعرض لصدمة قوية مثل حادث سيارة، أو اعتداء.
- فقدان الاهتمام بجميع الأنشطة.
- اضطرابات الشهية سواء كانت زيادة أو نقصان، والتي يرافقها زيادة أو نقصان في الوزن.
- الشك أن جميع الناس يقفون ضده.
- التحدث عن الآخرين والاستهزاء بهم أو التآمر عليهم باستمرار.
يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار التغير المفاجئ في الشخصية، سواء من الهادئ إلى الاجتماعي أو من المنفتح إلى المتحفظ.
متى يجب ذهاب الأطفال الى طبيب نفسي
التغييرات في شخصية الطفل قد تجعل الأهل يتساءلون “متى يجب الذهاب الى طبيب نفسي؟” قد تكون الإجابة مختلفة بالنسبة للأطفال عن الناضجين، وذلك على النحو التالي:
- سلوكيات التحدي: عندما يبدأ الطفل بالتصرف بالتحدي في جميع المواقف كأن يميل أكثر للمجادلة والشكوى، واتخاذ موقف دفاعي داخل المنزل وخارج المنزل.
- تغير الاهتمامات: يجب الذهاب الى طبيب نفسي مع الطفل عند ملاحظة تغيرات مفاجئة في اهتماماته وأنشطة حياته اليومية المعتادة مثل النوم، والأكل، والاهتمامات الشخصية.
- القلق والحزن المفرط: الطفل يكون بحاجة ملحّة للمساعدة إذا كان يواجه القلق والحزن بصورة مبالغ بها تستهلك أفكاره وطاقاته.
- التراجع العام: من الشائع للغاية أن يتراجع الطفل بحياته عند مواجهة التغيرات مثل ولادة طفل جديد أو الطلاق، ولكن يجب الذهاب الى طبيب نفسي إذا ما بدأت لغته بالتراجُع، أو واجه نوبات غضب متكررة، أو أصابه التبول اللاإرادي، أو قلق الانفصال.
- العزلة الاجتماعية: عندما يُصبح الطفل منعزلًا، ويستمر في الابتعاد عن أي علاقات اجتماعية، وتظهر عليه علامات الانسحاب الاجتماعي يجب الذهاب الى طبيب نفسي، وذلك مثل تناول الطعام لوحدة، أو تجنب مواعيد اللعب والأنشطة، أو عدم الرغبة بمغادرة المنزل.
- الحديث عن إيذاء النفس: لا يجب التردد في زيارة الطبيب النفسي والحصول على استشارة أو علاج في اللحظة التي يبدأ بها الطفل التفكير أو الحديث عن إيذاء النفس.
كلما حددت العلامات التي يحتاجها طفلك للاستشارة بشكل أسرع، كلما حصلت على المساعدة التي يحتاجها بشكل أسرع.
أهمية الذهاب إلى طبيب نفسي
لن يكون من السهل اتخاذ خطوة الذهاب إلى الطبيب النفسي، وتكمُن أهمية الذهاب إلى طبيب نفسي في الأمور التالية:
- التحدث إلى الطبيب النفسي يُساعد الشخص في التعبير عن مشاعره وأفكاره بأريحية وانفتاح.
- الحصول على مستوى دعم كبير من الطبيب النفسي عند التحدث معه.
- الحصول على مساحة آمنة للتحدث ومشاركة المشاعر والأفكار دون الخوف من إطلاق الأحكام.
- معرفة السبب الحقيقي خلف المشكلة التي يعاني منها الشخص، وبالتالي الحصول على علاج لها أو مساعدة في علاجها.
- تعزيز قدرات الشخص على مواجهة مخاوفه والتخلص منها.
- الحصول على مساعدة طبية صحية وسليمة.
- معرفة أفضل أنواع العلاج لكل حالة يمر بها الشخص.
- زيادة قدرة الشخص على أن يكون النسخة الأفضل من نفسه.
- تعلم السيطرة على العواطف والتعامل معها.
- التغلب على التجارب المؤلمة.
- الحصول على الدعم والمشورة الكافية لحل المشكلات.
- زيادة الثقة بالنفس وبالآخرين.
- المساعدة على إحداث التغييرات في الحياة الشخصية والمهنية.
كلمة من عرب ثيرابي
إن كنت بحاجة لزيارة الطبيب النفسي فإن ذلك لا يستدعي الشعور بالخجل. حيث أن طلب العلاج يعكس قوة شخصيتك كما أنه قد يلهم الآخرين باللجوء إلى طلب العلاج النفسي المناسب لهم أيضاً.
يجب أن تتذكر لست لوحدك من يعاني من مشكلات بحاجة إلى المساعدة المتخصصة، كما يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن الذهاب إلى الطبيب النفسي لا يعني أن لديك خطأ تريد تعديله، وإنما الرغبة بتحسين جودة الحياة التي تعيشها والاهتمام بالنفس بشكل أكبر.
