الخوف من الرفض: اعرف أكثر

الخوف من الرفض: اعرف أكثر

يعد الخوف من الرفض أو الرفض الاجتماعي من الأمور التي يميل لها الإنسان حسب الفطرة؛ لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، وبحاجة لإظهار سلوكيات مؤيدة للمجتمع حتى يتم قبوله في المجتمع.[مرجع1]

 

ما هو الخوف من الرفض؟ 

هو خوف قوي من أن يضع الشخص نفسه في موقف يؤدي لرفضه من قِبَل الآخرين. وقد يتفاقم هذا الخوف حتى يعيق حياة الشخص اليومية إذا ما لم يتم علاجه أو السيطرة عليه في مراحله المبكرة.[مرجع4]

 

أسباب الخوف من الرفض

هناك أكثر من سبب للخوف من الرفض، ومنها:

الوحدة

أكبر أسباب الخوف من التعرض للرفض هو الخوف من أن لا يندمج الشخص في أي من المجموعات في المجتمع. أو أن لا يتم قبوله من الأشخاص الآخرين، ولذلك يكون حريصًا للغاية حول الأمور التي يتفوه بها، والطريقة التي يتعامل بها مع الأشخاص.[مرجع1]

التجارب السلبية

أحيانًا يكتسب الشخص الخوف من الرَفض بسبب التجارب السابقة التي تعرض لها وتم رفضه بها، أو التجارب الاجتماعية التي سببت الأذى للشخص مثل التعرض للتنمر في طفولته. أو الرفض العاطفي في مراحل مبكرة من حياته.[مرجع1]

إذا واجه شخص ما رفضًا عاطفيًا غير متوقع في وقت مبكر من حياته، فقد يتسبب ذلك في تطوير مشكلات الثقة.

العلاقات الأسرية 

علاقة الشخص مع والديه هي الأساس في العلاقات التي يشكلها في المستقبل، لذا إذا ما تم رفض الشخص من أحد والديه، كآلية تأقلم سوف يحاول حماية نفسه من التعرض للرفض مرة أخرى في حياته.[مرجع1]

 

علامات الخوف من الرفض

هناك 6 علامات رئيسية تدل على أن الشخص يخاف من الرفض، وهي:

المبالغة في ردة الفعل

بمجرد التعرض للرفض في أي تجربة ولأي سبب كان تكون ردّة الفعل مبالغ بها، والاستجابة للرفض كبيرة حتى لو كان الرفض صغيرًا.[مرجع3]

تتابع التجارب الفاشلة

واحدة من العلامات هي أن الشخص لا يمكنه تجاوز أي عَقَبة يقع بها، أو أي فشل يواجهه بحياته، ويقع في دوامة لا منتهية من التجارب الفاشلة المتتالية بسبب عدم القدرة على التجاوز.[مرجع3]

الغضب الشديد

غالبًا ما يكون الغضاب مصاحبًا للخوف من الفشل؛ لمحاولة إخفاء الخوف أو التغلب عليه. ولكن الغضب يوجه طاقات الشخص للطرف الآخر، بدلًا من توجيهها لنفسه وحل مشاكله الداخلية.[مرجع3]

القلق من إطلاق الأحكام

الكثير من الأشخاص يشعرون بعدم الكفاءة أو عدم الجدارة، وهو واحدة من الأسباب التي تجعلهم يخافون الرفض، بالإضافة للخوف من الأحكام التي سيتم إطلاقها عليهم من الآخرين.[مرجع3]

التظاهر بعدم الاهتمام

البعض لا يهتم حقًا فيما يفكر به الآخرين عنه، ولكن جزء كبير من الأشخاص يتظاهر بذلك؛ حتى لا ينزعج من الأحكام التي تطلق عليه، أو رفضه.[مرجع3]

الاستقلالية والاكتفاء الذاتي

كلما كان الشخص أكثر اكتفاءً بذاته كلما كان أكثر حساسية للأحكام التي تُطلق عليه، وحتى إن لم يكن لديه أي خوف من الرفض يكون ذلك بسبب تجنب هذه المشاعر لا أكثر.[مرجع3]

 

آثار الخوف من الرفض 

يؤثر الخوف من التعرض للخوف الكثير على جميع جوانب حياة الشخص، وذلك على النحو الآتي:

الحياة المهنية والعملية

قد يكون للخوف من الرفض تأثير سلبي كبير على الحياة المهنية والعملية، وذلك حسب الآتي:[مرجع2]

    • فقدان فرص عمل جيدة.
    • عدم المطالبة في زيادة الأجور، أو مناقشة المسؤوليات في العمل.
    • بقاء الشخص عالقًا في نفس الوظيفة بسبب خوفه من تغييره.
    • الخوف من مقابلات العمل، وبالتالي عدم الذهاب للمقابلات.
    • العمل جاهدًا وفوق ما تحتمله طاقته لأجل إثبات نفسه في مكان العمل.
    • التوقف عن النمو الوظيفي، ووضع الأهداف أو الأحلام والسعي لتحقيقها.

    العلاقات الرومانسية

    أبرز تأثيرات الخَوف من الرفض على العلاقات الرومانسية:[مرجع2]

      • قلة الاهتمام أو عدم إظهار الاهتمام.
      • تجنب مشاركة المشاعر مع الشريك.
      • الغيرة وعدم الأمان، مع الاحتياج المُبالغ به.
      • تفضيل الابتعاد عن العلاقات الرومانسية بشكل عام حتى لا يتعرض للرفض.

      المواقف الاجتماعية

      تأثير الخوف من التعرض للرفض على المواقف والحياة الاجتماعية يكون بالشكل التالي:[مرجع2]

        • الابتعاد عن التجمعات أو المناسبات الاجتماعية.
        • الجلوس في مكان بعيد عن التجمعات، وتجنب التحدث إلى الآخرين.
        • عدم معرفة ما يجب قوله أو الخوف من قول أشياء غبي، أو نسيان اسم شخص.
        • مشاعر الوحدة.
        • فقدان القدرة على تكوين صداقات أو علاقات جديدة.
        قد يدفعك الخوف من الرفض إلى الانخراط في سلوكيات مثل العدوانية السلبية أو إرضاء الناس.

        السلوكيات الشخصية

        بعض السلوكيات السلبية التي يكتسبها الشخص بسبب خوفه من الرفض:[مرجع2]

          • وضع توقعات غير واقعية للآخرين.
          • التشبث بالآخرين.
          • الحاجة للشعور بالطمأنينة باستمرار.
          • الشعور بالشك أو الغيرة.
          • المقارنة السلبية مع الآخرين.
          • التردد في مشاركة الأفكار أو الأعمال الإبداعية مع الآخرين.

           

          النتائج النفسية للخوف من الرفض

          ينتج عن الخَوف من الرفض الكثير من الأعراض الجسدية مثل التعرق والتململ والارتجاف وتجنب التواصل البصري، كما أن لهذا النوع من الخوف نتائج نفسية على الشخص، منها:[مرجع4]
          • الرفض في المواقف التالية، حيث يمكن أن تقل ثقة الشخص بنفسه في هذه الحالة.
          • يصبح الشخص أكثر عرضة للتلاعب العاطفي.
          • شعور الأشخاص المقربين بخيبة الأمل بسبب مراعاة مشاعر الشخص ذاته بطريقة مبالغ بها عند محاولتهم المساعدة في تخطي الأمر.

           

          كيفية التعامل مع الخوف من الرفض

          بالإمكان التعامل معه بالطرق التالية:

          القبول 

          من المهم للغاية قبول خوف الرفض حتى يتمكن الشخص من التعامل معه والتغلب عليه، كما أن قبوله يقلل من توبيخ النفس أو لومها، ومن الأفكار السلبية حول التعرض للرفض.[مرجع2]

          الحديث الذاتي الإيجابي

          تعزيز الثقة بالنفس والتفكير الإيجابي من خلال الحديث الإيجابي مع النفس يساعد على تحسين المزاج، ويُقلل من مشاعر الخَوف من الرفض، وبشكل خاص في المواقف الاجتماعية.[مرجع2]

          تقوية الثقة بالنفس

          الثقة بالنفس تساعد الشخص على التماسك مع نفسه، وإثبات نفسه في المواقف الاجتماعية؛ حيث أن الشخص الواثق بنفسه لن يهتم أبدًا لآراء الآخرين أو الأحكام التي يطلقونها عليه.[مرجع2]

           

          طرق السيطرة والتغلب على الخوف من الرفض

          عند مواجهة خوف شديد من الرفض يُمكن التغلب عليه بأحد الطرق التالية:

          تحسين مهارات التنظيم الذاتي

          التنظيم الذاتي هو قدرة الشخص على تحديد سلوكياته وعواطفه، والتحكّم بها، ويلعب دورًا كبيرًا بالسيطرة على الخوف من التعرض للرفض، وذلك من خلال تحديد الأفكار السلبية التي تساهم في الشعور بالخوف، وتغييرها لأفكار أكثر إيجابية.[مرجع4]

          مواجهة المخاوف

          التجنب لن يساعد في التخلص من الخوف من الرفض، لذا يجب مواجهة هذا الخوف، وتعريض النفس للمواقف التي يخشى الرفض بها، ومع مرور الوقت وتكرار التجارب سوف يتلاشى الخوف.[مرجع4]

          المرونة النفسية

          تساعد المرونة النفسية على زيادة الشعور بالقوة والتفاؤل بعد التعرض للرفض في أحد المواقف، كما أنها تعزز من ثقة الشخص بنفسه، ورعاية النفس.[مرجع4]

           

          حساسية الرفض ( RSD)

          والتي تعرف أيضًا باسم خلل النطق الحساس للرفض، وهو الألم العاطفي الشديد الذي يشعر به الشخص عند تعرضه للرفض، ويتم تطويره بسبب الخوف من الرفض، ويُمكن تمييزه من خلال الآتي:[مرجع5]

            • سهولة الشعور بالخجل والحَرَج.
            • تدني احترام الذات وصعوبة الإيمان بالنفس.
            • مشكلة في احتواء المشاعر عند الشعور بالرفض.
            • نوبات الغضب أو البكاء الهستيري المفاجئ.
            • الميل لكتم المشاعر وإخفاؤها بدلًا من التعامل معها.
            • الرغبة في إرضاء الناس الآخرين؛ لعدم الشعور بالرفض منهم.
            • تجنب بدء أي مشاريع جديدة أو وضع أهداف جديدة خوفًا من أن لا يتم قبولها.
            • السعي لتحقيق الكمال.

             

            كلمة من عرب ثيرابي

            يمكن للعلاج النفسي أن يكون ذو فاعلية عالية في الخوف من الرفض، حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن العلاج يعمل على:

            • زيادة ثقة الشخص بنفسه.
            • الحد من الخوف.
            • زيادة احترام الذات.
            • التخلص من بعض المشكلات النفسية المرتبطة بالأمر مثل الوسواس القهري أو اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق الاجتماعي.