جميع الآباء يرغبون في تربية الأطفال بطريقة صحيحة وسليمة، وأن يكون أطفالهم في أفضل الحالات نفسيًا، وصحيًا، وعاطفيًا، ولكن كيف يُمكن تحقيق ذلك؟ ما هي الأسس والأنماط؟ وكيف تؤثر على الأطفال؟
أنماط تربية الأطفال
يوجد 4 أنواع رئيسية من أنماط التربية، والتي لكل منها تأثير مختلف على الأطفال، وهي:
السلطوية
بالتربية السلطوية يعتقد الآباء أن الأطفال يجب عليهم اتباع القواعد جميعها دون استثناء أو نقاش، وفرض العواقب والعقاب، مع عدم الاهتمام للتفسير أو التوضيح للطفل الأسباب والتبعات، أو حتى الاهتمام برأي الطفل، والتي تؤثر على الطفل بالشكل الآتي:[مرجع1]
- اتباع القواعد في الكثير من الأحيان.
- تطوير مشاكل احترام الذات؛ بسبب عدم تقدير أو احترام آراء الطفل.
- تنمية السلوك العدواني والغضب.
- تركيز الطفل على الغضب الذي يشعر به تجاه والديه بدلًا من التركيز على تطوير النفس.
- السعي لتحقيق توقعات الوالدين.
- الكذب لتجنب العقوبات التي يفرضها الوالدين.
المعتدلة (الموثوقة)
في هذا النمط من أنماط تربية الأطفال يعتمد الآباء على إنشاء علاقة إيجابية مع الأطفال، مع الاهتمام برأي الطفل ومشاعره، والنقاش معه حول القواعد والحدود التي يتم وضعها، مع التأكيد على أن الآباء هم المسؤولين، ويُعتبر الأكثر صحة وفعالية من الناحية التنموية، وذلك بسبب تأثيرها الجيد على الأطفال، وذلك مثل:[مرجع1]
- ينضج الأطفال ليصبحوا بالغين ولديهم حس بالمسؤولية.
- يكون الأطفال أكثر راحة في الدفاع عن أنفسهم، والتعبير عن آرائهم، ومشاعرهم.
- السعادة والنجاح تكون من السمات المميزة للأطفال.
- القدرة على اتخاذ القرارات السليمة وتقييم مخاطر السلامة.
المتساهلة
الأبوة المتساهلة هي عندما يتسامح الآباء مع الأطفال بشكل كبير، ولا يتدخلون إلا عندما يقع الطفل في مشكلة كبيرة، والتساهل في تطبيق القواعد والقوانين المفروضة على الأطفال، وتأثيرها على الأطفال يكون كما يلي:[مرجع1]
- يشعر الأطفال كأن الآباء أصدقائهم، مما يجعلهم أكثر انفتاحًا.
- عدم بذل الكثير من الجهد في تثبيط الخيارات السيئة أو السلوك السيء.
- مواجهة مشاكل أكاديمية.
- المشاكل السلوكية بسبب عدم اتباع القواعد أو تقدير السُلطة.
- تدني احترام الذات، والشعور بالكثير من الحزن.
- التعرّض للإصابة في المشاكل الصحية مثل السمنة، وتسوس الأسنان.
المُهملة
أحد أنماط تربية الأطفال هي الأبوة المُهملة أو الأب غير المشارك، والتي تصف الأهل الذين لا يشاركون كثيرًا في حياة أطفالهم، ووجود القليل من القواعد، ونقص في التوجيه والرعاية أو الاهتمام الأبوي؛ حيث يتوقع الآباء أن يقوم الأطفال بتربية أنفسهم، وغالبًا ما يواجه الأطفال في هذه الحالة تدني احترام الذات، والأداء الأكاديمي السيء، والمشاكل السلوكية.[مرجع1]
10 أسس لتربية الأطفال
هناك 10 أسس تعتمد عليها تربية الطفل، وهي:
ما يفعله الآباء مهم
واحد من أهم المبادئ هو أن الأطفال يراقبون الأهل والطريقة التي يتصرفون بها، وغالبًا ما يقوموا بتقليد الآباء، ولذلك من المهم الالتزام في السلوكيات الجيدة.[مرجع3]
لا يمكن للحب أن يُفسد الطفل
قد يعتقد الآباء أن الكثير من الحب والإفراط في تقديمه للأطفال يؤدي لإفسادهم أو تدليلهم، إلا أن ذلك خاطئ تمامًا، والشيء الذي قد يؤدي لإفساد الطفل هو التساهل معه، أو تقليل التوقعات.[مرجع3]
المشاركة في حياة الطفل
حتى لو كانت المشاركة والحضور في حياة الطفل سوف تستغرق وقتًا وجهدًا من الآباء إلا أنها من أساسيات تربية الأطفال، ويجب الحضور جسديًا وعقليًا مع الطفل، والمشاركة في حياته[مرجع3] من خلال:[مرجع5]
- التعرّف إلى الفصول الدراسية التي يدرُسها وأسماء المعلمين.
- مراجعة الواجبات الدراسية مع الطفل.
- مساعدة وتشجيع الطفل على معرفة مهاراته، واكتشاف اهتماماته.
المرونة في تربية الأطفال
من المهم للغاية تكييف الأبوة والأمومة حتى تتناسب مع مراحل حياة الطفل المختلفة، وتغيير القواعد والقوانين حسب ما يكون مناسبًا.[مرجع3]
القواعد والانضباط
إذا لم يتحكم الأهل في سلوك الطفل لن يتمكن من إدارة الطفل أو الاهتمام به بعدما يكبُر، كما أن القواعد تساعد الطفل على تنمية مشاعر ضبط النفس.[مرجع3]
تعزيز الاستقلالية
تشجع الاستقلالية الطفل على تنمية حس التوجيه الذاتي حتى يكون ناجحًا بالحياة، وتساعده على الشعور بالتحكم في حياته والسيطرة.[مرجع3]
الاتساق
يصعُب تربية الأطفال إذا لم تكن أساليب التربية التي يستخدمها الأهل متسقة، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال تحديد القواعد القابلة للتفاوض، وتحديد القواعد الثابتة، واختيارها بناءً على الحكمة وليس فرض القوة.[مرجع3]
تجنب الانضباط القاسي
الضرب، والصفع، والعقاب القاسي، والانضباط المبالغ به أمور لا يجب اتباعها أبدًا في تربية الأطفال للأسباب التالية:[مرجع3]
- تزيد من عدوانية الطفل، واستخدامها لحل النزاعات مع الآخرين.
- ترفع احتمالية أن يُصبح الطفل متنمرًا في المدرسة.
- مشكلات في علاقة الطفل مع الأطفال الآخرين.
شرح القواعد والقرارات
جميع الآباء لديهم توقعات ويرغبون بأن يرتقي الأطفال إليها، ولكن أغلب الأحيان لا يقوم الآباء بشرح ذلك للأطفال ويكتفون بوضع القواعد والقوانين والتوقع من الأطفال التقيد بها والالتزام بها.[مرجع3]
الاحترام
أفضل طريقة للحصول على معاملة مُحترمة من الأطفال في معاملته باحترام، وتقديم المجاملات له، والتحدث بأدب إليه.[مرجع3]
نصائح حول تربية الأطفال
على الرغم من أن تربية الأطفال أمر صعب ولكنه واجب على جميع الأهل، ومن أهم النصائح المفيدة:[مرجع2]
- يجب على الأهل أن يكونوا الشخص الذي يرغبوا بأن يُصبح الطفل عليه.
- إظهار الكثير من الحب للأطفال، وإغراقهم بالحب، والعناق، والقبلات.
- قضاء الوقت مع الأطفال وفعل الأمور التي يشعرون بالسعادة عند فعلها.
- التحدث مع الأطفال والاستماع إليهم.
- الاحتفال في جميع نجاحات وإنجازات الأطفال.
- التعاطُف مع المصاعب التي يمر بها الأطفال.
- استخدام أسلوب تأديب إيجابي وحازم.
- منح الأطفال الوقت الكافي واللازم حتى يتعلم أي سلوك أو معلومة.
- الوجود لأجل الأطفال دائمًا وتقديم الدعم لهم.
- الاعتماد على التواصل الفعّال وإجراء محادثات حقيقية مع الطفل.
- محاولة الاستماع للأطفال فقط دون منحهم أي تعليمات أو محاولة التدخل للمساعدة.
- قبول الطفل كما هو، والابتعاد عن مقارنته بالأطفال الآخرين.
- تشجيع الأطفال على اللعب في الأماكن الخارجية في الهواء الطلق.
- الاهتمام في الطعام الذي يتناوله الطفل، وتقديم الطعام الصحي والمغذي له.
- الثقة بالطفل ومنحه بعض الاستقلالية من خلال تركه يأخذ بعض القرارات لوحده.
- المدح والثناء على جميع التصرفات التي يقوم بها الأطفال.
لماذا يجب الاهتمام في تربية الأطفال؟
الاهتمام في تربية الطفل تساعد في تجنب حدوث الأمور التالية:[مرجع4]
- أمراض وحوادث الأطفال.
- استخدام المواد المخدرة، والتدخين، والكحول.
- التغيب عن المدرسة.
- تراجع الأداء الأكاديمي، وقلة التحصيل الدراسي.
- إساءة معاملة الأطفال، أو التعرّض للأذى.
- الإصابة في الاضطرابات النفسية، والأمراض الجسدية، والمشاكل العاطفية.
- المشاكل في بداية مرحلة المراهقة.
تطوير روتين صحي للأطفال
ممكن أن يساعد تطوير روتين صحي للأطفال على تعزيز أساليب التربية، وذلك من خلال:[مرجع5]
- الالتزام بالنوم والاستيقاظ في نفس الموعد كل يوم.
- توفير بيئة نوم مريحة للطفل.
- وضع روتين يومي للطفل والالتزام به.
- تناول وجبات الطعام معًا كعائلة.
- تخصيص وقت للقراءة يوميًا للطفل، والأفضل اختيار كتب معها رسوم توضيحية.
- جدولة الأنشطة اللامنهجية للطفل مثل كرة القدم، وفصل الفنون، والأنشطة الاجتماعية.
- السماح للطفل بالحصول على وقت لعب غير مجدول؛ لتقليل شعوره بالملل.