دليلك الشامل حول اضطرابات الأكل

يعاني الكثير من الأشخاص من اضطرابات الأكل المختلفة، إلا أن بعضهم لا يمكنه الاعتراف بهذا الأمر، مما يسبب الكثير من المشكلات الصحية، لذلك لا بد من معرفة تفاصيل هذه الاضطرابات.

اضطرابات الأكل

اضطرابات الأكل (Eating Disorder) هي مجموعة من السلوكيات النفسية والأفكار التي يتم من خلالها تطوير عادات غذائية غير صحية، وتشمل هذه الحالات الهوس إما بالطعام أو شكل الجسم أو الوزن، وتعد هذه الاضطرابات من أكثر الاضطرابات خطراً عالمياًَ.(المرجع 1) (المرجع 2)

أنواع اضطرابات الأكل

تتعدد أنواع اضطرابات الأكل بشكل كبير، إلا أن أكثرها شهرة هي:(المرجع 2) (المرجع 3)

اضطراب فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa)

من أكثر الأنواع شهرة، ويظن المصاب به أن لديه زيادة في الوزن وإن كان يعاني من فقدان خطير فيه، حيث يراقب الشخص وزنه بشكل مستمر ويلاحظ السعرات الحرارية التي يتناولها.

اضطراب الشره المرضي العصبي (Bulimia Nervosa)

لا يمكن للشخص المصاب بالشره المرضي العصبي التوقف عن تناول كميات كبيرة وغير محدودة من الطعام إلى أن يشعر بالألم من الإمتلاء، وعلى الرغم من ذلك يتمتع بوزن مثالي.

اضطراب الأكل بنهم (Binge Eating Disorder)

ويسمى أيضاً اضطراب الأكل القهري، من أكثر الاضطرابات شيوعاً بين المراهقين، حيث يتناول الشخص الطعام بكميات كبيرة جداً ولا يتوقف إلا عند الشعور بالانزعاج.(المرجع 4)

اضطراب الاجترار (Rumination Disorder)

ويحدث فيه عودة الطعام إلى الفم بعد وصوله إلى المعدة بشكل مقصود أو تلقائي دون الشعور بالتقيؤ أو الغثيان، وقد يقوم الشخص بإعادة مضغه وبلعه من جديد أو يقوم ببصقه.

أسباب اضطرابات الأكل

تلعب الكثير من العوامل في الإصابة باضطرابات الأكل المتنوعة، ومن هذه العوامل:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • الإصابة باضطرابات أخرى: تزيد بعض الاضطرابات النفسية الأخرى من خطر الإصابة بأحد أنواع اضطرابات الأكل.
  • العامل الوراثي: حيث أنه إذا عانى أحد أفراد العائلة من أحد أنواع اضطرابات الأكل فمن المتوقع بشكل كبير أن يعاني شخص آخر منها.
  • السمات الشخصية: تدفع بعض السمات الشخصية مثل العصبية والمثالية والاندفاع إلى مراقبة النفس بشكل كبير، مما يزيد من خطر الإصابة باضطرابات الأكل.
  • العامل الثقافي: تعمل انتشار بعض الأفكار والثقافات عبر وسائل الإعلام على ترويج بعض المعتقدات الخاصة عن شكل الجسم، مما قد يؤدي إلى الإصابة باضطراب الأكل.
  • عوامل بيولوجية: من النظريات المقترحة حالياً وجود خلال في مستويات السريروتونين والدوبامين الموجودة في الدماغ يعمل كمحفز للإصابة بهذه الاضطرابات.
  • عوامل شخصية: إن وجود بعض المشكلات النفسية والعاطفية تؤدي إلى الإصابة بهذه الاضطرابات، مثل توتر العلاقات العاطفية أو قلة تقدير الذات.(المرجع 3)

أعراض اضطرابات الأكل

بسبب تنوع اضطرابات الأكل، فإن الأعراض التي تظهر على الأشخاص تتفاوت في النوعية، ويمكن تقسيم هذه الأعراض بناءً على بعض الأنواع كما يلي:(المرجع 2) (المرجع 4)

أعراض اضطراب فقدان الشهية العصبي

تشمل أعراض اضطراب فقدان الشهية العصبي ما يلي:

  • التقييد الشديد بالنظام الغذائي.
  • الخوف الشديد من زيادة الوزن.
  • الرغبة الدائمة في النحافة، لذلك فإن الشخص يبقى مستمر باتباع الحميات الغذائية في حال انخفاض الوزن.
  • تقدير الذات لدى هذا الشخص معتمدة على شكل الجسم والوزن.
  • التصور الخاطئ عن شكل الجسم، وإنكار نقصان الوزن.
  • ممارسة الرياضة بشكل مفرط.
  • الصيام المتكرر عن الطعام.
  • القلق من تناول الطعام في الأماكن العامة.
  • محاولة التخلص مما تم تناوله من الطعام ، إما بالقيء أو المسهلات.

أعراض اضطراب الشره المرضي العصبي 

يمكن الاستدلال على الإصابة باضطراب الشره المرضي العصبي من خلال ملاحظة ما يلي:

  • نوبات متكررة من شره الطعام وعدم القدرة على السيطرة على هذه النوبات.
  • القيام بشكل متكرر بالتخلص مما تم تناوله أثناء نوبات الشراهة باتباع أساليب غير مناسبة، مثل القيء القسري أو الإبر الشرجية أو الملينات.
  • تأثير شكل الجسم على مدى تقدير الذات.
  • الخوف المستمر من زيادة الوزن، على الرغم من التمتع بوزن مثالي.
  • عادة ما يأكل الشخص أثناء نوبة الشراهة الطعام الذي يحاول تجنبه دائماً.

أعراض اضطراب الأكل بنهم 

أما أعراض اضطراب الأكل بنهم، فهي تشمل ما يلي:

  • تناول كميات كبيرة من الطعام بسرعة وخفية على الرغم من عدم الشعور بالجوع، إلى أن يشعر الشخص بالشبع المزعج.
  • فقدان السيطرة أثناء تناول الأكل بنهم.
  • الشعور بالخجل والذنب عند تذكر نوبات الأكل بنهم.
  • عدم اتباع أي وسيلة للتخلص مما تم تناوله أثناء نوبات النهم.
  • زيادة الوزن بشكل كبير.
  • الوقت الفاصل بين تناول الطعام لا يتجاوز الساعتين.

علاج اضطرابات الأكل

لا بد من اللجوء إلى العلاج في وقت مبكر، نظراً لمدى خطورة المضاعفات، وقد تشمل الخطة العلاجية ما يلي:(المرجع 5)

العلاج النفسي

يعتمد العلاج النفسي لاضطرابات الأكل على عدة نقاط، منها:

  • يكون شكل العلاج المتبع علاجاً عائلياً، ليتمكن الأهل من السيطرة على الأنماط الغذائية ومراقبة الأنماط الغذائية.
  • اتباع أسلوب العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد على تغيير السلوكيات غير المرغوبة واستبدالها بأنماط جديدة للأكل.

العلاج الدوائي

تشمل الأدوية التي يمكن أن تقلل من الأعراض النفسية التي يعاني منها الشخص أدوية الاكتئاب وأدوية مضادات الذهان وأدوية مثبتات الحالة المزاجية.

الاستشارات الغذائية

يتم تقديم جميع المعلومات الغذائية المتعلقة بكل حالة اضطراب الأكل على حدى، فلا يوجد حالتين لهما الأسباب والمحفزات المتشابهة، وخلالها يتم:(المرجع 6)

  • تصحيح المعتقدات والأفكار المتعلقة بالطعام وإرجاعها إلى مسارها الطبيعي.
  • دعم المريض وإبداء التفهم بشكل كامل.

الرعاية الصحية والمراقبة

تحتاج بعض الحالات الشديدة والمتقدمة إلى رعاية صحية متخصصة لما تعانيه من مضاعفات ناتجة عن نقص العناصر الأساسية في الجسم بالإضافة إلى فشل بعض الأعضاء.

مضاعفات اضطرابات الأكل

تسبب هذه اضطرابات مضاعفات خطيرة على صحة الشخص، فكلما زادت الفترة الزمنية التي يعاني فيها الشخص من الاضطراب زادت حدتها، ومنها:(المرجع 2) (المرجع 3)

  • وجود مشاكل صحية خطيرة مثل فشل القلب والدماغ.
  • مشكلات صحية متنوعة مثل تساقط الشعر والعقم وتكسر الأظافر وهشاشة العظام والتهاب الحلق بشكل متكرر وتورم الغدد اللعابية واضطرابات هرمونية.
  • الإصابة بالقلق أو مرض الاكتئاب.
  • التفكير بالانتحار.
  • مشاكل في النمو والتطور.
  • مشاكل اجتماعية وتوتر العلاقات مما يزيد القلق.
  • تعاطي المخدرات.
  • مشاكل في الحياة العملية وعدم تحمل الضغوطات.
  • الموت.

ارتباط اضطرابات الأكل بالاضطرابات الأخرى

يلاحظ غالباً ما يتزامن ظهور أعراض اضطرابات الأكل مع وجود نوع آخر من الاضطرابات، ومن هذه الاضطرابات:(المرجع 1)

  • اضطراب المزاج (Mood Disorders)
  • اضطرابات القلق (Anxiety Disorders).
  • اضطراب الوسواس القهري (OCD).
  • الإدمان على الكحول أو المخدرات.

ابدأ العلاج
بسرية وخصوصية تامة